دافعية النوم ودافعية اليقظة (3)

فسيولوجية اليقظة: يقصد باليقظة Arousalهنا الحالة المعاكسة للنوم والتي يكون الإنسان خلالها مدركا لما يجري حوله . المناطق الدماغية : لقد ركز الباحثون الفسيولوجيون في دراساتهم التجريبية لهذا الموضوع على مناطق دماغية معينة من أهمها منطقة التكوين الشبكي والمهاد والوطاء والقشرة المخية .

لقد عرف موروزي وماقون مبكرا أن تنبيه منطقة التكوين الشبكي كهربائيا يؤدي إلى اليقظة . ويجدر التنبيه إلى أن تنبيه التكوين الشبكي تؤدي إلى استثارة مناطق أخرى دماغية لها دور في عملية اليقظة مثل القشرة المخية والمهاد والوطاء . 

ويركز الباحثون حديثا على القنطرة ، وبالذات جزئها المسمى بالمادة أو المنطقة الزرقاء Locus Coeruleus والتي لها دور مؤكد في عملية اليقظة ، وذلك من خلال ما لوحظ من أن المنشطات مثل مادة الامفيتامين التي تؤدي إلى مقاومة النوم وتقوم بالتأثير على المادة الزرقاء ويحدث بالتالي زيادة في مستوى اليقظة. 

دور الناقلات العصبية:
لقد وجد أن الناقل العصبي النور أدرينالين يلعب دورا فاعلا في عملية التحكم في اليقظة وذلك من واقع أنه يعمل كناقل عصبي في المنطقة الزرقاء . فلقد وجد جونس وبلووم أن هناك انخفاض في مستوى النشاط الكهربائي للخلايا النور ادرينالية في المنطقة الزرقاء في فترة النوم بل يصل التسجيل الكهربائي إلى القراءة صفر وبالذات عند فترة النوم المسماة بتسارع حركة العين(REM) وهو أمر معاكس لما عليه الحال في نشاط الخلايا الاستايل كولونية في منطقة القنطرة والتي تنشط في فترة (REM) كما سبق وأسلفنا.

وهناك ناقلين أخرين لهما دور في عملية اليقظة وهما الاستايل كولين وذلك من خلال كونه في منطقة التكوين الشبكي. والآخر هو السيروتونين من خلال وجوده في المنطقة الملتحمة Raphe Nuclei والتي تعتبر جزء من التكوين الشبكي. 

وبالرغم من علاقة هذه الثلاث ناقلات العصبية في عملية اليقظة إلا أن هناك نوعا من التخصصية ، فمثلا دور الناقل النورأدريناليني يختص بعملية الانتباه أثناء اليقظة بينما يقوم كل من السيروتونين و الاستايل كولين بدور يتعلق بالنشاط الحركي أثناء اليقظة . ويبقى مع هذا كله أن الجوانب التفصيلية من ارتباط هذه الناقلات العصبية بعملية اليقظة أمور غير معروفة. 

المرجع/ أساسيات علم النفس العصبي للدكتور خالد الخميس

سماح طلال عبدالمولى