مواجهة الفصل الدراسي للمرة الأولى
يعد أول تعارف بين المعلم وبين التلاميذ هو الفرصة الملائمة لترك انطباع جيد لديهم ، والانطباع الأول يعد عاملاً جوهرياً في أية وظيفة تتطلب التعامل مع الأشخاص ، وخاصة إذا كانوا صغار السن.
والمعلم يواجه الفصل الدراسي للمرة الأولى وهو في الجامعة - خصوصاً طلاب كليات التربية - خلال التدريبات العملية على مهام الوظيفة المرتقبة له كمعلم. وبعد اكتسابه لهذه الخبرة يظل المعلم يواجه الفصل - للمرة الأولى- كلما دخل فصلاً جديداً لأول مرة ، وكلما جاء عام دراسي جديد ، وكلما انتقل إلى منطقة جديدة، يظل المعلم طوال حياته يواجه الفصل للمرة الأولى ، ينظر إلى الوجوه يتفحصها عله يجد عيناً تلمع بحب المعرفة ، وأذناً منصتة لكلمة " اقرأ ".
وهذه بعض النصائح للمعلم في مواجهة الفصل للمرة الأولى:
* لا تكن مرناً للغاية في بادئ الأمر: لأنك لو تركت في نفوسهم انطباعاً بأنك مرن ، سيكون من الصعب السيطرة عليهم بعد ذلك بسهولة، ويمكن للمعلم التحلي بالمرونة فيما بعد.
* عرف تلاميذك بنفسك: المعلم من البداية نموذج لتلاميذه ملاحَظ منهم ملاحظة دقيقة ، ويمكن للمعلم أن يبدأ بمعرفة أسماء تلاميذه ، ولكن الأفضل أن يبدأ بتعريفهم بنفسه ، ويمكن أن يكتب اسمه على السبورة إذا لزم الأمر، ويعرفهم ببعض المعلومات القليلة الهادفة عن نفسه، ومن ثم يبدأ بطلب معرفة الأسماء من التلاميذ، وهنا يكون مهماً جداً صبر المعلم وهو يسمع للتلاميذ ، ويشعر كل واحد منهم أنه أهم تلميذ عنده من النظر إليه مباشرة ، والابتسام في وجهه.
* وضع قواعد واضحة للسلوك: الكثير من التلاميذ يفاجأ أنه معاقب ، ولم يكن يدري أن ما فعله من سلوك سيعرضه للعقاب، وبالتالي فإن وضع قواعد توضح للتلاميذ التصرفات المسموح بها وغير المسموح بها في الفصل يسهل الأمر ، ويمكن للتلاميذ المشاركة باقتراحاتهم لمزيد من قواعد التعامل في الفصل.
* احرص على حفظ أسماء التلاميذ في أسرع وقت ممكن: أي تعليمات تكون أكثر فاعليه عندما يتم توجيهها إلى فرد معين باسمه وليس إلى مجموعة، لو قلت مثلاً : يا محمد اجب على هذا السؤال، مجرد نطق اسم التلميذ يكون له وقع طيب على التلميذ.
* ساعد تلاميذك على حفظ أسماء زملائهم: فالتعارف قيمة إسلامية مهمة يجب تعويد التلاميذ عليها ، ومن الممكن جعل التلاميذ يقفون في دائرة كبيرة ثم نطلب من كل تلميذ أن يذكر اسم من يليه وهكذا، وكلما جاء تلميذ جديد للفصل يمكن أن نعيد التعارف من جديد، على أن يكون الأمر سلس وسريع.
* اعرض على التلاميذ خطة العمل الخاصة بك: دائماً خصص جزءاً من الحصة الأولى لعرض خطة المنهج الدراسي سواء كان منهج طوال العام أو نصف العام، وكلما كان المعلم جاداً في عرض منهجه بوضوح ويسر يسر ذلك وجود خريطة ذهنية للطلاب تتصور المنهج كله، بعيدا عن الغرق في جزئيات كثيرة.
* التقويم: لابد للمعلم أن يتأكد أن التلاميذ يعرفون كيف يتم تقييم أدائهم ، - والفارق بين التقييم والتقويم واضح فالتقييم إعطاء قيمة أو درجة للسلوك أو النشاط المدرسي، أما التقويم فهو علاج سلبيات التلاميذ وقصورهم - فتوضح للتلاميذ أي الأعمال يحتل أهمية اكبر في التقييم، أي الأجزاء يعد مراجعة لمعلومات قد تم تغطيتها بالفعل ، والتأكيد على أن يكون هناك تقييم وتقويم مستمر للأداء.
* فى الدروس الأولى استفد من معرفة كم المعلومات الذي يتوافر بالفعل لدى التلاميذ ، وذلك سيسهل أي الأساليب مناسب للتدريس.
* تصرف بحزم إذا حدثت أية مخالفة للقواعد السلوكية التى تم الاتفاق عليها وتحدديها ، وهذا التصرف يعد ذا أهمية قصوى في الأسابيع القلائل الأولى من التعامل مع التلاميذ على وجه الخصوص، اجعل تلاميذك يدركون أنك منتبه إلى كل ما يحدث فى الفصل وأنك لا تتجاهل أي تصرف من جانبهم.
* النقطة الأكثر أهمية هى المعلم نفسه لو أدى ذلك بحب ، واعتبر جهده طاعة لله، وشكر للنعمة التى وهبه إياها، وانه يسير فى طريق الأنبياء والمصلحون، وأنه على ثغر من ثغور الإسلام، وأنه بتربية أبناء الأمة يجاهد فى سبيل الله، لشعر أنه كل يوم فى نشاط متجدد وطاقة متوهجة وبركة من عند الله.