واجبات و آداب .. داخل الفصل الدراسي

كاتب المقال: أ. عبدالرحيم الريفي
التاريخ: الخميس, أبريل 23, 2015 - 23:49

المدرس يعد بمثابة الأب الروحي لطلابه ، وهو بديل الوالدين في غيابهما، وإذا كان الوالدان يلعبان دوراً هاماً في إكساب الطفل توافقه وصحته النفسية داخل البيت فإن المدرس قد يلعب مثل هذا الدور داخل المدرسة ، يستطيع المدرس أن يعيد الثقة في الطالب الخجول ويقلل من النزعة العدوانية التي يبديها طالب آخر ، ويستطيع أن يشبع حاجة طالب ثالث إلى التقدير والمكانة إن كان قد فقدهما في البيت ، وهذا لن يتأتى إلا إذا كان المدرس على دراية بطبيعة متطلبات المرحلة النمائية التي يقوم بالتدريس فيها ، ومعرفة خصائصها مما يمكنه من فهم طلابه وانفعالاتهم ومشكلاتهم. ولكي يقوم المدرس بدور بارز في إكساب الطلاب التوافق النفسي والصحة النفسية السليمة فلابد أن يتمتع المدرس نفسه بصحة نفسية سوية لأن فاقد الشئ لا يعطيه، كما يجب أن يتمتع بسمات شخصية معينة تعمل على تأمين الصحة النفسية السوية للطلاب.  

فالضجيج الذى يصدره الطلاب في الفصول على سبيل المثال ليس مقصود به الإساءة إلى المعلم إنما هو سمة من سمات الطبيعة البشرية؛ والهدوء والاستعداد لتلقي العلم ليس سمة من السمات التي يتصف بها غالبية الطلاب، وعلى المعلم ألا يأخذ الضوضاء مأخذاً شخصياً ، ولابد أن تكون لديه أساليب متنوعة لمواجهة ضوضاء الطلاب.

 وبالتالي فأهم وسيلة لجذب انتباه الطلاب في بداية الحصة الدراسية هي التمهيد أو التهيئة، وتعرف التهيئة عند التربويين : كل ما يقوم المعلم أو يفعله في بداية الدرس ، بقصد إعداد الطلاب لدرس الجديد ، بحيث يكونون في حالة ذهنية وانفعالية وجسمية قوامها التلقي والقبول.  فبالتهيئة يستطيع المعلم أن يجذب انتباه التلاميذ للمادة العلمية ، وبالتهيئة يتحقق للتلميذ تنظيم أفكاره السابقة بما سوف يتلقاه من معلومات في هذا الدرس، وبالتهيئة تتحقق استمرارية التعلم وذلك عن طريق الربط بين الخبرات السابقة والخبرات الحالية. وتقل كثيراً مشاكل الضوضاء الي يعتبرها الطلاب تنفيساً لمشاعرهم ، ويعتبرها كثير من المعلمين سوء أدب!!

 

بعض الوسائل وواجبات العمل داخل الفصل:

- التنوع في استخدام الوسائل التعليمية، حتى لا يملها التلاميذ وينصرفون عن الدرس.

 - استخدام السبورة استخداما إيجابياً والمحافظة علي ترتيبها ونظافتها. واعرف كثير من المعلمين لا يطلبون من طلابهم "مسح" السبورة بل يفعلون هم ذلك بأنفسهم ، ليكونوا قدوة لطلابهم فى حب العمل واحترامه واحترام الطلاب ، فيتبرع الطلاب بإلحاح شديد ليقوموا هم بهذه المهمة.

 - عند عرض الوسيلة تكون في مكان يسمح للجميع بمشاهدتها ، وذلك ضبطا للصف ، ومنعا للهرج والمرج الذي قد يصاحب استخدام الوسيلة التعليمية.

 - بعد الانتهاء من الوسيلة لابد من تغطيتها ، حتى لا يلهوا التلاميذ بمشاهدتها ، وينصرفوا عن متابعة الدرس

 - المعلم مطالب بأن يوزع مجهوده على كل الطلاب، وأن يتأكد من مشاركة الجميع ولو تفاوتت نسبة المشاركة، وعليه أن يوجه عناية خاصة للأقل قدرة، ولو كان ذلك خارج وقت الحصة، وفق السياسة التى تضعها إدارة المدرسة لرعاية الطلاب الأقل قدرة. وهذه مسئولية أخلاقية.

 - سلوك المعلم هو النموذج الذى سيميل التلاميذ للإقتداء به، وهو المعيار الذي سيقيسون سلوكهم عليه، وبالتالي يتحمل المعلم مسئولية مضاعفة، فهو ملتزم خلقيا لشخصه، وهو ملتزم خلقيا من أجل تلاميذه، ويضع هذا المعلم فى مرتبة خاصة بين جميع المهن. إنه هو المؤثر مباشرة فيما يكتسبه الطفل أو الشاب من أخلاقيات، وكما قلنا سابقا "فاقد الشئ لا يعطيه"

 - فالمعلم سلوك قائم ومستمر ومؤثر فى التلاميذ حين يمشى وحين يتكلم، وحين يجلس، وحين يغضب، وحين يعاقب، وحين يكافئ وحين يعطى الدرس، وحين يصدر الأمر، وحين ينهى عن أمر، وحين يحاسب، وحين يصحح الواجبات والامتحانات، وحين يرد على الاستفسارات ، و... ، و... ، و حين يفعل أى شئ أو يقول أى شئ.

 ويتوقع من المعلم ترتيبا على ذلك : 

أولا : أن يكون نموذجا طيبا للسلوك ، ليس فقط لأن هذا واجبه، وإنما لأنه قدوة لمن حوله.

 ثانياً : أن يقود التنشئة الخلقية السليمة لتلاميذه، وتهيئة الظروف لنموهم المعرفي والخلقي الذى نرجوه لهم.

 المعلم اذن مسئول ومسئوليته جسيمة وأخلاقه هى الجسر الذى يربط بين تلاميذه ومجتمعه.

.................. 

نشر: الخميس, 03 ابريل 2008

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.