الغيبوبة التحولية
قبل ان نتحدث عن الغيبوبة التحويلية، لنقدم لذلك بالحديث عن اضطراب التحويل الذي يعتبر مرضاً عصابياً يتميز بظهور علامات واعراض مرضية لاشعورية.
ويكون الدافع هو الحصول على الاهتمام او الهروب من موقف خطير. تختلف شدة الإصابة تبعاً لأستعداد الفرد وشدة الموقف، فكل فرد عرضة للاعراض التحولية تحت الشدة والإجهاد، وتكثر الاعراض التحولية في الأطفال وسن البلوغ لعدم النضوج الكامل للجهاز العصبي وكذالك تزيد نسبة الاعراض في الشيخوخة عندما يبدأ الجهاز العصبي في الضمور.
نسبة الإنتشار:
منتشر بين النساء اكثر من الرجال ، ويصيب حوالي 3% من السكان، في مرحلة ما من حياتهم. وتتميز الشخصيات الأكثر عرضة لأضطراب التحويل بالسمات التالية:
- عدم النضوج الانفعالي بالإضافة الى العواطف المفرطة
- عدم القدرة على إقامة علاقات طويلة - القابلية للإيحاء مما يجعل قرارتهم تتاثر بالناحية المزاجية
- حب الظهور
- التكلف في طريقة اللبس والكلام
- تذبذب سريع في الانفعال من فرح وحماس الى بكاء وحزن
- القدرة على تقمص شخصية أخرى للهروب من بعض المواقف المعينة
التفسير النفسي لاضطراب التحويل:
تنشأ الأعراض التحولية لمن يعانون من سوء فهم الصراع الداخلي بين الغرائز والمعايير الإجتماعية والتي تحدث احياناً على مستوى الوعي، وكذلك من الإحباط، والحرمان وعدم الشعور بالأمان.
التفسير الطبي لاضطراب التحويل:
تبين ان المصابين باللأعراض التحولية يتميزون عن غيرهم بوجود ضعف في قشرة المخ والتي تقوم بدور مهم في السيطرة على المراكز (تحت قشرة المخ). ومن الطبيعي ان يؤدي هذا الضعف الى اثارة المراكز البدائية الموجودة فتصبح هذه المراكز بدون سيطرة عليا وتصاب بعدم الاتزان والتهور تحت تاثير الاجهاد الشديد.
الغيبوبة التحولية
هي احد اشكال اضطراب التحويل، إذ يتحول فيه القلق والصراع النفسي بعد كبته إلى عرض عضوي ويكون ذلك بطريقة لاشعورية. ولايستطيع المريض ان يربط بين أعراضة وظروفه، فالمريض هنا يواجه اعراضه الجسدية بدلاً من الاعراض النفسية وهي بالنسبة له أعراضاً حقيقية.
وتشبة الغيبوبة النوم الطبيعي، حيث لايستجيب المريض لأي منبه ولايأكل ولايشرب، ويحتاج الى رعاية خاصة لعمليات الإخراج ، وتُعبر هذه الحالة نوع من الهروب من الواقع، وتختلف في شدتها، وقد تستمر لأشهر أو سنوات، إذا لم يتم عالجها.
كما قد تكون احياناً بشكل آخر أقل شدة وهو كثرة النوم، حيث تكثر هذه الظاهرة في أوقات الاختبارات، عندما ينام الطالب فترة الظهر لساعات طويلة وحينما يصحو لاستذكار دروسة مع قصر الوقت وقلق الاختبار يغلبه النوم ويدخل في نوم عميق مرة أخرى، وهذا يُعبر عن عدم قدرته على مواجهة الخوف من الاختبارات.
هذا الاضطراب هو آلية دفاعية لتجنب المشاعر المؤلمة عن طريق نقل هذه الشدة الى الجسم دون وعي، مصاحبة بعض الوظائف الرمزية.
علاج إضطراب التحويل:
ينبغي للمريض وذويه: استشارة معالج نفسي لمساعدتهم في التخلص من الاعراض التحولية ومنعها من العودة.
كما يجب على المعالج:
1- طمئنة المريض أن الاعراض ليست بسبب عضوي لأن ذلك يساعد على التحسن.
2- تجنب الإستهتار بالمريض وإعطاء انطباع أن أعراضه لاقيمة لها.
3- التعزيز الإيجابي والإيحاء بأن الأعراض قد تذهب من تلقاء نفسها، وأفهام المريض بأن الاعراض لا إرادية وأن لا أحد يعتقد أنها تمثيل او متعمدة.
4- العلاج السلوكي وذلك لتدريبه وتعليمه على التقنيات التي تخفف من الاعراض.
5- العلاج الديناميكي لمساعدة المريض على التبصر بالصراعات الدفينة اللاشعورية. ويختلف تحديد عمق الرجوع للتبصر باختلاف عمر العرض وشدته.
6- العلاج الاسري بهدف جعل أفراد الاسرة يتواصلون بشكل صحي لتخفيف التوتر والصراعات بينهم (إن كانت الحالة متعلقةبالأسرة)، وحتى لايكون التركيز فقط على المريض، مع إهمال الآخرين، مما قد يبعث فيهم تقمص نفس الأعراض أو أعراض مرضية أخرى.
7- العلاج الطبيعي قد يمنع مضاعفات بعض الاعراض كتحريك القدمين والذراعين تجنباً لضعف وضيق العضلات.
8- الارتجاع البيولجي (التغذية الراجعة) وهو نوع من التمرينات ذات تقنية دقيقة تعمل على تعزيز التحكم في العقل والجسم.
9- العلاج الدوائي لعلاج الضغوطات الشديدة (قلق – الإكتئاب) ذات الصلة بالاعراض التحولية بعد الرجوع للملف الصحي للمريض.
10- التحفيز المغناطيسي للدماغ (بعض التقارير الجديدة تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب التحولي قد يستفيدون من هذا النوع من العلاج والذي يعمل عى استثارة الدماغ عن طريق تيارات كهربائية ضعيفة تعمل على تغيير كيمياء الدماغ.
وأخيراً مهما كان نوع العلاج فأهم من كل ذلك هو إقامة علاقة مهنية صحية جيدة مع المريض مبنية على الثقة والتعاطف والدعم.
المراجع:
كتاب الطب النفسي المعاصر
http://medical-dictionary.thefreedictionary.com/hysteria
http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/conversion-disorder/basics...