النهم العصابي .. (Bulimia Nervosa)

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: السبت, يونيو 6, 2015 - 17:09

أحد أنواع اضطرابات الأكل, يتسم بنوبات متواترة من الإفراط في الطعام تسمى (نوبات الأكل) أو (نوبة نهم), والتي يستهلك خلالها المصابون كميات كبيرة جداً من الطعام, وفي وقت قصير جداً, بعدها يلجئون للتخلص من هذا الكم من الطعام بمختلف الوسائل المتاحة؛ كعملية التطهير, أو القيام بنشاط رياضي قهري, أو استخدام الأدوية والمواد المسهلة.

للمرض دورات متتالية من الأكل السريع, والخارج عن السيطرة, والذي يتوقف بدخول شخص آخر على المصاب, أو بألم المعدة الناتج عن الأكل المفرط؛ والمتبوع بوسيلة من وسائل التفريغ. هذه الدورات تتكرر عدة مرات في الأسبوع, أو في حالات أشد خطراً؛ قد تتكرر عدة مرات في اليوم.

وبالرغم من أن هذا المرض يميل إلى الظهور في سن المراهقة؛ حيث تكون أكثر بداياته أثناء الفترة ما بين سني (13 - 20), إلا أنه يستمر بشكل عام في المراحل العمرية الأكثر تقدما. إذ يعتبر مرضا طويل المدى. حيث يصعب اكتشافه وذلك لكون مظهر المصابين به أكثر صحة بينما مضاعفات المرض أقل وضوحا.

إن المصابون بالنهم العصبي معرضون للإصابة بالاضطرابات العاطفية؛ كالاكتئاب, والقلق العام, أكثر من غيرهم؛ لكونها متعلق بقضايا نفسية عميقة وبالشعور بفقدان السيطرة. كذلك فإن استراتيجيات التطهير القاسية والمتواصلة, تجهد الجسم وتعرض المصابين على المدى الطويل لخطر الإصابة بـ مضاعفات صحية خطيرة منها..

  • عدم انتظام الحيض أو انتفاؤه
  • الجفاف بسبب قلة تناول السوائل
  • أضرار في الأسنان واللثة
  • انعدام التوازن في المحاليل الإلكتروليتية والتي قد تحفز على عدم انتظام دقات القلب, ومختلف أنواع الأمراض الهضمية

ويُشخص المريض بأنه مصاب بالنهم العصبي بعد تعرضه لنوبات متكررة من الدقر, وهو ما يسمى (بالأكل الشره), حيث تتميز النوبة بأكل كمية أكبر من الطعام, مقارنة بما يأكله الناس العاديون في الظروف المتشابهة, بشكل أسرع, وفي وقت ثابت. كذلك افتقار السيطرة على النفس أثناء الأكل, وهو شعور المرء بعدم القدرة على التوقف أو التحكم بالكمية التي يأكلها.

 

خيارات العلاج..

العلاج في العادة متعدد الأوجه ويشمل التوجه إلى عدد من الأطباء. إذ إن الهدف لا يتمثل في إعادة السلوك الغذائي الاعتيادي إلى طبيعته فحسب، بل وأيضاً في علاج المضاعفات الصحية, وعلاج أي مشكلات نفسية تترتب على المرض.

وعلى الرغم من أن العلاج الدقيق يعتمد على متطلبات كل مريض، فإن إرشادات جمعية الطب العقلي الأميركية لعلاج مرض الشره العصابي, توصي بالبدء بتوليفة من المشورات الغذائية, وطرق العلاج النفسي, وأفضلها العلاج المعرفي السلوكي.

  • المشورة الغذائية:

لكي يتمكن المرضى من كسر دورة الإسراف في الأكل ثم التطهير؛ عليهم أن يتدربوا على كيفية تركيب عناصر الوجبات الغذائية وتوقيت الفترات بينها، وعلى تنظيم تناول السعرات الحرارية اللازمة لاحتياجاتهم اليومية بهدف المحافظة على أوزانهم.

  • العلاج المعرفي السلوكي: 

وجدت الأبحاث المتواصلة بأنه أكثر طرق العلاج النفسي فاعلية للبالغين المصابين, حيث تساعد هذه الطريقة المرضى في التعرف على الأفكار المشوهة لديهم - حول أنفسهم وغذائهم - والمؤدية إلى سلوك قسري - ومن ثم تغييرها.

  • الأدوية:

تساعد الأدوية في العلاج لكنها تعطي مفعولا أكبر إن استخدمت مع العلاج النفسي, وهي مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية - حيث أن الدواء الوحيد المجاز من قبل وكالة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج اضطرابات السلوك الغذائي هو"فلوكسيتين – fluoxetine".

  • العلاقات الشخصية ((interpersonal therapy:

وهو العلاج الذي يحدد المشكلات الناتجة عن العلاقات بين الأفراد, محاولا تحسينها, للتخلص من اضطراب السلوك الغذائي الناتج عنها.. ويمكن أن يكون علاجا نفسيا فعلا للبالغين  

  • العلاج العائلي للأفراد الصغار:

أظهرت دراسة حديثة أن غالبية الصغار المراهقين مابين 12 – 19 سنة والذين استجابوا لطريقة العلاج العائلي والمعروفة باسم "طريقة مودزلي" أكثر من غيرهم كانوا من المصابين بنوع خفيف من الشره العصبي.

 

أ.د. عبدالله السبيعي 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.