تعرفى على ذكاء رضيعك

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الثلاثاء, يونيو 16, 2015 - 10:51

لاشك أن الطفل يتقدم بخطوات واسعة فى قدرته على السلوك سلوكًا تكيفيًا (أو ذكيًا) خلال السنتين الأوليين من الحياة وهذا التقدم يعود الى كل من النضج والتعلم وما يحدث بينهما من تفاعل .  وأثناء السنة الثانية ، يبدأ الطفل تعلم العناصر الأولية للسلوك العقلى إذ هو يبدأ تعلم الرموز اللغوية على النحو الذى شرحناه فى مقالتنا السابقة ، هذه الرموز تقوم مقام الأشياء فلو أن الأم قدمت للطفل شيئًا ما غريب نوعًا ما عن ادراك الطفل المباشر ، وقالت له : " خذ هذه الحلوى" ، لاستجاب الطفل للرمز اللغوى الذى ربطته الأم بهذا الشىء ولكان من المحتمل أن يدفع بهذا الشىء فى فمه . فى الوقت الذى نجد أن طفل الشهر العاشر لا يستجيب لمثل هذا الموقف إلا بأن يعبث بأصابعه فى الشىء ولكان امكان إلقائه بهذا الشىء على الأرض مساويًا لاحتمال تناوله له . من هنا يمكن القول بأن طبيعة الحياة العقلية للطفل تتعرض لتغير هام عند منتهى السنة الثانية من العمر تقريبًا. حيث يبدأ فى الاستجابة للأشياء والمثيرات حسب ما يطلق عليها من أسماء بدلاً من أن يستجديب لها وفقًا لخصائصها المادية . ولنقرب هذا المعنى نقول أن الطفل فى الشهر السادس من عمره تستوى عنده كرة البنج بونج وقطعة "البقلاوة " كروية الشكل من حيث أن كلا منهما كروى شىء كروى صغير يمكن تناوله والإمساك به ، فى الوقت الذى نجد فيه أن هذين الشيئين يثير كل منهما استجابة مختلفة عند طفل السنة الثانية بسبب الاختلاف بين الرمزين اللغويين اللذين يطلقان عليهما .

ويعتبر بزوغ التفكير الرمزى خلال السنة الثانية من العمر أهم تغير ارتقائى يطرأ على الوظيفة العقلية عند الطفل ، والسبب فى ذلك أن أوجه النشاط المعقدة من قبيل الاستدلال والتذكر وفهم اللغة تتضمن جميعها استخدام الرموز .
ونجد أنة معظم اختبارات الذكاء التى وضعت للرضع تتألف فى أساسها من أعمال حسية حركية . 
وقد أرادت نانسى بيلى Bayley دراسة النمو العقلى خلال السنوات الثلاثة الأولى فقامت بتجميع عدد من البنود المأخوذة من عدد من مقاييس ذكاء الرضع . واعتمدت فى ذلك اعتمادا كبيرا على جداول النمو التى تقيس أربع نواح رئيسية هى :
السلوك الحركى الدقيق والكلى ، و" الذكاء التكيفى " ، والسلوك اللغوى الاستقبالى والتعبيرى ، والسلوك الشخصى الاجتماعى . وتتضمن سلاسل بيلى العقلية اختبارات للقدرة على التكيف أو التعلم واختبارات لحدة الحواس ودقة التآزرات الحركية (اليدوية) . 
وتستطيع الأم أن تتلقى الأسئلة التى تحتاج اجابتها الى نعم أو لا مع شخص آخر فى وجود الطفل خلال اليوم . وعليها أن تستخدم الأسئلة عن الأشخاص الملوفين للطفل فى نطاق الأسرة ويمثلون جزءًا من خبراته . ويمكن لها أن تسأل شخصًا آخر "هل أنت جوعان ؟" وأن تجعل هذا الشخص يجيب باستعمال "نعم" أو "لا" .
اعلى الأم أن تسأل الطفل أسئلة بسيطة تتعلق بخبراته واحتياجاته اليومية . أن تعطيه مثالاً للإجابة إما "نعم" أو "لا" وأن تقرن ذلك بالإيماء برأسها أو بهزها يمينًا ويسارًا . وعليها أن تتقبل حركة الطفل بالرأس كإجابة مع تشجيعه على استعمال الكلمة . 
عندما يستطيع الطفل عمل ذلك بصورة مناسبة مقلدًا الأم ... عليها أن تتوقف عن اعطائها المثال للإجابة . وأن تسأله أثناء اللعب " هل تبغى الكرة ؟" . وعليها ألا تعطيها له حتى يحرك رأسه أو يقول نعم أو لا . 
وعند الطعام على الأم أن تعرض على الطفل الأطعمة " هل تريد الحليب .. مثلاً ؟" وتنتظر حتى يجيب الطفل قبل أن تعطيه ذلك الطعام ( أو تضعه بعيدًا اذا قال لا ) وعليها أن تسأل الطفل عن الأشياء التى تريد من الطفل الاختيار من بينها فقط . 
والأمثلة التالية توضح أنواع البنود المستخدمة فى اختبارات الرضع . 
وتعتمد الدرجة التى تقدر للطفل على أساس أدائه فى البنود التالية : 
الاستجابة المقابلة للعمر بالشهور 

ينطق بكلمتين 12.9
يحدث من تلقاء نفسه أثرًا بالقلم على الورقة 13.2
يبنى برجًا من مكعبين 13.5
يلقى بالكرة 15.8
يبنى برجًا من ثلاث مكعبات 16.3
يضع الغطاء على الصندوق 17.5
يضع المسامير الخشبية فى ثقوبها فى 38 ثانية 18.2
يدير مقيض الباب 20
يبنى برجًا من ستة مكعبات 12.3
يشير الى خمس صور 23.1 

على أن هذه المقاييس ذات قيمة تنبؤية ضئيلة بالنسبة للناس جميعًا ، لكنها تساعدنا فى التعرف على حالات التأخر الخطير فى النواحى الحسية الحركية وفى النواحى اللغوية . كما تنجح هذه الاختبارات فى الكشف عن الانحراف العقلى فى سن مبكرة جدًا . ويتم ذلك غالبًا قبل الكشف عن هذا الاختلال بواسطة الفحوص الطبية والعصبية .
كما توجد قياسات متعددة مثل قياس النمو الادراكى والحركى والاجتماعى واللغوى والذاكرة.

 

 

 

د. صلاح الدين السرسي 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.