الحماية الزائدة
طالب الإستشارة: فتاة_مجهولة
سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.
رقم الإستشارة: 1/1236
التاريخ: الأربعاء, فبراير 10, 2016 - 17:06
محولة إلى: أ. وجدان العباس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الامر هو انني على مشارف الجامعة
انا طالبة في اخر سنة ثانوية
وطموحي هو دراسة الطب
لكن بسبب شروط القبول الصعبة في بلدي
انا بحاجة للانتظار سنة او سنتين لاطور شخصيتي واعمل واتطوع حتى اصبح مؤهلة للقبول
الامر هو انني اردت استغلال هاتين السنتين في دراسة اللغة الفرنسية في جامعة مرموقة بعيدة عن قريتي كثيرا
لانني بحيرة اذا ما اردت فعلا الدراسة في دولتي او في فرنسا واردت متسعا من الوقت اقوم بدراسة لغة فيه بشكل اكاديمي في حالة احتجت لعمل استطيع استغلالها بشكل جيد لتوفير مال لتعليمي
لكن !
والدتي ترفض تماما ان ادرس الفرنسية وادرسها في تلك البلد بالذات لانها بعيدة عن قريتي كما ان الاوضاع الامنية فيها دائمة التقلب بسبب سياسة الدولة التي اعيش فيها
لكنها نفسها درست في تلك البلدة وانا ولدت فيها واشتاق اليها ولا ارى مكانا اخر يناسبني
لا ادري هل حمايتها المفرطة سببها الظرف الصعب الذي اعاني منه الان (والذي ارسلت استشارات بخصوصه سابقا) ام هو منها ، ومع ذلك فانا اخطط للسفر لتلك البلدة وتقديم طلب التسجيل ومحاولة حجز سكن في الجامعة حتى شهر اكتوبر الذي تبدأ فيه الجامعات سنتها الجديدة عل تبدل رأيها وتحسنت ظروفي
ملاحظة :-
انا طالبة مجتهدة وعلاماتي تؤهلني لمنح دراسية في مواضيع صعبة لذلك المال ليس همي ولا اخطط ان ادرس على حساب اهلي
ماذا افعل كي اقنعها ؟!
كيف اواجهها وهي عندما تحدثت بالموضوع على سبيل المزاح لاول مرة ! اصابها الجنون .
وهل انا واقعية في ما افعل ام انني محض طفلة ذات خيال واسع لا اكثر ؟!
امي تغضب كثيرا لانها تقول لي انني لا اريد المكوث في المنزل ودوما اذكر رغبتي في العيش وحدي وانها ووالدي لم يقصرا بي ولا ينقصني شيء لافكر بتلك الامور كما انها لم ترى فتيات مثلي يردن العيش لوحدهن بعيدا عن اهلهن
وانا اعلم هذا وممتنة لذلك لكنني اعلم ان الفتيات في بلادي اصلا يعشن بالجامعة هذا اولا ، ثانيا انا اشبه والدي برغبتي بالاستقرار وورثت هذا عنهم ان صح القول
كما انه لا ارى امرا غريبا في حاجتي هذه واظنها جزءا من التقدم بالعمر والنمو فلماذا تراها تهديدا لكل شيء
كيف ارد عليها ؟!
كيف اقنعها ؟!
شكرا لكم .
الامر هو انني على مشارف الجامعة
انا طالبة في اخر سنة ثانوية
وطموحي هو دراسة الطب
لكن بسبب شروط القبول الصعبة في بلدي
انا بحاجة للانتظار سنة او سنتين لاطور شخصيتي واعمل واتطوع حتى اصبح مؤهلة للقبول
الامر هو انني اردت استغلال هاتين السنتين في دراسة اللغة الفرنسية في جامعة مرموقة بعيدة عن قريتي كثيرا
لانني بحيرة اذا ما اردت فعلا الدراسة في دولتي او في فرنسا واردت متسعا من الوقت اقوم بدراسة لغة فيه بشكل اكاديمي في حالة احتجت لعمل استطيع استغلالها بشكل جيد لتوفير مال لتعليمي
لكن !
والدتي ترفض تماما ان ادرس الفرنسية وادرسها في تلك البلد بالذات لانها بعيدة عن قريتي كما ان الاوضاع الامنية فيها دائمة التقلب بسبب سياسة الدولة التي اعيش فيها
لكنها نفسها درست في تلك البلدة وانا ولدت فيها واشتاق اليها ولا ارى مكانا اخر يناسبني
لا ادري هل حمايتها المفرطة سببها الظرف الصعب الذي اعاني منه الان (والذي ارسلت استشارات بخصوصه سابقا) ام هو منها ، ومع ذلك فانا اخطط للسفر لتلك البلدة وتقديم طلب التسجيل ومحاولة حجز سكن في الجامعة حتى شهر اكتوبر الذي تبدأ فيه الجامعات سنتها الجديدة عل تبدل رأيها وتحسنت ظروفي
ملاحظة :-
انا طالبة مجتهدة وعلاماتي تؤهلني لمنح دراسية في مواضيع صعبة لذلك المال ليس همي ولا اخطط ان ادرس على حساب اهلي
ماذا افعل كي اقنعها ؟!
كيف اواجهها وهي عندما تحدثت بالموضوع على سبيل المزاح لاول مرة ! اصابها الجنون .
وهل انا واقعية في ما افعل ام انني محض طفلة ذات خيال واسع لا اكثر ؟!
امي تغضب كثيرا لانها تقول لي انني لا اريد المكوث في المنزل ودوما اذكر رغبتي في العيش وحدي وانها ووالدي لم يقصرا بي ولا ينقصني شيء لافكر بتلك الامور كما انها لم ترى فتيات مثلي يردن العيش لوحدهن بعيدا عن اهلهن
وانا اعلم هذا وممتنة لذلك لكنني اعلم ان الفتيات في بلادي اصلا يعشن بالجامعة هذا اولا ، ثانيا انا اشبه والدي برغبتي بالاستقرار وورثت هذا عنهم ان صح القول
كما انه لا ارى امرا غريبا في حاجتي هذه واظنها جزءا من التقدم بالعمر والنمو فلماذا تراها تهديدا لكل شيء
كيف ارد عليها ؟!
كيف اقنعها ؟!
شكرا لكم .
حياكِ الله يا فتاتنا الرائعة
كم يشدّنا فيكِ طموحك و حُسن تجاوزك لعقبات الطريق التي واجهتك
فالإنسان كلما كان أكثر صبراً و إصراراً كلما كان أكثر نجاحاً و نال ما يريد
زادكِ الله من فضله ووهب لكِ من خزائن رحمته ما لا يملكها إلا هو
إنك تواجهين مجموعة تحديات و لهذا تشعرين بالحيرة و عدم القدرة على اتخاذ القرار أو تحديد المصلحة
و دعيني أصوّر لك تحدياتك حتى تتضح الصورة و نستطيع التوصل لقرار يناسب الجميع
إن وجودك في مكانٍ كالذي تعيشين به هو بحد ذاته تحدٍّ لك ( في الثبات على الدين)
و هنيئاً لك بقوة شخصيتك التي ظهرت في ذلك و هنيئاً لك ما لكِ من أجر مضاعف ففي الحديث : " عبادةٌ في زمن الفتن كهجرةٍ إلي" وَ أجر الواحد منكم كأجر ٥٠ من الصحابة
لأن المكان و الزمان يفتنان المرء عن دينه، فأبارك لك فوزك في هذا التحدي و أسأل الله لكِ الثبات و الهداية و السداد
التحدي الثاني أنكِ تعيشين الحياة باتزان بعد أن أربكها صاحبك السابق
كفاكِ الله شرّه..
التحدي الآخر هو تعاملك مع والدتك و خصوصاً بعد المشكلة التي حصلت و ما لها من دورٍ في ذلك بإفراطها بثقتها في الرجل بادئ الأمر
لكن اعلمي أن الجميع معرض للخطأ و ليس لأنها أخطأت الرأي في هذا الأمر لا نعتد برأيها مرة أخرى أو لا نثق به
فللأمهات نظرة نجهلها نحن الأبناء، يكفينا بأن الله زوّدهم ببصيرة فطرية يحسون بنا دون أن نتكلم و يعلمون الحقيقة و لو أخفيناها و يشفقون علينا أكثر من أنفسنا، يدركون أخطاراً لا ندركها
هكذا فطر الله قلوب الوالدين و أحيانا يرفضون الأمر بسبب غير مقنع لكن إذا أطاعهم الابن في رفضهم و احترم مشاعرهم فوالله لن يضيع الله له هذا العمل
هم يرفضون لإحساسهم الداخلي أن هذا الأمر لا خير فيه لفلذة كبدنا
و ما شرحتِه من وضعك التعليمي و قلقك من حماية والدتك لك
أقول لك فيه:
- علمياً أنتِ لم تصِلي بعد إلى السن الذي تتمكنين فيه من الاستقلال التام و رؤية الأمور بوضوح، و أقل سن في ذلك هو ٢١ عام.
- الفرق بين الحماية الزائدة و الرحمة الفطرية التي أودعها الله في قلب الأم ، أن الأولى تعيق الحياة و الثانية تبدّل خيارات الابن المقلقة دون أن تمنعه نهائياً من الأمر ، فمثلاً هي لم تمنعك من الدراسة أو العلاقات الاجتماعية ككل كما لو أنها تحميك بشكل زائد
إنما لا تريد ابتعادك عنها و في وضع سياسي مقلق ، هذا يؤلمها لأنك لن ترحلي لوحدك بل سيرحل قلبها معك و لكِ أن تتخيلي حياة إنسان جسد بلا روح
تماماً كالحزن الذي كان يشعر به يعقوب عليه السلام عندما غاب ابنه عنه
و كالحزن الذي أصاب أم موسى عندما غاب طفلها مؤقتاً
- هل بإمكانك تعلّم اللغة عن بُعد؟ عن طريق الدروس في الانترنت؟
- مشاعرك تجاه تلك البلدة لا تعد ميزة تؤيدك للدراسة فيها و كون أمك درست فيها فالوضع الأمني مختلف و ما كان مناسبا بالأمس لم يعد مناسباً اليوم
- بعد هذه النقاط التوضيحية ، صلي صلاة الاستخارة و اجمعي إيجابيات ذهابك لتلك الجامعة و سلبيات ذلك
و اعلمي أن قناعة الوالدين في مثل هذه الأمور أمرٌ لا يستهان به من واقع خبرات كثيرة
نسأل الله أن يلهمك رشدك و يزيدك قوةً و ثباتاً
و نستودع الله دينك و أمانتك و خواتيم أعمالك.
لا مانع أن تخططي للوصول إلى خيارك الأول بكل داب وهدوء، ولكن من الحكمة أن تضعي لنفسك خطة بديلة لهدف بديل فيما لو لم توفقي في الوصول لهدفك الأول. لا نريدك ان تصدمي ثم تتعطلي لأن البديل الآخر غير جاهز.
وفقك الله