السنوات الحاسمة فى نمو طفل ماقبل المدرسة

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الاثنين, يونيو 15, 2015 - 08:57

يزداد وضوح الفروق فى الشخصية خلال الفترة من السنة الثانية إلى السنة الخامسة لتصبح بارزة ومحددة المعالم فى نهاية السنة الخامسة من العمر . وتتناول هذه المقالة خصائص النمو الجسمى ، والنمو النفسى الحركى لطفل ماقبل المدرسة ، ثم نتبعها فى المقالة التالية بخصائص النمو العقلى بإذن الله . 
يصل طول الولد المتوسط عند بلوغه سن الثالثة حوالى 95 سنتيمتر ووزنه 12.5 كيلو تقريبا . على حين يبلغ طول البنت فى المتوسط 94 سنتيمتر ووزنها 12 كيلوجرام تقريبًا. ويزداد كل من الطول والوزن بالتدريج ليكون الطول فى سن الخامسة 109 سنتيمتر ومتوسط الوزن 15كيلو جرام تقريبًا . وتكون هذه القيم عند البنت مشابهة الى حد ما من ذلك ، وإن كان الولد يميل الى التفوق قليلاً فى الطول وفى الوزن . وتكون قامة الطفل فى سن الخامسة أساس يمكن الاعتماد عليه فى التنبؤ بما يكون عليه طول عند النضج ، حيث يكون الارتباط بين الطول فى هذه السن والطول فى سن النضج حوالى 0.7 . 
ويتحول شكل البدن خلال هذه الفترة فى اتجاه زيادة النضج . فعندما تبدأ الأجزاء العليا من البدن فى الوصول الى حجمها عند الارشد ، يبطؤ نموها ثم يتوقف ، الأمر الذى يتيح للأطراف السفلى التىا يستمر نموها ، أن تلحق بالأطراف العليا . لهذا نجد أن نمو الرأس بطىء فى سنوات ما قبل المدرسة ، بينما يكون نمو الأطراف سريع ، ونمو الجذع يكون بدرجة متوسطة . وحين يصل الطفل لنهاية عامه السادس تكون نسب جسمه أقرب الى نسب جسم الراشد ، كما نجد أن ملامح وجهه كادت تشرف على نهاية مرحلة التغير .
ورغم أن الأولاد يكونون أكبر وزناًا بدرجة طفيفة من البنات ، إلا أن هناك فروقًا جنسية ملحوظة بينهما من حيث تركيب الجسم ؛ إذ يكون الأولاد أكثر حظًا من النسيج العضلى ، على حين تكون البنات أكثر حظًا من الأنسجة الشحمية . 
وبالإضافة إلى هذه التغيرات فى نسب الجسم ، يزداد حظ أجهزة الطفل العظمية والعضلية والعصبية من النضوج . ونجد قدرًا أكبر من الغضاريف فى الهيكل العظمى للطفل بدأ يتحول الى عظام ، وأن عظام الجسم قد بدأت تزداد من حيث الحجم والكمية والصلابة ، كما أن عدد الأسنان المؤقتة قد اكتمل عادة فيما بين سن الثانية والثالثة عند الطفل بحيث يصبح مهيئًا بدرجة كافية لتناول طعام الكبار . 
كما تقع بعض التغيرات المهمة فى النمو العضلى خلال هذه الفترة ، فبعد أن كان النمو فى الجهاز العضلى متناسبًا مع نموالجسم بصفة عامة من البداية حتى سن الرابعة ، تأخذ العضلات بعد ذلك فى النمو بمعدل أسرع ، حتى يمكن القول بأن نسبة 75% من الزيادة فى الوزن خلال السنة الخامسة من الحياة تعود الى تطور نمو العضلات ، ومع ذلك فإن العضلات الغليظة تظل فى هذه الفترة أكثر نموًا وأرقى تطورًا من العضلات الدقيقة الصغيرة، الأمر الذى يفسر الى حد بعيد امتلاك الطفل الصغير لمهارات الحركات الكبيرة الغليظة أكثر من امتلاكه للمهارات التى تتضمن تآزرات دقيقة صغيرة . ومن الطبيعى وجود فروق فردية بين الأطفال من حيث القوة البدنية . وتطور نمو العضلات يتوقف على عوامل كثيرة من قبيل التكوين الجسمانى للطفل وحالته العامة وعادات الأكل والنوم ومستوى نشاطه . 
وتؤدى بعض التغيرات الفسيولوجية الأخرى الى ازدياد قوة تحمل الطفل والى تمكينه من أن يسهم فى أوجه نشاط أكثر عنفًا ومشقة . ويصبح التنفس فى هذه الفترة أكثر عمقًا وأبطأ ، على حين أن نبضات القلب تبطؤ وتصبح أكثر ثباتًا ، بينما يزداد ضغط الدم ازديادًا ثابتًا . 
كما ينمو الجهاز العصبى نموًا سريعًا حيث يصل وزن المخ الى حوالى 75% من وزنه الكامل عند الرشد بعد انتهاء العام الثانى من عمر الطفل ، ويصل الى 90% من وزنه الكامل عند بلوغ الطفل سن السادسة . واكتساء الألياف العصبية بغشاء الميلين (myelinization) والذى يكون قد انتهى بالنسبة للأجزاء السفلى من البدن فى بداية هذه الفترة يكتمل بصفة عامة فى هذه الفترة بالنسبة للمراكز المخية العليا. 
وتشهد هذه الفترة تغير استجابة الطفل للإصابة بالعدوى أو التلوث ، فتصبح الإصابة بالعدوى التى تؤدى الى ارتفاع درجة الحرارة أقل من الارتفاع الذى كان يحدث أثناء فترة الرضاعة ، لكن الفترة التى يعانى فيها الطفل من المرض تكون أطول . كما أن احتمال ظهور أعراض مرضية بالقلب بعد حدوث المرض يصبح أقل مما كان عليه الوضع خلال السنتين الأوليين من الحياة .
تطور النمو الحركى :
نضج الأنسجة العصبية والعضلية عند الطفل فى فترة ما قبل المدرسة يمهد الطريق الى ازدياد مهارته فى أوجه النشاط الحركية النفسية . كما أن التعلم يلعب دورًا مهمًا فى هذه التحسنات . 
وببلوغ سن الثالثة ، تكون الآثار المتبقية من زمن الرضاعة فى سلوك االطفل الحركى قد اختفت تقريبًا. 
فالطفل فى هذه المرحلة يجرى بسلاسة أكبر ، وهو يسرع ويطىء فى جريه بسهولة أكثر، وهو يستطيع الاستدارة حول الزوايا الحادة ، ويتمكن من الوقوف المفاجىء . وفى استطاعته أن يصعد السلالم من غير مساعدة ومع تبديل أقدامه . وهو يستطيع أن يقفز من فوق آخر الدرج الى الأرض وقد التصقت قدماه الواحدة بالأخرى . على حين أن طفل الثانية يقفز وقد تقدمت احدى قدميه عن الأخرى . يستطيع طفل الثالثة أن يقفز إلى أعلى بقدميه الاثنتين الى مسافة تصل الى 30 سنتيمتر ... ويستطيع أن يقف على قدم واحدة باتزان مضطرب لمدة ثانية أو أكثر . 
وحين يبلغ الطفل المتوسط سن الرابعة يكون قد اكتسب قدرً كافيًا من التوجه المكانى والدقة فى الحركة بحيث يتمكن من أن يتتبع على الورق ممرًا عرضه سنتيمتر واحد بين شكلين على هيئة معين أحدهما بداخل الآخر . 
وعند بلوغ الطفل سن الخامسة يكون الطفل العادى قد اكتسب القدرة الناضجة على الاتزان والتى تنعكس فى ثقته بنفسه أثناء استغراقه فى سلوكه الحركى . وإن كان لايزال عاجزًا عن القفز مع الارتكاز على قدم واحدة ، إلا أنه يقفز بالقدمين قفزًا أكثر رشاقة . 
كما أن حركات الاطفل الدقيقة فى هذه السن تزداد تمايزًا واستقلالا . ونجد طفل الخامسة فى الرسم لايزال عاجزًا أمام خطوط المعين ولكنه يكون قادرًا على رسم خطوط مستقيمة فى الاتجاهات ، وعلى أن ينقل رسم مريع أو مثلث ، وعلى أن يرسم صورة للإنسان يمكن للآخرين أن يفهموا أنها صورة انسان . 
والتطور الحركي ، في هذه المرحلة يخلو من الطفرات أو القفزات النمائيه،انما يتطور بصورة تدريجيه هادئه تتأثر بشكل ايجابي بالتدريب والخبرات والتجارب التي يمر بها الطفل. وقد تظهر عند بعض الاطفال القدرة على الكتابة مبتدأًً بخطوط غير موجهة ثم خطوط مستقيمه بعض الشئ،وقد يتمكن في هذا العمر من كتابة حرف او حرفين بشكل صحيح.

 

د. صلاح الدين السرسي 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.