التشنج المهبلي

كاتب المقال: Abdullah Subaie
التاريخ: الثلاثاء, يناير 31, 2017 - 21:49

هو أحد الإختلالات الوظيفية الجنسية التي تصيب المرأة، ويصيب حوالي 6%-18% من النساء، مما يجعل المعاشرة الجنسية الطبيعية شبه مستحيلة بسبب الألم الذي تشعر به المرأة، مهما طالت الحياة الزوجية.

 

ما هي الأسباب المؤدية للإصابة باضطراب التشنج المهبلي؟

1.  الوراثة: لا يبدو أن للوراثة دور مهم في حدوث هذا الإضطراب. 

2. الجنس: هذا الإضطراب خاص بالنساء، ولا يوجد ما يشبهه في الرجال.

3.  العمر: لا يظهر هذا الاضطراب إلا بعد زواج المرأة وبدأ العلاقة الجنسية مع الرجل.  لكنه قد يظهر كذلك بعد الزواج بمدة طويلة نتيجة أسباب سنتعرض لها لاحقاً.

4. طبيعة الشخصية: ليس هناك نمط شخصية محدد له علاقة وثيقة باضطراب التشنج المهبلي، لكن الشخصية التي يغلب عليها القلق والإهتمام المبالغ فيه بمسائل الحرام والعيب، يمكن أن تكون –على الأقل من الناحية النظرية- أكثر عرضة للإصابة من غيرها. 

5. العوامل الاجتماعية: المعنى الذي تعطيه المرأة للعملية الجنسية يختلف بحسب الثقافة والمستوى الاجتماعي، لذلك ينبغي ألا تقيم حالة المريضة بمعزل عن بيئتها الاجتماعية والثقافية.

6. الضغوط النفسية: قد تكون الضغوط النفسية مثل الخلافات وسوء تعامل الرجل مع المرأة في بداية الحياة الزوجية، سبباً في نفور المرأة من الرجل والخوف من المعاشرة الجنسية، وانخفاض عتبة تحمل الألم.

 

 ماهي علامات اضطراب التشنج المهبلي؟

تختلف الأعراض من امرأة إلى أخرى، ولكن الأعراض في المجمل تكون:

•  تشنج عضلات الحوض والمهبل مما يمنع الإيلاج أثناء المعاشرة الجنسية.

•  الشعور بالشد في عضلات العضو التناسلي للمرأة أو الألم أو الحرقان عند محاولة الإيلاج.

•  فقدان الرغبة في ممارسة أو إتمام العملية الجنسية.

•  التجنب المتعمد للمعاشرة الجنسية.

•  خوف وهلع شديد من الألم أثناء المعاشرة الجنسية.

 

 كيف يتم تشخيص اضطراب التشنج المهبلي؟

لا توجد فحوصات لمعرفة ما إذا كانت المرأة تعاني من اضطراب التشنج المهبلي، لكن الطبيب النفسي المتمكن يستطيع من خلال المقابلة النفسية معرفة الحالة والوصول إلى التشخيص الصحيح.  ويتم التشخيص عادة حسب الدليل الإحصائي التشخيصي للإضطرابات النفسية الذي تصدره الجمعية الأمريكية للطب النفسي، في نسخته الخامسة، كما يلي:

أ‌.   مواجهة صعوبة مستمرة أو متكررة في حصول الإيلاج أثناء المعاشرة الجنسية بسبب أحد الأعراض التالية:

1.  الشعور بالخوف أو القلق الشديد عند الهم بالمعاشرة الجنسية أو أثنائها.

2.  الشعور بالألم الحقيقي في منطقة الحوض والأعضاء التناسلية عند محاولة الإيلاج.

3. تشنج في عضلات الحوض وأسفل البطن والأعضاء التناسلية للمرأة عند محاولة الإيلاج.

ب‌. 

استمرار الشكوى لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

ت‌. 

تتسبب هذه الحالة في معاناة نفسية شديدة للمرأة وتدهور في حياتها الزوجية.

ث‌. 

لا يمكن تفسير الأعراض المذكورة أعلاه من خلال اضطراب نفسي أو جسدي آخر، سوء التوافق بين الزوجين عموماً أو ضغوط حياتية أخرى أدت إلى فقدان الرغبة الجنسية عند المرأة.

 

ما هي أشكال اضطراب التشنج المهبلي؟

اضطراب التشنج المهبلي له شكلان وثلاث درجات:

الشكلان هما:

1.   

الشكل الذي يظهر من بداية المعاشرة الجنسية بين الزوجين.

2.   

الشكل الذي يظهر بعد حياة زوجية ومعاشرة جنسية طبيعية بين الزوجين لمدة طويلة.

الدرجات هي خفيفة أو متوسطة أو شديدة بحسب درجة المعاناة النفسية أو تدهور العلاقة الزوجية الناتجة عن الحالة.

 

هل هناك اضطرابات أخرى تشبه اضطراب التشنج المهبلي؟

 نعم.  فأول ما ينبغي القيام به هو التأكد من عدم وجود اضطرا ب نفسي أو مرض جسمي لدى المرأة، حيث أن هناك عدد من الاضطرابات النفسية والأمراض الجسمية التي قد تشبه اضطراب التشنج المهبلي أو تساهم في ظهوره منها:

1. الأمراض العضوية: مثل التهابات الأعضاء التناسلية أو المسالك البولية لدى المرأة.

2. الاكتئاب النفسي: الذي قد تظهر فيه شكاوى جسمانية، ولكن المحور الأساسي في تشخيصه هو وجود انخفاض المزاج وأعراض الاكتئاب الأخرى مثل عدم القدرة على الاستمتاع واليأس وخلافه.

3. القلق النفسي: يتسم بالخوف والقلق من كل جديد، ومن ذلك المعاشرة الزوجية في بداية الحياة الزوجية.

4. التعرض لاعتداء جنسي في مرحلة من مراحل العمر المبكرة أو سماع قصص مريعة على هذه الشاكلة.

5.   

ضعف الثقافة الجنسية أو وجود معلومات مغلوطة عن الأعضاء التناسلية للجنسين والعملية الجنسية.

 

كيف لي أن أعرف عن كنت مصابةً باضطراب التشنج المهبلي؟

قومي بزيارة قسم الاختبارات النفسية في موقع فريق النجاح www.alnafsy.com، الذي يشرف عليه البروفيسور عبدالله السبيعي، فقد تجدين اختبار يفيدك في هذا الخصوص.  وعلى وجه العموم فهذه الإختبارات ليست كافية للتشخيص، لكنها تساعدك –إضافة إلى هذه المعلومات- في التعرف على معاناتك، ولا تغني عن زيارة الطبيب النفسي. 

 

 كيف يمكن علاج اضطراب التشنج المهبلي؟

كثير من السيدات المصابات باضطراب التشنج المهبلي يواجهن صعوبة في قبول فكرة زيارة العيادة النفسية، إلا أن الكثير منهن ينتهي بها المطاف هناك بعد استنفاذ كل المحاولات العلاجية في عيادات النساء والجراحة وغيرها. ويمكن أن تتم معالجة هؤلاء النسوة في العيادة النفسية من خلال:

1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT): حيث تتم مساعدة المرأة في خفض القلق والخوف باستخدام تقنيات الاسترخاء على سبيل المثال.  كما يساهم كذلك في تعليم المريض كيفية التعرف على الأفكار المغلوطة أو المشاعر السلبية التي ترتبط بالمعاشرة الجنسية، وتعديلها بأخرى صحيحة وواقعية.

 2. العلاج الدوائي: يمكن للأدوية المضادة للقلق المساعدة في خفض القلق والخوف المصاحب للمعاشرة الجنسية.

 

ما الذي يمكن أن يحدث لو لم تتم معالجة اضطراب التشنج المهبلي؟

يمكن أن تحدث أمور كثيرة إن لم تتم معالجة اضطراب التشنج المهبلي مبكراً.  ومن هذه الأمور:

1.  تعريض المرأة لعمليات جراحية لا لزوم لها ولا فائدة منها مثل عملية إزالة غشاء البكارة.

2.  تعريض المرأة لاستخدام عقاقير طبية لا لزوم لها ولا فائدة منها مثل مسكنات الألم والمهدئات العظمى.

3.  تعرض المرأة لمعاناة نفسية شديدة نتيجة الفشل في إتمام المعاشرة الجنسية، وما يصاحب ذلك من الشعور بالفشل والخوف والقلق وتدهور العلاقة مع زوجها مما قد يهدد الحياة الزوجية ويؤدي إلى الطلاق.

4.  العقم وذلك بسبب عدم حصول معاشرة زوجية طبيعية، وما ينتج عن ذلك من تساؤلات الأهل والأقارب وما يصاحبه من الشعور بالخجل والإحراج.

5.  إصابة الزوج بالعجز الجنسي مما يجعل المشكلة مركبة.  وكثير ما يذهب الزوج للمعالجة غير مدرك أن المشكلة أصلاً من الزوجة فيعرض نفسه للكثير من الفحوصات والمعالجات التي لا لزوم ولا فائدة منها ما لم تتم معالجة الزوجة كذلك.

 

كيف يمكنني أن أساعد نفسي إذا كنت مصابة باضطراب التشنج المهبلي؟

أولاً: بالمعرفة والقراءة ما أمكن عن هذا الاضطراب.

ثانياً: مراجعة طبيبة نساء متمكنة وموثوقة لاستبعاد ما يمكن أن يكون سببا ًللألم أثناء المعاشرة الجنسية.

ثالثاً: إذا استبعدت وجود مرض جسمي، فيمكنك القيام بالتالي:

1. اختاري طبيبة نفسية أو طبيباً نفسياً تثقين في دينه، وأمانته، وشاوريه في حالتك، ثم لا تذهبي لغيره إلا بمشورته.

2. لا تطلبي من الطبيب أن يخضعك لفحوصات بعينها، بل اتركي له الخيار ليطلب ما يريد، ما دمت تثقين به.

3. لا داعي للشعور بالخجل أو الذنب، فما تعانين منه مشكلة حقيقية.  وما تشعرين به هو ألم حقيقي لا لوم عليك فيه وليس دليل ضعف أو نقص.

4.  تجنبي المعالجات الشعبية فهي ليست قائمة على أسس علمية ولا تستند إلى معرفة طبية بالتشريح أو وظائف الأعضاء. 

5.  لا تطلعي الفضوليين ومن لا يهمه الأمر على خصوصيات حياتك، ولا تحرجي من الرد عليهم بما يوقف أسئلتهم المحرجة.

6.  تحدثي مع زوجك عن شعورك وأفكارك، فستجدين منه العون والتفهم، ولا تتركيه يضرب أخماساً بأسداس.

 

كيف أساعد زوجتي أن كانت مصابة باضطراب التشنج المهبلي؟

أولاً: بالمعرفة والقراءة ما أمكن عن هذا الاضطراب.

ثانياً: راجع بها طبيبة نساء متمكنة وموثوقة لاستبعاد ما يمكن أن يكون سببا ًفي ألمها أثناء المعاشرة الجنسية.

ثالثاً: إذا استبعدتم وجود مرض جسمي، فيمكنك القيام بالتالي:

 

1. اختر لها طبيبة نفسية أو طبيباً نفسياً تثق في دينه، وأمانته، وشاوراه في حالتها ثم لا تذهبا لغيره إلا بمشورته.

2. لا تطلبا من الطبيب أن يخضعها لفحوصات بعينها، بل اتركا له الخيار ليطلب ما يريد، ما دمتما تثقان به.

3. لا تلم زوجتك فما تشعر به هو حالة مرضية تتسم بالخوف المرضي والألم الحقيقي، ينبغي ألا تلومها عليه.

4. تميل النساء في الغالب إلى تصديق المعالجات الشعبيات اللائي قد يتسببن في الضرر أكثر من النفع لأن ممارساتهن ليست قائمة على أسس علمية ولا تستند إلى معرفة طبية بالتشريح أو وظائف الأعضاء. 

5. لا تسمح للفضوليين ومن لا يهمه الأمر مهما كانت دوافعهم، بالاطلاع على خصوصيات حياتكما، ولا تحرج من الرد عليهم بما يوقف أسئلتهم المحرجة.

6. تذكر أن خوف زوجتك وممانعتها وتكرر فشل المعاشرة الجنسية قد يصيبك أنت بالعجز الجنسي النفسي.  إن شعرت بذلك فلا تقلق، وتوقف عن محاولات الإيلاج بالقوة واستمتع مع زوجتك بما دون ذلك حتى تتم معالجة مشكلتها بشكل صحيح.

7. لا تيأس، ولا تفكر في الطلاق فزوجتك ليست سيئة الخلق ولا ترفضك لذاتك.  إنها تشعر بالخوف فقط، لذلك كن مصدراً لأمانها ولا تزد على خوفها من لقائك خوفاً من فراقك.

8. احتسب صبرك عليها ومعالجتك لها على الله واعتبرها تفريجاً لكربة مسلم.

 

 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.