الصيام : مقاصده وآثاره النفسية الإيجابية

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الجمعة, يونيو 12, 2015 - 12:15

قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”، (البقرة: 183) . جاء في التفسير الكبير: إن الصوم يورث التقوى لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى، فإنه يردع عن الأشَر والبطر والفواحش، ويهوّن لذّات الدنيا، وذلك لأن الصوم يكسر شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين الأمرين.

ويقول البعض “لعلكم تتقون” لعلكم تتقون المعاصي بالصيام، لأن الصيام أصلب لنفسه، ورادع لها من مواقعة السوء.

فالصوم هو رياضة روحية لها هدف راقٍ، وغاية نبيلة.

لقد خص الله  شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل , فهو شهر الصيام وشهر القيام وشهر الإنابة والتوبة , وشهر العتق من النار والفوز بالجنة كما ورد في أدعية شهر  رمضان , كما ذكرها النبي (ص) في خطبة استقبال شهر رمضان المبارك : ففي رمضان تصفّد الشياطين، وتفتح أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، ويستجاب الدعاء وتضاعف الحسنات والخيرات ولذلك كان مباركاً لكثرة الخير والبركة فيه.

 وهو شهر فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، والتي يقدر فيها الآجال والأعمار بحسب ما ورد من روايات .

إذًا شهرٌ هذه خصائصه وفضائله بأي شيء نستقبله؟ العبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح، وبالعزيمة الصادقة, والاجتهاد في طاعة الله وعبادته والورع عن محارمه .

والعبادة في الإسلام تعني خضوع العبد لله تعالى والتذلل له ، نعم إن الأبرار ينقادون إلى التكليف سواء عرفوا الحكمة أم لم يعرفوا، وان كان فعله وأمره تعالى كله قضاء وحكمة وهو كما وصف نفسه عليم حكيم .

فالصلاة مثلا فرضت لذكر الله، وهى تنهى عن الفحشاء والمنكر. والوظيفة الأولى والعظمى للصيام هي الوصول إلى تقوى الله تعالى، إلى الضمير الحي، الضمير الخاشي لله.

إن الصيام عبادة قوامها أن يملك المرء نفسه، وأن يحكم هواه وغرائزه، أي تحرير الإرادة وتقوية الضمير إنه عبادة ترقية وتزكية.

فالصائم أقدر على غض البصر وحفظ الجوارح .

يقول الرافعي الأديب المشهور : “كأن أيام هذا الشهر المبارك إن هي إلا ثلاثون حبة تؤخذ في كل سنة مرة لتقوية الإرادة، يضطرب الفلاسفة في أوروبا وقد عجزوا عجز من يحاول تغيير الإنسان، ولا يزال مذهبهم مذهب كتب، ولو أنهم تدبروا حكمة الصوم في الإسلام لرأوا هذا الشهر نظاما عمليا من أقوى وأبدع الأنظمة الصحيحة، فهذا الصوم فقرٌ إجباري يراد به إشعار النفس الإنسانية، أن الحياة الصحيحة وراء الحياة لا فيها!”.

أية معجزة إصلاحية أعجب من هذه المعجزة التي تقضي أن يُحذف من الإنسانية كلها تاريخ البطن ثلاثين يوما في كل سنة، ليحل محله تاريخ النفس؟”.

إن من البطن نكبة الإنسانية، فانظروا في أي قانون من القوانين وفى أية أمة من الأمم، تجدوا ثلاثين يوما قد فرضت فرضا لتربية إرادة الشعب ومزاولته فكرة نفسية واحدة، ألا ما أعظمك يا شهر رمضان، لو عرفك العالم حق معرفتك لسمّاك مدرسة الثلاثين يوما.

وللصوم آثاره الرائعة على النفس البشرية، ونظراً للعلاقة الوثيقة بين الاطمئنان النفسي وصحة الجسد عموماً، فإن الآثار والفوائد النفسية التي يجنيها الصائم لها مردودها الإيجابي في حسن سير الوظائف العضوية لكل أجهزة البدن.

و من وصايا لقمان لابنه قوله: " يا بني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة ".

ففي جوع الجسم صفاء القلب وإنقاذ البصيرة لأن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب ويكثر الشجار فيتبلّد الذهن. أحيوا قلوبكم بقلة الضحك وقلة الشبع وطهروها بالجوع تصفو وترق

كما أن الصيام ينمي الإخلاص للخالق سبحانه وتعالى، فهو سرٌ بين العبد وربه لا رقيب على تنفيذه إلا ضميره ورغبته الصادقة في رضاء الله سبحانه، وعند الجوع يزول البطر وتنكسر حدة الشهوات. وإن البطر والأشر هما مبدأ الطغيان والغفلة عن الله، فلا تنكسر النفس ولا تذل كما تذل بالجوع، فعنده تسكن لربها وتخشع له.

و هذه أمور كلها تخفف من توتر الجهاز العصبي وتهدئه. والجوع يساعد الصائم على السيطرة على نفسه. ويدعم الجوع في كسر حدة الشهوات، مراقبة الصائم الله واستشعاره أنه في عبادة له، مما يصرفه عن التفكير بالمعاصي والفواحش.

و الصيام يؤدي إلى صفاء الذهن وتقوية الإرادة وترويض النفس على الصبر.

و أخيراً فإن الصوم يعمل على إيقاظ الشعور المشترك حيث يذوق الجميع غنيهم وفقيرهم آلام الجوع ومرارة العطش

وللصوم آثاره الرائعة على النفس البشرية، ونظراً للعلاقة الوثيقة بين الاطمئنان النفسي وصحة الجسد عموماً، فإن الآثار والفوائد النفسية التي يجنيها الصائم لها مردودها الإيجابي في حسن سير الوظائف العضوية لكل أجهزة البدن.

و من وصايا لقمان لابنه قوله: " يا بني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة ".

ففي جوع الجسم صفاء القلب وإنقاذ البصيرة لأن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب ويكثر الشجار فيتبلّد الذهن. أحيوا قلوبكم بقلة الضحك وقلة الشبع وطهروها بالجوع تصفو وترق

كما أن الصيام ينمي الإخلاص للخالق سبحانه وتعالى، فهو سرٌ بين العبد وربه لا رقيب على تنفيذه إلا ضميره ورغبته الصادقة في رضاء الله سبحانه، وعند الجوع يزول البطر وتنكسر حدة الشهوات. وإن البطر والأشر هما مبدأ الطغيان والغفلة عن الله، فلا تنكسر النفس ولا تذل كما تذل بالجوع، فعنده تسكن لربها وتخشع له.

و هذه أمور كلها تخفف من توتر الجهاز العصبي وتهدئه. والجوع يساعد الصائم على السيطرة على نفسه. ويدعم الجوع في كسر حدة الشهوات، مراقبة الصائم الله واستشعاره أنه في عبادة له، مما يصرفه عن التفكير بالمعاصي والفواحش.

و الصيام يؤدي إلى صفاء الذهن وتقوية الإرادة وترويض النفس على الصبر.
و أخيراً فإن الصوم يعمل على إيقاظ الشعور المشترك حيث يذوق الجميع غنيهم وفقيرهم آلام الجوع ومرارة العطش.

 

 

 

د . صلاح الدين السرسي 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.