لا أستطيع التركيز في الامتحان ، ماذا أفعل ؟

جلس الطالب يستذكر دروسه طوال الليل وفي الصباح توجه إلى الامتحان بهمة ونشاط ، وعندما جلس أمام ورق الامتحان ، اكتشف أنه يتذكر جميع الإجابات ، ولكنه لا يستطيع أن يستحضرها  ، فهو يستطيع بسهولة تذكر شكل صفحة الكتاب التي تحتوي الإجابة وكذلك شكل السطور إلا أن محتوى الكتابة غير واضح في ذهنه ، بدأ يتوتر ، حاول ثم حاول ثم حاول ولكنه فشل في استحضار الإجابة مما جعله في موقف صعب؟؟
ترى هل مررت بموقف مثل هذا أنت أو أحد من أصدقائك ؟؟
ترى ما سبب هذا الموقف الصعب وكيف يمكن تجنبه؟؟
حتى نجد إجابة مناسبة لهذا السؤال علينا أن نسأل أسئلة أخرى وهي: هل يمكن أن يعمل الهاتف المحمول دون شحن البطارية ، وهل يمكن أن تسير السيارة دون وقود ، وهل يمكن أن يضيء التلفاز دون وصلة في مصدر الكهرباء؟؟ بالتأكيد لا
كذلك فإن العقل البشري يحتاج إلى شحن لطاقته والتي كثيراً ما يغفل عنها الطالب أو الطالبة في غمرة الانشغال بالاستذكار والاستعداد للامتحان ، وحتى نعرف كيف يتم شحن بطارية العقل نقف الوقفات التالي:
1-    هل تناولتم وجبة الإفطار قبل الامتحان؟؟
كثيراً من الطلاب في غمرة الاستعداد للامتحان ينزل مسرعاً دون تناول وجبة الإفطار ، في حين أنها أهم وجبة يجب الاهتمام بها خاصة قبل القيام بجهد  خاص كالامتحان ، وهناك الكثير من جداول الوجبات الصحية التي ينصح بها في فترات الامتحان ، إلا أنه ينصح عادة في وجبة الإفطار قبل الامتحان بتناول وجبة مكونة من ساندويتشات من الجبن الخفيف وعصير فواكه طبيعي وملعقة كبيرة من العسل الأسود الذي يحتوي على عنصر الحديد المساعد على التركيز..أو أي عنصر غذائي يحتوي على الحديد مثل التمر والفول والخضروات الورقية الداكنة...
2-    هل نلتم قسطاً من الراحة قبل الامتحان؟؟
إذا أردت أن يعطيك جسمك لابد أن تعطيه، فالراحة مهمة والنوم الكافي ضروري، من يواصل السهر يجد صعوبة في استرجاع ما ذاكره أثناء الامتحان لأن المخ مرهق. وبالتالي قدرته على استرجاع المعلومة تضعف ، لذا لابد من نيل قسط كاف من الراحة قبل الامتحان لتحقيق قدر عالي من التركيز والهدوء..
3-    هل ذاكرت بطريقة جيدة؟
فالبعض يتصور أن المذاكرة المتصلة هي الأفيد، والبعض يرى أن المذاكرة التي تقوم على الحفظ والتلقين هي الأنفع بينما هناك بعض الإرشادات لأفضل طرق المذاكرة:
-    ألا تزيد فترة المذاكرة عن (50) دقيقه متواصلة مع (10) دقائق راحة مع القيام من مكان المذاكرة والحركة البسيطة فقدرة المخ على الاستيعاب لا تزيد عن 40-50 دقيقة ، وفترة الحركة تنشط الجسم والدورة الدموية وتقلل الضغط النفسي. هذه الطريقة توفر الراحة للمخ والعينين وتقلل الإجهاد لعضلات الرقبة والظهر، كما توفر الراحة للأعصاب فبالتالي يستوعب الطالب أكثر.  
-    من المفيد جدا عمل تمارين بسيطة كل ساعتين، هذه التمارين تنشط الدورة الدموية وتغذي المخ بالأكسجين والعناصر الغذائية، والوقت الذي تبذله فيها أهم من صرفه للمذاكرة نفسها.  \
-    من المهم جدا تنويع طريقة المذاكرة بحسب الموضوع ومن أفضل الوسائل للاستذكار الجيد استخدام أكثر من حاسة في المذاكرة لتثبيت المعلومات بالكتابة والقراءة والترديد بصوت مرتفع ، وتقسيم الموضوع بأقسام تتذكرها والربط بينها بروابط تساعد على استحضارها بصورة جيدة.مع استخدام الملخصات والجداول والإحصاءات
-    4- هل جلست بصورة سليمة؟
طريقة الجلوس مهمة جداً فقد وجد أن الكثير يذاكرون على السرير أو على الأرض، مما يتعب العضلات ويجعل الجسم يرهق ويمل فلا يعد المخ قادراً على مواصلة التركيز، كما أن الاستذكار على السرير يجلب النعاس ، وعلى العكس قد يجلب الأرق عند النوم ،  فالجلسة الصحية المعروفة على المكتب أو منضدة المذاكرة مع تغيير المكان بين فترة وأخرى مفيدة لتلافي ذلك الإجهاد.
4-    هل تخلصت من القلق؟؟
فقلق الامتحان يعد مشكلة تعوق القدرة على التركيز أو استرجاع المعلومة وللتخلص من قلق الامتحان هناك بعض الإرشادات الهامة:
-    احرص على آداء عباداتك وطاعة ربك ورضا والديك والإكثار من الدعاء ، فهذه الأشياء تمنحك قدراً من السكينة والهدوء ، وتذكر أن الله لا  يضيع أجر من أحسن عملاً ، لذا فعليك أن تسعى وتأخذ بالأسباب ولكن ليس  عليك إدراك النجاح..
-    تنمية الشعور بداخلك بأنك مبدع ومتفوق ، وحاول التخلص من الكلمات السلبية التي ترددها عن نفسك ، أو المواقف السلبية لتي تعرضت لها وكانت لها ذكرى مؤلمة على نفسك..
-    رافق المجتهدين وابتعد عن أصدقاء السوء خاصة أن بعضهم يحاول أن يجرك إلى عالم الفشل بقوة في هذه الأوقات ، بل ويسعى لإحباطك ، لذا فمن الضروري تخير الأصدقاء في جميع الأوقات عامة وفي وقت الامتحانات خاصة..
-    تجنب مراجعة ورقة الامتحان بعد الخروج منه حتى لا يؤثر ذلك على المادة التالية وقدرتك على التركيز فيها وفي النهاية تذكر أن النجاح بيد الله عز وجل فتوكل عليه حق توكله ولا تركن إلى التواكل أو الكسل.

أ. شروق محمد