البرود الجنسي
تختلف الأمم والشعوب في ثقافتها الجنسية واستخدامها للمواد المحفزة له. وهناك اختلاف كبير بين الرغبة الجنسية والإثارة الجسدية ؛ فالأولى تعبر عن الشوق إلى الجنس ، بينما تعبر الثانية عن استجابة الجسم لتلك الرغبة مثل الإفرازات المهبلية والانتصاب لدى الرجل. وقد تبين أن زيادة الدافع الجنسي تعمل على إثارة الجسد وإذا لم يحدث ذلك فان على الشخص أن يراجع طبيبه لاكتشاف السبب وعلاجه.
وفيما يلي ملخص للعوامل العشرة التي تثبط العملية الجنسية وتقود إلى البرود الجنسي:
- الحياة :
مع مرور الزمن تزداد مسؤولية الشخص ويفقد الدوافع الجنسية التي خبرها أثناء شبابه . ففي هذه الحالة يتوزع المرء بين العمل، الأطفال، الأصدقاء، المدرسة، الهوايات، العمل التطوعي، العناية بالأسرة والرياضة وغيرها مما لا يبقى له وقتا لممارسة الجنس.
وعندما يكون لدينا بعض الوقت، نميل لمشاهدة التلفزيون أو قراءة كتاب أو النوم ، ولا يعني هذا أن الناس لا يريدون ممارسة الجنس بل ن ذلك اصبح دون أولوية. والجنس جزء مهم من علاقات البالغين فكما نحتاج بعض الوقت لانفسنا ، فإننا نحتاج بعض الوقت لشركاء حياتنا.
إن تحديد موعد للعملية الجنسية قد يثير الضحك ولكن إذا كان لا بد من ذلك فلا بأس من عمله لانك في هذه الحالة تأخذ التزاما على نفسك تجاه شريكة حياتك. ويعتبر هذا الالتزام كالالتزامات الأخرى نحو اجتماعاتك ،أصدقائك أو أطفالك أو شريكك التجاري.
- التوتر الخوف والقلق:
حين نشعر بالتوتر أو الخوف أو القلق فان الجنس يكون آخر ما نفكر فيه. ويمكن لمشاكل العمل ، المحن ، القضايا العائلية أو المالية أن تكون مدمرة للشهوة الجنسية فمن الصعب الشعور بالميل نحو الجنس حين يكون الشخص قلقا على سبيل المثال، حول دفع مالية متوجبة عليه. ويمكن للقلق والخوف المرتبطان بالجنس أن يمثلا إشكالية بحد ذاتهما.
وللتخلص من ذلك :
علينا بالدرجة الأولى وضع التوتر، الخوف والقلق في أماكنها والتأكد من أننا نتمتع بصحة جيدة .
كذلك فان علينا تناول وجبات طعام متوازنة وشرب كميات كافية من الماء والخلود إلى النوم 8 ساعات يوميا بالإضافة إلى ممارسة الرياضة وتعلم أساليب الارتخاء من خلال التأمل أو اليوغا.
وإذا كان الشخص يريد عمل هذه الأشياء من أجل صحته فإن عليه أن يفعل ذلك من أجل صحته الجنسية.
يجب عليك تقوية عقلك وقضاء الوقت في عمل الأشياء المفيدة لك كالقراءة ، التحدث إلى أصدقائك، أطفالك، شركائك والكتابة في إحدى الصحف أو الدوريات.
إن تمتع الإنسان بعقل وجسم سليم يجعله مؤهلا اكثر للتغلب على المشاكل الجنسية فإذا قمت بتجربة هذه الأساليب وظل لديك شعور بأن الخوف والقلق يدمر شهوتك الجنسية فان الوقت قد يكون مناسبا لمراجعة أخصائي أو معالج نفسي أو مستشار آخر .
- السأم والضجر:
على الرغم من أن أهداف العلاقات بين الناس تشمل الركون إلى علاقة بين رجل وامرأة واحدة ، فان الألفة التي تحدث بين الشريكين قد تكون قاتلة بالنسبة للعملية الجنسية.
فبعد أن يمضي الزوجان عشرين عاما من الزواج، فان من الطبيعي جدا أن يشعرا بالملل وعدم التحفز تجاه الشريك الآخر. عودوا إلى جذوركم الجنسية وانسوا كل شيء أحببتموه أو لم تحبوه وحاولوا اعتبار الجنس كتجربة جديدة تماما.
- مشاكل في العلاقة:
إن الصراع غير المحسوم أو الغضب المكبوت يحبط الرغبة بكل تأكيد وتكون له آثار سلبية على الشعور، الأسرار والعواطف.
فكلما حمل المرء شعورا سلبيا تجاه شريكه، فان مستوى الجاذبية لديه يضمحل بصورة دراماتيكية ولا يعود في بعض الأحيان إلى حالته الطبيعة وسواء كان ذلك شيئا بسيطا أو معقدا كالخيانة الزوجية فانك بحاجة إلى معالجة الأمر قبل الشعور بالميل نحو الجنس مرة ثانية.
- القضايا الجسدية :
كل شخص يكره بعض الجوانب لدى شريكه أو شريكته ، فمثلا يمكن أن يكره الرجل ترهل أفخاذ زوجته أو أن تكره الزوجة انتفاخ بطن زوجها أو كثافة الشعر على ظهره. والحقيقة أن المرء إذا كان لديه ميل نحو العملية الجنسية فان عليه أن يكون شعوره جيدا تجاه جسمه وجسم شريكه. ففي الوقت الذي لا توجد فيه قناعة بنسبة 100 بالمائة حول مظاهرنا فان العديد منا تعلموا كيف يتعايشون مع حالاتهم. وإذا لم تكن قد بدأت فربما حان الوقت لتقوم بذلك الآن .
حين يكون لديك تفكير سلبي نحو جزء من جسمك، حاول تعزيز ذلك بتفكير إيجابي. فمثلا إذا كنت تعانين من زيادة في شحوم البطن، اقنعي نفسك بان لديك عينين جميلتين أو بشرة صافية ، ففي الوقت الذي تبدئين الشعور بأنك جذابة من الناحية الجنسية، فان الدوافع الجنسية لديك سوف تتحسن بغض النظر عن مظهرك. وإذا كان وزنك أكثر من الطبيعي، حاولي التقيد ببرنامج لتخفيف الوزن واستشيري المختصين في هذا المجال.
- مشاكل الأطفال:
لا شك أن الأطفال يغيرون حياة الزوجين، فقد لا يحب الرجل معاشرة زوجته الحامل. وقد يكون كلا الزوجين خائفا من إيذاء الطفل ، كذلك فان التغيرات الهرمونية يمكن أن تؤثر كثيرا على الشهوة الجنسية لدى المرأة أثناء الحمل ، كما يمكن أن يكون التعب والإرهاق أحد العوامل الأخرى.
وفي العادة فان الرغبة الجنسية لا تكون طبيعية لدى المرأة أثناء الحمل، لذا فان على الزوجين أن يتوقعا تغييرا في ذلك خلال وبعد هذه الفترة. لذا ينصح الزوجان بقضاء اكبر قدر من الوقت معا خلال هذه الفترة دون التركيز على العملية الجنسية.
وحالما يصبح الزوجان مرتاحين من الناحية الجسمية، تكون هناك فرصة لهما لعودة الرغبة الجنسية ، وإذا لم يحدث ذلك فلا مانع من محاولة تفهم الواحد منهم للآخر حتى تعود الرغبة إلى سابق عهدها.
تأكدوا من التعبير عما يحول في خاطركم ولا تنسوا أن تخبروا شركاءكم.
- الشيخوخة :
الشيخوخة مسؤولة عن التغييرات التي لا نحبها في أجسامنا ، ومن ذلك انخفاض الكتلة العظمية ، القابلية للإصابة بالأمراض، آلام المفاصل، الشعر الأشيب ، فقد الشهية ، سلس البول ، اضطراب النوم ، التجاعيد ، الترهل وانخفاض الرغبة الجنسية . ويعتبر سن اليأس وانخفاض إفراز هرمون التستيرون من أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذا الانخفاض ولكن الخوف، القلق، والإحباط بسبب تقدم السن يؤثر على الدوافع الجنسية فإذا كنت امرأة في سن اليأس، فمن الأهمية بمكان أن تفهمي التغييرات التي تحدث في جسمك.
في بعض الحالات تساعد زيارة للطبيب سعيا للعلاج في جعل العملية الجنسية أكثر متعة .
كذلك فان الاستشارة عامل مساعد إذا كان القلق سببا في ظهور مخاوف صحية.
من شأن الاستروجين بأشكاله المختلفة أن يزيد من تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية لدى المرأة وزيادة الإثارة لديها مما يؤثر إيجابيا على الرغبة الجنسية.
وقد ظهر أن المعالجة بالهرمونات التي تشمل كميات قليلة من الاندروجين فعالة في زيادة هذه الرغبة أيضا .
عليك أن لا تنسى استخدام الكريمات المرطبة في حالة وجود جفاف في الأعضاء التناسلية، أما بالنسبة للذكر ، فان انخفاض مستوى هرمون التستيرون يمكن أن يؤثر على الرغبة الجنسية لديه. تحدث إلى طبيبك فقد يصف لك الهرمون ولكن الجرعة يجب أن تراقب بعناية لان الإفراط في أخذ الهرمون يمكن أن يسبب الكآبة والأعراض الجانبية الأخرى . وعلاوة على ذلك ليس من الواضح مدى السلامة إذا اخذ الهرمون لمدة طويلة.
- الاعتداء الجنسي :
في كثير من الأحيان يواجه ضحايا الاعتداء أو الإساءة الجنسية أوقاتا عصيبة للشعور بالألفة الجسدية . فلا عجب أن نشجع على أخذ بعض الوقت كي تشفى أجساد وعقول هؤلاء الضحايا ، ولكن قليلا من الانتباه يصرف على الناحية الجنسية لديهم .
لا تجعلوا اليأس يسيطر عليكم حيث أن كثير من الناس استطاعوا إقامة علاقات جنسية ناجحة . فبالنصح ومع مرور الوقت والصبر يمكن أن يعود الضحايا إلى حالتهم الطبيعية لذا فعلى كل ضحية أن يأخذ الوقت الكافي وأن لا يدع أحدا يضغط عليه كي يعود إلى الحياة الجنسية قبل أن يكون جاهزا لذلك.
- الأدوية :
من الأعراض الجانبية الشائعة لحبوب منع الحمل : اضمحلال الرغبة الجنسية، انخفاض إنتاج الاندروجين أو انخفاض مستوى هرمون التسترون مما يؤدي إلى شعور لدى المرأة بعدم الميل نحو الجنس وحدوث جفاف في المهبل . وعلاوة على ذلك فان الأدوية الخاصة بالمزاج، المهدئات، ارتفاع ضغط الدم والأدوية الأخرى أظهرت أنها تقلل من الرغبة الجنسية والإثارة .
حتى إذا كان لدى الشخص مشكلة صحية لا علاقة لها بالشهوة الجنسية فان الدافع الجنسي مع ذلك يتأثر بشكل كبير على مستوى الرغبة والإثارة الجنسية. لذا عليك بالتحدث إلى طبيبك حين تبدأ تناول دواء جديد ومناقشته في تأثير ذلك على الرغبة الجنسية لديك، فمن المكن أن يصف لك الطبيب دواء بديلا .
من جانب آخر اصبح الإحباط مخيفا في العقود القليلة الماضية . وعلى الرغم من توفر موارد كثيرة للأشخاص المصابين بالإحباط، إلا أن افضل شيء يمكن عمله، هو مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن.
علاوة على ذلك فان القائمة التي لا تنتهي من الغضب والكابة والخزن وغيره لها تأثير كبير على حياتك الجنسية. فقد وجد أن 75 بالمائة من الناس المصابين بالإحباط يعانون من البرود الجنسي. ومن سوء الحظ أن الأدوية المضادة للإحباط تفاقم من هذه الحالة وتسبب العجز الجنسي. وقد اكتشف حديثا أن تخفيض الجرعة أو استبدال العلاج من شأنه أن يساعد في التغلب على المشكلة .
- الحالات المرضية :
يدرك معظم الناس العجز الجنسي، القذف المبكر واضطراب الرغبة الجنسية لدى الأنثى ولكنهم لا يعلمون أن فقد الشهوة الجنسية يمكن أن يعود لحالات مرضية كالغدة الدرقية.
كذلك فإن نقص الهرمونات يمكن أن تؤثر في هذه الحالة وخاصة لدى كبار السن .
وجد أن عملية الأيض تسبب دون أدنى شك خللا في الرغبة الجنسية.
اكتشف الباحثون في الولايات المتحدة أن امرأة واحدة من بين كل خمس نساء لديها برود جنسي ، وبعبارة أخرى فإذا استبعدت كافة الاحتمالات الآخر للبرود الجنسي، ما عليك سوى مراجعة الطبيب، فقد تكون لديك مشكلة صحية وراء هذه الحالة الجنسية. وقد تم تطوير أدوية كثيرة وجيدة ، فلم لا تستفيد منها؟؟
- ما هو الشيء الطبيعي؟؟
إذا كنت تشعر بأنك يائس من شهوتك الجنسية ، حاول أن تسهل الأمور على نفسك . أجسام الناس تختلف عن بعضها البعض فليس هناك من مستوى طبيعي أو دافع جنسي ، ويعرف شعورك الشخصي بالطبيعي بناء على الكيفية التي تعبر بها عن ذلك. فإذا كنت أحد الناس المحظوظين والمرتاحين من الناحية الجنسية، هنئ نفسك بذلك.
أما إذا كنت بين الملايين الذين يعانون من مشاكل في هذا الصدد ، ابحث عن الأسباب والعلاج ، ولكن لا تنتظر المعجزات . ففي الوقت الذي ساعدت هذه التوصيات العديد من الناس، لا توجد ضمانات بأنها سوف تساعدك ... فكن صبورا.