أبـي.. هيّا بنا نلعب معاً
سبع مزايا للّعب: 1- اللعب والثقة المتبادلة:
حينما يقضي الأب وقتاً طويلاً مع ابنه لعباً و مداعبة تنشأ بينهما علاقة خاصة مبنية على الثقة و الاكتشافات التي تدفع الطفل بقوة وعزيمة للانطلاق نحو العالم الفسيح.
2- اللعب والمشاعر المتبادلة:
منذ الشهر السابع يصبح اللعب مع الأب فرصة لتبادل المشاعر و الأحاسيس وأنواع الإثارة باستمرار، فالاثنان أصبحا يعرفان بعضهما البعض والصغير تعلم ليس فقط كيف يثير انتباه الأب ولكن كيف يحصل على مداعبته المفضلة و كيف يدخل البهجة على أبيه.
3- اللعب متعة وفرصة:
اللعب طريق لتنمية مهارات الطفل المتعددة وتوسيع مدارك الخيال لديه، و اللعب مع الأب متعة للطرفين، فشعور الإنسان أنه محور اهتمام الآخر يسعده و يمتعه و هو إحساس يستشعره الطفل و الأب معاً: فالصغير يشعر بالأمن و الطمأنينة و الأب يكتشف إمكاناته الرائعة في التمثيل و التربية.
4- اللعب ينمي قدرات النجاح:
عندما يتعود الأب و الطفل على اللعب معاً و يتعرفان على بعضهما بعضاً منذ الأيام الأولى تنمو العلاقة بينهما و تتطور بشكل أقوى وأعمق.
حين يشعر الطفل أن بإمكانه الاعتماد على علاقته القوية بالأب فإنّه يتعلم كيف ينطلق و يبدع، و يتعلّم كيف يبني علاقاته مع الآخرين وكيف يتخلص من الاضطراب، وكلما تعمقت هذه العلاقة وتعمق إحساس الطفل بقرب الأب منه اكتسب الطفل ثقته بالنفس و قويت شخصيته، إذ علاقته بالأب تتيح له الفرصة ليجرّب و يتعلّم كيف ينجح وكيف يتخطّى الفشل من خلال اللعب الذي يعتبر ساحة للتنافس و التحدي و إبراز القدرات و اكتشاف المواهب.
فالأب -عكس الأم- لا يقول للطفل احذر درجة السّلم، بل يشجعه قائلاً حاول فأنت أقوى، ثم يساعده على تحقيق ذلك.
5- دور الأب أساس:
دور الأب أساسي على الرغم من أنه يتبادر للأذهان في الشهور الأولى من حياة الطفل أن حضور الأب ومساهمته في العملية التربوية ليست ذات أهمية و ثانوية بالمقارنة مع دور الأم.
و من الأخطاء التربوية الشائعة أن الأب خلال المراحل الأولى من عمر الطفل يجلس على مقاعد الاحتياط كمراقب خارجي لا يتدخل في علاقة الأم بالابن، و مستعد فقط للتدخل في الحالات الطارئة، وأن الأم هم التي تحدد المساحات الخاصة بالأب و هي التي توكله وتفوضه بعض هذه المهمات، وهي التي تقرر أن الحياة انتقلت من زوجين اثنين إلى أسرة أكبر وتحدد معالمها.
6- هيا نلعب و ننطلق:
منذ الشهور الأولى يصبح الأب حليفاً لابنه في مواجهة العالم الخارجي من خلال المداعبة و اللعب الذي يتيح للطفل نوعاً آخر من الاحتكاك الجسدي يختلف عن احتضان الأم و رعايتها، فهو يتعلم الآن أشياء جديدة و يتعرف على أصوات و روائح مختلفة و متع جديدة.
و للتدليل على ذلك يكفي أن نلاحظ كيف تأخذ الأم ابنها و تحتضنه، وكيف يفعل ذلك الأب الذي لا يفوت الفرصة لرفعه عالياً وجعله يطير في الهواء.
إن الطفل -الذي لا يعرف من العالم غير أمه- يبدأ في اكتشاف العالم عبر الأب الذي على عاتقه مهمة أساسية و هي تنشئة الطفل اجتماعياً و تزويده بمهارات و أدوات للتعامل مع الآخرين.
7- اللعب و الاستقلالية:
اللعب مع الأب فرصة للطفل ليعبر إلى مرحلة جديدة في مسيرة نموه. فالأب الذي اكتسب ثقة ابنه بل أصبح لديه أنموذجاً و مثالاً، هو الذي سوف يمنحه هذا الانتصار والنجاح ويعترف بقدرته على التكيف مع مرحلة جديدة من عمره و استحقاقه شهادة: الاستقلالية أو الاعتماد على النفس.
الاستقلالية تتيح للطفل التعرف على نوع آخر من أنواع الحب و التقدير و الحنان. هذا النوع يجعل الطفل فاعلاً و ليس مركزاً للتلقي فقط. فهو يتعلم كيف يحب الآخرين وكيف يعطف و يقدّر غيره. ومن خلال اللعب مع الطفل يتعلم كيف يعتمد على قدراته الذاتية ليحقق انتصاراً وفوزاً. وكل درجة يصعدها الطفل تعتبر خطوة ناجحة نحو الاستقلالية.
عزّز ثقة طفلك
سبع خطوات لتعزيز الثقة لدى الطفل
تستطيع تدعيم طفلك وزرع الثقة في نفسه حتّى لا يبدو مشتتاً مذعوراً لدى أي تصرف خاطئ، من خلال امتداح سلوكياته الإيجابية وتقديم الشرح الوافي للعمل و النشاط المطلوب منه، و إشعاره بالأمان و الطمأنينة.
و النقاط التالية ستساعدك في ذلك إن شاء الله:
1- الطفل يحتاج إلى قواعد ثابتة و نظام محدد حتى يشعر بالأمان، لذلك ضع الحدود الواضحة لما تقبل به من أخلاق و تصرفات، و تأكد من التزام أي شخص يرعى طفلك بالقواعد نفسها حتى لا يتشتت ذهن الطفل.
2- لا تنتقد طفلك ولا تلصق به صفة ذميمة إذا ما سلك سلوكاً سيئاً، انتقد السلوك و ليس الطفل و بدلاً من أن تقول: (أنت ولد قليل الذوق) قل: (تعاملك بقلة ذوق مع صديقك جرح مشاعره).
3- أخبره باستمرار أنه إنسان عزيز عليك و امدح كل تصرفاته الإيجابية، فإذا رتب لعبه أخبره أنه نظيف و منظم، و إذا عرض على أخيه اللعب بلعبته المفضلة فامتدحه و قل له: أنت كريم و طيب.
4- وضّح له أنك تخطئ أحياناً، فإذا تسرعت و انتقدته على فعل ما يفعله، فاعتذر له ليتعلم فضيلة الاعتذار.
5- قدم له أسباباً إيجابية كلما تمكنت من ذلك، فمن الأفضل أن تقول: (تعال و العب هنا) بدلاً من أن تقول: (اجلس بعيداً عن أخيك).
6- إذا طلبت منه مساعدتك في عمل محدد فقدم له شرحاً مفصلاً لما تريده منه. فلا تقل: (اللعب تسد الطريق) بل قل: (من فضلك اجمع لعبك وضعها في صندوق اللعب بعيداً عن الطريق).
7- تذكر أن تشكر طفلك في كل مرة يساعدك فيها حتى يتعلم الكياسة و يشكر الآخرين.
---------
د. مصطفى أبو سعد
مجلة عالم الإبداع