الرعاية النفسية والمعنوية للطلاب
قم للمعلم وفيه التبجيلا *** كاد المعلم ان يكون رسولا ،،، التعلم خبرة يمر بها غالبيتنا، نتعلم منها أساسيات للقراءة والكتابة ، والتفكير .. الخ ، وتمر بعدها الأيام وعندما نتذكر هذه الخبرة ، لا نتذكر سوء المناهج كثيراً ، ولا طرق التدريس حديثه وقديمه إنما نتذكر ابتسامة رسمت على وجه معلم ، أو يداً حانية ربتت يوماً على أكتافنا عندما قصرنا فى مسألة . وندعو لمعلمينا الذين عاملوا فينا إنسانيتنا ، ونقشوا أفعالهم البسيطة فى أعماقنا دون أن يدروا.
وتتغير ملامحنا عندما نتذكر عقولاً تحجرت وقلوباً قست وهي تعاملنا نحن التلاميذ الصغار على أننا أعداء الوطن ، وخوان الأمانة لأننا قصرنا فى واجب ، أو تصرفنا عكس قانون المعلم.
فالاهتمام بمشاعر التلاميذ وانفعالاتهم، وهو ما يسمى بالرعاية النفسية للتلاميذ له أهمية بالغة الأثر لدى التلاميذ طوال الحياة، ربما تفوق فى قوة أثرها الدور التعليمى الذى ينقل فيه المعلم خبراته العلمية فى مجاله، فى اللغة العربية ، والعلوم ،والحساب .. الخ. والرعاية النفسية والمعنوية للطلاب في مجال التعليم هي عملية مخططة منظمة تهدف إلى مساعدة الطالب لكي يفهم شخصيته ويعرف قدراته ويحل مشاكله ليصل إلى تحقيق التوافق النفسي والتربوي والمهني والاجتماعي وبالتالي يصل إلى تحقيق أهدافه. ويقوم عليها المعلم ، والمرشد التعليمي ، والأخصائي الاجتماعي ، والأخصائي النفسي، بالإضافة إلى المشرفين على هؤلاء من إدارة وتوجيه.
وما زلت أذكر معلم اللغة العربية فى الابتدائية وكنت ومازلت أجله وأقدره ، وكان من هيبته إذا قابلناه فى طريق سارعنا إلى طريق أخر حتى لا يرى منا تقصيراً ، "وفي يوم قال إن مصر لا تستطيع صناعة إبرة خياطة" ، وأكد على هذه المعلومة ، لا أدرى ما سياق الموضوع ، أو مناسبته ، ولكني عندما عدت أمسكت إبرة الخياطة فوجدتها شيئاً صغيراً تافهاً ، فكيف لهذا البلد الذى كل يوم أقف وأنظر لعلمه بزهو وإعجاب وأردد بعلو الصوت " تحيا جمهورية مصر العربية" ويردد خلفي مئات التلاميذ بقوة النداء ، وأخرج من قلب الطابور مفتخراً ، لا نستطيع صناعة الإبرة ، وظل السؤال يشغل بالى فترات طويلة ، معطلاً غيره من الأسئلة. وعندما كبرت عرفت أن المعلم كان على خطأ ، ليته قال أن مصر لا تعرف كيف تصنع "الحرية".
الرعاية النفسية والمعنوية للطلاب:
المعلم إنسان درس وتعلم وتخصص في مجال معرفي وعلمي معين بحيث أصبح مؤهلا للوقوف أمام الطلبة داخل الفصل لينقل إليهم ثمرة علمه وحصيلة خبرته من علم نافع. ودوره لا ينتهي عند انتهاء حصته الدراسية "عندما يضرب الجرس". وتعد العناصر النفسية والمعنوية في مهنة التدريس من أكثر العناصر أهمية. ويدرس المعلم فى كليات التربية "علم نفس النمو" دراسة تفصيلية وذلك ليتعلم الخصائص النفسية للمرحلة التي سوف يقوم بالتدريس إليها.
وكلما كان للمعلم خبرة حياتية جيدة تتفق مع ما درسه كان ذلك مؤشراَ طيباً فى التعامل الجيد مع التلاميذ وتقديم الرعاية النفسية والمعنوية لهم.
و دور المعلم ينقسم إلى قسمين : نفسي وتعليمي
- التعرف على التلاميذ داخل الفصل الدراسي ، وحفظ أسمائهم وعمل دفتر صغير يدون فيه ملاحظته على الطلاب حتى تسهل متابعتهم.
- يقوم بحصر الأنشطة والهوايات التى يفضلها الطلاب ، فمعرفة الهواية يكون مدخلاً جيداً لغرس القيم ، وتقويم الأخطاء الدراسية وهو الهدف من التربية -التربية والتعليم-.
- يكون المعلم صديقاً وشريكاً بالإضافة إلى كونه معلماً.
- يساعد التلاميذ فى حل مشاكلهم.
- العمل على تشجيع الطلاب والاستمرار في التشويق لعرض كل عمل تعليمي .
- البعد عن ألفاظ الإحباط وعبارات التأنيب وإحداث مواقف الرهبة والهيمنة ، وإبدالها بعبارات رفع الجأش والمعنويات .
- عدم التفريق بين الطالب المثالي وغيره في توزيع أسئلة المناقشة وتوجيه أسئلة يتوقع إجابتها منهم مع استحسانها .
- قبول الخطأ والاهتمام بكل إجابة من الطلاب المخفقين والعمل على توجيهها التوجيه الأخوي بكل علمية وتكامل.
- النزول إلى رغبات الطلاب ومسايرة اتجاهاتهم وتفكيرهم مع التوجيه السليم والمحافظة على الاحترام في نطاق الأدب العلمي الرفيع .
- العمل على استخدام الطرق التربوية الحديثة ومحاولة التجديد ورفع المستوى الأدائي في العمل التعليمي .
- محاولة التأسيس العلمي لكل معلومة والتدرج في شرحها من السهل إلى الصعب ومن العام إلى الخاص ، مع الاهتمام بالربط بين المعلومات وبيان التشابه بالمقارنة والتمثيل والتحليل والاستنباط .
- حث الطلاب على الإعداد المسبق للموضوع الجديد ، ولو كان ذلك قبل الشرح في الحصة
- يشجع التلاميذ على الاهتمام بفصلهم وتنمية إحساسهم بالفخر بفصلهم كلما أمكن ذلك.
أ. عبدالرحيم الريفي