متلازمة التقيؤ الدوري - "Cyclic Vomiting Syndrome"
اضطراب نادر مجهول السبب, غير معروف, ومفهوم بشكل محدود يمكن أن تتراوح حدته من بسيط إلى منهك.. متلازمة تم التعرف عليها في العام 1882م بواسطة الطبيب البريطاني "صامويل غاي", حيث لا يتم تشخيص الكثير من الحالات البسيطة منها على الإطلاق، ويعزى سبب هذا الاضطراب بشكل خاطئ في الغالب إلى فيروس في المعدة..
تصيب هذه المتلازمة النادرة المرضى من جميع الأعمار, إلا أنها تظهر عادة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 7 سنوات، وربما أقل.. حيث تذكر الإحصائيات أن طفلًا من كل 50 آخرين يمكن أن يصاب بهذا المرض.
وتتميز بنوبات متكررة ومفصولة من القيء, مسبوقة بفترات خالية من الأعراض الصحية.. عملية طويلة, ذات أنماط متكررة, ومؤلمة أحيانًا, ترتبط بإجراء عدد ضخم من الفحوصات والكثير من البدايات الخاطئة, بالتالي تكرار الخطأ في التشخيص..
قد تمضي أسابيع وربما أشهر دون مرور المريض بأي حالة تقيؤ, ودون أي سبب واضح لذلك. كما وجد أن هناك رابط وراثي قوي بين هذه المتلازمة وبين حالات الصداع النصفي الدماغية - حيث إن لدى الكثير من الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض أقارب بتاريخ من التعرض لحالات الصداع النصفي، كذلك فإن الأطفال الذين يعانون من متلازمة التقيؤ الدوري غالبًا ما يتعرضون لحالات الصداع النصفي في مرحلة البلوغ.
الصورة السريرية للاضطراب:
يلاحظ بدء النوبة في ساعات الصباح الباكر أو عند المشي, وأحيانًا في الوقت نفسه من كل شهر, ويمكن أن يكون التقيؤ بالغ الضرر - حيث يحدث بمعدل ست مرات أو أكثر في الساعة, ودون أي شعور بالراحة. وقد تدوم الأعراض في الغالب بين 1 - 5 أيام. وقد سجلت أطول مدة لها بمعدل 10 أيام.
تقيأ تشنجي، أحيانًا لدقائق معدودة فقط، أو قد يستمر لساعات عدة في أحيان أخرى. وغالبًا ما تستمر الحالات لمدة تتراوح ما بين 24 إلى 48 ساعة، وأحيانا تكون أطول، ويمكن أن يبدو المرضى في غيبوبة تقريبًا خلال المرحلة الأكثر حدة.
استمرار القيء يهدد بمضاعفات تصل حد اضمحلال الأسنان نتيجة القيء الحامضي الذي يضر بالأسنان, الإصابة بإلتهاب وقرحات أسفل المريء, تمزق مصرة الفؤاد أو أسفل المريء ما يعرف بـ (متلازمة مالوري ويس), والتي قد تؤدي لقيء دموي. كذلك تعرض المريض للجفاف نتيجة فقدانه كميات كبيرة من السوائل ما يؤدي لاختلال توازن الأملاح وارتفاع ضغط الدم أثناء النوبة, كما تزداد احتمالية إصابة الطفل بسوء التغذية في حال استمرار النوبة لمدة زمنية طويلة.. لذا فغالبًا ما يكون تسكين الألم جزءًا من العلاج؛ كونه يسمح للمريض بالتعافي واستعادة كمية من المياه التي فقدها.
محرضات النوبة:
تشمل العوامل المثيرة للتقيؤ العدوى والتوتر والإثارة. بالإضافة للأحداث العاطفية ومواسم العطل والأعياد.. كما تحرض الحالة بعدوى جرثومية أو فيروسية, أو عند الاحساس بالبرد, أو الإفراط في تناول الطعام, أو تناوله قبل موعد النوم, أو التحسس من بعض أنواعه كالأجبان والشوكولاتة. كذلك الماء الساخن, الإنهاك الفيزيائي، ممارسة العادة السرية, ودوار الحركة محرضات تندرج ضمن القائمة.
العلاج:
- تتم المعالجة بمضادات القيء مع الراحة في الفراش.
- قد تتطلب الحالات الشديدة إدخال المستشفى للتعويض عن السوائل المفقودة .
- أثبتت الدراسات ارتباط إصابة الطفل بمتلازمة التقيؤ الدوري بعدد من الآليات المرتبطة بالأمعاء والدماغ, كما ثبت زيادة نسبة الإصابة بالمتلازمة في العائلات التي تشيع فيها الإصابة بالصداع النصفي (الشقيقة) ولذلك فإن 80 % منهم يستجيب بفاعلية للعلاجات الدوائية المضادة أو المعالجة للصداع النصفي.
- يمكن استعمال مضادات التشنج عند الأطفال وذلك لمعالجة آلام البطن.. كذلك عقاقير تخفيف الحمض المعدي لدى البالغين.
- في مرحلة الشفاء يجب الإكثار من شرب السوائل, وتناول الفاكهة لتعويض ما تم خسارته
- قد يفيد البروبرانولول في الوقاية من نوبة الشقيقة ويساعد على تخفيف نوبة القيء .
- في فترة هدوء المرض تتسنى للمريض الفرصة المناسبة لمراقبة عوامل تحريض المرض ولتثقيفه حول حالته، ومحاولة وكشف ما إن كان وجود قلق عميق في اللاشعور هو المسبب للحالة.
- النوم لفترات كافية.
بتصرف من/ أ.د.عبد الله السبيعي