الإعاقات - المفهوم والفئات

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: السبت, يونيو 6, 2015 - 19:15

بداية يجب أن نسأل أنفسنا عن من هو المعوق ؟ المعوق هو فرد يعاني – نتيجة عوامل وراثية (خلقية أو بيئية مكتسبة ) من قصور جسمي أو عقلي تترتب عليه آثار نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية تحول بينه وبين تعلم أداء بعض الأعمال والأنشطة الفكرية أو الجسمية التي يؤديها الفرد العادي بدرجة كافية من المهارة والنجاح .


مراحل الإعاقة :

يمكن أن نوجز مسار الإعاقة ، ومراحلها علي النحو التالي:

1- الإصابة Impairment :

تعني الإصابة حدوث عامل مسبب يؤدي إلي فقدان أو شذوذ (عن المسار الطبيعي) بشكل دائم أو مؤقت (أو مرحلي) لأحد الجوانب العقلية أو الجسمية ( الفسيولوجية أو البيولوجية) للفرد كقصور أو توقف النمو الجسمي أو العقلي أو فقد طرف من الأطراف نتيجة حادث أو شلل نصفي أو كلي أو الإصابة بشلل الأطفال أو شذوذ كروموسومي خلقي أو تلف في المخ أو ضعف أو فقدان القدرة علي التواصل communication or language Impairment  كفقد القدرة علي النطق أو عيب النطق والكلام أو فقد السمع أو البصر أو الإصابة بإعاقات التعلم أو الذاتوية .

2- القصور الوظيفي Function Impairment :

      يترتب علي الإصابة قصور وظيفي يؤدي الي تعطيل أو قصور وظيفي كلي أو جزئي ، دائم أو مؤقت يعوق الأداء السليم للأنشطة أو الوظائف الجسمية ( الحركية أو الحسية ) أو العقلية التي يؤديها الشخص الطبيعي المماثل للمعوق في العمر والجنس (كالمشي أو الرؤية أو الكلام أو السمع والقراءة والكتابة والعد والحساب والتفكير وحماية الذات والاهتمام والاتصال بالبيئة التي يعيش فيها الفرد ) وهذا القصور يجعل الشخص شاذا (عن الشخص الطبيعي ).

3- الإعاقة أو العجز Disability :

والمرحلة الأخيرة ، مرحلة الإعاقة أو العجز يعاني فيها الشخص من العجز أو الصعوبة في أداء جانب أو أكثر من الأعمال أو الأنشطة الجسمية أو الذهنية بمقارنته بالأفراد العاديين الذين يتساوي معهم في العمر والجنس أو الدور الاجتماعي والتي تعتبر جوانب حيوية أساسية في مواجهة متطلبات الحياة اليومية مثل التحرك والتواصل عبر العلاقات الاجتماعية وانجاز الأنشطة الاقتصادية والأعمال الذهنية ، هذه الحالة من العجز تتسبب في إعاقته عن قيامه بدوره الذي يتناسب مع عمره وجنسه والاعتبارات الاجتماعية والثقافية في المجتمع الذي يعيش به .

أنواع الإعاقة :

أولاً : المعاقون بدنيًا:

1- المكفوفين وضعاف البصر :

كف البصر قد يكون جزئيا أو كليا ، وقد ينشأ عن أسباب وراثية أو ولادية أومكتسبة نتيجة حادث أو مرض أو نتيجة نقص فيتامين ”أ“ .
أما حالات ضعف البصر فهي التي تتراوح فيها درجة الإبصار بين 20/ 200 و 70 /200 للعين الأقوي باستخدام النظارة . ومن يقل بصره عن هذا الحد يدخل في فئة الكف الكلي .

2- الصمم وضعف السمع :

اذا حدث الصمم قبل الولادة أوبعدها مباشرة فإن الفرد ينشأ عاجزا عن الكلام (أبكم) أما إذا حدث بعد تعلم الكلام فإنه يستطيع التواصل اللغوي ، ويتراوح ضعف السمع بين 20 وحدة صوتية و60 وحدة صوتية. ويعتبر أصم من أصيب بتلف تام في الأذن الوسطي أو الداخلية ، وإذا كان مقدار الفاقد في قوة السمع يزيد علي 92 وحدة صوتية .

3- إعاقة الاتصال :

تشمل هذه الفئة عيوب النطق والكلام وتتضمن فئات فرعية مختلفة منها العجز الكلي أو فقدان القدرة علي النطق بدرجاتها المختلفة والكلام التشنجي والكلام الطفلي والتأتأة والفأفأة وإبدال الأصوات ومنها حالات الأفيزيا أو الديسلكسيا أو الذاتوية .

4- الإعاقة الحركية :

تحدث الإعاقة الحركية نتيجة شلل مخي أو شلل أطفال أو بتر طرف أو نتيجة لمرض أو حادث أو تشوه في العظام أو المفاصل أو ضمور في العضلات أو فصل العظام وحالات الإنزلاق الغضروفي أو الريت ، وغيرها نتيجة عوامل قد تكون وراثية أو مكتسبة .

   والخدمات النفسية هي المجال الرحب الذي يرعي الطفل المعوق انطلاقا من اعترافها بحقوقه وبما يمتلكه من طاقات وقدرات تحتاج الي التنمية والتفعيل والتدريب لمساعدته علي التكيف والتوافق مع المجتمع والاندماج مع البيئة المحيطة به ليتساوي مع باقي الأطفال في حقوقه .

5- الأمراض المزمنة :

الأمراض المزمنة هي الأمراض التي يعاني منها الشخص لفترة طويلة من حياته كأمراض القلب والسل والسكر وحالات الصرع والهيموفيليا وبعض حالات الحساسية Allergies

ثانيا : المعاقون ذهنيا:

(أ‌) فئات المتخلفين عقليا Mentally retarded :

تشمل هذه الفئة التخلف العقلي البسيط (أو القابلين للتعلم) الذين تتراوح درجات الذكاء لديهم مابين 50 الي 70 والتخلف العقلي المتوسط (القابلين للتدريب ) الذين تتراوح درجات ذكائهم مابين 25 الي50 ، والتخلف العقلي الشديد(درجة الذكاء اقل من 25 ) وهي حالة قصور أو توقف في نمو الذكاء قبيل مرحلة المراهقة نتيجة عوامل وراثية أو بيئية أو كليهما ويترتب عليها عدم اكتمال نمو الذكاء وقصور القدرات الاجتماعية والتعليمية.

(ب‌) طيف الذاتوية أو الأوتيزم :

هي نوع من أنواع اعاقة النمو الشامل والتي هي عبارة عن نوع شديد من الإعاقة الذهنية تظهر أعراضها خلال الثلاثين شهرا الأولي من عمر الطفل ، وتتميز بقصور في قدرات الاتصال والتواصل والقدرة علي التفاعل الاجتماعي والعاطفي مع الآخرين والميل للعيش في عالم خاص في عزلة تتفاوت درجاتها حسب نوع الإصابة عما حوله ويحدث في الغالب نتيجة تلف في أنسجة المخ ، بسبب عوامل مختلفة أثناء فترة الحمل ، وقد يصاحبه تخلف عقلي ، وتكون الأعراض بدرجة أخف فيما يعرف باضطراب اسبرجر وبشكل أشد فيما يعرف باضطراب ريت .

(ج) إعاقات التعلم

هي قصور في القدرة علي التعلم في مجالات معينة كالقراءة والكتابة أو الفهم أو التعبير أو الحساب أو غيرها رغم أن ذكاء الطفل قد يكون عاديا أو عاليا وترجع الي احتمالات مختلفة ، منها تلف أو قصور وظيفي محدد في المخ أو الموصلات العصبية أو التلوث البيئي أو قصور بالأذن الداخلية وقد تظهر في صورة نشاط حركي زائد أو عدم قدرة علي تركيز الانتباه أو ديسلكسيا أو أفيزيا.

وتختلف خصائص الطفل المعوق في درجة استعداده للتأهيل ونوعية برامج الرعاية والتأهيل حسب نوع الإعاقة وموضعها ودرجتها. وتؤدي الإعاقة الي الفشل في انجاز الكثير من المهام اضافة الي مايعانيه الفرد المعوق داخل أسرته وفي المجتمع الذي يعيش فيه من عدم تقبل ونبذ ومشاعر دونية ونقص تؤدي في أغلب الأحيان إلي انحرافات أو اضطرابات وانماط مختلفة من السلوك غير العادي كالعدوانية ، والانطوائية ومظاهر سوء التوافق .

والمعاناة المترتبة علي القصور الوظيفي والإعاقة لا تقتصر علي الفرد ذاته نتيجة حاجته الي الاعتماد علي الآخرين (جسميا أو نفسيا أو اقتصاديا ) وعدم قدرته علي الاستمتاع بالحياة وشعوره بالعزلة والدونية ، بل إن المعاناة تمتد لتشمل أفراد أسرته والمحيطين به ، فالأسرة مسئولة عن رعايته ومعالجة مشكلاته وإعالته اقتصاديا ، ومن جهة أخري، يعاني المجتمع أيضا نتيجة عدم أو قصور إسهام الفرد المعوق في الانتاج وحاجته الي تخطيط وتمويل برامج رعايته وإعالته وتأهيله.

 

د. صلاح الدين السرسي 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.