اضطراب الشخصية الحدية - "Borderline personality disorder"

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الخميس, يونيو 4, 2015 - 11:45

مرض عقلي خطير يتميز بحلول الاندفاع وعدم الاستقرار في المزاج، والصورة الذاتية، والعلاقات الشخصية. ويوصف أصحابه بوجودهم في منطقة ما بين العصاب والذهان, حيث المزاج والسلوك المتغير وغير العادي. حالة طبية تمثل تحديًا لأولئك المصابين بها, والمقربون منهم. فعند الإصابة بهذا الاضطراب؛ يواجه المرء صعوبة في السيطرة على مشاعره، وغالبًا ما يكون في حالة هيجان، وربما يكون ذلك نتيجةً لتجارب مؤذية في الطّفولة أو اختلال وظيفي في الدماغ.

 

ماهي إحصائيات تواجد هذا الاضطراب.. ؟!

تتراوح النسبة بين العامة من 1 – 2 %.. وتتساوى بذلك الإصابة بين الرجال والنساء.

و تزيد نسبة الإصابة في الأقارب من الدرجة الأولى للشخص, ودائمًا ما يعاني المصابون من اكتئاب، وتعاطي مفرط للكحول والمخدرات.

كذلك نجد أن كثير من الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية لديهم قريب من الدرجة الأولى مصاب بمرض عقلي خطير,على سبيل المثال؛ الاضطراب الثنائي القطب أو الفصام.

 

من هم المعرضون لخطر الإصابة بهذا الاضطراب..؟!

يعتقد بعض الباحثون بأن العامل الرئيسي هو عدم وجود توازن كيميائي في الدماغ. كذلك أولئك الذين عانوا من أحداث مؤلمة مثل الاعتداء (الجسدي أو الجنسي), أو من بعض الأمراض المزمنة الطبية,. أو إهمال أو ربما انفصال مقلق أو مرهق من جانب أحد الوالدين. وذلك أثناء مرحلة الطفولة.

الأشخاص المقربون من المريض معرضون يوميًا لخطر متزايد لاضطرابات القلق، واضطرابات الاكتئاب، واضطرابات الأكل، وإساءة استعمال المواد المخدرة.

 

ماهي أعراض هذا الاضطراب.. ؟!

يؤثر اضطراب الشخصية الحدية على سلوك المرء ونظرته لنفسه وعلاقته بالآخرين, حيث يشعر المصاب بعدم الأمان نتيجة التغير السريع لصورته الذاتية أو إحساسه بذاته, فقد يرى نفسه سيئًا, شريرًا، أو لا وجود له على الإطلاق. ما يؤدي إلى تغيرات متكررة في المهنة، الأصدقاء، الأهداف، القيم، والتوجه الجنسي.

 كما تكون علاقات المريض بالناس مضطربة عادة ومتأرجحة بين الحب والكراهية، حيث يواجه المصاب صعوبةً في إنصاف الأشياء، فنرى في عيني المصاب أن تقييمه لشخص آخر إما (طيبًا أو شريرًا), وذلك بحسب الظروف المواتية. تبدأ هذه الأعراض في سن ما بعد المراهقة، أي بداية النضج..

كذلك من أعراضه..

  • الملل المزمن أو مشاعر الفراغ.
  • صعوبة السيطرة على نوبات الغضب الشديد.
  • تراود أفكار العظمة عند التعرض لظروف ضاغطة.
  • انعدام الاستقرار في العلاقات الشخصية, وتقلبات بين التمجيد والإساءة.
  • عدم اليقين المستمرة حول صورة الذات، والأهداف طويلة الأجل، والصداقات والقيم .
  • تهديدات متكررة بالانتحار أو بالسلوكيات المضر بالنفس غير الانتحارية،  مثل القطع أو الحرق.
  • سلوكيات متهورة تؤدي إلى نتائج سلبية وضيق نفسي؛ مثل الإنفاق المفرط، اللقاءات الجنسية، استخدام المخدرات، السرقة، القيادة المتهورة, أو الشراهة عند تناول الطعام .

 

أنواع العلاج الممكنة لهذا الاضطرب..

1-    العلاج الدوائي:

ويأتي دوره فقط في علاج بعض ملامح شخصية المصاب, والتي ربما تتعارض مع مجمل حياته العملية..

  • فمن الممكن استخدام مضادات الذهان للتحكم في غضب المصاب وعدوانيته وفي نوبات الذهان القصيرة.
  • كذلك تستخدم مضادات الاكتئاب في نوبات الاكتئاب التي تنتاب لمصاب, وتستخدم المهدئات  في علاج نوبات القلق والتوتر, وتساعد في علاج نوبات الاكتئاب.

 

2-    العلاج النفسي:

يشكّل العلاج النّفسي نواة العلاج لاضطّراب الشخصيّة الحديّة، ويُقسم إلى نوعين رئيسيّين:

أ‌)       العلاج الجدلي السلوكي..

  Dialectical Behavior Therapy (DBT)

تم إعداد هذا العلاج خصيصًا لعلاج هذا الاضطّراب، ويتم بشكل عام عن طريق استشارة فردية، أو جماعية، أو هاتفية. ويستخدم أسلوبًا يعتمد على المهارات ليتعلم المريض كيفية تنظيم مشاعره، وتحمل المحن، وتحسين العلاقات الشخصية.

ب‌)  نقل التركيز النفسي.. 

Transference Focused Psychothera (TFP)

ويتمحور هذا العلاج حول العلاقة بين المريض والمعالج، حيث يساعد المريض على فهم مشاعره والصعوبات التي تنشأ في هذه العلاقة، ويمكن أن يستعمل المريض بعدها ما تعلمه في علاقات أُخرى.

 

3-     العلاج السلوكي..

أسس و قواعد لابد من معرفتها:

  • يمكن أن يكون العلاج بشكل فردي أو جماعي.
  • لا تضع أبدًا في حسبانك بأن فترة العلاج ستكون وجيزة.
  • لابد أن يبدأ العلاج بعلاقة قوية بين المصاب والمعالج, قائمة على المساعدة.
  • يقع على المعالج الدور الأكبر في عملية العلاج, وعليه أن يكون الموجه له.
  • لابد أن تتوافر لدى المعالج المرونة لمواكبة المستجدات المحيطة.
  • لابد من وضع أدوار واضحة بين المعالج والمصاب وتحمل مسؤوليتها.
  • لابد للمعالج و المصاب أن يضعا هرمًا للأولويات المشتركة بينهما, وتحديد الموضوعات.

 

بتصرف من / أ.د. عبد الله السبيعي

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.