الإحساس

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: السبت, يونيو 6, 2015 - 17:34

مفهوم الإحساس يشير إلى " ما يحدث حينما يستقبل أي عضو من أعضاء الحس كالعين أو الأذن أو الأنف أو اللسان أو الجلد..." منبها معينا، أو تنبيها محدداً من البيئة، سواءً داخلية أو خارجية. يبدأ الإحساس بالتنبيه والمنبه في مجال سيكولوجية الإحساس إما خارجي أو داخلي ، وكلاهما يمثل نوعا خاصا من الطاقة التي تؤثر في الخلايا الحسية المستقبلية،كالموجات الكهرومغناطيسية ( ضوء وحرارة) أو الميكانيكية (أصوات-تنبيه-لمس ) أو الكيميائية ( كالشم والذوق ) أو الحرارية ( كالحرارة والبرودة ) أو عضلية حركية ( حمل الثقل والتوتر أو المقاومة العضلية له ). عندما يؤثر المنبه في الخلايا المستقبلة ، وهي خلايا حسية متخصصة لاستقبال تنبيهات حسية معينه تدفعها إلى النشاط ، تنطلق منها نبضات عصبية تختلف من حاسة إلى أخرى . هو اذن تلك العملية التى يتم عن طريقها اكتشاف المثيرات وتحديدها وتقديرها . ودوره تزويد الفرد بالمعلومات الحسية فقط. أما تفسير هذه المعلومات فتختص بها عملية الإدراك . الإحساس إذن هوعمليّة فسيولوجية أساسا، تجري على مستوى الأعصاب التي وقعت عليها المثيرات الخارجية. المسار العصبى للإحساس ولكى يتم الإحساس بأى حدث داخل الجسم أو خارجه لابد من توافر مثير مناسب للحاسة ( كالبصر والسمع واللمس والشم والتذوق ) للمستقبلات العصبية الخاصة بالحاسة. وهذه المستقبلات الحسية هي نافذتنا على العالم تتلقى الاشارات وتنقلها عبر الجهاز العصبى الطرفى الى المخ فتنشط الإشارة جزءًا معينا من المخ حيث يسجل هذه الإشارة كإحساس . خصائص الإحساس قوة المنبه يجب أن تصل إلى حد معين لنتمكن من الاحساس به
أن حواسنا ليست قادرة على تزويدنا بكل معطيات العالم من حولنا
فهناك أصوات لا تسمعها آذاننا وأضواء لا تلتقطها عيوننا والإنسان يفهم ويستجيب في حدود ما تلتقطه الحواس . فنحن نرى موجات الضوء المحصورة بين طول موجات الضوء البنفسجي 380 نانومتر ؛ وطول موجات الضوء الأحمر 780نانومتر وكذلك السمع ؛ فالأذن البشرية تسمع الأصوات التي يتراوح تردد موجاتها بين 20 و20000 ذبذبة في الثانية ؛ لذلك لا نسمع الأمواج فوق الصوتية لأن ترددها يزيد على 20000 ذبذبة في الثانية . لكى يحدث الإحساس فلابد وأن تصل شدة المنبه الى درجة معينة كافية لاستثارة المستقبلات العصبية . هذا المستوى من الشدة يطلق عليه مصطلح العتبة Threshld. توجد ثلاث أنواع من هذه العتبات : العتبة المطلقة . العتبة الفارقة . العتبة القصوى العتبة المطلقة االعتبة المطلقة إن أقل قدر من التنبيه يمكن الإحساس به يسمي ( العتبة المطلقة ) فإذا تجاوزت قوة المنبه العتبة المطلقة للإحساس أمكن لنا الإحساس بوجود ذلك المنبه ، أما إذا قصرت قوة المنبه عن العتبة المطلقة للإحساس عجزنا عن الإحساس به. و المنبه الذي لا يصل إلى درجة كافية من الشدة فيقال إنه تحت العتبة المطلقة أو تحت عتبة الإحساس وتختلف العتبة المطلقة من فرد إلى آخر كما تختلف أيضا عند الفرد الواحد من وقت إلى آخر تبعا لحالته البدنية والنفسية وللظروف التي تجري فيها الملاحظة . ففي حالة الإبصار مثلا وجد أن العتبة المطلقة تختلف تبعا لاختلاف لون الضوء ومدة تعرض العين للضوء وحالة تكيف العين. فلكى تستثار حاسة اللمس فى أطراف الأصابع بالضغط مثلاً، لا بد لها من ثقل يزن ثلاثة جرامات على السنتميتر المربع. وكى تتنبه حاستا الذوق والشم بطعم ما أو رائحة، لا بد من مزج كميات محدودة منهما في مقادير معينة من السوائل المائية أو الهوائية. وكذلك يحتاج تنبيه حاسة البصر لضوء ما، يقع طول موجة شعاعه بين 390-670 ميلليمكرون(البنفسجى و الأحمر ). وكي تتنبه حاسة السمع لصوت ما، لا بد أن تقع ذبذبات موجاته بين (20و 20000) ذبذبة في الثانية. العتبة الفارقة العتبة الفارقة : أقل قدر من الزيادة أو النقصان نستطيع الإحساس به . وكما يلزم أن يوجد قدر أدنى من الطاقة حتى يحدث الإحساس فكذلك يلزم أن يوجد قدر أدنى من الفرق في شدة منبهين حتى يمكن التمييز بينهما . ويطلق على القدر الأدنى من التنبيه اللازم للتمييز بين منبهين العتبة الفارقة . فيجب أن يختلف وزن ثمرتين من الطماطم بقدر معين حتى يمكن أن نميز الفرق في وزنيهما فالعتبة الفارقة إذن هي مقدار التغير في الطاقة اللازمة للإحساس بالفرق بين المنبهين ويرى بعض العلماء أن العتبة الفارقة تميل بوجه عام إلى أن تكون مقدارا ثابتا . وهي تقدر عادة بنسبة ثابتة من شدة المنبه . فإذا فرضنا مثلا أنك تحمل في يدك شيئا يزن 100 جرام فإذا كان من الضروري أن تضيف جرامين حتى تحس بأن وزن الشيء قد زاد فإن العتبة الفارقة في هذه الحالة هي 2 جرام أى 1/ 50. لكن فريقا آخر يري أنه يصعب تحديد نسبة ثابتة بسبب تدخل بعض العوامل . العوامل المؤثرة في العتبة المطلقة والعتبة الفارقة 1- الدافعية : يختلف إحساس الفرد بالمثير باختلاف دافعيته تجاه هذا المثير . ففي حالة الشبع لن تثير الفرد أنواع الأطعمة الموجودة بالشارع عكس الحال عندما يكون الشخص جائعا. 2- احتمالية حدوث المثير : توقعنا نتيجة خبراتنا بحدوث مثير معين يجعلنا نكتشفه بسرعة . أما إذا انخفض هذا التوقع فإن الشخص يوجه طاقته إلى مثيرات أخرى ، ويتجاهل المثير الذي كان يتوقعه. وعليه فقيمة العتبة تتغير تبعا لاحنمالية حدوث المثير. 3- المثيرات الرذيلة (العارضة) : بعض المثيرات التي نتعرض لها قد تكون دخيلة أو غير مناسبة ، وليس لها علاقة بأهدافنا مما يتسبب في حدوث تشويه وتعويق يؤثر على قدرتنا على إكتشاف المثير. العتبة القصوىعتبة عليا افتراضية يعجز العضو الحاس عن التأثر بها إذا وصل إليها ... ولم يتوصل العلماء إلى معلومات دقيقة عن تحديد العتبات القصوى: لان اقتراب المثير من مستوي العتبة القصوى يجعله مؤلما كما انه قد يؤذي عضو الحس. فالنظر لقرص الشمس بالعين المجردة على سبيل المثال يوقع الضرر بالعين والتعرض لأصوات الطائرات المستمر ودوى الانفجارات يؤذى الأذن . حاسة الإبصار العين هي عضو البصر، لها شكل كرة وموجودة داخل المحجر، وبالرغم من صغر حجمها، فإنها عضو معقد: إنها تدرك الأشكال والحركات والنتوءات والألوان واختلافات الإضاءة. تلتقط العين الصورة كآلة التصوير والاثنان يعملان بنفس الطريقة تقريباً. حيث يدخل الضوء إلى مقدمة العين عبر غشاء شفاف هو القرنية، محاط ببياض العين، وخلف القرنية توجد القزحية وهي حلقة ملونة (أزرق، أخضر، بني...), وبين القرنية والقزحية يوجد سائل يعرف بالرطوبة المائية، ويوجد في وسط القزحية ثقب أسود هو البؤبؤ. يتقلص البؤبؤ حتى يجنبنا الانبهار عندما تكون أشعة الشمس قوية ويتسع عندما يخف النور، ويمر الضوء بعد ذلك عبر العدسة ثم عبر سائل آخر يعرف بخلط العين، وأخيراً تسقط الصورة في قعر العين على غشاء هو الشبكية، يمكن مقارنته بالفيلم داخل آلة التصوير. تحمي الجفون والأهداب العينين. حيث يوجد غشاء رقيق شفاف غير منظور يعرف بالملتحمة، يغطي داخل الجفون وبياض العين، وتوجد غدد صغيرة تحت الجفون تفرز الدموع بشكل مستمر وبفضل رفّ الجفون تنتشر الدموع في طبقة منتظمة على العين مما يمنع جفافها. مسار الإبصار تنتقل الصورة المتكونة على الشبكية بعد ذلك إلى الدماغ بواسطة العصب البصري. وهنا تسقط الصور على منطقة في قشرة الدماغ موجودة فى مؤخرته تعرف بالمساحة البصرية، وبما أن كل عين تلتقط صورة مختلفة قليلاً عن الشيء المنظور فإن الدماغ يجمع المعلومات الواردة من كل عين بغية إعادة تشكيل الشعور بالنتوءات. حاسة السمع : يتكون الصوت من اهتزازات لجزئيات الهواء التي تنتقل في موجات، ثم تدخل هذه الموجات إلى الأذن، حيث تتحول إلى إشارات عصبية ترسل إلى الدماغ الذي يقوم بدوره بترجمة هذه الموجات إلى أصوات. وللأذن وظيفة أخرى بالإضافة للسمع وهي حفظ التوازن، فهي تحتوي على أعضاء خاصة تستجيب لحركة الرأس فتعطي الدماغ معلومات عن أي تغيير في وضع الرأس، فيقوم الدماغ ببعث رسائل إلى مختلف العضلات التي تحفظ الرأس والجسم ثابتين، كما هو في حال الوقوف أو الجلوس أو السير أو أي حركات أخرى. أجزاء الأذن : توجد أذن على كل جانب من رأس الإنسان وتمتد الأذن إلى بعد عميق داخل الجمجمة، وتتكون كل أذن من ثلاثة أجزاء رئيسية هي: الأذن الخارجية والأذن الوسطى والأذن الداخلية. الأذن الخارجية: تتكون من جزئين هما: الصيوان وقناة السمع الخارجية. قناة السمع الخارجية: هي الفتحة التي ترى بالنظر المباشر إلى الأذن، وهي طريق يؤدي إلى طبلة الأذن ويحتوي الجلد في الثلث الخارجي منها على شعر، وغدد عرقية، وغدد أخرى تفزر مادة صمغية تسمى شمع الأذن وهو يساعد على حماية الطبلة بالتقاط الأوساخ التي قد تتجمع حولها. وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان تدخل الطبيب للتخلص من هذا الشمع المتراكم، وينبغي ألا يحاول أي شخص إخراج هذا الشمع بنفسه باستعمال بعض الأشياء الصغيرة مثل أعواد الثقاب إذ قد يؤدي ذلك إلى تمزق الطبلة المسار الحسى السمعى: 1- تصدر موجات صوتية من مصدر الصوت. 2- تعبر موجات الصوت عبر قناة الأذن الخارجية وتصطدم بطبلة الأذن. 3- تهتز طبلة الأذن ثم تنتقل ذبذباتها إلى عظيمات دقيقة الحجم موجودة بالأذن الوسطى. 4- ترسل تلك العظيمات الذبذبات إلى القوقعة، وهو عضو يشبه في شكله الدودة ذات القوقعة التي نراها في الحدائق وتوجد في الأذن الداخلية، حيث تتحرك الذبذبات في دائرة. 5- تهتز شعيرات دقيقة بالقوقعة فتشكل إشارات في العصب السمعي. 6- تنتقل الإشارت عن طريق العصب السمعي إلى مراكز السمع بالفص الصدغي بالمخ، حيث تتم ترجمة الأصوات وهنا يتم التعرف على الأصوات. الحواس الكيميائية :الشم والتذوق: الشم والذوق حاستان تستثاران من خلال مثيرات كيميائية حيث تقوم المستقبلات هنا بتحويل الطاقة الكيميائية إلى فعل أو نشاط ينتقل عبر المسارات العصبية إلى مناطق معينة من المخ حيث يتم تسجيلها كروائح أو مذاقات . حاسة اللمس: تسمى هذه الأنواع خلايا اللمس وتوجد في الجلد وفي الغشاء المخاطي. ويوجد أحد أنواع هذه الخلايا بالقرب من مناطق الشّعر بينما يوجد نوعٌ آخر بالقرب من المناطق التي لا يوجد بها شَعر، كما يوجد نوع ثالث في أعماق أنسجة الجسم الرقيقة. ويَحْدُث التهيج عندما تُلامس الأشياء أعضاء الإحساس وتتسبب في إزاحتها عن مكانها، أو عندما تلامس الأشياء شَعرًا قريبًا من عضو الإحساس؛ عندئذ تحمل الأعصاب النبض إلى الدماغ. وتختلف حساسية اللَّمس من مكان إلى آخر في جسم الإنسان. ويحدث هذا الاختلاف لأن أعضاء اللَّمْس ليست مُنتشرة في الجسم بشكل متساوٍ وإنما توجد بشكل عنقودي. ويزداد الإحساس باللمس حينما يَكثر عدد الأعصاب. ويمثل طرف اللسان قمة الإحساس باللَّمْس، بينما يمثل ظهر الكتف أضعف أجزاء الجسم استجابة للّمْس. وتُعتبر أطراف الأصابع وطرف الأنف من الأجزاء البالغة الحساسية. حاسة التوازن : مستقبلات الاتزان توجد في الأذن الداخلية وتتكون من ثلاث قنوات شبه دائرية والجيوب الدهليزية ، تحتوي على خلايا شعرية تستجيب للتغيرات في وضع الجسم بواسطة السائل الموجود في هذه القنوات حيث يتحرك مع تحركات الجسم مستثيرا المستقبلات التي تستجيب لوضع الجسم واتجاهه

 

د. صلاح الدين السرسي 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.