هوس إشعال الحرائق – Pyromania
أحد اضطرابات السيطرة على الدوافع, والتي يفشل أصحابها مرارًا وتكرارًا في مقاومة دوافعها وفي هذا النوع نجد البدء بافتعال حريق وبصورة متعمدة, من أجل التخفيف من حدة التوتر, أو رغبة في الحصول على الإشباع الفوري.. نزعة لا تقاوم, مشبعة باللهفة والانبهار, ومصحوبة بإثارة جنسية أحيانًا. إضافة إلا ما تمنحه من الشعور بالنشوة والبطولة.
هوس يصيب الذكور أكثر من الإناث بنسبة 8 : 1، وذلك سواء بين البالغين أو الأطفال. حيث وجد أن الأعراض تظهر عادة في سن السادسة، إلا أنها قد تستمر حتى الرشد. ورغم ندرة هذه الحالات إلا أن هذا الاضطراب يمكن حدوثه في سن الثالثة..!
هوس نادر؛ لا يزال الكثير عنه لغزًا يواجه الأطباء النفسيين, ولا يزال الناقش قائمًا حول ما إذا كان في حقيقته مرضًا عقليًا أم لا.. !!
مسببات هوس إشعال الحرائق:
إن الحالات الأكثر دراسة في اضطراب "هوس الحرائق" تحدث في الأطفال والمراهقين, فقد وجد في العديد من الدراسات أن المرضى الذين يعانون من هذا النوع من الاضطراب ينحدرون من أسر كانت تفتقر لوجود دور الأب فيها..
وجد أنه عند دراسة نمط حياة شخص ما مهووس بالحرائق، نجد تراكم التوتر والانفعال غالبًا ما يكون واضحًا، ونلمسه في مواقف المراهقين تجاه الأهل والأصدقاء.
في بعض الأحيان من الصعب تمييز الفرق بين هوس الحرائق والتجريب في مرحلة الطفولة, لأن كلاهما ينطوي على متعة إشعال النار.
ويمكن تقسيم الأسباب الشائعة لهوس الحرائق إلى مجموعتين رئيسيتين هما: الفردية / والبيئية. ويشمل هذا الفهم مجموعة معقدة من العوامل مثل المزاجية الفردية، علم النفس المرضي للوالدين، والاستعداد الكيميائي العصبي..
1/ العوامل الفردية:
وتشمل العوامل الفردية والتي تؤدي إلى هوس الحرائق, أساس التعامل مع المسائل الشخصية في حياة ذلك الشخص. وتشمل هذه الفئة المراهقين الذين ارتكبوا جرائم في الماضي. فقد تتضمن الأسباب..
- السعي للحصول على الاهتمام من قبل السلطات أو أولياء الأمور. أو نتيجة للبيئة الاجتماعية كانعدام وجود الأصدقاء أو الرغبة في فرض الهيمنة. أو السعي للانتقام لشيء ما حدث في الماضي.
- قد يحمل المصابين بهوس الحرائق أيضًا صفات بارزة لشخصية المعادي للمجتمع. وتشمل هذه الصفات: التغيب عن المدرسة، الهروب من المنزل، والجنوح.
- ترتبط هذه العوامل عادة في مرحلة الطفولة والأفراد المراهقين؛ بمن يعانون من قصور الانتباه وفرط الحركة, أو اضطرابات التكيف.
2/ العوامل البيئية:
وتشمل العوامل البيئية التي قد تؤدي إلى هوس الحرائق شهود حدث قديم في البيئة التي يعيش فيها. وتشمل..
- الإهمال من قبل الآباء والأمهات, أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي في وقت سابق.
- الخبرات المبكرة كمشاهدة البالغين أو المراهقين أثناء استخدامهم النار بشكل غير لائق, وإضرام حرائق لتفريغ الضغط.
يشخص المريض كونه مصابًا بهوس الحرائق, حال توفر الأعراض التالية:
1. يجب أن يكون إشعال الحرائق عمدًا وهادفًا في أكثر من مناسبة واحدة.
2. يجب أن يكون الفرد متوترًا, أو يحمل سلوكيات عاطفية ظاهرة - كتعابير الوجه، أو التغيرات في الصوت, أو الإثارة - قبل إشعال الحرائق.
3. يجب أن يكون للشخص ميول غريبة كالافتتان أو الانجذاب إلى الحرائق, وأوضاعها, ومعداتها.
4. أن يلاحظ على الفرد وخلال خبراته السابقة شعوره بالتوتر والإثارة قبل إضمار الحرائق.
5. يجب على الفرد تجربة المتعة، تخفيف التوتر, أو الإحساس بالإشباع بعد إشعال الحرائق, أو مشاهدتها, أو المشاركة في تداعياتها.
6. الاضطرابات النفسية الأخرى يمكن الاعتبار ليس أفضل لسلوك الفرد الإعداد النار نوبات الهوس، والسلوكيات المعادية للمجتمع.
7. لا يعلل إشعال النار من خلال اضطراب مسلك أو نوبة هوس أو اضطراب شخصية معادية للمجتمع.
8. لا يتم إشعال النار من أجل..
- كسب مالي (جمع التامين).
- التعبير عن أفكار سياسية أو اجتماعية.
- إخفاء نشاط إجرامي آخر (سرقة أو قتل).
- التعبير عن الغضب أو الانتقام.
- تحسين ظروف المعيشة.
- استجابة أو ردًا على الأوهام والهلاوس.
- نتيجة عته, أو تخلف عقلي, أو تسمم بالمخدرات, أو الكحول.
العــلاج:
العلاج المناسب لهوس الحرائق يختلف مع عمر المريض ومدى خطورة الحالة, فبالنسبة للأطفال والمراهقين..
- عادة ما يستخدم العلاج السلوكي المعرفي والذي يتم فيه تشخيص وضع المريض لمعرفة ما قد يكون السبب وراء هذا السلوك المتهور.
- تدريب الوالدين على ممارسة أدوار الأبوة والأمومة بالشكل السليم.
- التدرب على مهارات حل المشاكل، ومهارات الاسترخاء، واستخدام تعزيز السلوك الإيجابي.
- توعية الأسرة حول السلامة من الحرائق, ومنع تعلم إشعالها.
- الاستعانة بالعلاج الفردي, والأسري، والدوائي..
بشكل عام يصعب علاج هوس الحرائق في البالغين، وغالبًا ما يستغرق مدة أطول, يرجع ذلك إلى عدم وجود تعاون من قبل المريض. ويتكون العلاج عادة من أدوية منع الإجهاد أو ردود الفعل الانفعالية, إضافة إلى العلاج النفسي طويل الأجل.
الوقاية:
إن فهم الدوافع والتصرفات المختلفة لمضمري النيران يمكن أن يوفر منبرًا للوقاية. ويتم منع هوس الحرائق بصورة أفضل في أخذ الوقت الكافي لتعليم الآباء لأبنائهم حول السلامة من الحرائق ومخاطرها. كما ينبغي على الآباء أيضًا الحفاظ على كل أجهزة إشعال النار بعيدًا عن متناول الأطفال والمراهقين للحد من خطر البدء في أي حرائق.
بتصرف من/ أ.د. عبد الله السبيعي