الخوف و القلق
طالب الإستشارة: سماح
سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.
رقم الإستشارة: 2/909
التاريخ: الأربعاء, سبتمبر 9, 2015 - 00:03
محولة إلى: أ. لينا القعيّد
السلام عليكم انا فتاه ابلغ من العمر سته و عشرين سنه اعاني من خوف شديد اتعبني كثيرا و فقدت متعه الحياه بعدما حلمت حلما و فسرته بقلبي على انه سيء و انا لهذا الوقت خائفه من هذا الحلم , ليس فهذا فحسب فبعض الاحيان تاتيني افكار عن امي حفظها الله و رعاها على انها السبب في كل ما يحصل لي من مشاكل نفسيه و اكتئاب و اشعر في بعض الاحيان انها عقدتني من الحياه , فعندما تاتيني هذه الافكار انزعج بشده و ياتيني كره شديد لها لدرجه اني اتخيل نفسي اتشاجر معها و ادعو لها بالموت و العياذ بالله , او خواطر عنها مثل لماذا لا تذهب بعيدا و ارتاح منها . و بعد ذلك اشعر بندم شديد على ما فعلته و حسره لا يمكن وصفها و لكن المشكله الكبرى ان هذه الافكار تاتيني في كثير من الاحيان و تزعجني و تقلقني لدرجه تمني الموت و فماذا علي ان افعل؟؟؟
استشارتك عزيزتي سنقوم بالرد عليها من جانبين:
الجانب الأول وهو الحلم. في الأحلام لابد من أن نعرف أن هناك رؤيا صالحة وهناك أضغاث أحلام
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الرؤيا الصالحة من الله والحُلُم من الشيطان ، فإذا حَلَمَ أحدكم حُلُماً يخافه فليبصق عن يساره ،
وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره "
لكن ما يهمني كأخصائية نفسية هو أن نفهم أن القلق هو حالة من عدم الإرتياح مكونة من مشاعر الخوف و عدم اليقين من النتيجة ،
تحدث بسبب موقف نكون خائفين من نتيجته (الحلم الذي حلمتيه ) فنبدأ باتباع أساليب معينة تساعدنا في السيطرة على هذا الموقف
إما أن نخبر أنفسنا بأن نتوقف عن القلق أو نحاول تطمين أنفسنا أو نبحث عن التطمين من الآخرين أو نعاقب أنفسنا وننقدها أو نكتم مشاعرنا وقلقنا ، وهذه الأساليب تسبب لنا الضيق وفقدان المتعة بالحياة واستمرار وجود المشكلة.
فلابد من أن نقوم بإعادة البناء المعرفي لدينا ونقصد من ذلك نتعلم فنيات تقبل الغموض والمواقف التي لا نعرف نتيجتها ولا نستطيع التحكم فيها وزيادة الثقة بالنفس في القدرة على مواجهة التحديات المستقبلية وزيادة تحملنا لهذه المشاعر المزعجة والطرق الصحية للتعبير عنها وتقليل إعتمادنا على الأساليب الغير صحية التي نقوم بها للسيطرة على هذا الخوف.
فبإختصار نحن نحاول تغيير طريقة تفكيرنا وردة فعلنا تجاه القلق
أما بالنسبة للجانب الثاني: الأفكار التي تأتيك بشأن والدتك.
الأفكار المتكررة والمستمرة الغير مرغوبة التي تسبب لنا الشعور بتأنيب الضمير والخوف نسميها أفكار وسواسية.
بالغالب دائما ما نحاول إيقافها ونجعلها تختفي لكنها تعاود الظهور رغما عن إرادتنا وهذا ما يسبب لنا مزيد من الإحباط والتعب.
أحيانا يكون محتوى هذه الأفكار عنيف مثل : التشاجر مع والدتك والدعاء عليها بالموت أو تخيل إيذائها، ولأن هذه الأفكار لا تختفي فنجد صعوبة في التعامل معها ( صعوبة وليس استحالة)، بتطبيق الفنيات السلوكية نستطيع تغيير ردة فعلك لهذه الأفكار وبالتالي يكون هناك سيطرة أكبر على الدماغ مما يخفف مستقبلا من قوة هذه الأفكار عليك.
نحن لا نحاول أبدا إلغاء هذه الأفكار، لكن نغير تقييمك ونظرتك لها فلا تكون مخيفة أو مزعجة.
لكن غالبا نحتاج إلى معلومات أكثر لنتمكن من التشخيص الصحيح ، لذا أنصحك بزيارة الطبيب النفسي والمتابعة مع الأخصائي النفسي
لأخذ جلسات العلاج السلوكي المعرفي.
فينقصنا معرفة المواقف التي تثير هذه الأفكار، وما إذا كان هناك أفكار أخرى تسبب لك الضيق، ومدى تكرار حدوث هذه الأفكار وشدتها والأساليب التي تتبعينها لمقاومتها.
دمت بحفظ الله ورعايته