الأمراض النفسية حقائق مجهولة
وفي آخر الإحصاءات العالمية : يوجد 450 مليون شخص في العالم مصابون بأمراض نفسية، منهم 120 مليونا مصابون بمرض الاكتئاب النفسي، و24 مليون مصابون بالفصام العقلي.
وأظهرت الدراسات الطبية أن واحد من كل أربعة أشخاص في العالم عرضة للإصابة بأحد الاضطرابات النفسية في فترة من فترات حياته .
ولذا فإننا نحتاج أن نرتفع بمستوى وعي المجتمع للاضطرابات النفسية من حيث مفهومها وأسبابها وسبل علاجها.
وهذا ما سأتحدث عنه في السطور التالية.
فعندما نتحدث عن الأمراض النفسية فإننا لا نقصد مجرد العوارض النفسية والتغيرات المزاجية التي تحصل لدى معظم الناس بسبب ما يعرض لهم من هموم في حياتهم اليومية وإنما المقصود بالأمراض النفسية أنها عبارة عن اضطرابات شديدة ومستمرة لفترة من الزمن إما أسابيع أو شهور يحصل فيها خلل إما في شعور المريض ومزاجه أو في سلوكه وتصرفاته أو في أفكاره وقدرته على الحكم على الأشياء.
ويؤدي ذلك كله إلى تدهور وضعف في الأداء اليومي في جوانب مختلفة من حياة المصاب كالنواحي الاجتماعية أو الوظيفية أو العائلية أو الأكاديمية.
والأمراض النفسية على قسمين:
1-أمراض ذهانية: تؤثر في العقل ويفقد المريض فيها قدرته على إدراك ما حوله بصورة جيدة
ومن أمثلتها اضطراب الفصام العقلي, اضطراب الهوس وكذلك الاضطرابات الذهانية الناتجة عن استخدام بعض أنواع المخدرات.
2-أمراض عصابية: وهي تؤثر في انفعالات المريض ومشاعره وتصيبه بالحزن والقلق المستمرمثل الاكتئاب النفسي والقلق النفسي العام
والرهاب الاجتماعي وغيرها من الاضطرابات العصابية.
أما أسباب الأمراض النفسية فإنها ليست كما يعتقد كثير من الناس أنها فقط بسبب ضغوط الحياة أو بسبب ضعف الإيمان أو بسبب بعض الأمور الغيبية فقط ولكنها أسباب متعددة فمنها ما يتعلق بالوراثة والجينات, ومنها اضطرابات عضوية عصبية في الجهاز العصبي, ومنها خلل في النواقل العصبية في الدماغ, ومنها كذلك الضغوط النفسية والاجتماعية والاستعداد الشخصي لدى كل فرد, وكذلك فإن الأمور الغيبية قد تظهر آثارها في صورة عضوية أو نفسية.
وأخيراً فإن الاضطرابات النفسية يتم علاجها بالطريقة الدوائية حيث يتم استخدام أدوية نفسية وهي عبارة عن علاجات لهذه الاضطرابات وليست مهدئات فهي تعمل على الجهاز العصبي وتقوم بتعديل الخلل الذي حصل في بعض النواقل العصبية, ومما يجدر الإشارة إليه أن معظم الأدوية النفسية لا تسبب الإدمان أو التعود، وأن نسبة بسيطة جداً منها قد تسبب ذلك, ولذا فإنها تعطى لفترة قصيرة وتحت إشراف دقيق من الطبيب النفسي، أما معظم الأدوية النفسية فيمكن استخدامها بصورة مأمونة حتى لو طالت فترة الاستخدام إلى أن يتم الشفاء أو التحسن بإذن الله تعالى.
والطريقة الثانية هي الطريقة غير الدوائية وهي عبارة عن جلسات العلاج النفسي السلوكي والمعرفي والتي لها دور فعال في مساعدة كثير من المرضى، وغالباً لابد من اجتماع العلاج الدوائي ، والجلسات النفسية لحصول أعلى النتائج المرجوة.
أسأل الله لنا ولكم الصحة والعافية
د. موسى آل زعلة