نوم الأطفال والمشكلات النفسية
كثيراً ما يتعرض الأطفال لاضطرابات في النوم ، وهذه الاضطرابات قد تكون مؤقتة تنتهي مع مرور الوقت أو قد تكون مزمنة . ولعل الاضطرابات المزمنة هي الأكثر أهمية لأنها غالباً ما ترجع لأسباب عضوية يشكو منها الطفل كارتفاع درجة الحرارة أو آلام الأذن وما شابه ، وقد تكون لها أسباب نفسية مما يعني ضرورة الانتباه لها وما ترتبط به من تغيرات في سلوكيات الطفل . فإذا أصبح الطفل أكثر عدوانية تجاه نفسه أو تجاه أخوته وأمه أو أصبح أكثر هدوءاً وانعزالاً وانطوائية ، وتزامن ذلك مع اضطربات في النوم فهذا يؤكد على وجود مشكلة نفسية تستدعي اللجوء لطبيب نفسي متخصص في طب الأطفال النفسي. و من أشهر المشكلات المؤثرة على نفسية الطفل ، والتي قد تصاحب بظهور اضطرابات في نوم الطفل ، الظروف العائلية مثل الطلاق، والخلافات الزوجية، موت أحد الأقارب أو مرض شخص عزيز على الطفل قريب منه، وكذلك مرض أحد الوالدين أو الجدين قد يؤثر بصورة سلبية على نوم الطفل لذلك يجب أخذ هذه الأمور بعين الاعتبار..
فالخلافات الزوجية وما يصاحبها من مظاهر الصراع أو الصراخ أو تبادل الاتهامات ، من أشهر المشكلات المؤثرة على الطفل خاصة لو لجأ أحد الوالدين أو كلاهما للإساءة للطرف الآخر أو محاولة كسب الطفل في جانبه أو دفعه للشهادة في المحكمة الشرعية ضد الوالد أو الوالدة ؛ وهذا يقود إلى تشوش ذهني عند الطفل، فهو لا يعرف كيف أن أحد والديه سيئ بهذه الدرجة، مما يضعه في مأزق أخلاقي وربما في أزمة نفسية تمتد أبعادها إلى المستقبل في المراهقة، وحتى بعد مرحلة المراهقة.. وهذا الأمر بدوره يؤثر على نفسية الطفل وقد ينتهي به إلى الاكتئاب المصاحب باضطرابات النوم..
وفاة شخص عزيز على الطفل ، يحدث تأثير كبير على الأطفال خاصة في المراحل التي لا يدركون فيها معنى الموت ، فصدمة الموت قد تخيف الطفل وتجعله يتساءل عن اختفاء الشخص العزيز، وإلى أين ذهب؟ مما قد يجعله يشعر بقلق شديد، وخوف من الغموض الذي يحيط بهذا الاختفاء، ويجعله يفكر كثيراً عندما يلجأ إلى فراشه، مما قد يتسبب في اضطراب نومه، وخوفه مثلاً من أن ينام وحيداً بعد أن كان معتاداً على هذا الأمر، أو أن يطلب أن تترك الإضاءة في غرفته، بعد أن كان ينام في الظلام ولا يستطيع النوم والغرفة مضاءة.
وهنا لابد من شرح الأمر بصورة تتناسب مع مستواه العقلي.
وقد يتضاعف أثر الصدمة إذا فقد أحد الوالدين والوالدة بشكل خاص في الفترات الأولى من حياته ؛ لأنه قد لا يتقبل فكرة وفاتها ، وهنا لابد من التعامل مع الطفل الذي توفيت والدته بحساسية، وحبذا لو كان هناك من يقوم في الفترة الأولى من الوفاة بالتعامل مع الطفل من النساء القريبات منه، مع تجنب المبالغة في تدليل الطفل ، ومحاولة شرح الأمر له بالصورة التي يستطيع فهمها.
احترام طقوس الأطفال
فلبعض الأطفال طقوس معينة لابد من احترامها عند دخول الفراش حتى لا يتعرض لاضطرابات النوم ، ولابد من تعويده في سن مبكرة على الانفصال عن الأم والأب والنوم في فراش مستقل ، أو مع أخوته..
استخدام العلاج الدوائي يجب أن يكون في أضيق الحدود ، وهو أمر غير مستحب في مرحلة الطفولة، ولكن إذا احتاج الطفل علاجاً لاضطرابات النوم، فيجب أن يكون من يصف له ذلك طبيب نفسي متخصص في الطب النفسي للأطفال، أو طبيب نفسي لديه خبرة في التعامل الدوائي مع الأطفال.
في حالة الاضطرابات الشديدة في النوم عند الرضع، يجب معالجة الأم أيضاً مع الرضيع.
جريدة الرياض