الإنحراف الغذائي

كاتب المقال: Buthena
التاريخ: الثلاثاء, سبتمبر 22, 2015 - 18:06

قد لا يعير البعض إهتمام عند رؤيته لطفل يعض قطعة خشب أو ورق .. بحكم أنه طفل و يجهل أن الخشب غير قابل للأكل ..ولكن ماذا لو استمر هذا السلوك حتى المراهقه ..! فيتمثل بالتناول الدائم للمواد غير الغذائية مثل : التراب ، وطبقات الطلاء والأزرار

، والقماش وغيره .فعندما يستمر هذا السلوك بشكل إنفرادي وليس واحدا من الإعراض المتعددة يسمى بالإنحراف الغذائي وذلك وفقا لتصنيف العاشر للامراض .و هذا الانحراف ينتشر لدى الاطفال المتخلفين عقلياً وقد يحدث بين الأطفال ذوي الذكاء العادي.

وفي الدليل التشخيصي الإحصائي للإضطرابات النفسية (DSM-IV)
يعرف الانحراف الغذائي بأنه التناول الدائم اللاغذائي للمواد لمدة لاتقل عن شهر ، ولابد أن يكون السلوك  مضطرداً بطريقة غير ملائمة وليس مقبول حضاريا ، وشديدا بدرجة كافية بحيث يستحق الرعاية الصحية ،ويظهر الانحراف الغذائي بكثرة عند الأطفال بشكل أكثر من الكبار ، وفي بعض أقاليم العالم وبعض الثقافات مثل سكان أستراليا الأصليين ترتفع معدلات الانحراف الغذائي عند الحوامل ، ومع ذلك ووفقا للدليل التشخيصي الرابع إذا كانت الممارسات الثقافية مقبولة فإن المعايير التشخيصية للانحراف لا يقام لها وزناً. وتعرف السلوكيات الغريبة لتناول أشياء غير صالحة للطعام بالشهية الشاذة وهي مأخوذة من الكلمة اللاتينية -بيكا- الدالة على طائر العقيق وذلك لأن هذا الطائر يلتهم كل شيء ويقبل على الأصناف الشاذة من الطعام.


معدل الإنتشار:

يقدر انتشار الانحراف الغذائي من 10٪إلى 32٪ بين الأطفال من سن سنة إلى ست سنوات ، وعند الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات تشير التقارير إلى إنخفاض النسبة إلى 10٪ وعد الأطفال الكبار والمراهقين ذوي الذكاء العادي يقل انتشار الانحراف الغذائي ،وتفيد التقاريرإلى انتشار الانحراف الغذائي بين أطفال المصحات و المراهقين من المتخلفين عقليا بحوالي ما يقرب من ربع الأولاد في سن المدرسة والمراهقين كما يؤثر هذا الإنحراف في كلا الجنسين .

كيف يتم تشخيصه؟

إذا اشتبه بوجود بيكا، يجب إجراء تقييم طبي مهم لتقييم لفقر الدم ،قد يكون السبب انسداد الأمعاء، أو السمية المحتملة من المواد بلعها. إذا كانت هذه الأعراض موجودة، والطبيب سوف يبدأ تقييم عن طريق إجراء التاريخ الطبي الكامل والفحص البدني. و قد يستخدم الطبيب اختبارات معينة - مثل الأشعة السينية وفحوصات الدم - للتحقق من فقر الدم وابحث عن السموم والمواد الأخرى في الدم، والتحقق من وجود انسداد في الأمعاء. و أيضا قد يكون احتمال العدوى الناجمة عن تناول المواد الملوثة بالبكتيريا أو الكائنات الحية الأخرى. كما يمكن إجراء مراجعة عادات الأكل للشخص . ولكن قبل اتخاذ التشخيص، سوف يقيم الطبيب وجود اضطرابات أخرى - مثل التخلف العقلي والإعاقات النمائية، أو الوسواس القهري - كسبب لسلوك الأكل الغريب. هذا النمط من السلوك يجب أن تستمر لمدة شهر واحد على الأقل لتشخيص بيكا في هذا الشأن.


أسباب الإضطراب:

هناك العديد من النظريات التي تفسر ظاهرة هذا الإنحراف ولكنها لم تلق تأييداً عاماً ، وقد يكون نقص التغذية من بين أسباب الانحراف الغذائي خاصة حالات الميل لتناول مواد غير الصالحة للطعام والتي من أسبابها النقص الغذائي فمثلا الميل لتناول القاذورات والثلج يرتبط أحيانا بنقص الحديد والزنك الذي يفتقر غذائهم أليه .كما أن حالات عدم الرعاية العائلية والحرمان المرتفعة مرتبطة بحالات الإنحراف الغذائي . ولقد اقترحت نظريات ذات علاقة بالحرمان النفسي وابتلاع المواد غير صالحة للطعام بأنها ميكانيزمات تعويضية لتلبية حاجات الفم كما أن هناك عنصرا هاما يساعد في بعض السلوكيات كأكل الطين والتراب والطباشير ألا وهو أثر العادات والممارسات السائدة حضاريا وهذه التأثيرات قد تكون من السطوة بمكان مما يؤدي الى الحيلولة دون تشخيص الانحراف الغذائي وفقا لدليل التشخيصي الرابع للاضظرابات النفسية .ومعظم التفسيرات تذهب إلى أن العوامل النفسية تلعب دورا هاما في حدوث الإضطراب فمن المحتمل أن الإفتقار إلى محبة الوالدين من الأسباب التي تضطر الطفل إلي الحصول على الاشباع من الأصناف الشاذة من الطعام وذلك في حالة عدم وجود الطعام.

كيف يتم العلاج؟

غالبا ما يختفي اضطراب بيكا تلقائيا خاصة عند الأطفال والنساء الحوامل، لكنه قد يستمر لسنوات إذا لم يعالج خاصة عند الأشخاص الذين يعانون تخلفا عقليا أو في النمو. و لا يوجد علاج طبي محدد لبيكا، لكن ينصح بمقاربة متعددة الاختصاصات لعلاج فعال، تشمل علماء نفس وأخصائيين اجتماعيين وأطباء. وتعتبر حاليا الاستراتيجيات السلوكية الأكثر فعالية لعلاج بيكا، مع تصحيح النقص الغذائي. 

ونظرا لخطر حدوث مضاعفات طبية (مثل التسمم بالرصاص) المرتبطة ببيكا، يجب رصد طبي دقيق ضروري في جميع أنحاء علاج سلوك الأكل. بالإضافة إلى ذلك، بالتعاون الوثيق مع فريق الصحة النفسية المهرة في علاج بيكا مثالية لتلقي العلاج الأمثل لهذه الحالات المعقدة.

  إن زيادة الرعاية العائلية وخصوصا من الأم و أسلوب التشجيع والمحافظة على مشاعر الطفل يساعد في الوقاية من هذا الإضطراب فيجب الإشراف على عادات الأكل لديه و منحه الحب والحنان كي لا يضطر إلى الإنحراف في تناوله للطعام . ولا شك أن أسلوب الإرشاد مهم لكلا الطرفين بحيث يكون الوعي بخطر ومضاعفات تناول الطعام الشاذ على صحة الطفل كبيرا .فمنها ما قد يؤدي إلى التسمم، مما يزيد خطر تعرض الطفل لمضاعفات بما في ذلك صعوبات التعلم وتلف في الدماغ.لذلك الوقاية خير من العلاج فلا يجب أن يغفل الوالدين عن طفلهم وتغذيته بشكل صحيح وخصوصا في السنوات المبكرة من عمره. 

 

المصادر:

كتاب "الإضطرابات النفسية في الطفولة والمراهقة "حسن مصطفى عبدالمعطي

http://www.webmd.com/mental-health/mental-health-pica

http://science.ma/%D9%85%D8%B1%D8%B6-%D8%A8%D9%8A%D9%83%D8%A7

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.