كيف تق طفلك الوسواس والسلوك العدوانى ؟

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الاثنين, يونيو 15, 2015 - 09:02

أوضحنا فى المقالات السابقة ابراز نظرية التحليل النفسى للعلاقة الوطيدة بين التدريب المفرط فى القسوة والإيلام الذى يتسبب فى حدوث قلق شديد عند الطفل يولد لديه مشاعر العدوان نحو الأبوين واستعدادًا لظهور عدة أعراض مرضية فى الطفولة المتأخرة والمراهقة كالوساوس والعناد ، والفوضى ، والسلوك العدوانى تجاه الذات وتجاه الآخرين.

وبينا ما ذهبت اليه نظريات التعلم من وجهة نظر أخرى والقول بالقدرة على التنبؤ بما قد يترتب من نتائج القسوة المفرطة التى تستخدم أساليب مختلفة من العقاب فى التدريب على ضبط عادات الإخراج وتحديدها لأربعة أنواع من السلوك غير مرغوب فيها تتمثل فى الإدراك السلبى للأم ، نشأة أعراض سلوكية تدل على سوء التوافق ، القلق من النواحى الجنسية ، وادراك الذات ادراكًا سلبيًا . من هنا كانت الأهمية التى نوليها للإجراءات والخطوات المتمثلة فى تدريب الطفل على استخدام المرحاض والتى تتضمن منظومة كاملة من الاستجابات بعضها قبل ذهابه إلى الحمام في حال رغبته بالتبول أو التبرز وما يتطلب ذلك من مهارات كإنزال الملابس والتشطيف المناسب بعد اتمام عملية الإخراج وطرق التنظيف الصحيحة وما يتبعه من اجراءات كتشغيل السيفون لطرد الفضلات من وعاء الحمام وطبعا غسل الأيدي هذا بالإضافة للمهارات الأخرى التي يتطلبها استخدام المرحاض ( التواليت ) وعلى الأم أن تضع فى اعتبارها مسلمة رئيسية وهى أن عملية التدريب تتطلب ضرورة توفر الاستعداد لدى الطفل ليكون جاهزًا تمامًا لهذا التدريب ، وأن لا يشكل هذا التدريب ضغطًا نفسيًا يؤدى الى ظهور المشاكل النفسية التى نسعى لتلافيها من خلال التدريب السليم المتدرج والمتبع لأساليب التشئة السوية.وكلما راعت الأم أو القائمين على أمر رعاية الطفل توفير المناخ النفسى السليم لعملية التدريب كلما كانت النتائج خالية من السلبيات والآثار السلوكية غير الحميدة .

متى يكون الطفل جاهزًا للتدريب على استخدام االمرحاض ؟

الأمر الذى يجب وضعه فى الاعتبار أن معظم الأطفال تنموا عضلاتهم المتحكمة فى عملية الإخراج فى الفترة السنية التى تنحصر بين 18 شهر و 36 شهر ، وأن بعض الأطفال قد لا يكونون جاهزون لعملية التدريب لأسباب طبية أو لمواجهتم بعض الضغوط النفسية ، كما قد يرجع عدم الجاهزية لديهم الى أسباب وعيوب خلقية فى بعض الأحيان ومن هنا فلابد للأم من تتأكد من أن طفلها لديه الاستعداد لبدء عملية التدريب وجاهز لها بالفعل ، ومن ملاحظتها لبعض العلامات والمؤشرات السلوكية لدى الطفل يمكنها أن تحكم بمدى استعداده وقابليته للتدريب . ويمكن توضيح هذه العلامات والمؤشرات لقابلية الطفل واستعداده للتدريب على ضبط عادات الإخراج فى الآتى :
1- اظهار الطفل للحماس ازاء التعلم واللعب والمشي و الركض. 
2- قدرة الطفل على الجلوس واللعب بهدوء لمدة خمس دقائق على الأقل. 
3- مبادرة الطفل لمشاركة الأم في خلع ملابسه وارتدائها . 
4- ظهور سلوك التقليد والمحاكاة لدى الطفل وتقليده لسلوك الإخوة و الآخرين.
5- ابداء الطفل لرغبته في إعادة الألعاب و الأشياء إلى أماكنها.
6- تمكن الطفل من فهم و استيعاب بعض التوجيهات والأوامر البسيطة.
7- اظهار الطفل لفرحته وابتهاجه إذا تمكن من انجاز بعض الأعمال الخاصة به . 
8- وجود أوقات منتظمة في اليوم يقوم فيها الطفل بالتبرز أو التبول. 
9- أن تكون الحركة المعوية لدى الطفل كاملة . 
10- قدرة الطفل على البقاء جافا لمدة ساعتين على الاقل. 
11- تبول الطفل كمية كافية في المرة الواحدة.
12- أن يكون الطفل قد تشكل وعيه وإدراكه لعملية الإخراج. 
13- قدرة الطفل على اطلاق أسماء معينة على البول والبراز ( اح كعا , كاكا, يعا كخ). 
والأمر البالغ الأهمية التى يجب أن تضعه الأم فى اعتبارها بالإضافة لملاحظة هذه العلامات , التأكد من أن الطفل لا يمر أو يعاني من أي ضغوط نفسية مثل تجربة الفطام من الثدي او حتى من الرضاعة , أو قدوم مولود جديد في الأسرة أو تغيير الشخص القائم على رعايته اليومية أثناءغياب الأم أو انشغالها , وعليها أن تنتظر ستة أسابيع على الأقل بعد تعرض الطفل لهذه الضغوط ليعود الى التدرب بشكل سليم ويجب عليها التحلى بأقصى درجات الصبر .

ما قبل التدريب ( المرحلة التمهيدية ):

التمهيد لعملية التدريب لا يقل أهمية عن التدريب نفسه , حيث توضح الأم للطفل العديد من الامور لتسهيل تدريبه فيما بعد وتستغرق هذه المرحلة على الأقل أسبوعًا واحدًا ويمكن تقسيمها إلى عدة مظاهر او مراحل فرعية :
أولا: يجب تعليم الطفل على اطلاق اسم معين للبول والبراز , ويجب التوضيح للطفل عند تغير حفاظته ما حدث كأن الأم تقول له الأم ( عامل كعا, يعا، كخ)...
ثانيا : السماح للطفل بمشاهدة أعضاء الأسرة الآخرين أثناء استخدامهم للمرحاض حيث يتيح له ذلك المزيد من الفهم للعملية و يوفر له إمكانية طرح الأسئلة.
ثالثا : تغير الحفاظة للطفل في اقرب وقت بعد ان يبللها لعدم منحه فرصة لكي يتأقلم مع البلل و لكي يتعامل معه على انه امر غير مريح , واذا امكن للأم تغيير الحفاظة لطفلها في الحمام ساعدت فى تقبله وفهمه للمرحاض و بإمكان الأم أن توضح للطفل انه قام بعمل الكعا ( التبرز ) ويمكنها ان تريه ذلك في الحفاظة وكل ذلك لكي يفهم ويستوعب انه يخرج هذه الكعا أو الكخة وانه يجب عليه التخلص منها.
رابعا : على الأم أن تقدم مكافأة للطفل في حال قيامه بتنبيهها شفويا او بتقاسيم وجهه عن وجود رغبة او قيامه بتبليل نفسه أو بلغته انه يوجد كعا أو كخة.

بداية تدريب المرحاض:

وهنا بعد ظهور علامات جاهزية الطفل وإمضائه أسبوعا على الأقل في المرحلة التمهيدية تستطع الأم البدء في تدريب الطفل فعليا على استخدام المرحاض باستخدام عدة خطوات متتالية ويجب أن يشعر الطفل بالراحة التامة في كل مرحلة قبل الانتقال إلى الأخرى , كما يجب على الأم عدم نسيان قاعدة مهمة وهي أن تكون صبورة مع طفلها إلى أقصى حد, لأنها عملية جديدة على الطفل وهى المرحلة الأولى التى يطلب منه فيها أن يساعد ويعطى بدلاً من مساعدة المحيطين له فى كل شئون حياته ، هى بداية مرحلة جديدة وكل بداية تحمل قدرًا من الصعوبات من الواجب مواجهتها.

التدريب:

يستمر تدريب الطفل على ضبط وظائف الإخراج عدة أسابيع :

الأسبوع الأول : يتضمن تدريب الطفل خلال الأسبوع الأول على ثلاث خطوات على النحو التالى : 
1- تقوم الأم بعمل جدول بأوقات تبول و تبرز الطفل و يساعدها هذا الجدول في التعرف على عادة الإخراج لدى طفلها كما يساعدها في تنفيذ الخطوات التالية. 
2- تعرف الأم طفلها على قاعدة الحمام (كرسي تواليت الأطفال) و يفضل أن تقوم بهذا بطريقة غير مباشرة, كأن تضع القاعدة في الحمام بحيث يمكن للطفل مشاهدتها والاستفسار عنها ومن ثم شرح وظيفتها , وهذا الوضع يزيد من فضول الطفلوتقوى فيه حب الاستطلاع بازائها .
3- تجلس الأم الطفل على كرسي التواليت الخاص به وهو بكامل ملابسه عدة مرات في اليوم و ذلك لتعويده على الجلوس عليها , وعليها أن تحرص على عدم إغضابه أو إجباره ، ومن الممكن أن تقدم له بعض الألعاب أثناء جلوسه .

الأسبوع الثانى : 
تتمثل الخطوة الرابعة فى الاستعانة بجدول أوقات الإخراج لدىالطفل ( خطوة 1) فتقوم بإجلاس الطفل على كرسيه عدة مرات في اليوم وهذه المرة بعد نزع ملابسه و حفاظته و ذلك لزيادة تعوده على هذه القاعدة و التعود على ملامسة البلاستيك لجسمه, فإذا قام الطفل بالتبول أو التبرز أثناء جلوسه عليها أن تشعره بأهمية ما قام به وكافأته لتعزيز هذا السلوك ، وأن تنقل له شعورها الابتهاج وبالفخر به .

الأسبوع الثالث :
على الأم أن تدع الطفل لمدة نصف ساعة بدون حفاظة أو ملابس داخلية وأن تكرر هذا عدة مرات فى اليوم حتى يتعرف أن الكعا أو الكخة ( البراز و البول ) يخرج من جسمه هو , وعليها أن تضع فى ذهنها احتمال وقوع التبول والتبرز على غير ما تتمنى ومن ثم لابد وأن تتحلى بدرجة عالية من القدرة على ضبط النفس والصبر .وعليها عند قيامها بنزع حفاظة طفلها أن تخبره (بأن الأولاد الحلويين والكبار بيعملوا الكعا في الحمام ) , كما أن عليها تحفيز طفلها و تشجيعه للجلوس على القاعدة والإخراج فيها ولا شك أن هذه المرحلة حافلة بالأحداث غير المستحبة فقد يعملها الطفل على حاله عدة مرات ومن هنا يجب على الأم التحلى بأقصى درجات الصبر لأن طفلها سيتمكن فى النهاية من السيطرة على وظائف اخراجه ويقلل من هذا الإخراج التلقائى .

الأسبوع الرابع والخامس والسادس : 
على الأم أن تعود الطفل على البقاء بدون حفاظة والاكتفاء بالملابس الداخلية وقد يستغرق هذا الوضع تقريبًا شهرين ليتم الاستغناء عن الحفاظة , وعليها أيضًا أن تتوقع حدوث بعض الانتكاسات كالتبول والتبرز فى الملابس الداخلية .

الأسبوع السابع والثامن والتاسع : 
تبدأ الأم بتعليم طفلها باقى مهارات استخدام المرحاض من خلع الملابس وطريقة التشطيف الصحيحة وكذلك الضغط على زر صندوق الطرد وتغسيل اليدين وسنعرض فى المقالة القادمة خطوات مقترحة للتدريب السليم بإذن الله .

 

 

د. صلاح الدين السرسي

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.