أفكارك بين الأبيض و الأسود

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الجمعة, يوليو 3, 2015 - 18:38

الفكرة والحياة : إذا قسمنا جوانب الإنسان إلى : سلوك ، وانفعال ، وأفكار ، فما هو الجانب الأشد تأثيراً فيه من هذه الجوانب الثلاثة ؟ السلوك مصحوب بانفعال ، والانفعال تسبقه فكرة ، ولهذا فإن : أفكارك هي التي تحدد خياراتك ، ومواقفك ، وانفعالاتك ، وسلوكك . و إذا أراد الإنسان أو الأمة التطوير ، فإنهم يبدأون من الأفكار . وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم بفكرة " قولوا لا إله إلا الله تفلحوا " . والتوحيد فكرة .. تواجه فكرة الشرك  و هناك أفكار تُعَمِّر .. وأفكار تدمر . و قيمة كل فكرة بأثرها على حياتك . ومن هنا قسمت الأفكار إلى قسمين : عقلانية وغير عقلانية ، وإن شئت فقل : تكيفية ( تساعدني على تفعيل طاقاتي في البيئة المحيطة ) وغير تكيفية ، أو إيجابية وسلبية .. وهكذا.

  • العلاج النفسي بمدارسه المختلفة يدور حول مساعدتك في تغيير أفكارك الخاطئة بأفكار صحيحة ، لكي ينتج عن ذلك انفعال صحيح ، ثم سلوك حسن .

 

من أهم طرق التفكير غير العقلانية :

 

التفكير بطريقة " الكل أو لا شيء " :

لعلها أهم الأفكار الطفلية التي تظل كامنةً في كثير من تصرفاتنا الراشدة . ولن نبالغ إذا قلنا إنها من أشد أمراض التفكير فتكاً في حياتنا الاجتماعية .
وهي هنا تشمل :

  • الحصول على الشيء : فأنت تريده كله ، وليس جزءاً منه .
  • طريقة الحصول على الشيء : تريده أن يحدث مباشرة فور طلبك له ، وليس بصورة متدرجة .
  • حصر الخيارات في حدَّين متعارضين ، وإغفال البدائل ، رغم أن الحياة أطيافٌ متكاثرةٌ بين نقطتين .
  • وهذه القاعدة تحدد مسار الرغبة الطفلية ، فهي رغبة مطلقة ، قاطعة ، غير قابلة للتأجيل .
  • الدين يقوم على قاعدة تأجيل إشباع الرغبة : إذ يأمرك الدين بالفعل ، ثم يعدك عليه بالجنة التي لن تراها إلا بعد الموت .
  • وتاجيل إشباع الرغبة هو القاعدة الأساسية للحياة الإنسانية . والعلاج النفسي .
  • وكثير من الاضطرابات النفسية نابعة من فقدان هذه القاعدة :
  • الفصامي : يريد أن يحقق رغبته مباشرة ، ثم لا يسمح له الواقع بذلك ، فيعيش رغبته بالكامل على مستوى الخيال ، ولكنه لا يقنع بذلك ، فيحول هذا الخيال إلى واقع خاص به هو ..
  • المكتئب : يشعر أن فقدانه لموضوع لذته حدث مريع لا يمكنه تحمله ، وأن الحياة توقفت بسبب فقدانه
  • كثير من مشكلاتنا مع أبنائنا سببه تهاوننا في تعويدهم على تأجيل إشباع الرغبة ، وبهذا ينمو لديه شعور بأنه إن لم يحصل على ما يريد فهو غير محبوب ، وفاشل ، بل وقد تتجاوز أحياناً إلى نموذج فج يرى أنه إذا لم يحصل على ما يريد فلا ينبغي أن يعيش ( مثل الذين ينتحرون عند روسوبهم في الدراسة ، أو فشلهم في العمل ، أو فقدانهم للمحبوب ) .
مظاهر هذه الطريقة في التفكير:

يمكن أن نجد أثراً لهذه الطريقة في كل مناحي الحياة :

إدراك الأفكار : صاحب هذه الطريقة يرى الأفكار إما صحيحة مطلقاً أو خاطئة مطلقاً ، وقد بيَّن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه خلل هذه الطريقة في التفكير فقال : " لو جاء الحق محضاً ( أي : خالصاً واضحاً ليس فيه شائبة) لما شك ذو حجى ( أي: ذو عقل) فيه . ولو جاء الباطل محضاً لما شك ذو حجى فيه . ولكن أخذ ضغث ( أي: جزء ) من هذا ، وضغث من هذا .
والعقلية الحدية لا تحتمل وجود أجزاء من الحق والباطل في الفكرة الواحدة رغم أن هذا هو طبيعة الفكرة ، ولهذا فهي تبحث عن الفكرة النقية المطلقة ، التي لن تجدها أبداً في الحياة ، لأن عالم الحياة الإنسانية عالم نسبي ، ومن أمثلة الإطلاق في بعض الأفكار الدائرة في محيطنا الاجتماعي :
• المرأة إما أن تعمل عملاً مخلاً بمهام أسرتها أو لا تعمل .
• أن نقبل الحضارة الغربية ونترك ديننا أو نحتفظ بديننا ونبقى على جهل.
• إما الخنوع التام للظلم التضحية بالحقوق من أجل السلام ، أو المعادة المطلقة للآخرين بدعوى الانتصار للمظلومين من الأمة.
• إما أن أعمل في القطاع الحكومي أو أظل عاطلاً عن العمل.

الحياة الزوجية : كثير من الخلافات الزوجية يكون كامناً فيها نموذج ( الكل أو لا شيء ) فالزوج والزوجة يريد كلٌ منهما أن يحصل على كل ما يريد من الطرف الآخر ، فإن قصَّر في جزء نُسِفَت بقية الأجزاء التي أحسن فيها .
قول النبي صلى الله عليه وسلم للنساء " لأنكن تكثرن الشكاة ، وتفكرن العشير . قلن : وما " تكفرن العشير ؟ قال : لو أحسن إليها زوجها الدهر كله ثم أخطأ مرة قالت : ما رأيت منك خيراً قط !! ( وهذا هو منطق : الكل أو لا شيء ).

تربية الأبناء : نطلب من الأبناء أن يكونوا نموذجيين ، ولا نسمح لهم بالتجربة والخطأ ، لأن السماح بالخطأ معناه قبولنا بمبدأ التدرج ، والولد عندنا إما متفوق أو كسول ، مطيع أو شيطان ، تقي أو فاسق !!
الدراسة : إما أن أتقن المادة تماماً أو أشعر أني لا أتذكر شيئاً منها ( وهو شعور وهمي ، أساسه منطق " الكل أو لا شيء " ) .

العمل : في علاقتي مع المدير ، والمرؤسين ، وفي أدائي لأعمالي ..

التصور عن المجتمع : صاحب هذا النمط يقسم الناس إلى قسمين " خيرين " و " أشرار " ، ولا يرى الأطياف العديدة من الشخصيات الإنسانية التي يمتزج فيها أجزاء من الخير بأجزاء من الشر .

العلاقات الدولية : الدول الاستعمارية عملت بمنطق ( الكل أو لا شيء ) وحرصت على أن تأخذ هي كل ثروات الشعوب .. وتمنحها " لا شيء " . والعالم عندها مقسوم إلى قسمين بمنطق " من ليس معنا فهو مع أعدائنا " ، والديمقراطية هي : أن يكون الناس مثلنا ، فإذا انتخبوا لحكمهم من ليسوا مثلنا فينبغي أن نعاقبهم!!

الأسبــاب :
• استمرار تأثير نموذج مرحلة الطفولة في مراحل الرشد اللاحقة .
• قلة التعرض لمواقف صادمة في الحياة تحد من شعور الإنسان بالقدرة المطلقة ، وتشعره بالعجز البشري. (مع ملاحظة أن الحكمة الحقيقية هي الشعور بحدود القدرة .. ولهذا كان أعلى تكريم للنبي صلى الله عليه وسلم هو المعراج .. وكان وصفه فيه " العبودية : سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً .. " . لأن العبودية هي كمال صفات الإنسان المعترف بحدوده أمام مقام الألوهية) .
• وهم السلطة المطلقة ، والقدرة على تحقيق كل ما تريد .
• وجود نماذج مؤثرة في حياة الإنسان تسير على نمط " الكل أو لا شيء " وتربح .

الآثـــار :
• تحول دون النظر إلى المكاسب التدريجية باعتبار أن الإنسان ينتظر الحصول على كامل رغبته ، وبهذا يشعر طيلة الوقت أنه لم يحصل على شيء ، رغم أنه حصل على الكثير .
• وبهذا ينمو لديه شعور بالإحباط ، والعجز .
• ثم يكف عن الفعل لشعوره أنه لا نتيجة له .
• أو يتجه للعدوان لشعوره أن الطرف الآخر منعه حقه الطبيعي ( ويمكن بهذا النموذج أن نفسر كثيراً من الأفكار المتطرفة في حياتنا) .

كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع فكرة ( الكل أو لا شيء ) .

تميل الشخصية الكمالية إلى تبني نموذج " الكل أو لا شيء " ، وكثير من الأشخاص المتميزين لديهم بعض السلوك الكمالي ، وقد ظهرت طريقة " الكل أو لا شيء " عند عدد من الصحابة رضوان الله عليهم ، وعالجها النبي صلى الله عليه وسلم بحكمته النبوية علاجاً معرفياً سامياً ، وهذه بعض صور العلاج النبوي:

الأولى : ( المبالغة في ترك متاع الدنيا ) :
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - جاء ثلاثةُ رَهْطٍ إلى بُيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، يسألون عن عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلما أخْبِروا كأنَّهم تَقَالُّوها ، قالوا : فأينَ نَحنُ مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر ؟ قال أحدُهم : أمَّا أنا فأصَلِّي اللَّيلَ أبدًا ، وقال الآخرُ : وأنا أصُومُ الدَّهرَ ولا أفُطِرُ ، وقالَ الآخرُ : وأنا أعْتَزِلُ النِّساءَ ولا أتَزَوَّجُ أبدًا ، فجاءَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم ، فقال: « أنتم الذين قُلتم كذا وكذا ؟ أمَا والله ، إنِّي لأخْشاكم لله ، وأتقاكم له ، ولكني أصُومُ وأفْطِرُ ، وأصَلِّي وأرْقُدُ ، وأتَزَوَّجُ النِّساءَ ، فَمَن رغِبَ عَنْ سُنَّتِي فليس منِّي ». أخرجه البخاري ومسلم.

الثانية : ( المبالغة في محاسبة الذات ) :
عن حنظلة بن الربيع الأسيدي - رضي الله عنه - وكان من كُتَّاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لَقيَنِي أبو بكر ، فقال : كيف أنتَ يا حنظَلَةُ ؟ قال : قُلتُ : نَافَقَ حَنْظَلَةُ قالَ : سبحان الله ! ما تَقُولُ ؟ قال : قُلْتُ : نكونُ عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ، يُذكِّرُنا بالنَّار والجنَّةِ [ حتَّى ] كأنَّا رأيَ عَيْنٍ ، فإذا خرجنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، عافَسْنا الأزْواج والأولاد ، والضَّيْعات ، ونسينا كثيرًا ، قال أبو بكر - رضي الله عنه - : فوالله إنَّا لَنَلْقَي مثل هذا ، فانطَلَقْتُ أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : نَافَقَ حنظلَةُ يا رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « وما ذاك؟» قلتُ : يا رسول الله نكون عندك تُذكِّرُنا بالنار والجنة [ حتى ] كأنَّا رأيَ عَيْنٍ ، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضَّيْعاتِ ، ونَسينا كثيرًا. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : « والذي نفسي بيده ، لو تَدومُونَ على ما تكونون عندي ، وفي الذِّكرِ ، لصافَحَتْكم الملائكة على فُرُشِكُم ، وفي طُرُقِكم ، ولكن يا حنظلةُ ساعَةً وساعَةً - ثلاث مِرار - ». أخرجه مسلم والترمذي.

صورة علاجية : ( القبول بالذنب ، مع وجوب التوبة) :
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - : عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- - فيما يحكي عن ربه تبارك وتعالى - قال : « أَذْنَبَ عبد ذنبا ، فقال : اللهمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبي ، فقال تبارك وتعالى : أَذْنَبَ عَبدِي ذَنبا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ ربّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ ، ثم عاد فَأذْنَب، فقال : أيْ رَبِّ ، اغْفِرْ لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : عبدي أَذْنَبَ ذَنبا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ ربّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ ، ثم عادَ فَأذْنَبَ ، فقال : [أي] ربِّ ، اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : أَذْنَبَ عَبدِي ذَنبا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ ربّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ ، اعْمَلْ ما شئْتَ ، فقد غفرتُ لك ».
وفي رواية بمعناه ، وذكر ثلاثَ مرات ، وفي الثالثة : « قد غفرتُ لعبدي، فليفعل ما شاء ». أخرجه البخاري ، ومسلم.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «وَالذي نَفسي بيدهِ ، لَو لَم تُذنِبُوا لَذَهَبَ الله بكُمْ ، وَلَجَاءَ بقوم يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ ، فَيَغْفِرُ لهم ».

وقد كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً في التدرج ، والبعد عن منطق " الكل أو لا شيء " .. فقد مكث في مكة 13 سنة .. وفي المدينة عشر سنين .. يدعو إلى التوحيد بصورة متدرجة ، ويصبر على الأذى .
وقد بين ربنا جل وعلا أن الحياة لا يمكن أن تكون بمنطق " الكل أو لا شيء " فقال : ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعاً " .
وقال : ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ، ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ، ولذلك خلقهم " .

كيف تعدل فكرة " الكل أو لا شيء " في نفسك :

1- عوِّد نفسك على النظر إلى العالم الإنساني بصورة نسبية ، وليس بصورة مطلقة ، فكل ما يتعلق بأفكار الإنسان وواقعه نسبي ، وليس هناك كلي مطلق في الكون إلا الله جل وعلا . والنسبية تقتضي توقع الخطأ في تصورك أو تصور الآخرين ، سيراً على هدى قول الإمام الشافعي رحمه الله : " رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".
2- ضع نفسك مكان الطرف الآخر لتعرف أسباب اختياره ، وتُوَسِّعَ من منظورك إلى العالم.
3- فكر في كل الاحتمالات الممكنة للموضوع ، و التي أغفلتها من قبل .
4- اعرف حدود قدرتك : إذ ينسى الكثير لحظة الطلب حدوده فيطلب ما يتجاوز قدرتَه .
5- أدخل عنصر الزمن في معادلة تحقيق ما تريد : التدرج الزمني مطلبٌ أساسي في تحقيق المراد ، وما لم تتأس بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصبر سنين لتحقيق دعوته ، فلن يتحقق لك مرادك ، ولست أكرم على الله من نَبِيِّه !!
6- اقبل بالخطأ : فهو جزء أصيل من الحياة . سواء كان خطأ التصور ، أو خطأ الفعل .
7- مرِّن نفسك على الصبر عن التحقيق المباشر للرغبة ، وامتحن إرادتك في هذا الجانب.

كيف تتعامل مع شخص يفكر بطريقة " الكل أو لا شيء " :

1- تذكر قول الله تعالى " كذلك كنتم من قبل فمَنَّ الله عليكم " ، ولا تعجل بالسخرية منه ، أو لومه ، وإنما ترفق في إيصال الفكرة إليه .
2- سايره في الفكرة المطلقة التي يقول بها ، ولا تنتقدها ، ثم افتح له بعض أبواب التفكير التي يمكن أن تجعل فكرته "نسبية" ، بدلاً من كونها "مطلقة". أو خاطئة بدلاً من كونها صحيحة.
والنبي صلى الله عليه وسلم ، نموذج عملي لتطبيق هذه الفكرة :
روى ابن خزيمة بإسناده، أن قريشا جاءت إلى الحصين، والد عمران، وكانوا يعظمونه، فقالوا له: كلم هذا الرجل - أي محمداً - فإنه يذكر آلهتنا ويسبهم. فجاءوا معه حتى جلسوا قريبا من باب النبي ، فقال: " أوسعوا للشيخ " وعمران وأصحابه متوافرون، فقال حصين: ما هذا الذي بلغني عنك، أنك تشتم آلهتنا وتذكرهم ?
فقال النبي : " يا حصين، كم تعبد من إله ? ".
فقال حصين: سبعا في الأرض وواحدا في السماء.
فقال النبي : " فإذا أصابك الضر من تدعو ? ".
فقال حصين: الذي في السماء.
فقال النبي : " فيستجيب لك وحده وتشركهم معه؟ أرضيته في الشكر، أم تخاف أن يغلب عليك ?! ".
فقال حصين: ولا واحدة من هاتين. قال: وعلمت أني لم أكلم مثله.
فقال النبي : " يا حصين أسلم تسلم ".
فقال حصين: إن لي قوما وعشيرة ، فماذا أقول ?
قال : " قل اللهم إني أستهديك لأرشد أمري، وأسألك علما ينفعني ".
فقالها حصين. فلم يقم حتى أسلم. فقام إليه ابنه عمران، فقبل رأسه ويديه ورجليه، فلما رأى ذلك النبي بكى.
وروى الإمام أحمد في مسنده والطبراني، أن رجلا جاء إلى النبي يستأذنه في الزنى.
فقال النبي : " أترضاه لابنتك ? ".
فقال الرجل: لا.
فقال : " وكذلك الناس لا يرضونه ".
فقال : " أترضاه لأمك ? ".
فقال الرجل: لا.
فقال: " كذلك الناس لا يرضونه ".
ثم قربه، ومسح صدره قائلا : " اللهم طهر قلبه، وحصن فرجه، واغفر ذنبه " .
فقال الرجل: دخلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شيء أحب إلى قلبي من الزنى، وخرجت وما شيء أبغض إلى قلبي منه.
3- " الكل أو لا شيء " مبنية على جهل ، وطفولية ، ولكي تقلل من أثرها على نفسك والآخرين ينبغي أن تزيد من " العلم " و " الرشد " .
4- أكثر من توليد الاحتمالات أمامه ، ليعتاد على " التفكير بالاحتمالات " وليس " بالصورة القطعية " .

 

 

 

 

د . محمد محمد فريد 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.