دافعية الأكل والشرب(1)

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الاثنين, يونيو 15, 2015 - 08:24

تمثل دافعية الأكل ودافعية الشرب جانبا مهما من أجل بقاء الكائن الحي ، فلولا تلك الدوافع لما استطاع أي كائن حي أن يعيش ، ولهذا فهي من أهم الدوافع البيولوجية الأخرى التي لا يمكن للحيوان العيش بدون تحقيقها ، فيمكن مثلا للحيوان أن يعيش بدون تحقيق الدوافع الجنسية بينما يستحيل عليه المعيشة بمعزل عن الأكل والشرب. 

فسيولوجية دافعية الشرب:
للحديث عن دافعية الشرب حديث مرتبط بدور كل من المستقبلات والناقلات العصبية ومناطق دماغية معينة . 

دور المستقبلات :
كشفت الدراسات الخاصة بدافعية الشرب عن وجود مستقبلات في بعض الخلايا العصبية لديها المقدرة على تحسس التغيير في تراكيز الأملاح من خلال احتكاكها بالسوائل المحيطة ، وتسمى تلك المستقبلات بالمستقبلات الأسموزية . هذه المستقبلات لها دور عملية البدء بالشعور بالعطش من خلال قدرة تلك المستقبلات على تقدير احتياج الجسم من الأملاح ، وكأنها بهذا مسؤولة عن العطش الملحيOsmometris Thirst .
كما وجد أن هناك مستقبلات أخرى لها دور في تحسس كمية السوائل أو تحسس العطش المائي وتقدير حجم الماء Volumetric Thirst وهذه المستقبلات لا توجد في الجهاز العصبي المركزي كما في المستقبلات الأسموزية وإنما توجد في الكلى وفي القلب . لكن وجودها في القلب يتمثل في خلايا عصبية ترسل تحسسها إلى الجهاز العصبي المركزي حيث تعمد إلى إشعار الجسم بضرورة تناول كميات كبيرة من الماء.
أما المستقبلات الموجودة في الكلى فليست خلايا عصبية لكنها تقوم بتحسس حجم الماء ومن خلال خطوات عديدة (يتدخل فيها عدد من الهرمونات والأنزيمات) تقوم خلالها بالتأثير على مراكز دماغية مسؤولة عن العطش كما تقوم أيضا بالتأثير على هرمون الفازوبرسين ، والمسمى بالهرمون المضاد لإدرار البول (ADH) حيث يعمد هذا الهرمون لإعادة سحب الماء من الأنابيب الكلوية إلى الدم.
وهكذا فإن تلك المستقبلات سواء المستقبلات الأسموزية أو المستقبلات الحساسة لنقص تركيز الماء لها دور في الإشراف على تقدير حاجة الجسم من الأملاح ومن الماء على التوالي . ويرسل هذا التقدير إلى المراكز الدماغية المسؤولة عن الإحساس بالعطش. 

المناطق الدماغية:
على الرغم من عدم دقة الأجهزة المستخدمة في الدراسات المبدئية التي تمت في عقد الخمسينات إلا أن الباحثين في تلك الفترة تعرفوا على أن للوطاء دور في عملية التحكم في عملية الشرب وفي عملية الأكل أيضا، فوجدت تلك الدراسات أن تلف الجزء الجانبي من الوطاء يؤدي إلى عدم رغبة الحيوان في الشرب لعدم شعوره بالعطش وينتج من ذلك انخفاض في وزن الحيوان. 

وفي الأبحاث الحديثة تمكن الباحثون من التعرف على أماكن انتشار المستقبلات الاسموزية في الدماغ حيث وجدت أنها تقع حول البطين الثالث وسميت تلك المنطقة بالجهاز المحيط بالبطين. هذه المنطقة تتصل بمنطقة أخرى اسمها المنطقة قبل البصرية (وجاءت تسميتها بهذا الاسم بسبب قربها من التصالب البصري). هذه المنطقة أي المنطقة فبل بصرية لها دور في عملية التحكم في الشرب من خلال ما لوحظ من اختلال عملية الشرب عند حصول تلف في المنطقة قبل بصرية.
كما وجد أن هناك اتصالات عصبية بين المنطقة قبل البصرية والوطاء الجانبي مما يؤكد ثبوت ما توصلت إليه الأبحاث الأولى عن دور الوطاء في عملية التحكم في الشرب. 

وبعبارة مختصرة فإن هناك اتصالات عصبية بين 3 مناطق دماغية وهي المنطقة المحيطة بالبطين والمنطقة قبل بصرية ومنطقة الوطاء. وهذه الثلاثة مناطق لها دور هام في الإشراف على دافعية الشرب. 

وهناك منطقة رابعة أوليت اهتمام من قبل الباحثين لها دور في الإشراف على الشعور بالعطش وهي منطقة انكريتا موجودة في جذع الدماغ تقوم بتنظيم عملية الشرب فتلف هذه المنطقة يقلل من رغبة الحيوان في الشرب كما أن تنشيطها يزيد من الشرب 

 

المرجع/ أساسيات علم النفس العصبي

 

سماح طلال عبدالمولى

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.