المرأة المسلمة..سن اليأس أم سن الأمل!؟

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الجمعة, يونيو 12, 2015 - 13:41

عند دخول المرأة سن الأربعين تبدأ بالتخوف من شبح سن اليأس وتنتظر إطلالته المرعبة وما يصاحبها من تغيرات في شتى مناحي حياتها. 
وقد أطلق المختصون مصطلح سن اليأس على الفترة من عمر المرأة التي يمر فيها جسمها بتغيرات وظيفية يصحبها تغيرات نفسية اجتماعية تتلخص بحدوث تناقص في نسبة الهرمونات الأنثوية وعلى رأسها البروجستيرون والأستروجين فيؤدي ذلك إلى انقطاع الدورة الشهرية لدى النساء . 
ولا يغيب عن بالنا أن تناقص نسبة هذه الهرمونات يؤثر بدوره على تركيز نسبة الكالسيوم في الدم فتصبح المرأة معرضة للإصابة بهشاشة العظام الذي من الممكن تلافيه بالتمارين الرياضية المبكرة وبتناول الأغذية الغنية.
يعمل توتر وضع الهرمونات كذلك على ظهور عوارض مرافقة مثل ارتفاع ضغط الدم وازدياد في معدل ضربات القلب.
أما الأثر الأكبر فهو الذي يظهر جليا على الناحية الانفعالية حيث تنتابها في هذا العمر حالات العصبية والاكتئاب ونوبات الحزن المتكررة.
إن الناظر لكل هذا يسلّم أنّ ما من تسمية أخرى لهذه الفترة العمرية أفضل من سن اليأس. أما أنا ومعي كثيرون فنختلف معهم في هذه التسمية . دعونا نتناول الصورة بجانبيها الجسدي والنفسي. 
إن الاضطرابات الوظيفية والتوتر الهرموني ليس بغريب عن المرأة فقد اعتادته طوال فترة حياتها منذ أول دورة شهرية في سن البلوغ مروراً بشهور الحمل وفترة النفاس التي تكون فيها المرأة في قمة منحنى التغير الوظيفي. فلتخرج المرأة نفسها إذن من دائرة القلق من الإرهاق والتعب الجسدي فقد ألِفتْ كل ذلك.والأمر ينطبق على التوتر الانفعالي والحزن والاكتئاب فهذه أيضا أمور معتادة قبل كل دورة شهرية وخلال الحمل والنفاس والرضاعة.
ولتسمح لي كل النساء أن أقول إنني أنتظر هذا العمر ولا أخاف منه وأحضر نفسي لاستقباله بأمل وتوازن كامرأة مسلمة؛ ففي هذه الفترة التي يميزها انقطاع الدورة الشهرية يصبح بمقدور المرأة أن تصلي فروضها كاملة وتصوم شهرها غير منقوص ، وفي هذا العمر يكون أولادها قد كبروا واعتمدوا على أنفسهم فيتسنى لها أن تقوم بأعمال ونشاطات ما كانت تقدر على القيام بها بحكم حاجة أطفالها الملحة لها والتصاقهم الشديد بها .
والشواهد على ذلك متعددة فكثير من النساء الواعيات يبدأن بالتردد على دور تحفيظ القرآن الكريم والجمعيات الخيرية حيث التفرغ والوقت المتاح ، ويصبح بمقدورهن متابعة الفعاليات المفيدة من محاضرات ودورات والقيام بالرحلات الهادفة؛بالإضافة إلى تمكنها من الإمساك بكتاب تقرأه دون خوف من يد صغيرة تمتد من حيث لا تدري تعبث به أو تمزقه ، وفي هذا العمر تعود عروساً تتفرغ بالكامل لحبيب عمرها ورفيق دربها تصاحبه وتعوضه ما فاته في عمر انشغلت فيه عنه بمسؤوليات الأولاد ورعايتهم وتربيتهم.
سيدتي،اطرحي عنك بعيداً مفهوم سن اليأس ولا تجعليه نقطة تسلطين عليها تفكيرك بخوف وقلق ، ألقي بمخاوفك وابدئي بتحديد قائمة من الأعمال الإيجابية تقومين بها تشد ذهنك بعيداً عن الوحدة والحزن والخوف ، وانظري لحياة جديدة ، لا تقاومي تقدم العمر استقبليه براحة وأعطيه حقه حكمة وتعقلاً وعملاً.
عيشي عمراً جديداً حلواً هو عمر العمل في سن الأمل..

 

 

 

هند الزغيِّر 

المصدر: لها أون لاين

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.