مساعدة الآخرين تعالج التوتر ..
يقول عليه الصلاة والسلام: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [صحيح الألباني 7384]. ويقول أيضاً: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته
ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) [صحيح الألباني 7988]
أحاديث كثيرة جاء بها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يؤكد فها على أهمية التعاون ومساعدة الآخرين ومدّ يد العون لهم. حتى إن النبي الكريم اعتبر أن الإيمان لا يكتمل حتى تحب لأخيك ما تحبه لنفسك!! واعتبر أن الذي ينام وجاره جائع وهو يعلم فهو ناقص الإيمان، ومن زاره ضيف ولم يكرمه فهو ناقص الإيمان...
بما أننا على علم بما وصنا نبينا الكريم على مساعدة الآخرين و تفريج الكربة سواء كانت بمال أو طعام أو المساعدة بشيء بسيط ولو كان إماطة أذى
هل من الممكن أن تكون هناك دراسات علمية تثبت بأن مساعدة الآخرين تعالج التوتر و ترفع نسبة الراحة النفسية ؟
اختلفت أنواع الدراسات و الثقافات و لكنها في الأخير اجتمعت و اتفقت على عدة جوانب تأكد بآن مساعدة الأخرين تعالج التوتر و منها :
أكد الخبراء في مجال علم النفس أن مساعدة الآخرين من شأنها أن تخفف توتر الأعصاب، حيث إن الانخراط في معاونة الآخرين يحفز إفراز هرمون "الإندورفين"، وهو هرمون يساعد على الشعور بالراحة النفسية والنشوة و السعادة .
ويؤكد المدير السابق لمعهد "النهوض بالصحة" في الولايات المتحدة الأمريكية "آلان ليكس" أن معاونة الآخرين تساعد على تقليل حدة الضغط العصبي، حيث إن مساعدة الفرد للآخرين تقلل من تفكيره بهمومه ومشاكله الشخصية ومن ثم يشعر بالراحة النفسية.
وأشار الباحث إلى ضرورة توافر ثلاثة شروط أساسية عند مساعدة المرء للآخرين للتمتع بالجوانب الإيجابية للمساعدة، وهي أن تكون المساعدة منتظمة، وأن يتاح اتصال شخصي بين الشخص "المساعد" وطالب المساعدة وأن يكون طالب المساعدة خارج نطاق المعارف أو العائلة أو الأصدقاء.
ويؤكد أحد الخبراء أن الإنسان ليس مجبراً على مساعدة الغرباء، وهو حرّ تماماً في اتخاذ قرار المساعدة من عدمه وأن تلك الحرية تعد أمراً مهما للحصول على النتائج النفسية المرغوبة من مساعدة الآخرين. وعلى العكس من ذلك يكون الشخص "مجبراً" على مساعدة الأصدقاء والأقارب.
و من هنا ننطلق لمساعدة الأخرين لنجعل من التوتر عدواً لنا لا يجد مدخلاً لصحتنا النفسية .