الزوج المكتئب
طالب الإستشارة: B123556
سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.
رقم الإستشارة: 1/1125
التاريخ: الثلاثاء, يناير 12, 2016 - 23:35
محولة إلى: أ. تهاني الشريف
زوجي منذ توفيت والدته رحمها الله(اكثر من سنتين) لم يعد كما كان. اصبح يردد من فترة لاخرى ياليت اموت وارتاح. وكل مرة يتذكرها يبكي مثل الطفل. لدرجة لا يريد الانتقال من المنزل الذي كنا نتشارك فيه معها لانه لايريد ترك ذكرياته معها. اهمل في عمله ولا يذهب له باستمرار واصبح نوعا ما يفضل اثارة المشاكل حتى لو على سبب بسيط. ويرفض تلقي النصائح من احد، خاصة اني قد طرحت عليه زيارة طبيب يساعده ليتجاوز الازمة ورفض. من فترة اكتشفت انه يشرب مما سبب مشكلة كبيرة. خاصة اننا متزوجان منذ ٨ سنوات. بالمقابل هو شخص معدنه جيد. طيب ومحب لاطفاله اريد طريقة تجعله يتخلص من الشراب والاهم من شعور الحزن المرافق له منذ وفاة والدته رحمها الله. جزيتم خيراً
يبدو أن زوجك يمر بمرحلة اكتئاب شديد أثرت على تأدية وظائفه الحياتية متمثلة في علاقته بذاته وبالاخرين وعلى عمله ايضًا. فهو يسيء معاملة ذاته بعدم الانتظام في العمل واللجوء الى الشراب كنوع من التعويض عن الشعور بالفقد او للرغبة للشعور بالقيمة او للهرب من الشعور بالألم النفسي. وبالتالي تنعكس هذه العلاقة السلبية مع الذات على الجوانب الأخرى في حياته.
المدة التي قضاها زوجك في الإكتئاب بعد وفاة والدته تعتبر طويلة نسبيا حيث أنه لم يتجاوز مشاعر الفقد الطبيعية، ولم يستطع إكمال حياته بصورة طبيعية رغم مرور فترة زمنية كافية، وذلك يستدعي تدخل علاجي لمساعدته.
هنا سنقدم لك بعض النصائح المفيدة في تعاملك معه وتحسن حالته للأفضل إان شاء الله، لكنها قد لا تكون كافيه بدون مراجعة عيادة نفسية:
1- كوني سكنًا له.. إحتويه.. أشعريه بتقبلك له مهما أبدى من سلوكيات غير محببة، ربما تتحسن صورته عن ذاته، وبالتالي يخفف من ممارسة السلوكيات غير المحببة من قبلك.
2- أطفالكما لهم دور كبير في تحسن حالته للأفضل وذلك بأن تشجيعهم على التعبير عن حبهم له وعن احتياحهم له سواء بالقول او الفعل ايضا.
3- شجعيه على المشاركة معك ومع الابناء في انشطة محببة كاللعب أو قراءة قصة او الخروج للتنزه او زيارة قريب.
4- شجعيه على رؤية الجانب الإيجابي من الأفكار والمواقف وذلك بأن تناقشيه في الافكار السلبية واحلال افكار ايجابية عوضا عنها. كما يفيده ذكر مميزات التفكير الايجابي عن ذاته وعن جوانب حياته المختلفة (اجعليه هو يفكر ويقترح البدائل الايجابية).
5- شاركيه ممارسة الرياضة لما لها من أهمية كبرى في تحسن المزاج حيث يتم اثناءها افراز هرمون الأندروفين المسئول عن الإحساس بالسعادة والاسترخاء.
6- غيري روتين المنزل وذلك بتغيير معين في اثاثه، اضاءته، اضافة اشياء بسيطة كالورود مثلا.
7- احرصي على تزويده بالغذاء الصحي الذي يساهم في تحسين المزاج.
8- اذا كان لديه رفقة سيئة حاولي ابعاده عنهم بطريقة غير مباشرة، وشجعيه في المقابل على الاختلاط بالأشخاص الصالحين الإيجابيين.
9- ذكريه بمعية الله وقربه من عبده وأنه سبحانه يجبر ويكرم ويقوي من يلجأ اليه. اسندي كلامك بأحاديث وايات وقصص من السلف الصالح.
10- ناقشيه فيما يمكن أن تستفيده والدته أو يستفيده هو من البقاء في المنزل القديم والعيش في الماضي الكئيب، غير زيادة اكتئابه، وهذا ما لن ترضاه والدته لو كانت تسمعه وتراه.
واخيراً، فقد ترين مراجعة طبيب نفسي نيابة عنه، وشرح الحالة وربما تحدث معه الطبيب على الهاتف ليصل إلى تشخيص أدق. قد يصف له الطبيب النفسي دواءً يفيده في الخروج من حالة الإكاتئاب التي يعيشها وعيشكم فيها، وطمأنه أن هذه الأدوية لا ضرر منها ولا تسبب الإدمان ولا خلافه.
أعانك الله وأثابك بكل خير..