البرامج والانماط العقلية
هناك اشخاص نحبهم ونقدرهم ونحترمهم ولكن نجد صعوبة في التعامل معهم, لا يفهمونا كما نريد , ونجد صعوبة في جعلهم يقومون ببعض الامور , و لربما كلفناهم بعمل ما ثم نكتشف انهم لا يصلحون لذلك العمل..... والسؤال هنا ما السبب في هذا ؟ وهل توجد طريقة لكي نتغلب على هذه الصعوبات؟
السبب يعود الى العقل وكيفية تفسيره لهذه الاشارات التي تصل اليه........... كيف؟
يقول (انتوني روبنز) في كتابه الشهير( قدرات غير محدودة) ان العقل لديه برامج خاصة يعالج بها المعلومات الصادرة اليه تماما كما يقوم الكمبيوتر بمعالجة المعلومات الصادرة اليه عن طريق برامج الكمبيوتر , فاذا استطعت ان تتعرف على برامج الكمبيوتر وكيفية عملها فانك تستطيع ان تجعل الكمبيوتر يقوم بالامور التي تريدها منه.
وهنا سوف احاول ان اعرض بعض البرامج العقلية او البرامج العليا كما سماها (انتوني روبنز) في كتابه ( قدرات غير محدودة) ببعض من التصرف وبعض الامثلة من الواقع .
1-التوجه نحو الامور او الابتعاد عنه:
يقوم الناس بالاعمال اما لكي يحصلون على المتعة او لكي يهربون من الالم, فهم بذلك اما انهم يقتربون ويسعون للحصول على الشيء الممتع او انهم يهربون من الشيء السيء.
مثلا لو سألنا تلميذا يذاكر قبل الامتحان وقلنا له لماذا انت تذاكر؟؟؟؟؟ فسيجيب بواحده من احدى الاجابتين التاليتين:
_اما انه يقول( اذاكر لكي انجح) وهنا فهو من النوع الذي يقترب من الاشياء المحببة اليه , فهو يتجه ويحاول ان يقترب من النجاح.
_واما انه يقول( اذاكر حتى لا ارسب) وهنا فهو من النوع الذي يبتعد من الاشياء المزعجه, فهو يحاول ان يبتعد من الرسوب.
اذا ماذا نستفيد من هذا؟
نستفيد انه اذا كان الشخص يحب التقرب التوجه نحو الامور فمن الخطأ اذا جئت تطلب منه ان يقوم بعمل ما ان تتحدث معه بصيغط الابتعاد,
مثلا اذا كان التلميذ يحب الاقتراب من الامور فمن الخطأ ان تقول( له ذاكر حتى لا ترسب), فأنت تحدثه بصيغة الابتعاد ومن المفروض ان تحدثه بصيغ الاقتراب لانها الصيغة التي يفهمها عقله جيدا ويحبها , فتقول له ( ذاكر حتى تنجح), فتجده يرتاح لك ويرتاح لكلامك ويتحفز لتنفيذ ما طلبته منه.
اما اذا كان من النوع الذي يبتعد عن الاشياء فالافضل ان تقول له( ذاكر حتى لا ترسب) بدلا من (ذاكر حتى تنجح)
_ لو جربتوها على انفسكم ايام الامتحانات , فهناك من اذا طلب منكم المذاكرة تستاؤن منه, والسبب لانه استخدم صيغة لا يستخدمها عقلك ولا تحبها انت, وبالعكس عندما يستخدم صيغة انت تفهمها ويستخدمها عقلك فتجدك ترتاح من كلامه وتتحفز للمذاكرة.
هذا مجرد مثال بسيط لكي نفهم الفكرة.
هناك اناس ترتاح لهم اذا قاموأ بنصحك, وهناك اناس تستاء منهم اذا نصحوك وتحاول ان تتهرب من نصائحهم والسبب الطريقة التي استخدموها في النصح هل هي توافق برامج المخ اما انها لا تتوافق معها فيفسرها المخ بشكل غير صحيح .
فكثيرا ما نتعب في نصح البعض ولكن دون جدوى , ثم يأتي غيرنا وبقليل من الكلام يستطيع ان يقنع ذلك الشخص
هناك العديد من البرامج التي تساعدنا على ان نفهم من حولنا وكيف يفكرون , مما يسهل علينا الكثير لكي نتصل معهم بالطريقة الصحيحة..........
ان شاء الله وصلت الفكرة بالشكل الصحيح
2- المرجعية الداخلية والمرجعية الخارجية:
الناس يقتنعون أو يحكمون على ما يحصل حولهم أما عن طريق مرجعية داخلية من داخل عقولهم أو مرجعية خارجية من المحيط الخارجي المحيط بهم.
مثلا: نقابل كثيرا أناسا نصفهم بأنهم عنيدين ولا يقتنعون بسرعة, وينفذون ما يرونه صائبا بغض النظر عن المعارضين من حولهم, والسبب هنا إنهم يعتمدون على مرجعية داخلية يحكمون من خلالها على الأمور التي يقومون بها, وفي الجانب المعاكس نجد أناسا نطلق عليهم عادة أصحاب أراء متقلبة وغير ثابتة تتأثر كثيرا بمن حولها ولا يستطيع أن يقوم بعمل حتى يستشير الناس المحيطين به, وهؤلاء هم أصحاب المرجعية الخارجية.
الإنسان يملك مزيجا من هذه المرجعيات تتفاوت قوة تأثيره من شخص إلى أخر, وعادة نجد الشخص متقلب بين المرجعيات.
فإذا أردنا أن نقنع شخص صاحب مرجعية داخلية أو أن نجعل شخص صاحب مرجعية خارجية أن يثبت على رأي واحد فيجب أن نتعامل معه على حسب المرجعية التي تغلب عليه ( أجد صعوبة في شرحها ولكن سوف أحاول إيجاد طريقة سهلة يمكن من خلالها فهم طريقة التعامل معهم).
3- العمل من اجل ألذات أو من اجل الآخرين:
هناك أناس ينظرون إلى الأمور على حسب ما تحققه لأنفسهم وفي الجانب الأخر هناك أناس ينظرون إلى الأمور على حسب ما تحققه للناس من حولهم. والناس لا يتبعون احد هذين المنظورين بشكل مطلق ولكن يغلب احدها على الأخر في كثير من تصرفات الشخص.
مثال: عندما أجريت المقابلة الشخصية لكي تقبل في الكلية التي اخترتها أو ربما للعمل في شركة ما, لابد أنهم سألوك لماذا اخترت هذا التخصص بالذات أو هذا العمل؟ فماذا كانت أجابتك؟ .
هناك من سوف تكون إجابته مثلا لأنني أحب أن اخدم المجتمع والناس واخدم وطني عن طريق هذا التخصص أو هذا العمل الذي اخترته, وهنا نجد هذا الشخص ينظر إلى الأمور على حسب ما تحققه للناس وهذا ينفع أن يوضع في عمل يخدم فيه الناس مثل الأعمال الإنسانية أو يوضع في أماكن التعامل مع الزبائن والجمهور.
لكن لو كانت إجابته انه يحب هذا التخصص و يجد انه سوف يقدم لنفسه الكثير عن طريق هذا التخصص أو هذا العمل, فنجد أن هذا الشخص ينظر إلى هذا العمل على حسب ما يحققه لنفسه, وهذا لا يصح أن يوضع في الأعمال التي تلزم التعامل مع الجمهور لأنه سوف يكون مصدر إزعاج لهم ولن يخدمهم إلا إذا كان يرى في ذلك فائدة لنفسه, ولكنه يصلح للأعمال الفردية البعيدة عن الناس مثلا الأبحاث والدراسات.... مثلا.
4-الموفقين وغير الموفقين:
هناك من الناس من ينظر إلى الأشياء من وجه التشابه بينها, وهناك من ينظر لها من جانب الاختلافات فيما بينها.
مثلا: لو احظرنا ثلاث سيارات وطلبنا من شخصين التحدث عنها. فنجد أن الشخص الذي يوفق ويجمع بين الأمور سوف يذكر في البداية أوجه التشابه بينها, وأما الشخص الغير موفق والذي ينظر إلى الفروق سوف يذكر الفروق فيما بينه في البداية ( جربوها وانظروا إلى النتائج)
الذين يوفقون بين الأمور هم الغالبية بين الناس
ماذا نستفيد نحن من هذا؟؟؟؟
عادة إذا اجتمع الموفقون لكي يتفقون على أمر ما فإنهم يكونون منسجمين مع بعضهم ويتفقون بسرعة لأنهم جميعا يحاولون أن يجمعون بين الأمور وينظرون لها من حيث التشابه, ولكن لو كان بينهم شخص ينظر إلى الفروق فان اتفاقهم يكون صعبا لأنه ينظر إلى الأمور بطريقة أخرى تختلف عنهم تماما, فهو يدقق في كل شيء وهو كثير الانتقاد, للذك هذا الشخص من الأفضل أن يكون مستشارا يستشيرونه بعد أن يتفقوا على شيء معين, فيقوم بكشف الأمور الحساسة التي ربما أغفلوها وبعد ذلك يعودون لكي ينقاشوها مع بعضهم.
الأشخاص الموفقين يصلحون للأعمال الروتينية التي ليس فيها تغيرات, أما الغير موفقين فلا يصلحون لهذه الاعمل لأنهم يحبون التغيير والتجديد وإذا وضعوا في مثل هذه الاعمل فسوف يسببون المتاعب.
الموفقين تجدهم يأكلون أغذية متشابه أما الغير موفقين فتجد موائدهم تحتوي على أصناف مختلفة من الطعام.
هذه ليست كل البرامج العقلية بل هناك الكثير والكثير منها مازال مخفيا ولا يسمح بنشره بين الناس
عقول الناس تحتوي على خليط من هذه البرامج تكون ممزوجة مع بعضها البعض بنسب مختلفة مثل مزيج من كميات مختلفة من الألوان, وإذا استطعنا أن نعرف هذه البرامج فسيكون من السهل التعامل مع أصحابها واكتشاف الكثير من الأمور التي قد يقومون بها ونتائجها , وهذه البرامج سلاح ذو حدين.
هناك تطبيقات كثيرة اتركها للنقاش معكم.