الهوس
الهوس هو عبارة عن مزاج قابل للإثارة ، فسيح ، متسم بالنشاط والخفة مع أعراض مرافقة تتضمن:
1. تقييم مضخم للذات وشعور يالزهو والعظمة.
2. حاجة متناقصة للنوم.
3. إلحاح و كثرة في الكلام
4. تطاير الأفكار
5. تشتت الانتباه
6. تهيج نفسي حركي وزيادة الحركة الموجهة ل تحقيق هدف ما.
7. hنهماك متزايد بالفعاليات السارّة والتي قد تؤدي لحدوث نتائج مؤلمة لا يقدرها المريض أحياناً.
وتستمر هذه الحالة (مدة النوبة) عدة أيام. وتبدأ الأعراض في الظهور عادة ما بين (15-30) سنة من العمر. و ينبغي التأكد من عدم وجود عامل عضوي.
من الجدير بالذكر أن الهوس هو إحدى الحالات التي يظهر بها الاضطراب الوجداني ثنائي القطب (Bipolar Mood Disorder) ، حيث أحد القطبين هو الهوس بينما القطب الثاني هو الاكتئاب. و قد ينتقل المريض من حالة إلى أخرى عدة مرات خلال السنة. كما قد يحدث الهوس بشكل موسمي ، غالباً في فصل الشتاء.
و يكون المريض طبيعياً تماماً في الفترة ما بين هذه الحالات. وإذا ما دخل المصاب في نوبة هوس فإنه يظل بها لمدة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أشهر تقريباً. إلا أن نوبة الإكتئاب قد تستمر ستة أشهر أو أكثر.
الأنواع :
هناك ثلاث درجات للهوس ، إلا أنها كلها تشترك في الخصائص الأساسية وهي النشوة الفائقة والنشاط الحركي والفكري المفرط.
أولاً : - الهوس الخفيف :
- وهو يتصف بأدنى درجات الإصابة ولا يصاحبه هذاءات أو هلاوس ، وينتاب المريض أثناء النوبة ارتفاع في مزاجه ومعنوياته ويستمر لعدة أيام، ينشط أثناءها بشكل واضح. و يعتريه إحساس قوي بكمال قوته الجسمية والعقلية. ويصبح اجتماعياً فائقا ً، ثرثاراً ، رافع الكلفة مع الآخرين ، شديد الشراهة الجنسية ، عازفاً عن النوم.
ثانياً : - الهوس الخالي من الأعراض الذهانية :-
هو حالة يتصف فيها المصاب بنشوة لا تناسب المواقف وتصاحبها نشاط زائد وكلام سريع جامح ورغبة أقل في النوم ، كما يخلع المريض بعضاً من اللياقة في السلوك والكلام ولا يركز ويتشتت انتباهه. كذلك يبدو عظيم الثقة بالنفس وشديد التفاؤل.
ثالثاً : هوس تصاحبه أعراض ذهانية :-
تزداد الثقة بالنفس إلى درجة هذاء العظمة. وتشتد شكوكه لتصل إلى درجة هذاء الاضطهاد. وفي هذه الحالة الشديدة تظهر على المريض هذاءات الهوية (دينية أو دنيوية) وتتطاير أفكاره. ويفلت منه زمام حديثه بحيث يصعب على الآخرين فهمه. ويرتفع نشاطه الجسمي ويقل نومه بدرجة كبيرة و يتسم بالعدوانية ويؤدي إهماله لأكله وشربه ونظافته الشخصية إلى جفاف و حالة هذيانية.
الأسباب :-
1 . بيولوجية :
يصاحب الاكتئاب ازدياد في نشاط تفاعلات هرمونية في منطقة محور تحت المهاد-النخامية-فوق الكلوية الذي يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول من فوق الكلوية. كما أن هبوط إفراز هرمون تنشيط الدرقية ، وهرمون النمو ، وهرمونات تنشيط وظائف الخصيتين والمبيضين تدني الوظائف المناعية لها علاقة بدورات الهواس والاكتئاب.
2. كيميائية :
نقص الأمينات الحيوية ( نوراداينالين، سيروتونين ، دوبامين) في الاكتئاب وإزديادها في الهوس.
3. النــــوم :
اضطراب وظائفه في 60-65 % من المصابين باضطرابات المزاج. وفي الاكتئاب تزداد كثافة نوم الأحلام أو حركات العينين السريعة REM SLEEP في النصف الأول من فترة النوم، ولا يبدأ ظهوره الا بعد فترة طويلة. بينما ينخفض عدد ساعات النوم الكلي في الهوس.
4. الوراثة :
ترتفع نسبة حدوث اضطرابات المزاج في أسر المصابين بالاكتئاب أو الهوس. ويظهر الاضطراب في أفراد الأسرة على النحو التالي :
نسبة الإصابة عضو الأسرة المصاب بالهوس
25 % أبناء 1 - أحد الأبوين.
50 % أبناء 2 - الأبوين
40-70 % 3 - توأم مماثل.
20 % 4 - توأم غير مماثل
5 . نفسية اجتماعية : وهذه تؤدي إلى ظهور الحالة لمن يملك الإستعداد الوراثي أو البيولوجي.
مسار الهوس :-
- تستمر نوبة الهوس (3-6) شهور إذا لم تعالج.
- متوسط عدد النوبات (10).
- يصاب 80-90% من مرض الهوس بنوبة اكتئاب جسيم على المدى الطويل. و يكون احتمال تكرار نوبة الهوس مرة ثانية خلال سنوات العمر القادمة (90 %).
علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب (الهــــــوس):
1 - دوائي :
(أ) أملاح الليثيوم تؤدي إلى تحسن 60 % من المرضى. ويضاف إلى الليثيوم مضاد للذهان في نوبات الهوس الحادة ، لأن مفعوله لا يظهر إلا بعد (7-10 )أيام. ولا بد من إستعماله لفترة 4 أسابيع قبل استعمال دواء آخر، إذا لم يؤدي إلى التحسن خلال تلك الفترة.
(ب) ويعطي المريض جرعة من الدواء توصل تركيز الليثيوم في الدم إلى نسبة تتراوح بين 0.8 - 1.2 ميللي مكافئ للعلاج و 0.6 - 0.8 للوقاية من الانتكاس.
(ج) ويستخدم الليثيوم في علاج ازدواج القطبية/ اكتئاب و للوقاية.
(د) ولا بد من اخضاع المريض لمجموعة من الفحوصات قبل العلاج: عد الدم، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، الحمل ، أملاح الدم، رسم قلب.
(و) بدائل الليثيوم : مضادات الصرع مثل Carbamazepine و Sodium Valproate ومركبات أخرى.
(ز) الجلسات الكهربائية: و تستخدم إذا كانت نوبة الهوس شديدة وتهدد حياة المريض، ويحتاج المريض إلى 6-8 جلسات.
2 - نفسي اجتماعي :
ويهدف إلى تبصير المريض بحالته بعد ان يكون قد عاد لوضعه الطبيعي ، وتعليمه كيف يستعمل العلاج و كيف يتكيف مع الإستعمال الطويل و التعرف على الحالة عند الإنتكاس والتصرف فيها. كما قد يشمل العلاج النفسي بقية أفراد الأسرة ، خاصة وان هذا الاضطراب له طابع وراثي وعند الانتكاس قد يؤثر المريض في باقي أفراد الأسرة بسلوكه مثل الإيذاء الجسدي والنفسي والطلاق و ...