التنشئة الاجتماعية عملية نفسية اجتماعية تربوية
التنشئة الاجتماعية هي عملية تعلم وتعليم وتربية تتم من خلال التفاعل الاجتماعي الذي يهدف إلى إكساب الفرد السلوك والمعايير والاتجاهات المناسبة للأدوار الاجتماعية التي تمكنه من التعايش مع جماعته والتوافق الاجتماعي معها وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية. انها عملية تهدف إلى تحويل الكائن الحيوي (البيولوجي) إلى كائن اجتماعي . وتكسب الإنسان صفتة الإنسانية .
وتهدف التنشئة الاجتماعية إلى إكساب الأفراد في مختلف مراحل نموهم(طفولة،مراهقة، رشد، شيخوخة) أساليب سلوكية معينة،تتفق مع معايير الجماعة وقيم المجتمع،حتى يتحقق لهؤلاء التفاعل والتوافق في الحياة الاجتماعية في المجتمع الذي يعيشون فيه. فيتحول الفرد من كائن بيولولوجي إلى كائن اجتماعي، مكتسبا الكثير من الاتجاهات النفسية والاجتماعية عن طريق التعلم والتقليد،مما يطبع سلوكه بالطابع الاجتماعي الخاص بالمجتمع الذي ينتمي إليه.
ويقوم المجتمع من خلال عملية التنشئة الاجتماعية بدور هام في تشجيع وتقوية بعض الأنماط السلوكية المرغوب فيها والتي تتوافق مع قيم المجتمع وحضارته...في حين يقاوم ويحبط أنماط أخرى من السلوك غير المرغوب فيه.
مقومات عملية التنشئة الاجتماعية :
وتوجد مقومات لا بدّ منها لتتم عملية التنشئة الاجتماعية على النحو المرغوب فيه. |
1- التفاعل الاجتماعي بين المرء والمحيطين به:
المحرك الأول لهذا التفاعل هو حاجات الإنسان. فالوليد البشري يكون عاجزاً عن إشباع حاجته إلى الطعام والراحة والنوم؛ فهو مضطر إلى التفاعل مع الآخر لإشباعها. وكلمّا حقق الإنسان درجة أعلى من النمو، تعددت حاجاته وتشعبت، وازدادت حاجته إلى التفاعل الاجتماعي. فإذا كانت حاجات الوليد الأساسية حاجات فسيولوجية فإنها ستتحول، كلّما كبر، إلى حاجات اجتماعية، تتمثل في التواد والتعاطف، ثم اللعب والتعلم، ثم الزواج وتكوين الأسرة، ثم ممارسة دور سياسي في المجتمع. إن الإنسان، بصفته كائناً اجتماعياً، لا بد من أن يحكم تفاعله مع الآخرين درجة واضحة من الاتساق، الذي لا يتأتّى إلا بالتزام عدد من المحكات المسيرة للسلوك.
2- الدافعية:
إن حاجات المرء المستثارة، تولّد لديه توتراً، يسعى إلى التخلص منه؛ فيعمد إلى بعض الأداءات، التي تبلغه هدفاً معيناً، يخفض توتره. والسلوك الذي يحقق ارتياحاً، يميل الشخص إلى تكراره، بينما يرغب في تجنّب السلوك، الذي يؤدي إلى إيلامه وإيذائه؛ ويتحقق الارتياح، إذا أشبع حاجاته، التي تحركه وتوجهه.
إن عملية التنشئة الاجتماعية هي عملية تكييف الطفل لبيئته الاجتماعية ، وتشكيله على صورة مجتمعه ، وصياغته في القالب والشكل الذي يرتضيه . فهي عملية تربية وتعليم تضطلع بها الأسرة والمربون بغية تعليم الطفل الامتثال لمطالب المجتمع والاندماج في ثقافته والخضوع لالتزاماته ومجاراة الآخرين بوجه عام.
وعملية التنشئة الاجتماعية تقوم على ضبط سلوك الفرد ، وكفه عن الأعمال التي لا يقبلها المجتمع وتشجيعه على ما يرتضيه منها. حتى يكون متوافقا مع الثقافة التي يعيش فيها.
مستويات ضبط الدوافع :
هناك ثلاث مستويات لضبط دوافع الطفل وسلوكه .
1- المستوى العضوي : وسيلة هذا المستوى (اللذة/الألم) فالطفل في هذا المستوى يكرر السلوك الذي يحدث له ارتياحا ويشعره باللذة ، وتتشكل عاداته من خلال هذا التكرار المصحوب بالارتياح واللذة. كما أنه يكف بالتدريج عن الأفعال التي تجلب له الضيق والألم ، ومن خلال هذه الآلية يضبط الطفل وظائف الإخراج (تبول وتبرز) وكذلك البكاء والعناد ، ومن هنا تنمو لديه الأنماط الأولى للسلوك المرغوب فيه والمقبول من جماعته . من هنا فإن اللذة والألم هما ما يحددان سلوك الفرد في مرحلة الطفولة المبكرة ويكون المستوى العضوي هو الأساس في عملية الضبط.
2- المستوى الاجتماعي: عندما تنمو شخصية الطفل ، ويتمكن من الإدراك والتمييز تدريجيا ، تتأثر شخصيته في هذه المرحلة تأثراً شديداً بالإيحاء والتقليد والإحباط و مختلف القوى الأخرى المشابهة ، وللجماعة الممثلة في الأسرة ، وثلة الأصدقاء ، وعصبة الأقران ، السلطة العليا في ضبط السلوك وتنميطه حسب معاييرها وقيمها ومثلها ومبادئها ، فالفرد في الأسرة في أغلب الثقافات معتمد على الغير ، آخذ ، ناقل ، مطيع ، خاضع ، وهو في الثلة آخذ معط ودود ، مفض بسره ، كاتم لأسرار غيره ، هادىء متعاون ، مستعد للتضحية محب للغير ، وهو في العصبة مغامر ، منافس ، متحد ، متعاون مؤقتا ، مكافح مثابر مبتز ، أناني.
3- المستوى الثقافي: يتضمن الضبط في هذه المرحلة الظواهر الثقافية والآداب الشعبية ، والمسلسلات والأفلام ، والأعمال الدرامية ، والأوامر ، والنواهي ، والأعراف والأساليب الفنية ، وأنماط السلوك الرمزية المستحدثة ، حيث تكون الثقافة هي القالب الذي يشكل الشخصية وينمط سلوكها .
أساليب الضبط :
عملية التنشئة الاجتماعية تتم من خلال وجهين متلازمين : كفِّي وتشجيعي ، ذلك أنها في الوقت الذي تقوم فيه بالضبط وكف الطفل عن فعل كثير مما يشتهيه ؛ فإنها في نفس الوقت تشجعه وتحثه على تعلم أساليب وطرق محددة لإشباع حاجاته. تنهاه عن القيام بأعمال يميل إليها بطبعه ، وتأمره بأداء أعمال لا يميل إليها ، فإن أراد أن يتجنب سخط الكبار واستهجانهم ، وينال رضاهم واستحسانهم ، فعليه أن يكف بعض نوازعه وأن يقوم بفعل ما يرضي الكبار رغم نفوره منه . ومن هنا تتكون البذور الأولى لغرس السلطة الداخلية ، سلطة "الضمير" الذي ينمو بالتدريج مع نمو الطفل ونضوجه.
موقف الوالدين من الطفل:
لاشك أن موقف الوالدين من الطفل واتجاهاتهما نحوه من أهم العوامل التي تؤثر في التنشئة الاجتماعية له . فعندما يكافئان نجاحه بالاستحسان والاحترام الصادق ، ويغمرانه بالحب والحنان دون تقلب أو تذبذب ، فإن ذلك سيؤدي إلى امتثال الطفل لرغبات الوالدين عن طيب خاطر ، ويتقبل القيود المفروضة عليه حبا فيهما وطلبا لرضاهما ، وسيتقدم بسهولة إلى المرحلة التالية ، إدراكا منه للمنافع التي ستعود عليه من مواءمة سلوكه مع سلوك الآخرين ، ومن تعاونه معهم في شتى أنواع النشاط.
وتوفير البيئة للإشباعات المقبولة لحاجات الطفل هو ما يضمن النمو السليم له ، كذلك حب الأسرة وحنوها وتقبلها له وحرصها على شعوره بالأمن هو المناخ الصحي اللازم للتنشئة .
مراحل عملية التنشئة الاجتماعية :
هناك منحيان في دراسة التنشئة الاجتماعية : منحى يرى أن التنشئة تتم خلال مرحلة الطفولة ، ومنحى يرى أنها عملية مستمرة ما استمرت الحياة .
أولا: المنحى الأول : التنشئة عملية محدودة ترتبط بطفولة الإنسان :
يرى أصحاب هذا المنحى أن عملية التنشئة تمر بثلاث مراحل على النحو التالي:
أ- المرحلة الذاتية :
يتعلم الطفل في هذه المرحلة التكيف لمطالب جسمه وحاجاته البيولوجية والظروف البيئية المحيطة ويقبل المعاني التي أضفاها الكبار على هذه المواقف ، أن الطفل يكيف نفسه لسلوك الكبار.
ويستجيب الطفل لهذه المواقف بحواسه ، ويتعلم بالتدريج استبعاد بعض الأنماط السلوكية التي لا تشبع حاجاته البيولوجية . وترتبط تصرفاته بعلامات البيئة باعتبارها إرشادات لسلوك معين في ظروف معينة، ويحدد الكبار أغلب المعاني بالعادة أو العرف أو بالتقليد ، فثدي الأم مثلا يعني للطفل الرضاعة ، ومد الأم يدها للطفل يعني أنها ستحمله أو سترضعه.
ب- المرحلة المطلقة :
ويكتسب الطفل في هذه المرحلة القدرة على الانتقال من مكان إلى آخر مستقلا نسبيا عن الكبار، ونموه الحركي يمكنه من التعامل مع الأشياء بفعالية أكبر وحرية أكثر بعيدا عن مراقبة الكبار، وإن كان كثيرا من عادات الطفل وأفعاله في هذه المرحلة تجد مقاومة من الكبار، فهم يتدخلون لمنعه من بعض التصرفات مما يترتب عليه حدوث الصراع بين الطفل والكبير، وقد يتحول هذا إلى صراع في شخصية الطفل نتيجة للتناقض الذي يحدث في معاني الأشياء أي حول العلامات التي كان يستجيب لها في الماضي والمعاني الجديدة التي أصبح الكبار يفرضونها. وتتعدل بالتالي معاني الأشياء بتغير توقعاته، وتتمايز الأشياء والعلامات التي تحدد استجابات الطفل مما يؤدي إلى تعديل سلوكه بحسب قيم الكبار وعاداتهم.
ويكتسب الطفل في هذه المرحلة ما يجب وما لا يجب، أي أنه في طريقه لتكوين الأنا الأعلى "الرقيب أو الضمير".
وفي هذه المرحلة يقوم الطفل بممارسة الأدوار الأخرى للأفراد الآخرين في بيئته، فالولد يلعب دور رجال البوليس ودور البائع ... والبنت تلعب دور الأم ودور المدرسة ... وغيرها.
جـ - المرحلة المشتركة للتعامل بين الطفل وبين غيره من الأفراد:
وفيها يكتسب الطفل اتجاهات الكبار نحو المواقف الهامة في حياته، وفيها ينتقل الطفل من فهمه وتوقعه الثابت لسلوك الأفراد إلى معرفة اتجاهات الأفراد السلوكية في المواقف المختلفة، لقد أصبح الطفل الآن يذكر أسرار أسرته في حالة عدم وجود الغرباء بينما لا يحق له ذلك إذا كان بين غرباء.
ويستدعي الطفل في سلوكه وأثناء اللعب العلاقات أو الرموز التي تعبر عن اتجاهات الآخرين، ويستجيب لتلك العلاقات، وبهذا يتعدل سلوكه إلى شكل يساعده على التوافق في تعاملاته مع الغير ... ويترتب على ذلك:
1- أن صبح الطفل أكثر وعيا بذاته.
2- التنبه إلى اتجاهات الغير نحوه.
3- تكوين بعض الاستجابات المنظمة حينما تصدر اتجاهات من الغير نحوه.
4- يوحد الجوانب الأساسية لاتجاهات أعضاء أسرته في كل متكامل نحو بعض الأمور ويعدل من سلوكه في ضوء هذا الإطار العام.
5- الابتعاد نسبيا فيما يتوقعه الغير منه إلى أن يتوقع من نفسه السلوك المناسب للموقف.
6- تحديد معنى الموقف الجديد في ضوء الخبرة الماضية قبل إصدار سلوك بشأنه.
ثانيا : المنحى الثاني : مراحل التنشئة كعملية مستمرة لا نهائية:
تمر عملية التنشئة الاجتماعية للفرد في ضوء هذه الوجهة بأربع مراحل، وتقسم المرحلة الأولى منها إلى أربع فترات داخلية.
أ- المرحلة الأولى: من الميلاد حتى دخوله الروضة.
وتتم داخل الأسرة ولها أربع فترات:
الفترة الأولى: الطفل في هذه الفترة لا تمارس عليه أية ضغوط اجتماعية، ويعيش في هدوء وسكون. فمنذ مولد الطفل تتحمل الأم مسئولية رعايته، ويرتبط بها الطفل ويعتمد عليها.ويمنح الطفل من الأسرة والأم كل العطف والعناية، ولا يتوقع إطلاقا منه مشاركات إيجابية. والأم رغم حبها وحنانها على الطفل وتحقيق احتياجاته، لا تهمل واجباتها الأسرية الأخرى.
الفترة الثانية: الطفل في هذه الفترة تبدأ الأسرة معه السيطرة والضبط، وتنوب الأم عن الأسرة لأداء هذا الدور، وتحاول إعلاء سلوكه إلى سلوك اجتماعي، نظرا لتعلمه بعض الأداءات واكتسابه بعض الكلمات التي تسهل له الاتصال وإبلاغ بعض الرغبات.
ويبدأ الطفل في التوتر نتيجة الممارسات التي تفرضها الأم، والحرمان النسبي من تلبية كل الرغبات، وهنا يكون سلوك الأم قد بدأ يتغير، ولكن هذا التغير لا يتبعه أن يتحمل الطفل مسئولية أفعاله. وتسمح الأم للطفل بممارسة بعض السلوكيات إنها فترة سماح، Permissive، لكنها ليست على نفس النحو في الفترة الأولى، وبالرغم من ذلك فهو يحب الأم.
الفترة الثالثة: تبدأ إمكانات الطفل تنضج لتعميم الحب إلى أبعد من الأم، ويبدأ الطفل إدراك نفسه كفرد بين من يكونون الأسرة، ويعرف الأب. وتبدأ مرحلة توحده مع أفراد الأسرة. وتتخلى الأم في هذه الفترة عن مسئولياتها تجاه الطفل نسبيا إلى الأب.
ويعيش الطفل في هذه الفترة زمنا تنكر فيه أغلب رغباته الفطرية، وتلاحقه مجموعة من الأوامر والنواهي والتعليمات التي تقيد حركاته وتضبط سلوكه، التي يعجز عن فهمها رغم إدراكه لها. ويساعد ما يحصله الطفل من خبرات ومهارات في هذه الفترة على اكتساب مركز جديد في الأسرة.
الفترة الرابعة: يتوحد الطفل في هذه الفترة مع الأب كموضوع جديد. ويبدأ دور الأم في التغيير ويصبح دورا والديا، ويبدأ نشوء الضمير ويصبح الأب والإخوة موضوعات عند الطفل يتبادل معهم التفاعلات. ويؤدي الأب في هذه الفترة دورا هاما كموضوع للإشباع العاطفي للطفل، وإن كانت الأم أكثر إيجابية نحو الطفل إلا أنها أقل مساعدة له. وتؤيد الأسرة تحولها إلى ممارسة الثواب والعقاب. إنها فترة توافق مع المراكز الجديدة في الأسرة والتي يكبت فيها رغباته السابقة.
ب- المرحلة الثانية: ويطلق عليها Parsons الطور الثانوي للتنشئة، وتكون خلال مراحل الدراسة من الابتدائية حتى نهاية التعليم أو الحصول على المؤهل.
والمدرسة أول نسق اجتماعي يدرك فيه الطفل التباين الاجتماعي ليس على أسس بيولوجية، بل على أساس التحصيل والقدرات، يقابل الطفل رفاقا جددا، ويواجه الطفل لأول مرة فترة توضع فيها قيم أسرته وأفكارها في الميزان.
ويتخذ الطفل نماذج غير الأب والأم كموضوع، ويتحرر أكثر من الارتباط بهما مع وجود معلم أو معلمة. ويعدل المنهج الدراسي من بعض الأفكار ويتكيف التلميذ مع النظام الاجتماعي الجديد.
حتى يصل الطالب إلى الجامعة، ويبدأ الإحساس بالفروق في التخصصات تبعا للقدرات. ويدرك الفروق في التخصصات المهنية.
جـ- المرحلة الثالثة: وتبدأ من الخروج من التعليم إلى العمل. ويبدأ تكيف المرء من جديد مع الأنساق الجديدة التي يرتبط بها وازدياد عدد الأدوار وتغير توجيهات القيم، وربما أدى ذلك إلى بعض التوتر، نتيجة خبرات حياة عملية جديدة.
د- المرحلة الرابعة: تبدأ بتكوين الفرد أسرة جديدة. وهي فترة تتداخل مع الفترة الثالثة، وربما تسبقها في بعض الأحيان لدى بعض الأفراد.
العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية :
1- الوراثة Heredity :
وهي انتقال السمات من الوالدين إلى الأبناء عن طريق الجينات التي تحملها الكروموسومات) وفي ضوء ذلك تتحدّد كثير من مظاهر النمو وخاصة الجسمية والعقلية مثل لون البشرة والملامح العامة والطول والأعضاء الداخلية والذكاء.كما ان أي خلل في هذه الكروموسومات قد يؤدي إلى تشوهات جسمية كالإعاقة والشلل، أو عقلية كالتخلف العقلي ، أو مرضية كمرض السكري ومرض الدم المنجلي . لذلك كانت الدعوة للفحص قبل الزواج مبرراً لتلافي مثل تلك الإشكاليات .
2- البيئة Environment:
تمثل البيئة كل العوامل الخارجية التي تؤثر تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على الفرد منذ حدوث الإخصاب .
- البيئة الرحمية (نفسية الأم وما يصاحبها من أمراض وضغوط تؤثر على الجنين، وكذا التدخين والخمور والعقاقير الطبية, وسوء التغذية والتعرض لأشعة اكس , واتجاهات الأم نحو الحمل والرعاية وجنس المولود) .
- البيئة الأسرية (وفيها بداية إشباع الحاجات وتعلم المشي والكلام والأكل والإخراج والتمييز بين الصواب والخطأ ونمو الضمير والمهارات الحركية واكتساب الخبرات والاتجاهات والمهارات) .
- البيئة المدرسية (النمو المعرفي وتطوير طرق التفكير وحل المشكلات وبناء العلاقات وتعلم الأدوار ولغة الحوار).
- البيئة الاجتماعية (من خلال الجيران والرفاق والأقارب والنوادي والمساجد التي يتشرب من خلالها عادات الجماعة والمعايير والتقاليد التي تحقق له الانتماء والتطور في إشباع الحاجات والرغبات).
- البيئة الطبيعية (وهي المناخ والطقس وتأثير البرودة والحرارة في صحة ونمو الأفراد ونضجهم ).
3- لجهاز الغدي Glandular System:
وهو جهاز ذو أهمية كبيرة في تنظيم وظائف الجسد ، فللغدد وإفرازاتها تأثيرات واضحة في عملية النمو وسرعته ودرجته، وتفرز الغدد مركبات كيماوية خاصة يحتاجها الجسم لإتمام عملية النمو ، وتشير الدراسات التي تناولت الشخصية من ناحية العوامل التي تساهم في إكسابها سمات سلوكية معينة إلى ضرورة الاهتمام بالدور الذي تعلبه الغدد الصماء وما تفرزه من هرمونات بصورة مباشرة في الدم وحيث تساهم في تحقيق التكامل الوظيفي بين أعضاء الجسم المتباعدة، كما أنها تؤثر على سمات الشخصية، ويوجد في جسم الإنسان ثلاثة أنواع من الغدد صنفت حسب طريقة إفرازها في الجسم وهي :
أ- الغدد القنوية Duct Glands : وتدعى أيضا بالغدد خارجية الإفراز Exocrine glandsوهذه تفرز إفرازاتها عن طريق قنوات صغيرة داخل تجاويف في الجسم أو على سطحه ، ومنها الغدد اللعابية والمعوية والليمفاوية ، وهي كثيرة في جسم الإنسان تحميه مما قد يصيبه من ميكروبات وتطهره منها .
ب- الغدد اللا قنوية Ductless Glands : وتدعى بالغدد الصماء Endocrine glands ، وهذه لا تملك قنوات خارجية بل تصب إفرازها الداخلي مباشرة في الدم ، وتتميز بكثرة الأوعية الدموية والشعرية ويسمى إفرازها بالهرمونات Hormones وهي مواد معقدة التركيب كيماوية ذات تأثير شديد في نمو الجسم وعمليات الهضم والبناء والنمو العقلي والسلوك الانفعالي ونمو الخصائص الجنسية الثانوية وتحقيق التكامل الكيميائي .
ج- غدد مشتركة : وهي الغدد التي لها إفرازات داخلية وخارجية مثل البنكرياس الذي يؤدي إفرازه الخارجي دورا في عمليات التمثيل والهضم ، والغدد الجنسية التي تكون الخلايا التناسلية عند الذكر والأنثى .
إن من المهم من هذه الأنواع الثلاثة للغدد هي الغدد الصماء ، وذلك بسبب إفرازها المباشر لهرموناتها في الدم وتأثيره الشديد المباشر في الكثير من خصائص وبنية الكائن الحي.
توجد هذه الغدد في أماكن محددة في الجسم ولها وظائف محددة ومن أهم هذه الغدد :
- الغدة النخاميةPituitary Gland تقع هذه الغدة في قاعدة الدماغ ، ذات شكل بيضاوي وهي صغيرة الحجم ، إلا أن عملها مهم جدا ، وقد تعتبر أهم غدة، لذا تدعى أحيانا بسيدة الغدد Master Glands بسبب أنها تفرز عددا من الهرمونات التي تسيطر على إفراز الهرمونات المفرزة في غدد أخرى . وهي تسيطر على عمل وفعالية الغدة الدرقية بواسطة هرمون Thyrotropin والذي يؤدي في بعض الأحيان إلى تضخم الغدة الدرقية . كذلك تفرز الهرمون الذي يعمل على ضبط وظائف الغدد الجنسية . كما تفرز الهرمون المحفز لقشرة الغدة الكظرية ACTH لتطلق هرمونات الأدرينالين و النورادرينالين ( هرمونات الهرب أو القتال ) .
- الغدة الدرقية The Thyroid Gland: تقع أمام القصبة الهوائية وفي أسفل الحنجرة، وهي من أكبر الغدد وعندما يكبر حجم هذه الغدة يدعى ذلك بتضخم الغدة الدرقية Goiter لكن هذا التضخم لا يعني بالضرورة عدم انتظام عملها . إن العمل الرئيسي لهذه الغدة هو تسريع العمليات أو الفعاليات الكيمائية للجسم . يدعى الهرمون الذي تفرزه هذه الغدة بالثيروكسين Thyroxin ، وعندما لا يكون كافيا فإن ذلك يؤثر على نشاط وفعالية الجسم _ على عمليات الايض البنائي Metabolism- مما يجعل الفرد في اقل مستوى للنشاط ويفقده شكله القوي ويفقد اليقظة وهو ما يعرف بالماكسيديماMyxoedema ، ويمكن للفرد العودة إلى الحالة الطبيعية إذا ما تم علاجه بإعطائه خلاصة هذه الغدة . وإذا ما زاد الثيروكسين عن حده الطبيعي يصبح الفرد قلقا ضجرا غير مستقر متوتر وقلق .
- الغدد الجنسية The Gonads:- إن لهذه الغدد وظائف عديدة فهي التي تعمل على توليد البيوض والحيامن ، وتفرز الهرمونات التي تحدد الصفات الجنسية الثانوية.يدعى الهرمون الذكري بالتستوستيرونTestosterone، وإذا حدث ما يعيق إطلاق هذا الهرمون لأي سبب كان فان السمات المميزة للذكورة سوف لا تظهر ويبقى شكل الجسم طفوليا ويأخذ شكل الجسم الأنثوي مع عدم وجود الميل للعدوان المعروف عند الذكور وفقدان القدرة على الثبات . أما النساء فهناك أكثر من هرمون منها ما يدعى Theelin الذي يعمل على استثارة الأعضاء التناسلية وهرمون الأستروجين والبروجستين ، ويبدو أنها مطابقة لعمل هرمون التستوستيرون في الذكور عن طريق إكساب الأنثى الخصائص الأنثوية . وهناك أدلة قاطعة على التأثير المباشر لهذه الهرمونات الجنسية المتعددة على مزاج الفرد فيكون ذا امتعاض شديد مع غضب ورثاء للذات بنقصانها .
- الغدتان الكظريتان Adrenal Glands تقع كل واحدة منها فوق إحدى الكليتين وتتألف كل واحدة منهما من قشرة Cortex واللب Medulla تعد القشرة مهمة جدا للحياة واستئصالها قد يؤدي إلى الوفاة . تفرز القشرة عدد كبير من الهرمونات بحدود 30 نوع ويخضع إفرازها إلى هيمنة الغدة النخامية ، بينما يسمى اختلالها بمرض اديسون . أما اللب فيفرز نوعين من الهرمونات هما الأدرينالين Adrenalin والنورادرينالين Noradrenalin اللذان يعدان الجسم لمواجهة الأزمات والضغوط النفسية حيث يقومان بإحداث عدد من التغييرات الجسمية يكون هدفها المحافظة على الحياة وإعادة الفرد إلى وضعه الجسمي والنفسي الطبيعيين.
4-التغذية :
للتغذية الأثر الأكبر في نمو الفرد ليس منذ ولادته فحسب بل تتعدى ذلك لتشمل بدايات تكونه كجنين في بطن أمه؛ وذلك كون هذه االسيدة إذا ما عانت نقصا أو حتى خلل في نوعية الغذاء الذي تتناوله فإن لهذا الأمر الأثر البالغ والخطير على حياة الفرد وطريقة نموه." ويعزو كثير من علماء الصحة النفسية الكثير من مشكلات الأطفال إلى اضطراب تدريب الطفل على العادات الواجب إتباعها في الغذاء. وقد أوضحت نتائج البحوث الخاصة بعملية التنشئة الاجتماعية أن نظام التغذية الذي تتبعه الأم مع الطفل في مرحلة الرضاعة يؤثر في حركة ونشاط الطفل. وعدم إتاحة الفرصة الكافية للامتصاص في فترة الرضاعة يؤدي إلى مص الأصابع. والفطام المفاجئ يحدث اضطرابا أكبر للطفل من الفطام المتدرج. والفطام المتأخر يضر بشخصية الطفل والتزمت في مواعيد الرضاعة والقسوة في الفطام يؤدي إلى كثرة الاعتماد على الأخريين في الحضانة ورياض الأطفال".
ويعني سوء التغذية عجز الجسم عن الحصول على ما يحتاجه من مواد غذائية. أو عجز الجسم عن التمثل و البناء للكائن الحي. وسوء التغذية هو السبب الأكثر انتشارا في ضعف الصحة وتعتبر الرضاعة الطبيعية خير حماية للطفل سواء من سوء التغذية أو الإصابة بالأمراض .
5-النضج:
يتضمن النضج عمليات النمو الطبيعي التلقائي التي يشترك فيها الأفراد جميعا و التي تتمخض عن تغيرات منتظمة في سلوك الفرد بصرف النظر عن أي خبرة أو تدريب سابق؛ أي أنه تقرره عوامل وراثية و قد يمضي النمو طبقا للخطة الطبيعية للنضج على الرغم من التقلبات التي قد تعتري البيئة بشرط أن لا تتجاوز هذه التقلبات حدا معينا.
وهناك مستويات معينة من النمو إذا بلغها الفرد اعتبر ناضجا ، فالطفل يستطيع المشي في نهاية السنة الأولى من عمره ، بينما الطفل الذي بلغ سنتين ولم يستطع المشي ، يعتبر غير ناضج من الناحية الجسمية ، وكذلك الطفل في سن العاشرة الذي يرتمي على الأرض لأتفه الأسباب ويبكي بشدة ولا يستطيع التحكم في انفعالاته يعتبر غير ناضج من هذه الناحية.
6-التعلم :
التعلم هو تغير وتعديل في السلوك نتيجة للخبرة و الممارسة و يتعلم الأطفال بصفة مستمرة نماذج جديدة من السلوك ، و تتضمن عملية التعلم النشاط العقلي الذي يمارس فيه الفرد نوعا من الخبرة الجديدة و ما ينتج عنه من نتائج سواء كانت في شكل معارف أو مهارات أو عادات أو اتجاهات أو قيم أو معايير ، و تلعب التربية دورا هاما في هذا الصدد.
والسلوك بمظاهره المختلفة نوعان : سلوك متعلم وسلوك غير متعلم . والسلوك غير المتعلم لا يتضمن إلا أنماطا محدودة كالعطس والسعال الذي يأتيها الإنسان نتيجه تركيبه الفسيولوجي الداخلي فحسب ، أما غير ذلك من أنماط السلوك فأغلبها يتعلمها الفرد نتيجة مروره بعدد من الخبرات أو المواقف الخاصة في حياته .
وهناك علاقة بين النضج والتعلم يمكن توضيحها في النقاط التالية :
1- أن تعلم خاصية معينة يكون أكثر سهولة إذا كان الفرد قد وصل إلى مستوى النضج المناسب لهذه الخاصية.
2- التدريب للتعلم يقل كلما كان الفرد أكثر نضجا ، فالطفل مثلا يحتاج إلى وقت في تعلم مهارة معينة إذا ما وصل الى مستوى النمو الذى يمكنه من تعلم هذه المهارة والعكس صحيح.
3- التعلم قبل الوصول إلى مستوى النضج المناسب لا يؤدي إلى تعديل السلوك.
7-الأسرة :
يرى عدد من الباحثين أن لأسرة هي الدائرة الأولى من دوائر التنشئة الاجتماعية، وهي المؤسسة الأولى من المؤسسات التربوية؛ فحين يخرج الطفل الرضيع من بطن أمه، فأول مجتمع يواجهه هو مجتمع الأسرة؛ بل إن التأثير التربوي يبدأ من مرحلة الحمل, فالطفل وهو في بطن أمه يتأثر بانفعالات الأم، ويتأثر بالحالة النفسية التي تعيشها، ويتأثر باتجاه الأم نحو حملها ونظرتها له، ولهذا تبدأ مهمة الأم في تربيته منذ أن يكون حملاً في بطنها.
ثم يخرج وهو رضيع وتوصل له الأم رسائل تربوية يفقهها هو وربما لا تفقهها الأسرة, في رضاعته من والدته، في مداعبة أهله له، في حمل أمه له ووضعها له، يتلقى مشاعر العطف والحنان، والتي تعتبر مطلباً ضرورياً في نموه الاجتماعي والنفسي والعاطفي.
دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية:
تقوم الأسرة بعملية التنشئة الاجتماعية لإدماج الطفل في الإطار الثقافي العام لمجمتعه بإكسابه نماذج السلوك المختلفة في المجتمع من خلال القدوة الصالحة والتوجيه والتعويد وتدريبه على طرق التفكير الشائعة بقيمة وغرس المعتقدات والقيم والاتجاهات المألوفة في المجتمع نفسه لتصبح من المكونات التي يتعذر استئصالها من شخصيته وتعلم اللغة والسلوكيات المرغوب فيها.
ومن أهم ما يتعلمه الطفل في الأسرة خلال عملية التنشئة الاجتماعية الأمور الآتية:
1- المشي والفطام، وضبط المثانة، وضبط الأمعاء، والاستحياء الجنسي، وكف العدوان بحق الآخرين.
2- التعود على كبت الدوافع المحرمة اجتماعياً أو تقنينها من خلال إقامة حواجز وعقبات ضد الإشباع المباشر للدوافع الجنسية والعدوانية.
3- الالتزام بالعادات والتهذيب الاجتماعي، واحترام كافة السلطات الاجتماعية، وتعلم الدور المناسب بحكم العمر أو الجنس أو درجة التعليم.
4- الانضباط والتعود على النظام والتنظيم والانتظام بكل شيء.
5- القيام بأدور معينة محددة ، أهمها الدور الذي يحدده النوع ذكرا كان أو أنثى .
إذن، في أحضان الأسرة يدرك الطفل الصواب من الخطأ، والخير من الشر، والجميل من القبيح، وما يجوز ومالا يجوز.
اللغة وعملية التنشئة الاجتماعية :
لا تستطيع عملية التنشئة الاجتماعية أن تحقق الأهداف المرجوة منها في غياب اللغة. فالكلمات سواء أكانت رموزا أم علاقات تشير إلى أشياء تحدث في مواقف معينة، وتحمل معاني الأشياء في تلك المواقف. وعن طريق هذه الرموز يستطيع الإنسان أن يستجيب للأشياء حتى وإن لم تكن موجودة في مجاله الحسي المباشر، ومن خلال اللغة يتمكن الفرد من تحديد سلوكه وتصرفه اللفظي الذي يرتبط بمواقف واقعية يواجهها الطفل في حياته اليومية ويتصرف فيها تصرفات معينة. كما يمكن ومن خلال توظيف اللغة نقل المعاني التي تحملها الألفاظ من موقف لآخر، أي تعميم المعاني وتعميم تصرفات الطفل نحو المواقف المتشابهة.
واستيعاب الطفل للكلمات واستدعاؤه لها قد يقوم مقام الأم أو الأب في توجيه وضبط السلوك، أي أنه وباكتسابه للكلمة يسلك سلوكا ينسجم مع اتجاه الأم والأب أو القدوة والنموذج، وهذا يساعد على تطوير القدرة على الضبط الذاتي. وعندما يقوم الطفل بأدوار الآخرين وبالتعبير عن تصرفاتهم واتجاهاتهم بأسلوبه الخاص يستخدم اللغة، ومن ثم تتكون ذاته وتتشكل.
ويستطيع الكبار من خلال استخدام اللغة أن ينقلوا إلى الأطفال معاني المواقف المختلفة التي يواجهونها في حياتهم وكذلك عند توجيههم، ذلك لأن الكبار يستطيعون باستخدام ألفاظ لها دلالات ومعان خاصة أن يشكلوا لدى الطفل اتجاهات سلوكية معينة بالنسبة للمواقف والتجارب التي لم يخبرها الطفل.
و اللغة تهيئ الفرد لأداء دوره الاجتماعي، وذلك من خلال استيعابه للمعايير المشتركة التي تمثل القدر المشترك الذي يقوم عليه التفاعل والتأثير وبفهمه لمختلف الأدوار الاجتماعية، هذا فضلا عن أن اللغة أداة يعبر الفرد من خلالها عن مشاعره ويكشف بها عن حاجاته.
أهداف التنشئة الاجتماعية :
1- التعلم الاجتماعي للطفل :
تهدف التنشئة الاجتماعية إلى إكسابِ الفرد أنماط السلوك السائدة في مجتمعه؛ بحيث يمتثل القِيَم والمعايير التي يتبنَّاها المجتمع، وتصبح قِيَمًا ومعايير خاصة به، ويسلك أساليب تتسق معها بما يحقِّق له المزيد من التوافق النفسي والتكيف الاجتماعي، ويرى البعض أن الهدف الأساسي من عملية التنشئة الاجتماعية هو خلق ما يسمَّى بالشخصية المنوالية للمجتمع؛ أي: الشخصية التي تجسِّم العَلاقات البارزة التي تَسِم الأفراد، أو الذين يعيشون في مجتمع ما؛ بحيث يؤدي هذا إلى وجود إطار مشترك، تتحدَّد من خلاله الملامح المميزة للمجتمع.
2-تكوين الأنا والأنا الأعلى (الضمير)
غرسِ عوامل ضبط داخلية للسلوك، وتلك التي يحتويها الضمير، وتصبح جزءًا أساسيًّا؛ لذا فإن مكونات الضمير إذا كانت من الأنواع الإيجابية، فإن هذا الضمير يوصف بأنه حيٌّ، وأفضل أسلوب لإقامة نسق الضمير في ذات الطفل أن يكون الأبوان قدوةً لأبنائهما؛ حيث ينبغي ألا يأتي أحدهما أو كلاهما بنمطٍ سلوكي مخالف للقِيَم الدينية والآداب الاجتماعية.
3-ضبط العدوان لدى الطفل:
تراعي التنشئة الصحيحة تجنيب الأطفال مواجهة المثيرات التي تؤدي إلى العدوان وتعمل على إيجاد منافذ مقبولة لتفريغ الشحنات العدوانية ، وخلق البدائل الصحيحة للتنفيس عن هذه الطاقة .
4-تعلم الأطفال للأدوار الاجتماعية :
تعليم الطفل المهارات التي تمكنه من الاندماج في المجتمع، والتعاون مع أعضائه، والاشتراك في نواحي النشاط المختلفة، وتعليمه أدواره؛ ما له وما عليه، وطريقة التنسيق بينهما وبين تصرفاته في مختلف المواقف، وتعليمه كيف يكون عضوًا نافعًا في المجتمع، وتقويم وضبط سلوكه.
شروط التنشئة الاجتماعية السليمة :
· توفير الجو الاجتماعي السليم الصالح، واللازم لعملية التنشئة الاجتماعية؛ حيث يتوفَّر الجو الاجتماعي للطفل من وجوده في أسرة مكتملة تضم الأب والأم والإخوة؛ حيث يلعب كلٌّ منهما دورًا في حياة الطفل.
· تحقيق النضج النفسي؛ حيث لا يكفي لكي تكون الأسرة سليمةً متمتعة بالصحة النفسية، أن تكون العَلاقات السائدة بين هذه العناصر متزِنة سليمة، وإلا تعثَّر الطفل في نموه النفسي، والواقع أن الأسرةَ تَنجَح في تحقيق النضج النفسي للطفل، إذا ما نجحت في فهُّم وإدراك أساليب المعاملة الصحيحة للطفل، وإدراك حاجات الطفل انفسية والعاطفية المرتبطة بنموه، وتطور نمو فكرته عن نفسه وعن علاقته بغيره من الناس، وإدراك رغبات الطفل ودوافعه التي تكون وراء سلوكه، والتي قد يعجز عن التعبير عنها.
د. صلاح الدين السرسي