مدى تمتع طفل ما قبل المدرسة بالنضج

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الاثنين, يونيو 15, 2015 - 08:14

هل يتمتع طفلك بالنضج النفسى والاجتماعى ؟!! لابد وأن نتفق منذ البداية على أنه ليست هناك مجموعة من الأطفال فى مرحلة ماقبل المدرسة إلا وبينهم فروق فردية واضحة فى الشخصية وفى السلوك الاجتماعى . وأن أبسط أساليب الملاحظة العارضة لتميز بين الخجول المنسحب من الجرىء الصاخب . والواقع أن الاختلاف البارز فى السلوك عند أطفال الخامسة إذا ماقورنوا بأطفال الثانية ، يرجع بصفة جزئية الى الاكتساب السريع للعادات الجديدة ، وإلى تزايد الادراكات الحسية ، وازدياد الاتصال بالبيئة الاجتماعية وادراكها والوعى بها .
والطفل المتوسط حين يتم العامين من عمره يتمكن من المشى ويستغرق فى تعلم اللغة السائدة فى ثقافته . كما أن التقدم المستمر الذى يطرأ على التآزر الحركى والإدراك الكلى (أو ادراك المفاهيم ) خلال سنوات ماقبل المدرسة ، تيسر الطريق لحدوث كثير من التفاوت والتمايز الذى يقع خلال هذه الفترة بين الأطفال من حيث الشخصية .
و مرحلة الطفولة المبكرة هي الفترة الممتدة من نهاية العام الثاني وحتى نهاية العام الخامس من ميلاد الطفل أي هي رحلة الطفل عبر العام الثالث والرابع والخامس من عمر الطفل ، وتم اختيار اسم الطفولة المبكرة تبعا للأساس البيولوجي النمائي ، وهناك مسميات أخرى تعتمد على الأساس الذى يعتمد عليه كل باحث فى التقسيم ، فهى مثلا مرحلة المصلحية والفردية تبعا للأساس الأخلاقي لكولبرج ، وهي مرحلة المبادأة في مقابل الشعور بالذنب تبعاً للأساس النفسي الاجتماعي عند اريكسون، وهي مرحلة ما قبل العمليات تبعا للتقسيم المعرفي لبياجيه ، وهي مرحلة طفل ما قبل المدرسة تبعاً للأساس التربوي ، وأخيراً فهي مرحلة ما قبل التمييز وفقا للأساس الشرعي الإسلامي.
وتعتبر الطفولة المبكرة من المراحل المهمة في حياة الإنسان والتي بدأها بالاعتمادية الكاملة على الغير ثم هو يترقى في النمو نحو الاستقلال والاعتماد على الذات ، ففي مرحلة الطفولة المبكرة يقل اعتماد الطفل على الكبار ويزداد اعتماده على نفسه وذاته ويتم فيها الانتقال من بيئة المنزل إلى بيئة الحضانة ورياض الأطفال حيث يبدأ في التفاعل مع البيئة الخارجية والمحيطة به ، مما يمكنه من التعامل بوضوح مع بيئتة مقارنة بمرحلة المهد . وفي هذه المرحلة تبدأ عملية التنشئة الاجتماعية وإكساب القيم والاتجاهات ،
والعادات الاجتماعية ويتعلم فيها التمييز بين الصواب والخطأ وإن كان لا يفهم لماذا هو صواب أو خطأ.
وقد ركزت فمدرسة التحليل النفسي على هذه المرحلة تركيزاً بالغاً وتذهب الى أن شخصية الفرد تتكون خلال الخمس سنوات الأولى والتي ترى أن الثلاث سنوات الأولى منها من مراحل النمو الحرجة التي تشكل خبرات الطفولة فيها شخصية الفرد. بل إن أريكسون يعتبر أن المراهق السوي هو الطفل الذي مر خلال طفولته بنمو سوي.ويمكن القول بشكل عام أن مرحلة الطفولة المبكرة هي الأساس والقواعد التي يتم بناء الشخصية
السليمة عليها فكلما كانت أقرب للسواء كانت الشخصية في المستقبل أقرب إلى السواء كما أن العكس يكون صحيحًا كذلك .
مطالب النمو فى مرحلة الطفولة المبكرة : Development Tasks
مطالب النمو عن المهام التى يتوجب على الطفل أن يتعلمها ويحققها تحقيقاً مسبقاً. وهى التى تحدد مدى تحقيق الفرد لحاجاته وإشباعه لرغباته وفقا لمستويات نضجه وتطور
خبراته التي تتناسب مع سنه "ولذلك فمطلب النمو عبارة عن مجموعة من الحاجات التي تظهر خلال فترة زمنية معينة ويتوافق فيها جميع الأفراد . ويعتمد نجاح الفرد في تحقيقه لمهمة من مهمات النمو مشروطاً بتحقيقه للمهمة السابقة أي أن النجاح يولد النجاح كما أن فشل الطفل في اكتساب مظهر مبكر من مظاهر النمو قد يسبب له مشاكل في
مراحل نموه .
ومما لاشك فيه أن من أهم الأدوار الوظيفية التي تمارسها الأسرة إشباع حاجات الطفل النفسية، ومن خلال الأسرة يتحقق للطفل النضج الانفعالي؛ وخاصة إذا توفرت في المنزل أسباب ذلك النضج؛ فمن خلال الأسرة يتعوَّد الطفل القدرة على التعامل مع الآخرين، ومن خلالها أيضاً تساهم الأسرة في الارتقاء الأخلاقي لدى الطفل؛إذ تنمو شخصيته الأخلاقية؛ ويُعزز ذلك كله حين تقوم الأسرة بدورها في إكساب الطفل الدين الذي تعتنقه.
ومن أجل ذلك نستطيع أن نقرر حقيقة أن للوالدين دوراً هاماً في تربية الطفل لا يستطيع المعلم أو أي شخص آخر أن يحل محلهما؛ فقد يستطيع المعلم أن يزوِّد الطفل
بحصيلة من المعلومات قد تجعل منه دائرة معارف، لكنه يفتقد ما للوالدين من تأثير على اتجاهات الطفل نحو الحياة.
واذا أردت أن تأخذى فكرة عن مدى نضج طفلك فعليك أن تلاحظى جيدًا المظاهر التالية ، فبقدر توفر هذه الاخصائص ودرجتها يكون القدر الذى يمكن أن تقيس به نضج الطفل وقدرته على تحمل مسئوليات الحياة فى قابل أيامه ، واستقلاليته ، وتفاعله الكفء مع أفراد المجتمع :
1- تعلم عادات النظافة والتى شرحناها فى المقالات السابقة.
2- تعلم الكلام.
3- تعلم استعمال العضلاتالدقيقة.
4- تعلم التمييز بين الجنسين.
5- تعلم مهارات القراءة والكتابة والحساب.
6- تعلم السلوك الاستكشافى للبيئة المحيطة به.
7- تعلم التمييز بين الصواب والخطأ.
8- تعلم التفاعل مع الآخرين.
9- الإحساس بالثقة بالذات وبالآخرين.
10- تعلم تحمل المسؤولية.
11-تكوين مفهوم الذات الإيجابي، كذات فاعلة ، وتمتلك القدرة ، والتأثير فى البيئة المحيطة به.
12- تعلم العادات الاجتماعيةالسائدة فى مجتمعه والتكيف معها.
13- تعلم قواعد وقوانين الألعاب الجماعية.
14- تعلم ممارسة الاستقلال الشخصي.

 
 
 
 
 
د . صلاح الدين السرسي 
سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.