الضعف الجنسي والشك المرضي

كاتب المقال: Admin
التاريخ: الجمعة, يوليو 24, 2015 - 15:15

تكثر الشكوك والغيرة المرضية عند الأشخاص المدمنين على الكحول، فالأشخاص المدمنين على الكحول يكثر عندهم الشك المرضي في شريك الحياة، وربما يكون ذلك نابعا بأن الشخص الذي يدمن على الكحول يعاني من جراء بعض المشاكل العضوية في الدماغ،

 

<--break->ويؤثر ذلك على تركيزه وقدراته الذهنية، وكذلك فإن الأشخاص المدمنين على الكحول يعانون من بعض المشاكل الجنسية مثل ضعف الانتصاب وعدم القدرة على ممارسة الجنس مما يجعله يتهم شريكة حياته بأنها خائنة ويكرر ما ذكرناه في الحالة السابقة.

الأشخاص الذين يعانون الضعف الجنسي، كجزء من «الاسقاط» فإنهم يلقون بما يعانون منه على زوجاتهم أو شريكاتهم، نظرا لعدم قدرتهم على القيام بمتطلبات الحياة الزوجية كاملة، وهذا الأمر قد يقود الزوج إلى حل مع شريكة حياته بأن تتم مناقشة هذا الأمر بصراحة، وعلى الزوجة أن تتحمل بعض التصرفات والسلوك المزعج من قبل زوجها، ويجب أن تناقشه في هذا الأمر بكل صراحة ووضوح في هذا الأمر، وهل لها رغبة في الاستمرار معه، رغم مشكلته، أو أن ترفض الحياة معه بسبب هذه المشكلة، وانها كإنسانة لها حقوق زوجية يبيح لها الشرع أن تنفصل عن زوجها بسبب هذه المشكلة، وقد يؤدي هذا إلى بعض المشاكل قد يفاقم المشكلة، وربما يزعج ذلك الزوج ويصبح عنيفا، وربما يقوم بالدفاع عن نفسه بكيل الاتهامات إلى زوجته، وهنا يجب أن تتم معالجة الأمر بحكمة وتأن وروية لأن هذا الأمر قد يمس فحولة الرجل، وربما يجعله ذلك عنيفا وربما يؤذي شريكة حياته..

الأشخاص المصابون بأمراض عضوية مزمنة، تقود إلى ضعف القدرة الجنسية مثل مرض السكر أو بعض الأمراض الأخرى..

هؤلاء المرضى ينطبق عليهم ما ذكرناه في الفترة السابقة لكن يختلف الوضع هنا بأن الضعف الجنسي هو نتيجة مرض عضوي معروف، وربما لو تم علاج هذا المرض وتحسنت الحالة العضوية وتبعه بعد ذلك تحسن القدرة الجنسية، والتي ربما تقود إلى تحسن في الحالة العقلية وتخفيف الشكوك بشكل جيد.

الأشخاص المصابون ببعض الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب، والفصام: ففي حالة الاكتئاب يصاب المريض بتشوش في تفكيره، وايضا يفقد الرغبة الجنسية وربما يقوده ذلك الى التفكير في أن شريكة حياته قد تذهب الى شخص آخر لملء الفراغ العاطفي والجسدي الذي تفتقده عند شريك حياته.

 مريض الفصام قد يكون واحداً من أعراض المرض عنده الشكوك المرضية خاصة اذا كان الفصام من النوع الزوراني، حيث يشك المريض بزوجته وربما وصل الأمر الى مرحلة الضلالات التي قد تقود إلى جرائم بشعة، مثل أن يقتل الزوج زوجته بسبب شكوكه المرضية التي ليس لها أساس من الواقع.

 

كيف نتعامل مع هذه الحالات؟

يجب عدم اهمال مثل هذه الحالات لأن الأمر قد يقود إلى جرائم مثل القتل التي قد سمعنا أو قرأنا عنها، الأمر الآخر هو علاج السبب الأساسي لهذا العرض، اذا كان عرضا لمرض نفسي او عضوي كما في مرض الفصام والاكتئاب مرض الشك.

اذا لم يكن هناك شيء من هذا، وان الأمر أساسا شكوك من دون أسباب فقد يستجيب المرضى في بعض الحالات للأدوية المضادة للذهان، لكن يجب دائماً توخي الحذر في مثل هذه الحالات لأن أخذ الأمر على مبدأ السهولة قد يقود إلى كارثة وهذا ما نرغب أن نجنبه الأهل من قضايا معقدة.. وكذلك منع جرائم يمكن منعها..!

 

د.إبراهيم بن حسن الخضير

منقول من صحيفة الرياض

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.