التفسير المعرفي للوسواس القهري

كاتب المقال: د.صلاح الدين السرسى
التاريخ: السبت, أبريل 25, 2015 - 15:39

من المعروف أن الوساوس ما هي إلا أفكار مقحمة ، وأن هذه الأفكار غالبا ما تكون خاطئة ، لكن نتيجة هذه الوساوس يجد المرء نفسه مدفوعاً لاجترارها ، ويحاول جاهداً درء خطرها ، اما بالتأكيد المتكرر ، أو بفعل ما يعفيه من الشعور بالذنب ، وقد استقر رأي الاختصاصيون المعرفيون على ستة مخططات (غير وظيفية) تحكم تفكير الوسواسي هي:

1-     تضخيم المسئولية عن الأذى : ويتضمن هذا التضخيم العناصر التالية :

أ‌-    الاعتقاد بأن مجرد توقع حدوث الأذى يحمِّل المرء بذل مجهود كبير لمنع هذا الأذى بأي وسيلة.

ب‌-الاعتقاد بأن المرء يتسبب في حدوث الأذى لنفسه وللآخرين .

ج- اعتقاد المرء بأنه يمكنه منع الأذى عن نفسه وعن الآخرين من خلال قيامه ببعض الأفعال   والطقوس.

د- اعتقاد المرء بأن فشله في منع أذى معين يتساوى مع تسببه عمدا في الإيذاء.

2-     المبالغة في أهمية الإقحامات، ويتضمن هذه المبالغة العناصر التالية:

أ‌-        إضفاء المرء أهمية عظمى على مجيء الإقحامات إلى ذهنه بحيث يعتقد أن مجرد اندفاع الأفكار والصور الذهنية إلى عقله يعني أنها مهمة ، ويجب التفكير فيها.

ب‌-    الاعتقاد بأن التفكير في شيء سيء يعني رغبة المرء في حدوث هذا الشيء في الواقع.

ج- الاعتقاد بأن الإقحامات السيئة التي تندفع إلى ذهن المرء تنم عن شخصيته الحقيقية.

د- اعتقاد المرء أنه سيعاقب جزاءً لوجود الأفكار والصور الذهنية السيئة في عقله.

هـ- الخلط بين التفكير والفعل. ويتكون الخلط بين التفكير والفعل من عنصرين فرعيين أساسيين:

·         الخلط بين التفكير واحتمال حدوث الفعل ، ويعني اعتقاد المرء أن مجرد التفكير في شيء ما يزيد احتمال حدوثه في الواقع سواء كانت هذه الأفكار تتعلق بالمرء نفسه أو بالآخرين ، ويرتبط هذا الاعتقاد بما يعرف بالتفكير السحري ، والذي يشير إلى إعتقاد المرء أن أفكاره وحدها كفيلة بأن تؤثر على الأحداث الواقعية .

·         الخلط الأخلاقي بين التفكير وتنفيذ الفعل ، ويعني اعتقاد المرء أن أفكاره المقتحمة السيئة تكافيء من الناحية الأخلاقية القيام بالأفعال السيئة أو المحرمة.

3-     المبالغة في ضرورة التحكم في الإقحامات، ويتضمنهذا:

أ‌-           اعتقاد المرء في ضرورة تحكمه الكامل في الأفكار والصور الذهنية التي تقتحم عقله .

ب‌-       اعتقاد المرء في ضرورة مراقبته لأية فكرة أو صورة ذهنية تندفع إلى عقله وضرورة تعقبه لأحداثه العقلية.

ج- اعتقاد المرء بحدوث مترتبات سلبية (واقعية أو انفعالية) نتيجة فشله في التحكم في رالإقحامات.

د- اعتقاد المرء أن التحكم الكامل في كل ما يدور في ذهنه شيء ممكن ومرغوب.

4-     المبالغة في تقدير التهديد ، ويتضمن الآتي:

أ‌-           المبالغة في تقدير احتمالات حدوث الأذى.

ب‌-       المبالغة في تقدير شدة الأحداث المؤذية.

ج- اعتقاد المرء أنه معرض أكثر من غيره للإصابة بالأذى ، سواء الأذى الداخلي (مثل المشاعر) أو الأذى الخارجي (مثل : المرض والحوادث).

5-     عدم تحمل الأمور غير المؤكَّدة ، ويتضمن هذا الآتي:

أ‌-           الاعتقاد في ضرورة التأكد من كل شيء وخاصة قبل اتخاذ أي قرار ، ويتبدى هذا في اتسامهم بالحذر الشديد ، ويستغرقون وقتا أطول قبل اتخاذهم أي قرار ، كما يطلبون معلومات أكثر ليتخذون القرار المناسب ، ومع كل هذا يشكون في صحة قراراتهم.

ب‌-       الاعتقاد في أن الأمور غير المؤكدة تؤدي إلى مترتبات انفعالية سلبية ، كالقلق والإحباط ، وتؤدي إلى مترتبات واقعية سلبية ، مثل ارتكاب الأخطاء أو صعوبات في العمل.

ج- الاعتقاد في ضرورة تجنب الأمور غير المؤكَّدة .

د- اعتقاد المرء أنه يمتلك قدرة محدودة للتعامل مع المواقف الجديدة ، أو الغامضة أو الغامضة أو المتغيرة على نحو غير متوقع .

6-      النزعة إلى الكمال ، وتتضمن الآتي:

أ‌-           تبني المرء معايير مثالية ، والاعتقاد في ضرورة العمل وفقا لمعايير مبالغ فيها .

ب‌-       الاعتقاد أن فعل الأشياء بطريقة كاملة شيء ممكن ، وضرورى .

ج- الاعتقاد أن هناك حلا كاملا لأية مشكلة يجب البحث عنه ، ولا يجب قبول حل آخر غيره.

د- المبالغة في القلق حيال الأخطاء ، ويشمل :

-         الاعتقاد في أن الأخطاء البسيطة ستؤدي إلى مترتبت خطيرة .

-         الاعتقاد في أن الخطأ الواحد أو عدم اكتمال شيء ما يساوي الفشل التام.

-         الاعتقاد في أن المرء سيفقد احترام الآخرين لو فشل في شىء ما.

   ولعلاج هذه الوساوس فإن الأمر يتطلب تعديل تقييم المرء لأفكاره المقتحمة ، وليس مواجهة الأفكار المقتحمة ذاتها ، وهذا يتطلب الآتي:

-         أن يتعلم القيام بالمراقبة الذاتية لأفكاره الوسواسية وتقييمه لهذه الأفكار.

-         تفسير معرفي لمشكلاته السلوكية.

-         الاقتناع بأن ورود الأفكار المقتحمة لذهنه أمر طبيعي ، وليست هدفا للتحكم ، بل إن محاولة التحكم العمدي فيها يؤدي إلى نتائج عكسية .

-         أن الأفكار الوسواسية إنما هي أمور عديمة القيمة ، وهي مجرد إفصاح طبيعي لنشاط العقل الإبداعي ، وأن إضفاء المعاني السلبية على هذه الأفكار ومحاولة كبحها هو الذي يؤدي إلى تكرارها.

-         التعرف على معتقداته الخاطئة ، وتفسيراته السلبية للأفكار المقتحمة ، والعمل على تحدي هذه التفسيرات السلبية ، وإحلال تفسيرات بديلة غير مهددة محلها.

-         تغيير المعنى الذي يلحقه بأفكاره المقتحمة ، دون أن يعني هذا منع الأفكار المقتحمة من الحدوث ؛ لأن مجيء الأفكار المقتحمة إلى الذهن جزء من الخبرة السوية التي يمر بها الأفراد جميعا ، ويتم تحدي التقييمات السلبية والمعتقدات الخاطئة من خلال فنيات علاجية وأساليب للمناقشة وتجارب سلوكية يمكن الحصول عليها عن طريق معالج نفسي ، يعمل على تغيير رؤية المرء لمشكلاته الوسواسية ، ذلك الإجراء يساعد في فهم المشكلة باعتبارها مشكلة سببها طريقة التفكير أكثر من كونها مشكلة موجودة في الواقع.

-         التأكد من خطأ المخاوف وخطأ التوقعات الكارثية المتعلقة بها.

 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.