اضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال
يمكن أن يحدث الاضطراب الوجداني ثنائي القطب لدى الأطفال. وغالبًا ما يشخّص لدى الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين،لكن هذا لا يعني عدم إمكانية حدوثه لدى الأطفال الأصغر سنًا.
وكالبالغين يسبب الإضطراب الوجداني ثنائي القطب لدى الأطفال تقلبات حادة في المزاج حيث ينتقل الطفل من المستويات العالية من النشاط الزائد والحيوية الشديدة وسرعة الهياج وهو ماصُطلح على تسميته بـ (الهوس) إلى الانحدار في المزاج متمثلًا في الحزن واليأس الشديد وهو ما اصُطلح على تسميته بـ (الاكتئاب) ثمَّ يعود إلى الحيوية من جديد. وبين الحالتين قد يكون المريضُ في مِزاج عادي مستقر.
و تُدعى الحالاتُ العاطفية الشديدة من الهَوَس والاكتئاب التي يعيشها مرضى اضطراب ثُنائي القُطب باسم "نَوبات المزاج". وفي بعض الأحيان تشمل نوبةُ المزاج الواحدة أعراضَ الهَوَس والاكتئاب معاً وهذا ما يُسمَّى "نوبة مُختلطة" حيث يشعر المريض فيها في نفس الوقت بالحزن أو اليأس الشديد وبحدود قصوى من النشاط الزائد والحيوية.
ومن المعروف أن مرحلة الطفولة والمراهقة تتخللها مشاعر وسلوكيات مختلفة كمشاعر الإحباط، سهولة الاستثارة، الغضب، نشاط زائد، عناد. لكن إذا كانت أعراض الطفل خطيرة ، مستمرة أو سببت مشكلات مهمة أو متناهية.. هنا تكون أكثر من مجرد مرحلة.
أعراض اضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال:
تسمَّى تبدُّلاتُ المِزاج ثنائية القطب "نوبات المِزاج"، ويمكن أن تكونَ هذه النوبات هَوَسيةً أو اكتئابية أو "مُختلطة". ومن المعتاد أن يسبق نوبةَ المِزاج نقصٌ في النوم أو استيقاظ صباحي مبكِّر. كما يمكن أن تساعدَ معرفةُ أنماط التغيُّرات التي تطرأ على النوم في التنبُّؤ بنوبة اضطراب المِزاج. وتكون نوباتُ اضطراب المِزاج شديدة، حيث تكون المشاعرُ قويةً، وتترافق معها تغيُّرات شديدة في السلوك. كما تستمرُّ أعراضُ نوبات المِزاج أسبوعاً أو أسبوعين، وأحياناً أكثر، وخلال النوبة، تستمرُّ الأعراضُ يومياً طوالَ اليوم تقريباً.
خلال النوبة الهَوَسية، يمكن أن يشعرَ الطفل بما يلي:
1. الشعور بسعادة غامرة وإثارة دائمة.
2. الشعور بالغضب تجاه الأشخاص الذين لا يوافقونه الرأي.
3. الشعور بأهمية الذات بطريقة مبالغ فيها.
التفكير:
1. ظهور أفكار جديدة ومثيرة.
2. تزاحم الأفكار ويقصد به التفكير بعدة أفكار في وقت واحد والتنقل من واحدة إلى أخرى.
3. سماع أصوات لا يسمعها الآخرون في بعض الحالات.
الأعراض البدنية:
1. الشعور بالطاقة الفائقة.
2. عدم القدرة أو عدم الحاجة إلى النوم.
السلوك:
1. نشاط زائد، اندفاعية، عدوانية.
2. الشعور بالعظمة كالقيام بالتخطيط لأشياء تفوق قدرة الطفل الواقعية.
3. التحدث بسرعة لدرجة أن الآخرين أحيانا لا يفهمون محتوى الحديث.
4. الثقة بالنفس المبالغ فيها كأن يعتقد أنه يمكنه القيام بأشياء عديدة دفعة واحدة.
5. التعامل مع الغرباء بطريقة غير لائقة.
6. اتخاذ قرارات اعتباطية سريعة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.
7. سلوك غير منضبط بصورة عامة.
8. البحث عن المتعة دون حساب للعواقب.
خلال النوبة الاكتئابية، يمكن أن يشعر الطفل بما يلي:
1. الشعور بالحزن واليأس.
2. الشعور بالقلق والفراغ.
3. الشعور بالملل من أشياء كان يستمتع بها من قبل.
التفكير:
1. صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
2. ضعف القدرة على التذكر.
3. ضعف القدرة على التفكير بشكل متفائل ، ورؤية سوداوية للمستقبل.
4. أفكار انتحارية.
الأعراض البدنية:
1. فقدان الشهية وفقدان الوزن
2. اضطراب النوم .
3. الشعور بالتعب.
4. الإمساك.
السلوك:
1. صعوبة القيام بالأعمال والمهام اليومية الاعتيادية بشكل صحيح.
2. كثرة البكاء أو الشعور بالرغبة بالبكاء وعدم القدرة على ذلك.
3. الابتعاد عن التواصل بالناس.
ولأن عددًا من اضطرابات الطفولة الأخرى تشبه اضطراب ثنائي القطب في الأعراض مثل: اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ، اضطراب السلوك ، اضطرابات القلق والاكتئاب الشديد، فإن التشخيص يمكن أن يكون تحديًا لأن هذه الحالات قد تترافق مع اضطراب ثنائي القطب.
الأسباب:
أسباب هذا الاضطراب غير واضحة على وجه العموم، إلا أن هناك أسباب محتملة تفسر ظهور اضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال تشتمل على:
1. الوراثة: الأطفال الذين لديهم آباء أصيبوا بهذا الاضطراب أكثر استعدادا من غيرهم من الأطفال الآخرين للاصابه به.
2. البناء غير الطبيعي للمخ ووظائفه.
3. اضطرابات القلق فرط الحركةونقص الإنتباه: الأطفال الذين لديهم اضطرابات قلق قد تتطور إلى الإصابة باضطراب ثنائي القطب لديهم.
4. عوامل بيئية محيطة بالطفل.
العلاج:
1- العلاج الدوائي.
2- التدخلات النفسية والمعرفية السلوكية.
3- التدخل الأسري.
نصائح مهمة للوالدين للتعامل مع طفلهم المصاب باضطراب ثنائي القطب:
1. الصبر وممارسة سلوك التقبل اللا مشروط للطفل.
2. تشجيع الطفل للتحدث والإصغاء إليه بحب واهتمام.
3. تفهم طبيعة الدورات المزاجية التي يمر بها الطفل.
4. مساعدة الطفل في الحصول على المتعة والترفيه.
5. محاولة الحفاظ على مستوى ثابت للنوم.
6. المحافظة على توازن الأملاح في الجسم بإتباع نظام غذائي صحي يرتكز على شرب كميات كافية من السوائل غير المحلاة.
7. تنمية دافعية الطفل للعلاج وذلك بإفهامه أن حاله سيكون أفضل بالاستمرار في العلاج .
8. من أهم ما ينصح به الوالدين في مقالنا هو عرض الطفل على مختص نفسي للتفريق بين الاحتمالات التشخيصية الواردة في المقال والوصول إلى تشخيص دقيق، ومن ثم رسم الخطة العلاجية والتعاون في مساعدة الطفل الذي قد يقع بسبب حالته في كثير من المشاكل السلوكية.
ختامًا:
يستطيع الطفل المصاب باضطراب ثنائي القطب أن يعيش حياة ناجحة بإدارة أعراض مرضه وذلك بالمبادرة المبكرة للعلاج مع مساعدة الأسرة وحبها.
المصادر:
http://www.rcpsych.ac.uk/healthadvice
http://www.hindawi.com/journals/psychiatry/2014