الدافعية

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الثلاثاء, يونيو 16, 2015 - 10:50

موضوع الدافعية Motivation من المواضيع التي يهتم بها كثير من العاملين في قطاعات مختلفة ، سواء الذين يعملون في سلك التعليم والتربية ، أو السياسية ،أو الإدارة ، أو الإعلام .... وغيرها .
وهذا الاهتمام من قبل تلك الشرائح ناتج من كون موضوع الدوافع يمثل العامل المحرك للسلوكيات البشر ، فكل سلوك يصدر من فرد لابد له من سبب يدفعه لعمل كذا ويمنعه من عمل كذا ، والإحاطة بموضوع الدوافع يؤمن للمسؤولين في تلك القطاعات المختلفة معرفة الأسباب التي تحث الأفراد على القيام بأعمال مرغوبة أو غير مرغوبة. 

تصنيفات الدوافع:
يختلف علماء النفس في عملية تصنيف الدوافع ، فمن تلك التصنيفات من يقتصر على إبراز الدوافع الغريزية ويحصرها على الدافعية الجنسية والدافعية العدوانية كما في مدرسة فرويد في التحليل النفسي . ومن التصنيفات الأخرى للدوافع من يبرز الحاجات الاجتماعية وحاجات التفوق كما هي نظرة ماسلو في المدرسة الإنسانية . وهناك تصنيف ثالث نابع من التعليمات الإسلامية وهو التقسيم الذي يلتفت إلى الدوافع الروحانية .
ومن خلال تلك الاختلافات فإن مسألة تحقيق الذات ينظر إليها بصور مختلفة . فينظر فرويد ومدرسته التحليلية إلى أن قضية تحقيق الذات لا تكتمل إلا بعد أن تشبع الدوافع الغريزية سواء في الإنسان أو الحيوان . ومن جانب آخر تبرز نظرية ماسلو ما اختص به الانسان من صفات تميزه عن الحيوانات من دوافع اجتماعية فتنظر إلى أن مسألة تحقيق الذات لاتصل إلى ذروتها إلا بعد أن يتم إشباع الدوافع الاجتماعية والدوافع الانسانية . ومن ناحية ثالثة تنظر المدرسة الإسلامية إن جاز التعبير إلى أن قضية تحقيق الذات لاتكتمل إلا بعد إشباع الدوافع الروحية المرتبطة بعلاقة الفرد مع الله سبحانه وتعالى ، ومن خلال هذا العرض يتبن عملية ارتقاء الدوافع من غريزية إلى دوافع اجتماعية ومن ثم دوافع روحية ، وهي نظرة سامية تعبر عن غاية خلق الإنسان (النافع 1993، النغيمشي1995) و (Kagan,1998) . 

إن مبحث الرؤيا الفسيولوجية للدوافع يفوق مبحث الانفعالات في درجة تعقده وعدم وضوحه . إلا أن هناك جانب من الدوافع يمكن إخضاعه للرؤيا الفسيولوجية ذلكم هو الجانب الخاص بالدوافع الغريزية أو الذاتية.
أما الدوافع الاجتماعية مثل حاجات الأمن والحب والانتماء والقبول والاستكشاف والانجاز فهي من الخصائص التي لم تتوصل الفسيولوجيا إلى تفسيرات عضوية محددة بل لم يشرع أساسا في البدء بدراستها لأنها من القضايا المعقدة والتي تتطلب فهم فسيولوجيا ظواهر نفسية أقل تعقيدا . 

 

 

في المقال اللاحق .. دافعية النوم ودافعية اليقظة.
المرجع/ أساسيات علم النفس العصبي للدكتور خالد الخميس

 

سماح طلال عبدالمولى

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.