أريد أن أنام بعمق

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الاثنين, يونيو 8, 2015 - 08:42

 هناك حوالي 40 مليون شخص في أمريكا يعانون من اضطراب النوم بصورة أو بأخرى . يضاف إليهم 20 مليوناً لديهم مشكلات عارضة مع النوم . عملية النوم : يمر النائم بعدة مراحل : المرحلة الأولى والثانية، ويكون النوم خلالهما خفيفاً ويبدآن مع بداية النوم.

المرحلة الثالثة والرابعة، أو ما يعرف بالنوم العميق، وهاتان المرحلتان مهمتان لاستعادة الجسم نشاطه، ونقص هاتين المرحلتين من النوم ينتج عنه النوم الخفيف غير المريح والتعب والإجهاد خلال النهار. وبعد حوالي التسعين دقيقة تبدأ مرحلة الأحلام أو ما يعرف بمرحلة حركة العينين السريعة، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة، وهي مهمة لاستعادة الذهن نشاطه. والمرور بجميع مراحل النوم يعرف بدورة نوم كاملة. وخلال نوم الإنسان الطبيعي (6-8 ساعات) يمر الإنسان بحوالي 4-6 دورات نوم كاملات.
غالب الناس ينامون من 7-8 ساعات . ولكن ذلك لا يعني أن الجميع ينبغي أن ينام هذا العدد ، فالبعض ينام أقل من 3 ساعات في اليوم ، والبعض ينام أكثر من 10 ساعات.
اثنان من كل عشرة أشخاص ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة ، وواحد من كل عشرة ينام 9 ساعات أو أكثر في الليلة. ويدعى الأشخاص اللذين ينامون أقل من 6 ساعات بأصحاب النوم القصير، واللذين ينامون أكثر من 9 ساعات بأصحاب النوم الطويل، ولكنهم طبيعيون. فنابليون وأديسون كانا من أصحاب النوم القصير. في حين كان العالم آينيشتين من أصحب النوم الطويل.
عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان إذا كان طبيعياً ولا يعاني من أحد أمراض النوم لا تؤثر على إنتاجيته وإبداعه.
إذا كنت تنام خمس ساعات في الليلة ، وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإن نومك سليم .

الأطفال والنوم :

معدل النوم لدى الأطفال حديثي الولادة من 16-18 ساعة يومياً، موزعة على 4-5 فترات نوم (غفوات).
بعد مرور شهرين يزداد نوم الطفل بالليل، مما يعطي الأهل فرصة للاستراحة والنوم. وعلى الرغم من أن موعد النوم ينتقل تدريجياً ليصبح خلال الليل؛ فإن الطفل يستمر في أخذ غفوات خلال النهار.
عندما يصل الطفل إلى 3-6 أشهر من العمر، فإنه عادة ما يحتاج إلى 3 غفوات أثناء النهار ، وذلك يتغير تدريجياً إلى غفوتين أثناء النهار في العمر من 6-12 شهر، وغفوة واحدة عندما يصبح عمره سنة واحدة، ليصبح مجموع ساعات نومه 12-14 ساعة. إلا أن الاستيقاظ من النوم خلال الليل يزداد في النصف الثاني من السنة الأولى، وتستمر هذه المشكلة في السنة الأولى وحتى السنة الثانية من العمر. والأطفال عادة ما يتخلصون من هذه المشاكل مع مرور الزمن ولا يكون لها أي تأثير على نمو الطفل وصحته.

نصائح لمساعدة الأهل في تكييف الطفل للنوم في مواعيد منظمة خلال السنة الأولى من عمره:

1.رّب ابنك على اعتبار أن الليل للنوم والنهار للبقاء مستيقظاً، وذلك من خلال تقييد وقت اللعب والمرح خلال النهار فقط.
2.ساعد ابنك على تعلم الربط بين السرير والنوم. ويمكن بلوغ ذلك عن طريق أخذ الطفل إلى السرير في موعد النوم، ومقاومة الرغبة في السماح له بالنوم في غرفة الجلوس أو بين ذراعي الوالدين.
3.يجب أن تكون الإضاءة خافته في غرفة النوم.
4.إذا استيقظ الطفل أثناء الليل، فلا تعره أي انتباه. وإذا بدأ بالبكاء فكن حليماً، وحاول إشعاره بالطمأنينة، أو غيّر الحفاض إذا لزم الأمر. احرص على عدم إنارة ضوء الغرفة، ابق المحادثة بأخفض صوت ممكن، ولا تفقد أعصابك. إذا أعرت بكاء الطفل عند استيقاظه أهمية، فإنه سوف يتعود على ذلك ، ويلجأ إلى هذا السلوك لجذب انتباه الأهل.
5.إطعام الرضيع كميات كبيرة من الحليب أثناء الليل قد يؤثر على نوم الطفل، وقد ينتج عنه الاستيقاظ المتكرر(عادة من 3 إلى 8 مرات في الليلة الواحدة) . في عمر الستة أشهر، عادة ما يحصل الأطفال الأصحاء على القدر الكافي من الغذاء أثناء النهار، لذلك إذا تكرر استيقاظ طفلك من النوم طلباً للغذاء فننصحك باستشارة طبيب الأطفال للوصول إلى خطة علاجية للخفض من عدد مرات الاستيقاظ تدريجياً.

مرحلة البدء بالمشي إلى ما قبل المدرسة:

في السنة الثانية من عمره، ينام الطفل بمعدل 12-13 ساعة يومياً، منها ساعة إلى ساعتين في النهار، و 11 ساعة في الليل. في هذه المرحلة من العمر تبدأ مواعيد نوم الطفل بالانتظام أكثر.
المشاكل الرئيسية التي تحدث في هذا العمر هي: رفض النوم وحيداً، البكاء عند موعد النوم، والاستيقاظ باكياً في الليل.
الاستراتيجية المناسبة لهذا العمر ما يلي:
1.عرّف الطفل دائماً متى يكون موعد نومه.
2.تجنب تعريض الطفل للإثارة (كاللعب) قبل موعد نومه.
3.حاول جعل الطفل يحب غرفة نومه، وذلك من خلال وضع بطانيات وأغطية جذابة، إضافة إلى السماح له باصطحاب اللعبة المفضلة إلى غرفة نومه وهكذا.
4.عوّد طفلك على نظام معين قبل النوم، مثل قراءة قصة قبل النوم.
5.قاوم رغبة الطفل في قصة أخرى أو رغبته في الشرب وغير ذلك من الأمور التي قد يلجأ إليها الطفل لإبقاء والديه معه أطول فترة ممكنة.
6.كن ثابتاً في قرارك وعلى نفس المبدأ كل ليلة.
7.إذا كان طفلك ينام في غرفة خاصة به فعوده بأنك لن تبقى معه في الغرفة حتى يغفو، ولكنك بالتأكيد ستكون قريباً منه إذا احتاجك.
8.في هذا العمر قد يستيقظ الطفل من نومه في الليل (مثل الكبار)، لذلك يجب أن يتعلم الطفل بالتدريج كيفية العودة إلى النوم. فإذا بكي الطفل عند استيقاظه (وأنت تعرف بأن هذه عادته، أي أنه لم يصبه أي مكروه) فانتظر لمدة خمس دقائق قبل الذهاب إلى غرفته، وعندما تذهب ابق معه لوقت قصير ولا تحاول حمله، اجعل المحادثة بسيطة وقصيرة إلى أقل درجة ممكنة، ثم غادر حتى إن بقي الطفل يبكي. إذا استمر في البكاء انتظر لمدة عشر دقائق قبل الذهاب إليه مرّة أخرى، وابق لفترة قصيرة ثم غادر غرفته. إذا استمر في البكاء انتظر لمدة 15 دقيقة قبل العودة إليه، وهكذا.
9.إذا رفض الطفل البقاء في غرفة نومه، فاستخدم أسلوب إغلاق الباب؛ إما أن يبقى في السرير أو أن الباب سوف يُـغلق. ولكن مهما حدث فلا تقفل الباب بالمفتاح فذلك مرعب، وإنما امسك الباب وهو مغلق لعدة دقائق قبل أن تعيد فتحه وإعادة المحاولة.
10.تكرار حضور الوالدين من وإلى غرفة الطفل يبعث الطمأنينة في نفس الطفل، كما أنه يعطي الطفل شعور بأنهما لن يتركاه إلى الأبد. على الرغم من أن ترك الطفل يبكي في فترة التعليم هذه مؤلم للوالدين؛ إلا أن الخبراء يقولون بأنها لن تترك أي أثراً نفسي على الطفل.

العمر من 6-12 سنة (سن المدرسة):

عند بلوغ الطفل سن السادسة فإنه عادة لا يحتاج إلى أن يغفو أثناء النهار، كما أن مجمل ساعات النوم تقل إلى 11 ساعة في اليوم،
حين يصبح في العاشرة من عمره تكون عدد الساعات حوالي 10 ساعات يومياً. خلال هذه الفترة تختفي المشاكل التي واجهته في طفولته المبكرة، كما أن معظم الأطفال ينعمون بنوم هادئ أثناء الليل، ويكونون يقظين تماماً أثناء النهار. وكالكبار، فإن بعض الأطفال كالطيور المبكرة (أشخاص النهار) يستيقظون مبكرين وينامون مبكرين وبعضهم كطيور الليل (أشخاص الليل). المشكلة الرئيسية في هذا العمر هي موعد النوم أكثر من كونها مشكلة في النوم.
أكثر مشكلة شيوعاً في هذا العمر هي رفض النوم، فالطفل يحاول تأخير موعد نومه إما لمشاهدة التلفزيون أو اللعب أو حل الواجبات المدرسية. وقلّة النوم في هذا العمر تظهر نتائجه السلبية في النهار، فالنوم غير الكافي كفيل بجعل الطفل عصبياًوتصرفاته غريبة أثناء النهار، كما أن الطفل قد ينام أو يفقد تركيزه في المدرسة.

فيما يلي بعض النصائح التي تساعد الوالدين لضمان نوم أفضل لأبنائهم:

1.ضع موعد نوم مبكر ليتم اتباعه. على الرغم من أن موعد النوم قد يختلف من طفل إلى آخر، إلا أنه عليك اتباع الموعد الذي تجده يوفر نوم كاف لطفلك.
2.يجب أن تكون غرفة نوم الطفل جذابة ومريحة.
3.يجب أن لا يكون في غرفة الطفل تلفزيون أو ألعاب كمبيوتر أو ألعاب أخرى، يمكن السماح للطفل بالاحتفاظ بلعبته المفضلة معه في السرير أو النوم معها.
4.علّم طفلك اتباع بعض العادات الحميدة قبل النوم مثل الذهاب إلى الحمام، وتنظيف الأسنان . . . الخ.
5.ابدأ بتعليم ابنك دعاء النوم (الورد).

المرأة والنوم :
المرأة من أقل فئات المجتمع في عدد النوم ، يصل عدد نوم السيدات من سن 30 - 60 سنة إلى أقل من 7 ساعات ، نظراً لتغير مستوى الهرومونات الذي يصاحب الدورة الشهرية وغيرها.

تأثير الدورة الشهرية على النوم :

يختلف من امرأة إلى أخرى ، ويمكن أن يظهر بـ :
الأيام السابقة للدورة: وخلال هذه الأيام تشعر الكثير من النساء بالاحتقان والصداع وتغير المزاج والاكتئاب والتوتر. وهذا يؤثر على النوم حيث تعاني أكثر السيدات من الأرق والنوم غير المريح خلال هذه الفترة وعلى العكس من ذلك فإن بعض السيدات قد يعانين من زيادة النعاس والنوم.
• خلال الدورة: ويكون هناك نقص حاد في هرمون البروجيسترون. وخلال هذه الفترة تعاني الكثير من السيدات من سوء في جودة النوم حيث تعاني حوالي 36% من السيدات من تقطع النوم خلال الأيام الأولى من الدورة.
ولا يوجد علاج خاص لهذه المشاكل ولكن تنصح السيدات اللواتي يعانين من شدة اضطرابات النوم خلال هذه الفترة بممارسة الرياضة بشكل منتظم والانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ وتجنب المنبهات والمأكولات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر قبل النوم.

أثر الحمل على النوم :

أظهر استفتاء في الولايات المتحدة أن 78% من الحوامل يشكون من زيادة اضطرابات النوم خلال الحمل.
ويمكن تقسيم تأثيرات الحمل إلى ثلاث مراحل:
• الثلاثة أشهر الأولى: وخلالها يزيد هرمون البروجيستيرون في الدم. ويمكن تلخيص التأثيرات بالتالي:
o زيادة في النعاس وكثرة النوم مقارنة بفترة ما قبل الحمل
o زيادة الرغبة في التبول خلال الليل مما يؤثر على استمرارية النوم بالليل وبالتالي قد يزيد من النعاس بالنهار.

• الثلاثة أشهر الثانية (4-6): ويستمر خلالها ارتفاع مستوى هرمون البروجيستيرون ولكن بصورة أبطأ. ويمكن تلخيص التأثيرات بالتالي:
o يتحسن النوم مقارنة بالثلث الأول ولكنه يظل أسوأ من فترة ما قبل الحمل.
o تقل الرغبة في التبول مما يؤدي إلى بعض الاستقرار في النوم.

• الثلاثة أشهر الأخيرة (6-9): وخلال هذه الفترة تعاني الكثير من السيدات من اضطرابات النوم.
o أظهرت بعض الاستفتاءات أن 97% من الحوامل يعانين من اضطرابات النوم في نهاية الحمل.
o وخلال هذه الفترة تزداد الرغبة في التبول بالليل بسبب ضغط الجنين على المثانة مما يؤدي إلى تقطع النوم.
o كما أن الكثير من السيدات يعانين من احتقان الأنف مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس خاصة بالليل مما قد يؤثر على النوم.

وخلال الحمل قد تظهر بعض اضطرابات النوم التي لم تكن موجودة سابقا. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن 30% من الحوامل اللاتي لم يكن يعانين من الشخير يظهر لديهن الشخير لأول مرة خلال الحمل. وإذا كان احتقان الأنف وانسداده شديدين فقد يؤدي ذلك إلى انسداد مجرى التنفس العلوي وتوقف التنفس مما قد يسبب تقطع النوم وزيادة النعاس أثناء النهار وقد يسبب نقصاً في مستوى الأكسجين اثناء النوم وزيادة ضغط الدم الحامل . إذا كانت الحامل تعاني من الشخير وزيادة النعاس فإنها تنصح بمراجعة الطبيب.
كما أن الحامل تكون أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة حركة الساقين غير المستقرة وهي عبارة عن إحدى اضطرابات النوم، وتتميز بأحاسيس غريبة وغير مريحة في الساقين يمكن أن تحدث في أي وقت من اليوم ولكنها عادة ما تحدث بكثرة قبيل النوم وينتج عنها رغبة شديدة في تحريك الرجلين أو حتى المشي، ونتيجة لذلك يجد المصاب صعوبة في النوم ومن ثم الأرق. وتصيب هذا المتلازمة 15% من الحوامل.

نصائح للحامل؟

• تنصح الحامل في الثلث الأخير من الحمل بالنوم على الجنب الأيسر حيث أن ذلك يسهل تدفق الدم للجنين والكليتين. كما تنصح بتجنب النوم على الظهر لفترات طويلة.
• الإكثار من شرب السوائل بالنهار والتقليل منها بالليل.
• ممارسة الرياضة بانتظام
• إذا كانت الحموضة تسبب مشكلة للحامل عند النوم فإنها تنصح باستخدام الوسائد لرفع الرأس عند النوم وكذلك تجنب الحمضيات والتوابل.
• تناول وجبات خفيفة متكررة خلال اليوم يجعل المعدة ممتلئة مما قد يقلل من الإحساس بالغثيان والحموضة.

بعد الولادة، تعاني الأم عادة من تقطع النوم بسبب كثرة استيقاظ رضيعها مما ينعكس سلبا على نشاطها خلال النهار وقد يسبب لها الاكتئاب. وتنصح الأمهات بأخذ غفوة في الأوقات التي يغفو فيها رضيعها كما أن مشاركة أفراد العائلة في العناية بالرضيع قد يخفف من حجم المشكلة.

سن توقف الطمث والنوم؟

عند اقتراب المرأة من سن توقف الطمث تبدأ الهرمونات الأنثوية (الأستروجين والبروجيستيرون) في الجسم بالتناقص مما يسبب بعض التغيرات في الجسم. ففي هذه المرحلة تشعر بعض السيدات بومضات من الحرارة خلال الجسم وهي عبارة عن شعور عام بالحرارة في الجسم كله يصاحبه تعرق. وتصيب هذه الأحاسيس 36% من السيدات في هذا السن أثناء النوم مما يؤثر على جودة النوم. وتستمر هذه الأحاسيس عادة لمدة خمس سنوات. وفي هذا السن قد تحصل السيدة على نفس عدد ساعات النوم ولكن جودة النوم تكون أقل.
تنصح السيدات في هذا السن بمراجعة طبيب النساء لمناقشة طرق العلاج المتوفرة.

مشكلات النوم وكبار السن :

اضطرابات النوم هي أحد أكثر المشاكل شيوعا عند كبار السن. ففي الغرب تعتبر اضطرابات النوم السبب الرئيس في إدخال كبار السن دور رعاية العجزة.
أكثر ما يشكو منه كبار السن تقطع النوم. ويزيد الأرق بصورة مضطرة مع تقدم العمر. كما أن الاكتئاب (أحد الأسباب الرئيسة) للأرق هو أكثر شيوعا عند كبار السن.
يقضي متوسطي وكبار العمر نسبة أقل في المراحل العميقة من النوم وعادة ما تقل هذه النسبة بصورة مضطرده مع تقدم العمر. فعند سن السبعين مثلا يقضي الإنسان نسبة قليلة جدا في المراحل العميقة من النوم تصل عند البعض إلى الصفر. كما أن كبار السن أكثر عرضة لتقطع النوم خلال الليل وهذا قد يكون نتيجة لأسباب عضوية في بعض الأحيان ويصعب التعرف على السبب في أحيان أخرى. وعادة ما يغفو كبار السن غفوات قصيرة وبصورة متكررة خلال النهار وهذا يزيد من الأرق بالليل. وعند كبار السن تكون الساعة الحيوية أقصر من الطبيعي مما ينتج عنه النوم مبكرا خلال الليل والاستيقاظ مبكرا .
والتغيرات السابقة هي نتيجة لعدة تغيرات في الجسم توصل العلم لمعرفة بعضها. فافراز بعض المواد كهرمون الميلاتونين (هرمون النوم) يقل عادة عند كبار السن. كما أن إسلوب الحياة الذي يتبعه بعض كبار السن من قلة الحركة والخمول خلال النهار وعدم التعرض للضوء الخارجي يؤثر على جودة النوم.

المشاكل الطبية الشائعة التي تؤثر على النوم عند كبار السن :

هناك الكثير من المشاكل الطبية التي تؤثر على جودة النوم عند كبار السن بصورة مباشرة أو غير مباشرة. من هذه المشاكل: آلام المفاصل وهشاشة العظام ، حموضة المعدة وترجيع الحمض إلى المرىء ، الاضطرابات التي تصيب الجهاز البولي ، أمراض القلب والجهاز التنفسي المزمنة ، تصلب الشرايين الطرفية ، الأمراض التي قد تصيب الجهاز العصبي عند كبار السن كمرض الرعاش (الباركنسون) ومرض الألزهايمر وغيرها. وكل المشاكل الطبية السابقة تؤثر على النوم وتجعله متقطعا وقد تسبب الأرق.
كبار السن أكثر عرضة للإصابة ببعض اضطرابات النوم المعروفة. فاحتمال الإصابة بالشخير يزيد مع تقدم العمر. وعند الأشخاص الذين تخطوا سن 65 سنة يصيب توقف التنفس أثناء النوم 28% من الرجال و 24% من النساء. كما أن احتمال الإصابة بمتلازمة حركة الساقين غير المستقرة وحركة الأطراف الدورية أثناء النوم تزيد باضطراد عند كبار السن. فقد أظهرت أحد الدراسات أن حوالي 45% من كبار السن يعانون من حركة الأطراف الدورية.

نصائح لكبار السن :

ممارسة التمارين الرياضية (المناسبة لعمر وصحة الشخص) بصورة منتظمة.
الانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ (وخصوصا وقت الاستيقاظ) .
التقليل قدر الإمكان من الغفوات والحد منها إلى غفوة واحدة بحيث لا يزيد وقت الغفوة عن نصف ساعة.
التعرض للضوء الخارجي في وقت العصر لتأخير الإيقاع اليومي (الساعة الحيوية) ومن ثم تأخير وقت النوم.
محاولة التقليل من المنبهات كالقهوة قدر الإمكان وبالذات وقت المساء.
عدم استخدام الحبوب المنومة إلا بعد استشارة الطبيب المختص لأن هذه الحبوب قد تسبب آثار جانبية لدى كبير السن كما أنها تزيد من احتمال توقف التنفس أثناء النوم.

الأرق :

وهو الشكوى من عدم الحصول على نوم مريح وهو ما يؤثر على نشاط المصاب خلال النهار. ويمكن أن يقسم الأرق إلى ثلاثة أقسام:
1. صعوبة البدء في النوم: ويشكو المصابون من صعوبة في النوم عند ذهابهم إلى فراش النوم ولكن ما إن يناموا فإن نومهم يستمر بشكل طبيعي.
2. الاستيقاظ المتكرر: ويدخل المصابون في النوم بسهولة ولكنهم يشكون من تقطع النوم وعدم استقراره واستمراريته.
3. الاستيقاظ المبكر: ويشكو المرضى من الاستيقاظ في ساعة مبكرة من النهار وعدم القدرة على العودة إلى النوم.
وهناك تقسيم آخر للأرق يعتمد على طول الفترة التي يعاني المصاب فيها من الأرق:
1. أرق مؤقت: من ليلة إلى ثلاث ليلال.
2. أرق قصير المدى: من اربع ليال إلى ثلاثة أسابيع.
3. أرق مزمن: أكثر من ثلاثة أسابيع.

إحصائيات :

تشير الإحصائيات الحديثة إلى أن حوالي 66%من النساء يعانين الأرق بينما تنخفض هذه النسبة لدى الرجال إلى 50%
يقول الدكتور إيفريث في مقال نشرته مجلة American Journal of Medicine : إن مشكلة الأرق هي من أكثر الشكايات شيوعا في عيادات الأطباء في أمريكا .. فثلث الناس يشكو من إحدى مشاكل النوم ولهذا تجد المنومات والمركنات من أكثر الأدوية استعمالا بين الناس هناك .
إن نسبة المصابين بأرق شديد في أمريكا تزداد من 9 % عند الشباب إلى أكثر من 35 % عند المسنين .
40 % من كل البالغين في أمريكا يستعملون المنومات بانتظام وإن المسنين هناك يستعملون 40 % من الحبوب المنومة !!
في دراسة أجريت في جامعة شيكاغو ثبت أن الأرق المزمن يقلل من قدرة البالغين على القيام بوظائف الجسم الحيوية الأساسية مثل " تخزين النشويات وعمليات الدماغ ، ويؤثر على نظام إفراز الهرمونات عموما فتزيد مثلا معدلات إفراز هرمون الكورتيزول الذي يعرف بهرمون الضغط العصبي stress مما يودي إلى تحطيم الخلايا الدماغية ، كما تتأثر هرمونات العضلات وهرمونات النمو ، ويبطئ الأرق عمل الجهاز المناعي للجسم لأن الجسم يعمل في فترات النوم على تصنيع جزيئات الطاقة المسماة بـ adenosine triphosplate وهذه الطاقة هي التي تساعد الجسم على تحريك جميع الأنشطة بدءا من العضلات وانتهاء بالذاكره.

أسباب الأرق :

للأرق أسباب كثيرة جدا ولكن يمكن أن تجمل الأسباب في ثلاث مجموعات: أسباب نفسية، أسباب عضوية، وأسباب سلوكية وبيئية.
• الأسباب النفسية:
أظهرت الدراسات أن 40% من المصابين بالأرق لديهم اضطرابات نفسية. والأسباب النفسية التي تسبب الأرق متعددة فمنها الاكتئاب والقلق والضغوط العائلية والوظيفية وغيرها. والمصاب بالأرق الناتج عن اضطرابات نفسية لا يدرك في معظم الحالات أن السبب في إصابته بالأرق يتعلق باضطرابات نفسية. ويخشى الكثير من الناس بأن يوصفوا بأنهم مرضى نفسيين. ولكن نظرا لشيوع الاضطرابات النفسية كأحد أهم الأسباب للأرق يجب استكشاف احتمال وجود الأسباب النفسية عند المصابين بالأرق. ويشكو المصابون بالأكتئاب من الاستيقاظ المبكر بينما يعاني المصابون بالقلق من صعوبة الدخول في النوم.

• الأسباب العضوية: وهي متعددة وقد يحتاج الطبيب إلى إجراء دراسة للنوم لتشخيص بعد هذه الأسباب. ومن هذه الأسباب:
o الاضطرابات التنفسية: ومنها الشخير وتوقف التنفس اثناء النوم، توقف التنفس المركزي وخاصة عند المصابين بهبوط القلب، والحساسية التنفسية لمجرى الهواء العلوي أو السفلي.
o ارتداد الحمض إلى المرئ: وتعني استرجاع الحمض من المعدة إلى المرئ وأحيانا يصل الحمض إلى البلعوم. وهذا أحد الأسباب المعروفة لتقطع النوم والأرق.
o متلازمة حركة الساقين غير المستقرة .
o النوم غير المريح "دخول موجات اليقظة على موجات النوم العميق" (نوم الألفا دلتا): المصابون بهذا الاضطراب قد ينامون لساعات كافية ولكنهم لا يشعرون بالنشاط والحيوية عند استيقاظهم. وهم يصفون نومهم عادة بالنوم الخفيف جدا وعدم القدرة على الاستغراق في النوم. والمصابون بهذا الاضطراب لا يحصلون على النوم العميق بصورة طبيعية .
o الألم: الألم مهما كانت أسبابه قد يؤدي إلى الأرق.
o أسباب طبية أخرى: كالشلل الرعاش وأمراض الكلى واضطراب الغدة الدرقية السكر وغيرها.

• الأسباب السلوكية والبئية:
عدم الانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ
الأرق المكتسب (الأرق السيكوفيزيولوجي): وهنا يعاني المصاب من الأرق نتيجة لبعض العوارض الاجتماعية أو الضغوط النفسية ولكن بعد زوال السبب الذي أدى للأرق تستمر مشكلة الأرق مع المريض وذلك بسبب اكتساب المريض عادات خاطئة في النوم خلال الفترة السابقة ويصبح المريض مشغول الذهن وكثير القلق من احتمال عدم نومه ويدخله ذلك في حلقة مفرغة تزيد من مشكلة الأرق عنده. وهؤلاء المرضى قد ينامون بشكل أفضل خارج منازلهم.
الخمول والكسل: فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعيشون حياة خاملة ينامون بصورة أسوأ من الذين يعيشون حياة نشطة مليئة بالحيوية. والرياضيون بصورة عامة ينامون أفضل من الخاملين.
الإفراط في استخدام المنبهات أو استخدام الكحول: والمنبهات تشتمل على المشروبات المنبهة كالقهوة والشاي والكولا والشوكولا. كما أن دخان السجائر يعتبر من المنبهات. أما بالنسبة للكحول فإنه من المثبت علميا أنه يؤدي إلى الأرق وتقطع النوم كما أنه يزيد من اضطرابات التنفس أثناء النوم.
عدم القيام بجهد جسماني : فيكثر الأرق عند الذين يعملون في المكاتب أو الذين لا يبذلون جهداً جسدياً كبيرا .

طرائف في التعامل مع الأرق :

في المانيا: ينصح الأطباء بتناول كوب من الحليب المحلى بالعسل قبل النوم مباشرة إذ إن الحليب يهدىء الأعصاب ويساعد على النوم.
*في أمريكا: يتثاءب الأمريكي 10 مرات متتالية فيعمل التثاؤب على استرخاء العضلات والأعصاب مما يبدد الأرق ويساعد على الاستغراق في النوم.
*في فرنسا: ينصح المصاب بالأرق بالنهوض من الفراش واستبدال الملاءة بأخرى ثم الاستسلام للنوم بدون التفكير في موضوع الأرق.
في الهند: رقصة الفيل هي الطريق إلى التغلب على الأرق! حيث يقوم المصاب بالأرق بتقليد اهتزازات الفيل بطريقة آلية وببطء شديد. فتبعث رتابة الحركات وتكرارها على الكسل وخمول العضلات مما يجلب النوم.
ما يقوله المسلم الذي أصابه الأرق :
وروى ابن السني عن محمد بن يحي : " أن خالدا بن الوليد رضي الله عنه أصابه أرق ، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يتعوذ عند منامه بكلمات الله التامات من غضبه ، ومن شر عباده ، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون".
وروى الترمذي عن بريدة رضي الله عنه قال : شكا خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله . ما أنام الليل من الأرق . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أويت إلى فراشك فقل : اللهم رب السماوات السبع وما أظلت ، ورب الأرضين وما أقلت ، ورب الشياطين وما أضلت ، كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا أن يفرط علي أحد منهم أو أن يبغى علي . عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك ولا إله إلا أنت "
خطوات لمساعدة نفسك للتخلص من الأرق :
لا تسهر كثيراً، وعود نفسك على الذهاب إلى الفراش في ساعة محددة كل ليلة سواء كنت متعباً أو لا. وحاول أن تستيقظ في نفس الوقت كل يوم فهذا قد يفيدك في تنظيم نومك.
احرص على أن تكون غرفة نومك مريحة ، معتدلة الحرارة ، خالية من الإزعاج.
لا يكن السرير صلباً ولا رخواً متهالكاً .
قم ببعض التمارين الرياضية كالمشي، ولكن لا تجهد نفسك بتمارين عنيفة فقد يكون مفعولها عكسيا.
لا تشرب المنبهات مثل الشاي او القهوة في المساء، وحاول استبدالها بمشروبات اخرى كالحليب مثلا.
ابتعد عن الكحول ما استطعت، فالكحول قد يساعدك على ان تغفو وتستغرق في النوم في بداية الامر، لكنك بكل تأكيد سوف تستيقظ بعد ساعات قليلة ولن تستطيع النوم مرة اخرى.
لا تتناول عشاءك متأخرا، بل حاول ان تأكل قبل ساعات من النوم، وليكن عشاؤك خفيفاً.
اذا لم تستطع ان تنام بصورة جيدة خلال الليل، حاول ان لا تنام خلال ساعات النهار، وقاوم النوم حتى المساء كي تنام بصورة افضل. نومك خلال النهار لتعويض ساعات الليل، يجعل نومك اصعب خلال الليل.
حاول ان تأخذ قسطا من الراحة والاسترخاء بصورة جيدة قبل ذهابك الى السرير.
اذا كان هناك موضوع يقلقك، ولا تستطيع عمل شيء تجاه هذا الامر، اكتب هذا الموضوع في ورقة قبل ان تذهب الى السرير، واكتب امامه بانك سوف تفكر به وتحاول حله في صباح الغد.
اذا لم تستطع النوم، فلا تبق في سريرك قلقا تفكر في كيف ستنام، انهض من سريرك وافعل شيئا تشعر انه يجعلك تسترخي مثل قراءة كتاب جيد ومسل، مشاهدة التلفزيون، بعد قليل سوف تشعر بالاجهاد وتشعر بانك ترغب في النوم.
اذا قمت بفعل جميع هذه الاشياء ولم تستطع النوم بصورة جيدة، عندئذ يجب عليك استشارة طبيبك، وتستطيع ان تتحدث معه في اي موضوع يقلقك ويمنعك من النوم.
هناك طريقة جيدة للعودة للنوم بصورة طبيعية، وهي الاستيقاظ مبكرا صباح كل يوم في نفس الوقت، مهما تأخرت في السهر في الليلة السابقة، وليكن ذلك بمساعدة ساعة منبهة، كذلك عليك ان لا تأوي إلى السرير مرة اخرى قبل الساعة العاشرة مساء. اذا قمت بهذا العمل لعدة ليال، فان نومك سينتظم بصورة طبيعية.
ينبغي أن تكون غرفة النوم هادئة مظلمة .
اجعل غرفة النوم للنوم فقط .

 

د . محمد محمد فريد 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.