راقبى نمو طفلك خلال السنة الثانية من عمره (النمو الجسمي الحركي)

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الثلاثاء, يونيو 16, 2015 - 11:05

لاشك أن مراقبة طفلك و هو ينمو تعتبر من الخبرات الفريدة والرائعة في الحياة و يعتبر الوقوف و المشي و التكلم من اهم معايير تطور دماغ الطفل الطبيعي . وعلينا أن نضع فى الاعتبار قاعدة مهمة مفادها أن النمو عملية معقدة و مستمرة كما أنه لايوجد طفلين ينموان بنفس المعدل تماما ، إذ توجد فروق بسيطة حتى بين الاطفال الطبيعيين و لكن بشكل عام على كل طفل ان يقوم باشياء معينة في عمر معين و يعتبر الوالدين افضل مراقب لنمو الطفل وتطوره و يمكنهما استخدام المعلومات الواردة في هذه الصفحة كدليل ارشادي و عدم التردد في استشارة طبيب الاطفال عند ملاحظة اي امر غير طبيعي في تطور الطفل الجسمي او العقلي. أما فيما يتعلق بالمعايير المذكورة هنا ، فتحتاج الى مراقبة للطفل لمدة لاتقل عن شهر لكل خاصية مذكورة هنا ، مع العلم بأن لكل طفل منحى نمو خاص به و لا يعني عدم مطابقة تطور الطفل للمعايير المذكورة هنا انه مصاب بالتأخر. 
ورغم أن حاجة الطفل لحنو الأم ودفئها يكتسب أهمية قصوى خلال الإثنى عشر شهر الأولى من حياته . فإن هناك من الوقائع التى لم تكن تمثل أهمية له فيما سبق تصبح ذات أهمية قصوى كتعلم الطفل حقيقة وضعه وحقيقة البيئة التى يعيش فى كنفها . 
وأهم مايميز السنة الثانية من عمر الطفل هو بدء عملية التطبيع الاجتماعى . ولفظ التطبيع الاجتماعى يشير الى تلك العملية التى يتحول بها الطفل من كائن بيولوجى لديه امكانية السلوك على أنحاء متعددة متنوعة إلى شخص ينحصر سلوكه الفعلى فى نطاق ضيق - نطاق السلوك المعتاد والمقبول من أمثاله بحس معايير الجماعة . أى أنه العملية التى يتحول بها الفرد الى عضو فى جماعتة عن طريق اكتساب الجماعة ودوافعها وتصرفاتها . 
من بين هذه المطالب الخاصة بالتطبيع الاجتماعى التدريب على النظافة ، وضبط نوبات الغضب ، والاعتدال فى الميل المبدئى نحو الاستقلال . والسرعة التى تتم بها عملية التطبيع الاجتماعى خلال السنة الثانية تتوقف على حظ الطفل من النمو الجسمى والحركى واللغوى وعلى معدل هذه الجوانب من النمو . 
النمو الجسمى العام خلال السنة الثانية: 
يتقدم النمو الجسمى العام بمعدل سريع خلال السنة الثانية من العمر وإن كان أبطأ من معدل الزيادة فى السنة الأولى . فالرضيع على سبيل المثال يزداد حوالى 10سنتميتر فى الطول وحوالى 2 كيلوجرام فى الوزن خلال السنة الثانية . وذلك فى مقابل زيادة فى الطول قدرها 20سنتيمتر وحوالى 6كيلوجرام فى السنة الأولى . ويبلغ طول قامة الطفل المتوسط 80 سنتيمتر ويبلغ وزنه حوالى 12.5كيلوجرام . وتوجد علاقة طردية بين كمية الشحم وطول القامة بمعنى أن الأطفال الأكثر سمنة يكون طولهم أكثر قليلاً من الأطفال الأكثر نحافة . وهذا الارتباط بين السمنة وطول القامة يظل واضحًا حتى سن الثانية عشرة.
الهيكل العظمى فى السنة الثانية: 
يتغير التكوين العظمى للرضيع خلال السنة الثانية . فتزداد عظامه فى الحجم والعدد وتتغير من حيث نسيجها . ورغم أن قدرًا من الغضاريف تظل موجودة فى عمر الثانية غير أن طفل الثانية يمتلك قدرًا أكبر من العظام الصلبة من طفل السنة الأولى . واليافوخ والأماكن التى تكسوها الأغشية الطرية من الجمجمة تلتحم وتغلق أى أن العظام فيها تزداد صلابة فى وقت يتراوح بين الشهر الثامن عشر والشهر الرابع والعشرين ، كما أن معظم أسنان الطفل المؤقتة تنبت فى خلال السنة الثانية . 
النسب بين أعضاء الجسم خلال السنة الثانية:
المولود الحديث اذا قارناه بالراشد سنجد أنه أكثر ثقلاً عند رأسه ، ورأسه تكون كبيرة الى حد مفرط بالنسبة لباقى أعضاء الجسم وتكون جمجمته غير متناسبة مع وجهه، وتكون ذراعية طويلة بالمقارنة بساقيه ويديه وقدميه الالمفرطة فى القصر . والتفاوت فى معدلات نمو أعضاء الجسم المختلفة خلال السنة الثانية يؤدى بجسم الرضيع الى الاقتراب فى شكله من جسم الراشد . فالرأس ينمو بمعدل أقل بكثير من نمو باقى أجزاء الجسم ، ويقترب فى نسبه من نسب الراشد بعد ازدياد النضج فى عظام الوجه . بالإضافة الى أن كلا من الذراعين والساقين تنموان بسرعة فيما بين الميلاد ونهاية السنة الثانية من العمر ، وتصبح الذراعين أكثر طولاً قياسًا الى الرجلين .
نمو الأجهزة العضلية والعصبية فى السنة الثانية :
خلال السنة الثانية يزداد الطفل قوة بعد أن يزداد تطور عضلاته ونموها نموًا يرجع اليه جزء كبير من زيادة وزن الجسم . واستعداد الطفل للقيام بحركات جديدة أكثر دقة ورشاقة تزداد بعد نمو جهازه العصبى . ويزداد ثقل المخ ليرتفع من 350جراما فى المتوسط الى 1000 جرام تقريبًا عند نهاية السنة الثانية أى حوالى ثلاثة أرباع وزنه لدى الراشد . ويزداد تعقيد الجهاز العصبى كما يزداد تمايزًا وتفصيلاً . فالألياف العصبية غير الناضجة التى تكون غير منفصلة أو متمايزة تتمايز وتنفصل احداها عن لأخرى بعد أن ينمو لكل منها غمد دهنى واق Protective fatty shield وهى العملية التى تعرف بالميلنة myelinization . 

تطور النمو الحركى خلال السنة الثانية :
يبدأ الطفل بالمشي في الشهر الثالث عشر و قد يتأخر إلى الشهر الثامن عشر . يستطيع الطفل إطعام نفسه في الشهر الخامس عشر و يستطيع الركض في السنة الثانية . ويتمكن من المشي بدون مساعده وينتظم في مشيتة ، حيث ان قدما الطفل تكون متباعده وحركتها غير متزنه في السنة الاولى وما تلبث ان تنتظم وتتحسن بالنضج العصبي والتدريب فتبدو مشية الطفل في السنة الثانيه أقرب الى الركض.
ومع نهاية الشهر الثانى عشر يتمكن الطفل المتوسط من أن يشد نفسه الى وضع الواقف ومن أن يمشى مستندًا الى شىء ما . وبعد الشهر الرابع عشر يتمكن من الوقوف وحده ويستطيع بعد الشهر الخامس عشر أن يمشى مشيًا قميئًا وبحذر بدون مساعدة . ولا يفوتنا هنا أن ننبه الى وجود فروق فردية واسعة بين الأطفال فى هذا ، فبعض الأطفال يمكنهم المشى باستقلال بمجرد بلوغهم الشهر العاشر ، فى حين أن بعضهم الآخر لا يصل إلى ذلك قبل بلوغة العامين . وقد تؤخر بعض الأمراض قليلا عملية الحبو والمشى . 
ويستطيع الطفل المتوسط صعود الدرج والنزول منه بمساعدة غيره فى حوالى الشهر العشرين ، وبدون مساعدة عند نهاية السنة الثانية . فالقدرة على صعود الدرج كسائر أوجه النشاط الحركى تكون أكثر تأثرًا بالنضج منها بالخبرات التعليمية . والمهارات الحركية لاتظهر حتى يصل الجهاز العصبى الى درجة كافية من النضج . والطفل الذى ينشأ فى ظروف سوية طبيعية يقوم بهذه الاستجابات حين يصل الى المستوى اللازم لأداء الوظيفة . الا أن الطفل اذا بلغ القدرة على الاستجابات الحركية الأساسية يمكنه أن يستفيد ويتحسن بالتدريب . فالتدريب على المشى وتسلق الدرج يؤدى الى تحسن فى التآزر ، واستبعاد الحركات العشوائية وتصبح خطوات الطفل أكبر سعة واستقامة . 
والنمو الجسمى فى السنة الثانية هو اعداد لامتداد واسع فى المهارات الحركية الأخرى . إذ نجد أن الطفل يتحسن تحسنًا واضحًا فى بعض الأنشطة كمحاولة الوصول باليد إلى الأشياء ، والإمساك بها ، وبناء المكعبات ، والأكل ، واطعام نفسه ، وتناول الأشياء . اذ يستطيع الطفل المتوسط فى الشهر الخامس عشر أن يبنى برجًا ثابتًا من مكعبين ، وأن يضع قرص برشام فى زجاجة ، وأن يضع قطعة دائرية من الخشب فى اللوحة الخشبية المعروفة ذات الثقوب . وعند بلوغه الشهر الثامن عشر يستطيع أن يقذف بالكرة وأن يبنى برجاً من ثلاثة مكعبات، وحين يبلغ نهاية السنة الثانية من عمره يتمكن من ركل الكرة بقدمه ، وتقليب صفحات مجلة ووضع ثلاثة قطع خشبية فى أماكنها الصحيحة من اللوحة الخشبية وبناء برج يتألف من ستة أو سبعة من المكعبات الخشبية . 
ومن الأمور الجيدة قيام الأم بتقديم الكثير من الأشياء التى يمكن للطفل أن يراها وأن يتناولها فى وضع مستقيم . وقد تحتاجين الى أخذ الطفل والتجول معه فى المناطق المجاورة والأخذ بيده ليتسلق الدرج صعودًا وهبوطًا . كما يمكنك وضع عوائق من الوسائد أو صناديق الكرتون وتشجيع الطفل على المشى والتسلق والتقدم عبرها . كما أنك تكونين بحاجة الى بعض الكرات لتدريب الطفل على ركلها أو رميها . 
وأثناء نمو المهارات الحركية للطفل تكون هناك حاجة ماسة لمراقبة وتوجيه الطفل خلال نشاطه الحركى فى الخطو حتى يحقق الثبات والاستقرار والتوازن . 
ووضعت الرابطة الوطنية للرياضة والتعليم الفيزيقى بعض الإرشادات العامة التى يمكن تلخيصها فى الآتى : 
• تدريب الطفل لمدة 30دقيقة على الأقل يوميًا على بعض الأنشطة كاللعب والمشى فى الفناء أو فى صالة المنزل . 
• ويسمح للطفل بممارسة بعض الأنشطة الحرة لمدة ساعة يوميًا يمكنه خلالها الاستكتشاف واللعب الحر .
• يجب أن تكون الأبواب جميعها مطابقة لمعايير الأمن والسلامة فى الفتح أو الإغلاق وكذلك الممرات المؤدية اليها . 
• لايجب أن يبقى الطفل فى مكانه أكثر من 60 دقيقة باستثناء أوقات النوم . 
• ونذكرك مرة أخرى بأن طفلك خلال نمو مهاراته الحركية سوف تنمو لديه القدرة على استعمال وتناول الأشياء بيديه . وتوجد بعض اللعب والأغراض التى تساعد الطفل وتحثه على المضى فى مسار النمو والارتقاء وتتضمن الأغراض التالية: 
- أوراق وأقلام شمع ملونة .
- صلصال للتشكيل
- أرفف للعب بسيطة يستطيع طفلك التعامل معها والطرق عليها . 
- بعض ألعاب البازل (الألغاز) البسيطة. 

 
 
 
 
 
د. صلاح الدين السرسي 
سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.