الغيرة عند الأطفال
الغيرة إحدى المشاعر الطبيعية عند الإنسان ويجب أن تقبلها الأسرة كصفة واقية ، فالقليل من الغيرة يفيد الطفل ، وهي حافز يحثه على التفوق. لكن الكثير منها يفسد الحياة. و يعتبر السلوك العدواني والأنانية أثر من آثار الغيرة لسلوك بعض الأطفال وقد تصبح عادة وتظهر بصورة مستمرة ، وهنا تصبح مشكلة. أسباب الغيرة كثيرة ومنها : أ ـ ضعف الثقة بالنفس : ضعف الثقة بين الطفل ومن حوله عامل مساعد على ظهور الغيرة. كذلك فالشعور بالنقص يؤدي للشعور الشديد بالغيرة. ب ـ ولادة طفل جديد : يلاحظ أن الطفل في أول حياته يسترعي في العادة انتباه الجميع ، ويشعر بأن كل شيء له ، وكل انتباه له. لكن هذه العناية قد تتوقف عنه فجأة أو بالتدريج كلما نما وقد تتجه إلى المولود الجديد أو إلى شخص آخر في الأسرة. هذا التغيير قد يترتب عليه فقد الطفل ثقته في نفسه و كراهيته لبيئته والميل إلى الانتقام منها أو الابتعاد عنها بالشروع في سلوك يترتب عليه جذب العناية إليه مرة أخرى: كالبكاء أو التبول اللاإرادي أو المرض … الخ. ج ـ تمييز معاملة بعض الأبناء عن البعض الأخر ( أو عن البنات) تخلق هذه المعاملة الغرور في بعض الأبناء ، وتثير حفيظة وغيرة البعض الآخر. وقد تظهر أعراضها في صور أخرى في المستقبل كعدم الثقة وغير ذلك من المظاهر. ومن أشكال التمييز أيضاً إغداق امتيازات كثيرة على الطفل عندما يكون مريضاً مما يثير الغيرة في الأخوة الأصحاء و يؤدي لتمنّي المرض وكراهية الطفل المريض. للتقليل من ظاهرة الغيرة يمكن عمل الآتي: على الوالدين أن يمهدا لاستقبال المولود الجديد ، لمنع الغيرة عند الطفل في هذه الحالة و أن يحببا المولود الجديد له بشتى الوسائل ، حتى إذا ما جاء المولود شعر الطفل أنه شيء محبب إلى نفسه و ليس منافساً له ، كما يجب على الوالدين أن يقتصدا في إظهار محبتهما وعطفهما على المولود الجديد. كما يجب على الآباء أن يقلعوا عن كثرة مدح بعض الأبناء أمام إخوانهم ويجب اعتبار كل طفل شخصية مستقلة ، لها مزاياها واستعداداتها الخاصة به ، ويجب المساواة في العمل بين الابن والابنة ، لأن التفرقة تثير الغيرة وتؤدي إلى الشعور بكراهية البنات للجنس الآخر في المستقبل. كما يجب عدم إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض تجعله يتمارض أكثر و تثير الغيرة في إخوته. وخلاصة القول أنه يجب مراعاة الفروق الفردية الدائمة بين الأخوة مهما تكن و عدم استثارة المقارنات الفردية المؤدية إلى الغيرة. و لا يمنع ذلك بالطبع من إظهار النواحي الطيبة في كل منهم ، و محاولة تنميتها والعناية بها. وللتغلب على القلق والخوف وضعف الثقة بالنفس عند الطفل الغيور يجب الاتجاه دائماً إلى زيادة ثقته بنفسه في مختلف النواحي ، زيادة تخفف من الشعور بالنقص ، وتقلل من صدمة الفشل ، وتزيد من القدرة على التعاون الاجتماعي مع الغير ومحبة ذلك.
د. خليل بن إبراهيم القويفلي زميل الكلية الملكية للأطباء النفسيين بكندا استشاري الطب النفس للكبار والمراهقين والأطفال وزارة الصحة