أضرار التعلُّق العاطفي

كاتب المقال: Wejdan Alabbas
التاريخ: السبت, أكتوبر 31, 2015 - 00:25
(و ما ضرّني الا الذين عرفتهم *** جزى الله خيراً كل من لستُ أعرفُ) 
 
البيت الذي نكأ جراح المُنهكين .. وي كأن من يقرأه يظنه كُتِب نيابةً عن قلبه
إن الفئة الذين يمثلهم هذا البيت هم بشر يعيشون بيننا و قد نكون يوما أصبحنا بمزاجٍ منخفض فتبنيناه أيضاً
 
إنه لا يخبر عن المعاناة في صعوبة التعامل مع الناس فقط
بل المعنى الخفي هنا هو أضرار التعلق العاطفي بأحدهم 
 
يبلغ القلب من التعلق و انتظار المقابل الذي يشبع عاطفته ما يجعل هذا المقابل ضرورة من ضرورات الحياة يقدمها على كل شيء
يصحو فيمسك هاتفه و تبحث عيناه عن تلك الأحرف التي تروي ظمأ قلبه و تجعله ينتشي فرحاً بها من الشخص الذي يحبه
و إذا ما واجهَتْه مشكلة ما - و إن كانت بسيطة - فزِعَ الى مصدر عاطفته ليحلها له
و حُبّه لنفسه مرهونٌ برضا ذلك المصدر عنه
و لا بد أن يجفّ المنبع يوماً ، فإذا الذي قلبه معلقٌ به كأنما سقط من مكانٍ مرتفع 
 
فيكره نفسه و يكره من كان يقتاتُ من عاطفته و يعمم الكره على الجميع حتى يتغنى بهذا البيت
 
 
إذاً هي شرارة عدم الفهم للعلاقات أدت به الى هذا الحد من تجنب التعامل الحقيقي مع الناس ظناً منه أنه سيعيد التجربة في كل مرة و يكون هو الخاسر الأكبر
 
و أعني بالتعامل الحقيقي ، أي أنهم يتعاملون نعم و لكن تعامل ( تسليك) لا يحضر القلب في تعاملاتهم
 
فهم يمسكون بطرفي العصا .. إما أن يُفرِط القلب في حضوره أو أن يفرط في غيابه 
و كِلا الأمرين مُر ، و المفرط يتضرر بشكل أكبر ممن يتعامل معه، جزءٌ كبير من وقود القلب يذهب هدراً في هذه الحالة
و أُمِرنا أن نكون وسطيين في كل شيء 
فلا نحرم أنفسنا العاطفة و لا نسرف في تغذيتها 
و يُفضّل أن نكون نحن مصدرها الرئيسي، و السؤال الجوهري هو كيف نصل الى مرحلة الاستقلال العاطفي ؟! و نجنّب أنفسنا ألم السقوط 
 
إن كنتَ ممن تقاذفتهم أمواج العلاقات التي بدأت بقوة ثم اعتراها الوهن ، إليك خطوات الإسعاف النفسي:
 
-تفهّم دواخل ذاتك ، أسباب حزنك و تقلب مزاجك 
و أعطِ كل شعورٍ حقه 
 
-إياك و الكبت بمعظم أشكاله ، كبت الدمع و كبت العتاب و كبت المشاعر 
-تخيّر من طرق التعبير ما يريحك أكثر
- عزز من قيمتك داخل نفسك و انها غير مشروطة باستمرار العلاقات
- كن مدركاً أن للخيبة ألم لا بد أن تعيشه و تقبل حقيقة الفقد و أوقِف محاولات استعادة المفقود
 
-لا تنسَ أن تطلب المساعدة حال احتياجك لها 
 
أحياناً مساعدة شخص متمكن يختصر عليك دهراً من المعاناة. 
 
 كن قوياً جسداً و عقلاً و عاطفة فالحياة الآن تحتاج قوة  أكثر.
أ. وجدان العباس

 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.