المشاكل الجنسية عند الرجال و النساء
في دراسة أمريكية عن العادة السرية للرجال المتزوجين، كانت النتيجة بأن أكثر من 60% من الرجال المتزوجين يمارسون العادة السرية، وأجاب أكثر من 50% منهم بأنهم يمارسونها بشكل يومي.
في الماضي كانت العادة السرية ينظر اليها على انها المسبب لكثير من الأمراض التناسلية البشعة. وعلى الرغم من ان 99% (هذه احصائيات غربية أوردها بروفسور ماركس، ولا أعتقد ان الأمر قد يختلف كثيراً في مجتمعنا) من الشباب يمارسون العادة السرية في مرحلة ما من مراحل عمرهم، وحتى أولئك القلة الذين لم يمارسوها منهم - وكذا الفتيات اللائي يمارسن العادة السرية - يقضون ساعات طويلة في التفكير بسبب الشعور بالذنب.
أحد القراء طرح مشكلته مع العادة السرية وأرى انها تهم الكثيرين. يقول هذا الأخ المتزوج ولديه عدد من الأطفال، بأنه بعد ان يجامع زوجته عدة مرات تتضايق زوجته وتطلب منه التوقف، فيأخذ ملابسها "ملابس زوجته" الداخلية ويذهب إلى دورة المياه ويمارس العادة السرية على هذه الملابس، وذلك يشعره بالذنب والخجل، خاصة انه يطلب من زوجته هذه الملابس.. ويضيف هذا الرجل بأنه يستمتع بالعادة السرية أكثر من استمتاعه بالجماع مع زوجته، وإنه كثيرا ما يمارس العادة السرية حتى دون تمنع زوجته.
والمشكلة هنا هي تعّود كثير من الرجال على العادة السرية وتفضيلهم هذه العادة على الجنس الطبيعي بعد الزواج. وقد ذكر ذلك البروفيسور جون بانكروفت - وهو مدير معهد كتري للاضطرابات الجنسية، وهو واحد من أشهر الأطباء المشتغلين في الاضطرابات الجنسية، ويرأس أهم مركز للدراسات الجنسية في العالم - بأن بعض مرضاه الذين تعودوا على ممارسة العادة السرية، وتعودوا القذف في دورات المياه، يشعرون عدم القدرة على ممارسة الجنس الطبيعي، وبالتالي يمتنعون عن الزواج نتيجة لهذا القلق والخوف الذي يعتريهم. واعتقد ان هذا الأمر أيضا يحدث في مجتمعاتنا العربية والإسلامية لكن ربما لا يجرؤ بعض ممن يعانون من هذه المشكلة على البوح بها نتيجة الخجل والشعور بالذنب.
ويعتبر هذا التعود على العادة السرية والتخيلات المرافقة له، أخطر المضار النفسية على الذين يمارسون العادة السرية سواء من الرجال أو النساء.
وجدت الدراسات الموسعة عن العادة السرية في الولايات المتحدة الأمريكية ان نسبة انتشار هذه العادة عند الرجال حوالي 94% وعند النساء حوالي 58%، وان حوالي 14% يمارسنها بشكل منتظم، وان بداية ممارسة هذه العادة السرية بدأت في فترة المراهقة. وتقل ممارسة العادة السرية مع التقدم في العمر، ويقل كثيرا بعد الزواج، غير ان دراسة حديثة عن معهد كتري بينت كما ذكرنا في العدد السابق بأن حوالي 64% من الرجال المتزوجين يمارسون العادة السرية، وإن حوالي 50% منهم يمارسها يوميا بشكل منتظم!.
أوضحت الدراسات ان الرجال يمارسون العادة السرية بضعف المرات التي تمارسها السيدات اسبوعيا. وتقريبا فإن جميع الدراسات بينت ان الرجال يمارسون العادة السرية أكثر من السيدات وكذلك عدد مرات ممارسة العادة السرية اسبوعيا هي أكثر عند الرجل. ومن أطرف الدراسات في هذا المجال، انه بمقارنة ممارسة العادة السرية عند المتزوجين فإن المتعلمين يمارسون العادة أكثر من غير المتعلمين..! وكذلك وجد ان النساء المتعلمات يمارسن العادة السرية أكثر من الأقل تعليما. ويفسر الباحثون ذلك بأنه في الطبقات الأقل تعليما في أوروبا تنتشر الشائعات بأن العادة السرية تقود إلى أمراض عقلية وعضوية، لذلك فإن نسبة ممارستها أقل عند الأكثر تعليما خاصة بين طلبة الجامعات ومن هم في مستواهم.
وتقريبا فإن أغلب الدراسات في الغرب بينت ان الاشخاص الذين يمارسون العادة السرية، يشعرون بعد الانتهاء منها بالذنب والخجل والسخافة والندم على ما فعلوه!. للأسف لا توجد هناك دراسات عربية يعتمد عليها في هذا المجال، نظرا لحساسية الموضوع ولقلة الدعم والتشجيع للباحثين في هذا المجال. لكن من الملاحظات التي نلاحظها عند مراجعي العيادات هنا، بأن أكثر من يمارسون العادة السرية يشعرون بالذنب بشكل أكبر عنه في الدول الغربية، نتيجة ان أكثر من يمارسون هذه العادة يعلمون تماما بأنها محرمة شرعاً.
أسئلة كثيرة:
يبدو انه ما زال هناك بعض المراهقين الذين يعتقدون بان ظهور البثور في اليد (الثآليل) وكذلك ظهور حب الشباب لديهم هو بسبب ممارستهم العادة السرية ويعتقدون ان هذا التصرف يمكن مشاهدته في أيديهم وقراءته على وجوههم بصورة ما! ان الشعور بالذنب بسبب ممارسة العادية السرية أمر له ما يبرره، فالإسلام حرم العادة السرية، لكن هذا لا يمنع بأن كثيراً من الشباب يمارسونها بل ان بعضهم يمارسها بافراط، وبعضهم يمارسها بانتظام وعدة مرات يومياً..! عندما يصبح الأمر على هذه الصورة فانه يصبح مضراً نفسياً، وهو ما حدث عند الشخص الذي ورد ذكره في أول حديثنا عن العادة السرية.
كيف يتخلص منها؟
ان الكثير منا يتخلص من مشاكله الجنسية في نهاية الأمر من خلال الممارسات المعتادة قد تخطئ أو تصيب، أو تجارب يصاحبها النجاح أحياناً وتفشل أحياناً اخرى. ولكن عند وصول معظم الناس إلى مرحلة الزواج فان الغالبية منهم يكون قد اعتاد حياة جنسية جيدة بالرغم من وجود فوارق كبيرة للحدود الطبيعية لمفهوم الجنس.
ان الممارسات الجنسية بين الزوجين، أمر خاص بهما، وطالما كان ذلك ضمن ما تسمح به الشريعة الإسلامية السمحة، والتي حثت على ان يستمتع الزوجان ببعضهما، دون ارتكاب ما حرم الله، فانه لا ضير في ذلك أبداً. ثمة ممارسات جنسية تستلذ لها امرأة ما بينما قد تعتبره امرأة اخرى نوعاً من السادية - التلذذ بتعذيب الغير - ان هذا الأمر يعتبر خاصاً، وتحكمه الثقافة الجنسية والحياتية التي نشأت فيها تلك المرأة. قد تكون الاثارة والمداعبة قبل الجماع أمراً غير ضروري في نظر امرأة بينما تعتبره امرأة اخرى أمراً غاية في الأهمية.
المعلومات الجنسية والنظرة إلى الجنس:
كانت العقبة الكبرى في الماضي هي عدم توفر معلومات جنسية يعتد بها عند الناس العاديين، وحتى وان توفرت المعلومات الجنسية، فعادة ينظر لها على أنها أمر سيئ لا يجب قراءته، بل ويعتبر من الأمور المخزية الاطلاع على مثل هذه المعلومات الجنسية، ولقد تم معالجة هذا النقص بعد ازدياد عدد الكتب الارشادية الموجودة في الاسواق والتي تشرح وتوضح ما هو الجنس، مصحوبة بالصور والايضاحات العلمية (حتى الآن فإن بعض المجتمعات تنظر بعين الريبة لمثل هذه الكتب!) ان هذه الكتب إذا كُتبت بطريقة علمية رزينة فانها مفيدة لتثقيف الشباب وغيرهم عن الحياة الجنسية. ان الأدب أو الفن الاباحي الصريح قد يكون مضللا بالرغم من انه يولّد الرغبة في الاطلاع عليه بسبب الرقابة المفروضة عليه، غير انه يصبح شيئاً مملا للغاية، بل انه في كثير من الاحيان يُصبح مقززاً، بعد ان تزول عنه هالة الانبهار تلك.
وبالرغم من ان المواقف الجنسية تبدو للوهلة الاولى انها قد تغيرت بشكل ملفت، إلا ان السلوك الجنسي الاعتيادي قد تغير بصورة أقل مما تنقله لنا وسائل الإعلام. ذلك ان النمط الجنسي السائد هو "الحب الرومانسي" داخل اطار الزواج "ذو المواعيد الثابتة بين رجل وامرأة. لقد كُتب الكثير في الصحف الاجنبية، في اوروبا وأمريكا عن حكايات "تبادل الزوجات" أو "التقلبات"، ولكن في مسح ميداني حديث في منطقة "ميد وستيرن" في بريطانيا، وجد ان نسبة قليلة جداً من السكان قد مارسوا هذا النوع من الجنس المستنكر حتى في المجتمعات الغربية، وهذا يدل على ان ما نسمعه ليس بالحقائق وانما هي ضرب من الاشاعات التي يتداولها الناس في الصحف الشعبية في تلك الدول للترويج وننقلها نحن عن مجتمعات نجهل عنها الكثير، معتقدين بأنها هذه هي الصورة للحياة الجنسية عند هذه المجتمعات.
الغيرة الجنسية:
إن الغيرة الجنسية تُدمر حياة كثير من الناس، وتنتشر الغيرة الجنسية عند الرجال أكثر من النساء وعادة ما ترتبط بادمان الكحول والضعف الجنسي (العنّة). وتقود الغيرة المتطرفة في أقصى حالاتها إلى جرائم قتل. ونورد هنا هذا المثال عن زوجين أو شك زواجهما على ان يصل إلى حافة الانهيار المؤدي إلى الطلاق، بسبب ان الزوج كانت لديه "شكوك غريبة" متكررة بان زوجته تخونه. كان هذا سبباً لمشاجرات متكررة بينهما على الرغم من انهما قد أنكرا ان يكون أي منهما قد خان الآخر. ورغم ان الزوج يكبل زوجته بجميع ما يملك من قيود سمح له بها، فقد منعها من زيارة حتى أقرب الناس لها إلا معه، ولا تستقبل زواراً حتى محارمها إلا بوجوده، ومع كل هذا فإن الشك لم ينته من فكره، رغم معرفته بان ما يفكر فيه ليس صحيحاً. ومع كل هذا كانت علاقتهما الجنسية تتم بصورة منتظمة.
انواع المشاكل الجنسية:
مشاكل جنسية بسبب مشاكل عضوية أو نفسية :
إن فقدان الرغبة الجنسية عند أحد الشريكين يمكن ان تكون علامة دالّة على الاكتئاب الشديد. وهناك عدة أمراض جنسية قد تؤدي إلى فقدان أو ضعف الرغبة الجنسية أو إلى ممارسة جنسية ضعيفة خصوصاً ضعف الانتصاب عند الرجال أو عدم بلوغ هزة الجماع عند النساء (Orgasm) هذا التأثير يمكن ان يسببه أيضاً العديد من الأدوية أو التناول المفرط للكحول.
عدم التوافق الزوجي:
هناك مصدر شائع للمصاعب الجنسية ويتمثل في الخلافات الزوجية. فإذا كان الزوجان في حالة حرب وكان هناك ألف سبب وسبب للخلاف فإن فرص ان يكون الفراش أحد هذه الأسباب يصبح أمراً وارداً على أرض هذه المعركة. عندئذ تكون الفرصة ضيقة للتعامل مع المشكل كمشكلة جنسية بحتة. فإذا كنت في نفس الوقت تتشاجر وبصفة مستمرة مع شريك حياتك حول ميزانية المنزل، وتعليم الأبناء ولون الستائر الذي تنوي شراءها وأي برنامج تلفزيوني تشاهدون غداً مساءً.. عندئد يجب عليك ان تجد حلا لعلاقاتك ومشاكلك تلك كي تصبح مقبولة ويصبح الأمر محتملا، والا فانه يكون من الصعب القيام مع هذا الشريك باداء برنامج جنسي يحتاج إلى مهارات.
أحياناً يكون من الصعوبة بمكان ان نعرف ما إذا كانت المشكل الجنسية لزوجين هي جنسية بالدرجة الاولى ام أنها نتاج (تنغيص) أحدهما على الآخر بسبب مواضيع اخرى مختلفة. ولنأخذ على سبيل المثال هذه المرأة التي توقفت عن القيام بأي علاقات جنسية مع زوجها اندفعت نحو غرفة الكشف الخاصة بالطبيب بكل عزم وهي تزمجر: "لدي رُهاب من لبس الملابس الضيقة بوجود زوجي". ثم أبحرت في سرد قصتها والتي استنتج منها الطبيب ان المشكلة الرئيسية هي خلافات زوجية حول مواضيع لا علاقة لها برهابها (رُهاب لبس الملابس الضيقة) أو بالجنس ولكنها قادت إلى أمور جنسية.
الزواج غير المكتمل (عدم الدخول على الزوجة):
هناك نسبة تبلغ أقل من 1% (هذه الدراسة في بريطانيا، حسب ما ورد في كتاب أيزك ماركس) من الزيجات لا تكتمل بحيث تتم المعاشرة الجنسية الكاملة خلال السنة الاولى من الزواج. كما توجد حالات قليلة لا يمارس فيها الزوج أو الزوجة أي علاقات جنسية معاً على الرغم من مرور عدة سنوات على زواجهما. قد يكون هذا ناتجاً عن وجود بعض المشاكل لدى أحد الشريكين.
كانت مشكلة لزوجين يترددان على أحد الزملاء الأطباء وكانا في مرات عديدة يداعبان ويلاطفان بعضهما البعض حتى يصلا الذروة الجنسية قبل زواجهما (في فترة الملكة، أي بعدعقد القران، لكن قبل حفلة العرس)، ثم تزوجا وصارا يمارسان العادة السرية مع بعضهما حتى يصلا إلى هزة الجماع ثلاث مرات كل اسبوع لفترة امتدت نحو عشر سنوات. كان لدى الزوج انتصاب طبيعي ولكن كلما حاول الايلاج تقوم زوجته بدفعه بعيداً. كانت الزوجة لا تمانع ان يلمس زوجها ثدييها أو اعضاءها التناسلية ولكن لا تستطيع لمس عضوه التناسلي أو تمشي عارية أمامه بالرغم من انه يستطيع رؤيتها وهي تستحم.
وهذه قصة غريبة لزوجين (من فصل القلق الجنسي، كتاب التعايش مع الخوف، لبروفسور أيزك ماركس) لم يقوما بأي جماع طبيعي خلال ثلاث سنوات هي عمر زواجهما. فحينما كانت طفلة أصيبت الزوجة بخراج مؤلم لدرجة كبيرة في اعضائها التناسلية، وحينما أصبحت في التاسعة عشرة من عمرها اغتصبها رجل وقام بابتزازها ليمارس معها الجنس عدّة مرات. بعد زواجها منعتها هذه الذكريات المؤلمة من القيام بأي علاقات جنسية طبيعية مع زوجها ومن ثم اقتصرت نشاطاتهما الجنسية على مداعبة الاعضاء التناسلية حتى يصلا الذروة الجنسية.
المشاكل الجنسية عند النساء :
الجماع المؤلم:
هناك شكوى شائعة عند النساء ألا وهي ان الجماع يؤلمهن. فهن يجدن أنفسهن وقد قمن بضغط عضلات الحوض على شكل تشنجات وهن يكرهن كل دقيقة من هذا الجماع في حالة تسمى تشنج المهبل المؤلم (Vaginismus)، أي تشنج العضلات حول المهبل. إن تشنج المهبل المؤلم في أقصى حالات يمنع الجماع بإيقافه للعضو التناسلي من الدخول داخل المهبل. وثمة أحيان قد يكون الألم المصاحب للمضاجعة سببه مرض جسدي ناتج عن التهابات أو اضطرابات هرمونية، أو أورام حميدة، وهذه كلها يجب استبعادها عند بدء الفحص للعلاج النفسي.
لقد اتصلت بي امرأة متزوجة مضى على زواجها عام، وحتى ذلك التاريخ لم تستطع ممارسة الجنس بصورة طبيعية مع زوجها، وقد راجعت عددا من أطباء النساء والولادة، ولكن لم يكن هناك أي مانع عضوي من اتمام الجماع، ولكن كانت تعاني من تشنج المهبل. وقد كان زوجها رجلا متفهما جدا "وهؤلاء قلة للأسف في مجتمعاتنا" بحيث لم يضغط عليها، وانما كان صبورا متعاونا يحاول أن يجد حلا لهذه المشكلة المزعجة التي أقلقته شخصيا، والتي جعلت زوجته في حالة نفسية سيئة. إن هذه المرأة تحتاج لعلاج سلوكي من شخص متخصص، وبالتأكيد سوف يكون هذا العلاج ناجحا لو كانت المعالجة امرأة، مؤهلة، وذات خبرة، تعلم ماذا تفعل فإنها بكل تأكيد سوف تكون ذا نفع لعدد كبير من النساء اللاتي يعانين في صمت. كثير من السيدات اللاتي يعانين من مثل هذا الاضطراب لا يعرفن ماذا يصنعن، ويعانين بصمت دون أن يجرأن على الافصاح عما يعانين منه، خاصة إذا كان الزوج لا يقدر مثل هذه الأمور، ويعتقد انه دلع من النساء، وان الرجولة تقتضي استخدام الشدة مع مثل هؤلاء النساء..! ارجو ألا تستغربوا ذلك.. فهناك الكثير من الرجال لا يعرفون معاناة المرأة عندما تكون مصابة بمثل هذه الاضطرابات، وقد مر على كثير من الأطباء النفسانيين عدد من هؤلاء النساء اللائي يضطررن إلى مجاراة أزواجهن خشية العواقب، ويتألمن بشدة وأحيانا يبكين أثناء الجماع، ولكنهن لا يستطعن الافصاح عن ذلك خوفا مما يترتب على ذلك من توبيخ من الزوج أو الزواج بامرأة أخرى، وربما الطلاق. لقد كانت احدى المريضات تصف طلب زوجها الفراش بأنه اسوأ لحظات حياتها.. وبأنها تظل تبكي وتنتظر مرور الوقت حتى ينتهي وهي في حالة تشنج مؤلم. وقد طلبت هذه الزوجة من زوجها الزواج من امرأة أخرى، بعد أن أعيتها الحيلة في محاولة شرح الألم الذي تعاني منه ولكن لم يستطع تفهم هذا الأمر، وكان رده المتكرر على شكواها "ويش يفرفك عن كل الحريم"..
ان العلاج النفسي خاصة العلاج السلوكي، وكذلك أحيانا استخدام بعض الأدوية للمساعدة على التغلب على هذه الحالة التي قد تقود إلى فشل زواج كان يمكن ان ينجح لو تيسر له معالج يساعد على علاج مثل هذه الحالات.
البرود الجنسي:
هناك مشكلة متكررة الحدوث وتأخذ أشكالات عدة ألا وهي انعدام هزة الجماع (Orgasm). فقد تفشل المرأة في بلوغ هزة الجماع على الرغم من انها تستمتع بالعملية الجنسية كاملة، وقد ارتخى جسدها بشكل طبيعي. من ناحية أخرى فإن انعدام هزة الجماع قد توجد في أغلب الأحيان في حالة تشنج المهبل (Vaginismus). هناك بعض النساء اللائي لم يبلغن أبداً هزة الجماع سواء عن طريق العادة السرية أو أثناء المضاجعة، وبعضهن قد يصلن إلى مرحلة هزة الجماع من خلال العادة السرية وليس أثناء المضاجعة. قليل من النساء يمكن أن تحدث لديهن العديد من هزات الجماع أثناء المضاجعة الواحدة ولكن ليس عن طريق العادة السرية. إن انعدام هزة الجماع قد تحدث حين يكون الرجل عديم الخبرة الجنسية، أو تعوزه الرقة، أو لا يدوم انتصاب عضوه التناسلي فترة كافية. كذلك هناك أسباب أخرى كأن تكون المرأة خجولة جدا لا تقود شريكها إلى الأفعال التي توصلها إلى هزة الجماع. إن انعدام الحوار في الأمور الجنسية أمر له تأثيره السلبي على الحياة الجنسية وبالتالي على الحياة الزوجية. إنه من الضروري ان يكون هناك حوار صريح بين الزوجين حول العلاقة الجنسية حتى يتسنى لكل طرف معرفة ما يحب الطرف الآخر وما لا يحب.
المشكلات الجنسية عند الرجال :
انعدام المهارات الاجتماعية:
انه على الرغم من حدوث تعليم وتثقيف للمرأة حيث يعتقد انه قد احدث تغيّرات في السلوك الجنسي فإنه ما زال الرجل هو الذي يتوقع ان يأخذ زمام المبادرة الجنسية وعليه ان يتعلم كيف يتقرب الى المرأة قبل ان يصبح الجنس احتمالاً وارداً. يجب على الرجال ان يعرف كيف يتحدث الى المرأة، وان يتعلم قواعد المواعيد واللقاءات.
وكيف يتقرب جنسياً بصورة تقبلها المرأة. حتى ولو قام بكل هذه الخطوات التي ذكرناها فما يزال الرجل يحتاج الى انتصاب عضوه التناسلي قبل اتمام عملية الجماع!. ولكن يجب ان نعرف ان الخوف الشديد يمنع حدوث هذا الانتصاب. هذا مثلا نموذجي نجده عند شاب في التاسعة عشر عاماً والذي شكا بأنه لم يمارس الجنس حتى الان فيصبح مشدوداً متوتراً حين يكون مع زوجته خاصة عندما تظهر تمنعاً عنه. على الرغم من ان هذا الشاب رجل جذاب وزوجته تحبه، الا ان مثل هذه المحاولات تجعله متوتراً وسرعان ما ينهي مثل هذه العلاقة. ان المداعبة والملاطفة مع زوجته تجعله ينتصب بقوة وعادة ما يمارس العادة السرية وهو يفكر ويتخيل خيالات جنسية غير لائقة.!
عدم الانتصاب (الضعف الجنسي العنة):
ان عدم القدرة على الانتصاب بشكل كاف للقيام بالجماع يسمى الضعف الجنسي "العنة" "Impotence" . وقد ذكر البروفسور جون بانكروفت ان حوالي 80% من الرجال الذين يراجعون العيادات النفسية الجنسية شكواهم هي ضعف الانتصاب، وعدم الانتصاب كلياً.
خلال شهر العسل يكون اخفاق الزوج في المحاولة الاولى امراً عادياً ولكن مع التجارب الكافية وتفهم الشريكة للقلق الذي ينتاب الزوج في الايام الاولى للزواج يتم تعديل هذا الضعف في الانتصاب.
يكون الضعف الجنسي امراً شائعاً حين يكون الرجل متعباً، او قلقاً لأي سبب من الاسباب، او حين يتناول ادوية معينة مثل الادوية الخاصة بعلاج ارتفاع ضغط الدم. ان هذا العقار والموجود في كل مكان وكل زمان والمسمى بالكحول يستطيع ايضاً اضعاف الكفاءة والفعالية. لد انتبه شكسبير لهذه العلاقة حين كتب في مسرحيته "ماكبث" ان الكحول يثيرالرغبة ولكنه يأخذ بعيداً الاداء والكفاءة. ان التعبير الانجليزي "Brewer droop" "شارب الخمر منكسر الجناح" يرسم هذه الصورة بكل وضوح.
في حالات قد ينتج الضعف الجنسي عن امراض جسدية مثل مرض السكر او امراض الجهاز العصبي او حين تفشل الغدد الصماء في افراز الهرمونات.
ثمة امر هام وهو معرفة ما الذي يقصده الرجل حينما يقصد الضعف الجنسي، فهذا الامر نسبي، فما يكون ضعفاً عند شخص ليس بالضرورة ضعفاً حقيقياً. ان تعريف الممارسة الجنسية السليمة والصحيحة حسب تعريف منظمة الصحة العالمية هو ما بين مرتين يومياً الى مرة كل شهرين. اكثر من ممارسة الجنس مرتين يومياً يعتبر نشاطاً زائداً، واقل من مرة كل شهرين يعتبر ضعفاً يتطلب المشورة. كذلك يجب مراعاة العمر، فالشاب في سن الخامسة والعشرين ليس كمثل الشيخ في الستين في عدد مرات ممارسة الجنس.
لقد حضر الى العيادة شخص يشكو من الضعف الجنسي نتيجة استخدام ادوية نفسية، وعندما سألته عند عدد مرات ممارسة الجنس في الاسبوع، اجاب بأنه يمارس الجنس ثلاثة مرات يومياً.! عندئذ سألته كم مرة كان يمارس الجنس من قبل، اجاب: ثمان مرات يومياً.!
قلت له :إن ما كان يفعله هو الأمر غير الطبيعي.!
لذلك يجب معرفة ماهو مفهوم الرجل للممارسة الجنس الطبيعية، فكثير من كبار السن يذكرون بأنهم يمارسون الجنس بعدد مبالغ فيه، وقد يدعو ذلك اقرانه لطلب العلاج حتى يكونون مثل زميلهم ابن السبعين او الثمانين الذي يمارس الجنس يومياً كما يذكر لاصحابه.
ان الوعي بالامور الجنسية ضرورة حتى لا يندم المرء بعد فوات الاوان على اخطائه، وعليه ان يستشير الاطباء المتخصصين في ما يعترضه من مشاكل، لا ان يبحث عن العلاج عند المشعوذين وبائعي الوهم.
سرعة القذف:
ان سرعة القذف مشكلة منتشرة بشكل واسع. المشكلة هنا ان الرجل يقذف سريعاً ولا يستطيع تأخير هذا القذف حتى تصل المرأة الى اشباع رغبتها الجنسية. عندئذ تشعر المرأة بالاحباط وخيبة الامل. ان هذه المشكلة غالباً ما ترتبط بالفشل في ايجاد انتصاب كاف، او ان الرجل لديه انتصاب مؤقت وفجأة يقذف قبل ان يريد هو لذلك.
متى يحدث القذف دون ان نسميه سرعة القذف؟
تعتمد الاجابة على مدى الوقت الذي تصل فيه المرأة الى هزة الجماع. فإذا كانت تستطيع الوصول الى هزة الجماع خلال دقيقة او في نفس اللحظة التي يقذف فيها شريكها فإن هذا الشريك عادة لا يطلب المساعدة. على كل حال اذا لم تصل المرأة الى هزة الجماع حتى لو استطاع الرجل ابقاء انتصاب عضوه التناسلي مع تأخيره القذف لمدة 20دقيقة مثلاً من المضاجعة فمن الخطأ ان نقول ان هذا الرجل لديه سرعة قذف.
انعدام القذف (عجز القذف):
ان الاخفاق في القذف هي مشكلة معاكسة لسرعة القذف وهي من الحالات النادرة. يكون الرجل قادراً على الانتصاب لعدة ساعات ولكنه لا يصل الى الذروة الجنسية ومن ثم القذف، وتكون شريكته في هذه الاثناء قد وصلت الذورة الجنسية عدة مرات. ان هناك بعض الادوية النفسية التي تقود الى انعدام القذف، لذلك على الرجل الذي يعاني من انعدام القذف ان يذكر ذلك للطبيب الذي يذهب للعلاج عنده. فبعض الادوية المضادة للأكتئاب تسبب هذه الحالة، وكذلك بعض المهدئات الكبرى ايضاً من اعراضها الجانبية عدم القدرة على القذف.
ان عدم القدرة على الانتصاب وسرعة القذف يحدثان ايضاً اذا كانت المرأة متوترة او لا ترغب في ممارسة الجنس. ما لم يكن الشريك قادراً وبصورة غير عادية، فإن هذا الشريك قد ينفر من الجنس بسبب مواقف مثل ان تقول الزوجة لزوجها قبل ممارسة الجنس: "قم بهذا العمل بسرعة"، او "حسناً، اذا كنت مصراً عليه. فأنا ما زلت احبك يا عزيزي بالرغم من هذا!". وبنفس الصورة فإن المرأة التي تطلب ممارسة الجنس بصفة مستمرة قد تجعل شريكها يكره الجنس بل ربما يشمئز منه، وهذا ربما يصيبه بالعنة (عدم القدرة على الانتصاب) او عدم القدرة على القذف!.
على مدى عددين من عيادة الرياض تطرقنا الى اكثر الاضطرابات الجنسية النفسية، وليس ذلك نابعاً من فراغ بل من كثرة الاسئلة التي ترد علينا في بريد عيادة الرياض والحاح القراء بأن نتطرق الى مثل هذه الاضطرابات، و آمل ان يكون ذلك مفيداً وان ينفع الله به القراء، ولاشك ان هناك بعض الامور الدقيقة وهذه ليس مكانها جريدة عامة ولكن في عيادات الاطباء
عوامل مساعدة قد تقود إلى الاضطرابات النفسية الجنسية:
1.الخبرات الجنسية السابقة:
أ. التربية الجنسية الخاطئة في الصغر:
من العوامل الهامة جداً، موضوع الخبرات الجنسية السابقة للزواج، وخاصةً بالنسبة للفتاة، ونقصد بالخبرات الجنسية هنا، هي طريقة التربية التي تنشأ عليها الفتاة. فكثير من الأسر تربي بناتها على ان الجنس أمر مقزز أو موضوع خاص بالرجال، ودائماً يذكر الجنس مصحوباً بصفات غير طيبة ومكروهة بالنسبة للفتاة من قبل قريباتها الأكبر سناً والمتزوجات، وغالباً تكون هذه الأمور بغية ابعاد الفتاة عن هذا الموضوع الخطر في مجتمعاتنا، والهدف منه خلق صورة سلبية عند الفتاة عن الجنس فتبتعد عن هذا الموضوع ويترسب في ذهنها صورة قاتمة عن الجنس مما ينعكس على علاقة الفتاة بزوجها بعد الزواج. قد تكون الآن الأمور أقل تشدداً عنه في السابق، لكن من يشتغل في العيادات التي لها علاقة بالاضطرابات الجنسية، مثل عيادات النساء والولادة أو عيادات المسالك البولية أو العيادات النفسية يلاحظ ان هناك كثيراً من المشاكل والاضطرابات الجنسية تعود إلى التربية الخاطئة والمفاهيم المغلوطة التي تعلمتها الفتاة في منزل أهلها قبل الزواج. ان محاولة تشويه الجنس للفتيات له آثار سلبية على حياتهن الزوجية مما ينعكس على علاقة الفتاة بزوجها، فالجنس يلعب دوراً مهماً ورئيساً في العلاقة بين الزوجين، ومتى كان هناك انسجام في العلاقة الحميمة بين الزوجين فإن ذلك يساعد على تقوية العلاقة الزوجية بكل جوانبها.
إنه من الخطأ إفهام الفتاة بأن الجنس ليس ذا أهمية في العلاقة الزوجية. وكثير من الرجال يفاجأ بعد زواجه بالتحفظ الشديد من قبل الزوجة على موضوع الجنس، وهذا ينعكس سلباً على العلاقة الزوجية وتقويتها منذ البداية.
ب. الخبرات الجنسية السيئة والصدمات خلال مرحلة الطفولة:
يجب الاعتراف بأن التجارب السيئة والصدمات التي تحدث للأطفال تؤثر بشكل كبير على حياتهم الجنسية بعد الزواج، وقد ذكرت في العدد الماضي الفتاة التي اعتدي عليها جنسياً عندما كانت طفلة فاصبحت لا تستطيع تقبل ممارسة الجنس مع زوجها لما لتلك الذكرى السيئة والصدمة العنيفة التي تعرضت لها عندما كانت طفلة. قد لا يعرف الكثيرون منا بأن هناك نسبة عالية من الأطفال يتعرضون لاعتداءات جنسية وهم في سن مبكرة جداً، ففي بريطانيا مثلاً سجلت أصغر حالة لاعتداء جنسي على طفلة رضيعة عمرها تسعة أشهر.!
ان الاعتداءات الجنسية على الأطفال أمر شائع ولكن كثيراً من الأطفال لا يخبرون والديهم وكذلك لا يخبرون اي احد عما يحدث لهم، خاصةً اذا كان الشخص المعتدي يهدد الطفل بالعقاب اذا ما اخبر احداً بما حدث له. ان الاعتداء الجنسي على الأطفال يتم على الفتيات وكذلك على الاولاد، وقد وجد كنزي بأن أكثر من يقوم بالاعتداء الجنسي على الأطفال هم أشخاص يعرفهم الطفل جيداً، وكثيراً ما يكونون من أقارب الطفل. ان الاعتداء الجنسي - خاصةً اذا تكرر، وكان مصاحباً بالعنف - يترك ندبةً مؤلمة في نفسية الطفل، لا تمحوها الأيام والليالي مهما امتد الزمن. في مجتمعاتنا الخليجية للاسف ابتلينا ببعض الظواهر الاجتماعية التي قد لا توجد لها نظير في الدول الأخرى، وهي ظاهرة كثرة الاجانب العاملين في المنازل من خدم وسائقين، وبعض العائلات يتولى رعاية الاطفال بصورة شبه كاملة هؤلاء الاجانب، الذين نثق بهم كثيراً، لأسباب نخلقها نحن كي نقنع أنفسنا بأن أبناءنا في أيد أمينة. وبعض هؤلاء العاملين في المنازل يكونون في صحبة الأطفال في أوقات متفاوتة وأماكن مأمونة بالنسبة لهؤلاء العاملين ليعتدوا على الأطفال متى ارادوا ذلك..! ان الخطورة تكمن في الاعتداء الجنسي الذي يقع على الاطفال ممن يفترض ان يكونوا هم الامناء عليهم. وهناك ايضاً دراسات في بعض الدول العربية تبين ان الاقارب هم أكثر من يعتدي جنسياً على الأطفال.
ان مثل هذه الصدمات التي يتلقاها الطفل تجعله مشوش الفكر بالنسبة لموضوع الجنس، وتظل الذكرى ماثلةً للطفل، سواءً فتاة أو ولد، وعندما تأتي اللحظة المناسبة لكي يستمتع بما احله الله، فانه يجد لاشعورياً بأن الذكرى تطفو وتجعله يتذكر اللحظات المؤلمة التي مرت عليه صغيراً. لذا يجب على الأهل ان يتنبهوا جيداً لمن يثقون به في التعامل مع الطفل بما في ذلك الاقارب من الدرجة الأولى، ليس ذلك تقليلاً من الثقة بالآخرين، ولكن حفاظاً على الأطفال، فبعض الاقارب وان بدا انهم أسوياء إلا أنهم ليسوا كذلك، وقد مر علينا كثير من هذا القبيل، حيث يثق الوالدان بشخص ولكن يكون هذا الشخص ليس أهلاً لهذه الثقة، فبعض هؤلاء الأقارب مرضى نفسانيين، وبعضهم لديه هوس بالجنس، وبعضهم لديهم ميول مرضية للجنس مع الأطفال، والنوع الاخير هو الاخطر، لانهم عادة يكونون أذكياء، ولديهم الحيل التي يحتالون بها على الأطفال وكذلك لديهم التخطيط الجيد للإيقاع بالأطفال، ويعرفون كيف يجعلون الطفل لا يخبر أحداً بما حدث. ان توعية الطفل بالامور الجنسية قد تكون مطلباً ملحاً اذا ما تم ذلك بطريقة مؤدبة وبالفاظ تتناسب مع سنه، وكذلك المحافظة على الاطفال بعدم الثقة للإختلاء بالطفل، خاصةً الفتيات إلا في أضيق الحدود.
ج. التفكك الأسري والعلاقات المضطربة بين أفراد الأسرة:
للتفكك الاسري دور مهم في الاضطرابات النفسية الجنسية، فالزواج يمثل بالنسبة للشاب أو الفتاة الاستقرار والحياة السعيدة، والجنس جزء مهم من الزواج. فعندما ينشأ الشاب أو الفتاة وسط أسرة مفككة، فإنه يفتقد الأمان الذي يمثله له هذا الوسط، وبالتالي كثير ما ينعكس ذلك على علاقة الشاب أو الفتاة بشريكه في الزواج، اذ يحدث الترابط في العلاقات الحميمة بالماضي التعيس الذي عاشه الشاب أو عاشته الفتاة.
2.ظروف ممارسة الجنس:
أ. ضغوط نفسية متعلقة بالجنس مثل الخوف من الحمل بالنسبة للمرأة ، وكذلك عدم رغبة الزوجة في الحمل وإصرار الزوج على الحمل مما يجعل الزوجة أحياناً تلجأ إلى إخفاء استخدام موانع الحمل عن الزوج مما يشكل ضغطاً نفسياً عليها يجعلها تزهد في الجنس وربما تكرهه، وقد تختلق اعراضاً مرضية مثل الالتهابات أو الآم في الظهر لمنع العلاقة الجنسية، ولكن ذلك ايضاً يشكل خطورة على بعض النساء، حيث يعبر بعض الازواج عن رغبتهم في الزواج من زوجة ثانية، وهذا يشكل ضغطاً نفسياً اشد مما يضطر المرأة إلى الاذعان لممارسة الجنس وهي كارهة وعندئذ تصبح هناك مشكلة في الجنس بين الزوجين.
ب. عدم وجود خصوصية في مكان ممارسة الجنس، حيث في بعض العائلات يقيم الابناء مع عائلاتهم، وعندما يكون المكان ضيقاً فإن الخصوصية عند ممارسة الجنس تصبح غير مأمونة، وخاصة بالنسبة للزوجة، وعلى وجه الخصوص اذا كان للزوج اخوة شباب، سواء اناث أو ذكور. فقدان الخصوصية عند ممارسة الجنس يجعل القلق يسيطر على الزوج والزوجة، فالبنسبة للزوج قد لا يكون الانتصاب جيداً، وبالنسبة للزوجة يفقدها الرغبة والاستمتاع.
ت. بعد الولادة كثيراً ما تنشغل الزوجة بالطفل الجديد وتلبية احتياجاته، وهذا يجعلها غير قادرة على تلبية رغبات زوجها من ناحية الجنس، خاصة اذا كان قد تعود على مواعيد منتظمة ومتكررة. عندئذ تحدث المشكلة عندما يبدأ الزوج بالتذمر، وتشعر الزوجة بعدم تقدير الزوج لمسؤولياتها الجديدة كأم مما يجعل الزوجة تنفر من الجنس أو تقوم به من أجل أرضاء الزوج، الذي قد يتهمها بالبرود الجنسي.
ث. فقدان الحب بين الزوجين، خاصة اذا كان احد الطرفين يكره الآخر، عندئذ تصبح هذه العلاقة الحميمة نوعاً من العذاب والألم المتواصل، خاصةً اذا كان هذا الطرف هو الزوجة، ولا تستطيع الامتناع عن رغبات زوجها، وكذلك شعور الزوجة بالذنب لان الدين يمنع المرأة الامتناع عن فراش الزوجية، وللاسف بعض الرجال لا يقدر مشاعر الزوجة التي تمر بمراحل مختلفة اثناء الشهر من تغييرات هرمونية، تجعلها أحياناً لا ترغب في الجنس.
ج. القلق من الاخفاق وهذا أكثر عند الرجال حيث يمنع هذا القلق الانتصاب مما يعقد المشكلة أكثر خاصة في ضوء عدم وجود شريك متفهم.
المساعدة :
عند طلب المساعدة يجب ان يكون واضحاً ان الهدف من مراجعة العيادة هو تحديد هل هناك مشكلة جنسية؟ واذا كان هناك مشكلة هل هي مشكلة نفسية أم عضوية؟ واذا كانت المشكلة عضوية فإنه يجب تحويل الشخص إلى الطبيب المختص بالمشكلة. ايضاً يجب على المعالج ان يشرح ما يعتقد انه السبب في هذه المشكلة الجنسية، وان يقوم بتحديد ما اذا كان الزوجان لديهما الرغبة في العلاج أم ليسا حريصين على العلاج. كذلك يجب على المعالج ان يبين لمن يطلب المساعدة عن مقدرته أو يرشدهم لمن يعتقد انه بإمكانه مساعدتهم، وان يتحرى الأمانة في ذلك.