الطفل العداوني
بمقدورك تحويل طفلك العدواني إلى بطل رياضي . تنزعج الأسرة كثيراً من عدوانية أحد أطفالها، خاصة أن الآخرين دائماً يوجهون اللوم والانتقاد للأسرة، باعتبار أن هذه العدوانية تعكس تقصيراً في التربية والحسم داخل الأسرة.
أولا، ما هي صور العدوان؟
للعدوان صور متعددة تتمثل في: الصياح وارتفاع الصوت والضجيج بشكل يزعج الآخرين أو توجيه الشتائم والسباب والخروج عن الآداب العامة شد الشعر أو الملابس أو العض والقرص والجذب أو في صورة اعتداءات جسدية مباشرة كالضرب واللكم والركل أو تخريب متعمد لممتلكات الغير، كالأطفال الذين يقذفون المارة والسيارات بالحجارة أو يحرقون الممتلكات ويحطمونها. و قد يتجه عدوان الطفل للحيوانات فيعذبها ويضربها إذن يتسبب الطفل العدواني في إثارة المشاكل بصورة دائمة....
ودائما ما يتصف الطفل العداوني بما يلي:
- يجد صعوبة في إيجاد صداقات في المدرسة..
- صعوبة بالتعامل مع الآخرين
- قد يلجأ للعدوان لشعوره بالظلم أو لعدم ثقته بنفسه أو قد يكذب ليبرر عدوانه..
كيف تتعامل الأسرة مع الطفل العداوني:
تتعامل بعض الأسر مع الطفل العدواني بطرق خاطئة منها:
* الاستجابة للعدوان بالعدوان وعندها يتفاقم الأمر ويتأصل السلوك العدواني لدى الطفل
* يتجنب الطفل ويبعد أطفاله عنه حتى لا يقلدوه وربما يتجنب أسرته أيضاً.
* محاولة استرضاء الطفل العدواني وقد يعطيه كل ما يطلب تجنباً للمشاكل .
والآن نتساءل جميعاً ما هو التصرف السليم مع الطفل العدواني ؟ و ما هي الوسائل المناسبة لتقليل احتمالات ظهور هذا العدوان والحد من آثاره؟.
1 يجب أولاً البحث في أسباب العدوان ومحاولة علاجها.
2 يجب عدم إعطاء الطفل المعتدي أي مكاسب حتى لا يتأكد لديه هذا السلوك وحتى لا يقلده الأطفال الآخرون، بل يجب أن يعاقب مع تجنب العقاب الجسدي تماما لأنه ينمي أحاسيس العنف لدى الطفل، و قد يتمثل العقاب في الحرمان من شيء يحبه كالخروج إلى مكان يفضله أو حتى حرمانه من المصروف.
3 يجب أن يتم تحويل الطاقة العدوانية لدى الطفل إلى مسار آخر و أفضل مسار بالنسبة لهذا الطفل هو الرياضة التنافسية، فالرياضة لها قدرة ساحرة على تحويل الطاقة التدميرية إلى طاقة بناءة وقد يتحول طفلك العدواني إلى بطل رياضي.
4 وأخيراً يجب إعطاء الطفل وقتاً أطول لفهمه ومناقشته وإعطاؤه فرصة أكبر للتعبير عن رأيه، و تقديم المكافأة له كلما امتنع عن العدوان الذي اعتاد عليه وتصرف بشكل مقبول .
وكما ندعو دائماً يجب أن يشعر الطفل بحب من حوله واهتمامهم به و أن نحاول فهمه حتى لو اختلف عن الأطفال الآخرين، و أن نُعرِّفه بشكل هادئ بحقوقه وحقوق الآخرين، و أن ننقل له مفهوم أن من لا يحترم حقوق الآخرين لا يحترم أحد حقوقه، يتم ذلك بالطبع بأسلوب هادئ مبسط يملؤه الحب والفهم. أما إذا تعذرت المعالجة واستمر السلوك العدواني لدى الطفل، يجب استشارة المتخصصين في طب نفس الأطفال.
إذ قد يكون العدوان تعبيراً عن أمراض عضوية أو نفسية أو يشير إلى خلل في الشخصية أو اضطراب في محيط الأسرة أو المدرسة. و لا تنزعجي.. لكل مشكلة حل إن شاء الله