الإعاقة العقلية للأطفال
كاتب المقال: Buthena
سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.
التاريخ: الجمعة, أغسطس 28, 2015 - 08:37
تظهر خلال فترة النمو بعض الأعراض التي تشير إلى إنخفاض واضح في الوظائف العقلية وقصور في السلوك و الذكاء ، وهو ما يُعرف بالإعاقة
العقلية ، وقد تعددت تعريفاتها...
نظراً للإهتمام الواسع من قبل مختلف الفئات المهنية، من الأطباء و الأخصائيون النفسيون، و كذلك علماء التربية و المختصون في علم الاجتماع. فقد قدّم هيبر تعريفا للتخلف العقلي يقول فيه "التخلف العقلي يشير إلى إنخفاض عام في الأداء العقلي يظهر خلال مرحلة النمو مصاحباً بقصور في السلوك التكيفي".
الأسباب:
تنوعت الاسباب التي تؤدي إلى حدوث الأعاقة منها ما قبل الولادة كإصابة الأم بالحصبة الألمانية أو التسمم الكحولي، كما أن هناك أشكال متعددة من الاضطرابات الصبغية وهي الخلل التي تتعرض له عملية إنقسام الخلية الملقحة، وهناك عوامل وراثية من ضمنها الحالة الصحية للأم والجرعات الدوائية التي تتناولها والتعرض للإشعاع بكمية كبيرة، كما أن سوء التغذية له دور مهم في نمو الطفل وخصوصا الجهاز العصبي والدماغ.
أما عن الأسباب التي تحدث بعد الولادة فمنها الإصابات و الصدمات الجسمية كإصابات الرأس أو السقوط من أماكن مرتفعة و للعوامل البيئية والثقافية والاقتصادية كذلك دور في توفير الرعاية اللازمة للطفل المعاق. ولاتقتصر الأسباب على ذلك بل لكثرتها وتنوعها فإنه لا يتسع المجال إلى سردها بالتفصيل.
مدى الإنتشار:
تختلف نسبة شيوع الإعاقة العقلية تبعاً لاختلاف المعايير المتبعة في تحديدها و المجموعات العمرية التي تتناولها الدراسات، و المستوى الثقافي و الاجتماعي و الخدمات الصحية بين المجتمعات المختلفة.
وقد أشرت مسبقاً إلى أن تعريف الإعاقة العقلية لا يقتصر على جانب بل تعددت تعريفاته و تنوعت ولم يتم التوصل إلى تعريف يصف بدقة الخصائص المميزة للمعوقين، و لكن لعل أبرز الخصائص التي يمكن معرفتها بإيجاز بحيث أنها مشتركة في طبيعتها لدى أغلب المعاقين عقلياً، و لكنها تختلف في درجتها و شدتها و المرحلة العمرية التي يتلقاها الطفل المعاق سواء في أسرته أو برامج التربية، ومنها الخصائص الجسمية و الحركية حيث يتسم المعاقون عن غيرهم بضعف عام مما يشعرهم بالتعب و الإجهاد بسرعة.
كما أن النمو الجسمي لهم ينخفض بازدياد شدة الإعاقة و قد تصاحبها بعض التشوهات الجسمية، في حين يتمثل الضعف والصعوبة في التحكم بالجهاز العضلي والإتزان من الجانب الحركي لديه.
أما عن الخصائص المعرفية فالمعاقين يعانون من ضعف في الانتباه و القابلية لتشتت كما يواجه المعاق صعوبة في العمليات العقلية كالتذكر و التمييز والانتباه وخصوصا التفكير لأنه يتطلب درجة عالية من القدرة على التخيل والتعليل ، كما يعاني المعاق من بطء في النمو اللغوي يتمثل في التأتأة والأخطاء في اللفظ وعدم ملاءمة نغمة الصوت وجودة المفردات و إتقانها.
وفيما يتعلق بالخصائص الاجتماعية و النفسية فإنهم يميلون إلي المشاركة في المجموعات العمرية التي تصغرهم سناً وقد يتولد الإحساس بالدونية لديهم عند مشاركتهم مع أقرانهم أو من من هم أكبر سناً منهم إذا كانت معاملتهم للمعاق على أنه مختلف ولا يتوقع منه الكثير.
إن الإعاقة العقلية -للأسف- غير قابلة للشفاء التام ولذلك تسعى الخدمات التربوية المقدمة لهم إلى تنمية قدراتهم و تزويدهم بالمهارات التي تزيد من درجة إستقلاليتهم و مشاركتهم في المجتمع ، ومنها الأنشطة و الفُرص التعليمية، كالتعامل مع المدرسين والمشاركة في إتخاذ القرار و استخدام المهارات الأكاديمية الأساسية كالقراءة و الكتابة، وكذلك الأنشطة المتعلقة بالحياة المنزلية مثل تحضير الطعام و ارتداء الملابس و الإستحمام وغيرها من الأنشطة الإجتماعية و الترفيهية.
ومن الضروري أن يعرف المعاق حقوقه و الدفاع عنها وحماية ذاته، لذلك يجب على المدربين والعاملين مع الأطفال المعاقين تقديم المساعدة لهم في الأداء ثم تخفيفها بشكل تدريجي و التكرار من ذلك، و التقليل من خبرات الفشل لديهم، ومن المهم أيضاً استخدام التعزيز الفعّال كالإطراء أو تقديم الحلوى.
كما يجدر بالمدرب عدم إستعجال ظهور الإستجابة و التأني و التنويع في تقديم أساليب التعليم للأطفال بحيث تزداد الرغبة لديه في التعلم وهذا يساهم في تطور مستوى اداءه وسلوكه كما يمكن استخدام اللعب لتنمية المهارات الحركية والمعرفية واللغوية التي يحتاجها المعاق.
وأخيراً فإن الإعاقة العقلية لا تعني إعاقة العزيمة فلا بد من مواصلة الحياة والسعي للاندماج بالطفل المعاق مع المجتمع والإختلاط به، وعليك أيها المربي تقبل الطفل المعاق وإحترامه وإحتواءه بالحب والحنان، ولكن هذا لا يعني النظر إليه بإشفاق و المبالغة في الخوف عليه، و لا ننسى أن نحتسب الأجر من الله في إعانتهم وتقديم الخدمات لهم والصبر وعدم اليأس منهم فهذا سيساهم في التحسين و التطوير من أداء الطفل المعاق عقليا.