التلعثم | Stuttering

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: السبت, يونيو 6, 2015 - 19:21
ماذا يعنى التلعثم : التلعثم أو التأتأة كما يطلق عليها البعض تعنى عدم قدرة الطفل على التكلم بسلاسة ويسر . حيث يخرج الكلام بشكل متقطع ،أو يتوقف خروج الكلام من الفم ويضطرب الإيقاع الصوتي للطفل المتلعثم و يواجه صعوبة في التعبير عن أفكاره فتارة ينتظر لحظات حتى يتغلب على خجله، وأخرى يعجز تماما عن النطق بما يجول في خاطره. 
وعادة ما يتكلم الأطفال المتلعثمون بشكل منطلق أمام أصدقائهم، أو عندما يكونون بمفردهم، لكنهم يتلعثمون عندما يكونون مع الآخرين و خاصة الأشخاص ذوي السلطة بالنسبة لهم.
 وأول ما يشعر به المتلعثم هو شعور الرهبة أو الخجل ممن يكلمه فتسرع نبضات قلبه ويجف حلقه ويتصبب عرقاً ، ويبدأ التلعثم عادة في سن الطفولة، وقد يشفى الطفل منه ولكن يعاوده من جديد إذا أصيب بصدمة نفسية حتى ولو كان مضى على شفائه سنين عديدة.  
- أما ما يتعلق بالسن التى نستطيع أن نحكم فيها على الطفل أنه مصاب بالتلعثم (يتهته) فى الكلام. فيرتبط ذلك بنوع التلعثم فهناك نوعين من التلعثم : 
النوع الأول: التلعثم الابتدائى او الفسيولوجى وهذا النوع يعانى منه الأطفال ابتداءً من سن الثانية وحتى سن السادسة أى سن ما قبل المدرسة.
النوع الثانى : التلعثم الثانوى وهو ما يعانى منه الأطفال فى سن المدراسه وما بعدها.
كما يمكن تصنيفه أيضا الى تلعثم اهتزازي وتلعثم تشنجي
أولا: التلعثم الاهتزازي: ويميز بتكرار أو إعادة بعض الحروف والمقاطع الصوتية بصورة عفوية لا إرادية، ويزداد التلعثم الاهتزازي بسبب الانفعال أو التحدث أمام الغرباء، ويكثر ظهوره في فترتين من العمر هما من 2 : 3 سنوات، ومن 6 : 8 سنوات.
ثانيا: التعلثم التشنجي: حيث يتوقف المريض عن الكلام بشكل لا إرادي ومفاجئ ويتصف هذا التلعثم بأنه أكثر شدة وعندما يتوقف المريض عن الكلام يعتقد أن المريض لم يفهم السؤال أو أنه عزف عن الإجابة بشكل نهائي وهذا التلعثم يعرف بالتلعثم الكفي، وهذا التلعثم غالبًا يستمر مع تطور العمر، ولكنه لا يصل إلى حدود الخرس.
ومن الجدير بالذكر أن مراحل تطوّر اللغة واكتساب مهارتها لدى الأطفال تتميز بتكرار الكلمات أو المقاطع أو جزء من الجملة، وبلفظ الكلمات بشكل غير صحيح بالإضافة إلى إسقاط بعض الكلمات أو النغمات ولفظ كلمات يصعب تمييزها. والتعلثم التطوّري البسيط الذى يعنى عدم الطلاقة اللفظية، يعتبر أمراً طبيعياً لدى 80٪ من الأطفال من سنة ونصف حتى خمس سنوات. وعادة ما يتوقع تحسن وضع الطفل خلال شهرين تقريبا، إلا أن استصعاب نطق حروف الصفير من شأنه أن يستمر عدة سنوات إلى أن يبدل الطفل الأسنان اللبنية بالأسنان الثابتة. من جهة أخرى فإن التلعثم الحقيقي يصاب به واحد بالمئة فقط من الأطفال وهو منتشر بشكل أكبر لدى البنين أكثر منه لدى البنات. 
ويمكن تمييز التعلثم غير الطبيعى من خلال العلامات التالية :
-  تكرار الكلمات والنغمات أو المقاطع. 
- التحدث ببطء، أو تحدث يتخلله انقطاعات عديدة. 
- وتيرة كلام غير موحدة.
- ازدياد وتيرة التأتأة عندما يشعر الطفل بالتعب أو الإثارة أو التوتر. 
- الخوف من التحدث.
-تقلص عضلات الحنجرة نتيجة خوف أو رهبة فتحجز الكلمات قبل خروجها ولا يقوى الطفل على النطق بأي كلمة أو يقول أأأ ـ ولا يستمر أكثر من ذلك حتى يزول خوفه وتتفتح حنجرته. 
-عدم تنفس الطفل تنفساً عميقاً قبل بدء الكلام فينطق بكلمة أو كلمتين ثم يقف ليتنفس ويستمر كذلك بين تكلم واستراحة فيكون كلامه متقطعاً. 
-قد يتنفس الطفل تنفساً عميقاً قبل الكلام ولكنه يسرف في استعمال الهواء الموجود في رئتيه فيستنفده في بضع كلمات. 
-قد يكون التوازن معدوماً بين عضلات الحنجرة واللسان والشفتين فينطق بأحد الحروف قبل الآخر، أو يدغم الحروف بعضها في بعض. 
-كما يمكن التمييز بين التلعثم الطبيعي والاضطراب الفعلي في الكلام إذا استمر التلعثم أكثر من شهرين .
ومن العلامات التى يجب أن يأخذها الأهل فى الحسبان باعتبارها اشارات انذار لوجود مشكلة الآتى :
استمرار الطفل في التلعثم بعد سن خمس سنوات. 
خوف الطفل من الحديث أو عزوفه عن الكلام .
وجود حالات من التلعثم المرضي في العائلة. 
عدم قدرة الطفل على التلفظ بأية كلمة في سن 18 شهرا. 
عدم فهم العديد من الأشخاص كلام الطفل بعد عمر سنتين. 
أو أن يكون نصف كلام الطفل غير مفهوم للأشخاص الآخرين بعد سن 3 سنوات. 
ولأن التلعثم مشكلة سلوكية تمتد بجذورها الى كلا البنيتين النفسية والعضوية ، بمعنى أن أسبابها قد تعود الى ارتفاع درجة القلق والتوتر لدى الطفل ، فتؤثر فى أعضاء الكلام ، أو وجود مشكلة ما فى أحد أعضاء الكلام فتؤثر فى ارتفاع درجة القلق والتوتر والخجل لدى الطفل لتفاقم مشكلة التلعثم. لذلك يجب مراجعة الطبيب النفسى أولا ، وسيحيل الطبيب النفسى بعد الفحص الشامل لتطور حالة الطفل وتاريخه العائلى الحالة الى المختص سواء كان اخصائى التخاطب اذا كان فى حاجة له أو تولى علاج حالة القلق والتوتر التى يعانى منها ، من خلال اخصائى علاج نفسى ، الأمر الذى ينعكس أثره الإيجابى على الطفل ، ويحسن كلامه ويجعله أكثر انسيابية . 
ولأن هذا الطفل يحتاج الى زيادة ثقته بنفسه ، وتقليل درجة القلق والتوتر لديه ، كما أن التلعثم لا يعنى انخفاض معدل الذكاء ، حيث يعانى الطفل العادى ومرتفع الذكاء من التلعثم كما يعانى منه الطفل المتخلف عقلياً ، بمعنى أنه لا توجد علاقة بين الذكاء والتلعثم فإن الطفل عادى الذكاء يجب أن يستمر أو أن يلحق بالمدارس العادية ، مع التأكيد على ضرورة تعاون أسرة الطفل مع المدرسة ، لتهيئة الظروف المناسبة له لاكتساب مهارات النطق الطبيعية وعدم زيادة الضغوط عليه سواء من المدرسين أو من الإدارة . 
-لم يثبت حتى الآن وجود سبب جينى للتلعثم ، لكن يلاحظ أن احتمال وجود تلعثم فى أحد أفراد الأسرة أعلى منه لدى الأطفال يعانون التلعثم مما يشير الى وجود استعداد وراثى ، لكنه غير مؤكد علميا. 
-أسباب نفسية: هناك أسباب طبيعية ممكنة، هي أسباب نفسية جسمية، أي أسباب ناتجة عن الجسد والنفس معاً، وذلك بسبب تأثير النفسية على ميكانيكية إنتاج الصوت.
-ضغط الأهل: فكثير من الآباء والأمهات لا يدركون تطور الطفل وتطور النطق لديه، فيجبرون أطفالهم على النطق والتكلم قبل امتلاك أدواته فينتج عن ذلك توتر الطفل ويؤدي إلى التلعثم، وعند نعت الطفل بالتلعثم من قبل الوالدين، تصبح هذه الصفة ملازمة له.
-ردة الفعل على الضغط: إن مواقف الضغوط المختلفة كالشجارات العائلية المتواصلة تكون مجهدة للطفل، وقد يتلعثم الأطفال أصحاب النطق السليم إن اكتئبوا أو حزنوا، والمصادر الأخرى للضغط هي الإجهاد وعدم الاستعداد والشعور بالتعب الجسدي الشديد.
-التعبير عن الصراع: يفترض الكثير أن لدى الأشخاص الذين يعانون من التلعثم مشاعر قوية لا يستطيعون التعبير عنها بسبب بعض العوامل الاجتماعية، أو ردة فعل المحيطين السلبية تجاههم ، ورغم وجود الأبحاث العلمية القليلة والتي تدعم هذه الفرضيات إلا أن الكثير من المتخصصين يرون أن هذه هي الأسباب الحقيقية، وأن التخلص من الصراع يؤدي إلى التخلص من التلعثم.
 
والأسلوب الأمثل للتعامل مع الطفل الذى يعانى التلعثم فى محيط الأسرة يتمثل فى الآتى:
- التأكيد للطفل الذى يعانى التلعثم على حب الأهل له مهما كان وأن يجعلوا فترات الكلام معه فترات تتسم بالبهجة والمرح .
- تجنب التعبير عن الامتعاض لما يحدث ,سواء بالحديث أو من تعبيرات الوجه .
- التركيز على لمهارات الأخرى التي يجيدها مثل اللعب والرسم والغناء، وتوظيفها 
  وجعلها موضع تقدير وإعجاب وفخر . 
-إعطاء الطفل الوقت الكافى للحديث وعدم اكمال الكلمات والجمل بدلا عنه.
-الحرص على أن يكون الوالدين والمحيطين به والدرسين نماذج جيدة للحيث وتجنب الإسراع فى الكلام .
-اذا كان الطفل متوترا عليهم أن يحاولوا تجنيبه الكلام في تلك اللحظات وأن يطلبوا منه القيام بعمل ما مثل تغيير الملابس او الاغتسال ثم العودة بعد ذلك للكلام عما يريده.
-الحرص على تجنب توجيه التعليمات له أمام الآخرين فلا يطلب منه أخذ نفس قبل الكلام أو أن يفكر أو ما شابه ذلك من توجيهات .
-تجنب طلب الحديث من الطفل أمام مجموعة من الناس أو وضعه محل تركيزهم أو أو وضعه فى موقف محرج لان ذلك سيزيد من الضغط النفسي لديه.
-تجاهل المشكلة  تماما وايجاد جو من السعاده والاطمئنان للطفل وعدم محاولة الأهل بذل اى جهد فى تصحيحها , واذا ما استمرت العله لما بعد الرابعه فيحسن اللجوء الى اخصائى التخاطب ويكون العلاج من خلال ارشادات وتوجيهات لزيادة الثقة فى نفس الطفل لتشجيعه على الكلام المسترسل دون احباط او تخويفه من الكلام المتعثر مع تحويل العثرات اللاإراديه من توقف و إطاله أو تكرار لبعض الحروف أو المقاطع اثناء الحديث الى عثرات إراديه يتحكم فيها الطفل المتلعثم ثم العمل على تلاشيها بعد ذلك
 
 
د. صلاح الدين السرسي 
سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.