البرمجة اللغوية العصبية (6)
في الجزء السابق من هذه السلسلة ذكرنا تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية في العلاج. ونواصل الحديث في هذا الجزء عن تطبيقاتها الأخرى.
ثانياً: حل المشكلات الإجتماعية:
وهذه التقنيات لا بد أيضاً من تطبيقها من قبل مختص في الطب النفسي أو علم النفس العيادي أو أخصائي إجتماعي. ومن أمثلة هذه التطبيقات ما يلي:
1. تحسين العلاقة الزوجية وحل المشكلات العائلية وخلق الجو الأسري المعتمد على الألفة والود والتناغم بين أفراده.
2. علاج حالات التعلق التي تحصل بين بعض الشباب والفتيات وإدمان الإنترنت والصور الخليعة والمواقع الإباحية ... إلخ
3. المساهمة في إعادة تأهيل ضحايا الحروب والكوارث والجرائم كالإغتصاب ... إلخ
4. التخلص من الرغبات القهرية التي يصعب على صاحبها التخلص منها مثل السرقة والمقامرة ... إلخ.
ثالثاً: تطوير الذات:
1. القدرة على التخطيط السليم للوصول إلى أهداف أعلى في الشخصية أو المهنية ... إلخ
2. تحسين الأداء في الرياضة وجوانب القدرات الجسمية المختلفة.
3. تحسين القدرة الخطابية والإلقاء والتخلص من خوف المنصة.
4. تحسين الأداء في التفاوض بين الأفراد والجماعات وعالم الأعمال التجارية.
..............................
كل التطبيقات التي ذكرت سالفاً هي قائمة في الحقيقة ولكنها بشكل عشوائي غير منظم مما أتاح الفرصة للكثير من النقد الذي أخذ مساحات كبيرة في الصحف العامة والمنتديات على الشبكة العنكبوتية والبرامج التلفزيونية وألفت فيه الكتب.
الممارسات الخاطئة:
من الممارسات الخاطئة للبرمجة اللغوية العصبية في مجتمعنا العربي ما يلي:
1. إتاحة الدورات لكل من هب ودب وذلك بهدف الكسب المادي والإثراء من خلال مداعبة عواطف البسطاء أو المحبطين أو المرضى. لا يخفى أن تكاليف هذه الدورات باهظة ولذلك فقد استفاد منظمي الدورات المختلفة من الدعاية لها وكأنها حلاً لكل المشكلات النفسية والجسمية والإدارية والأسرية وغيرها.
عدم اقتصار هذه الدورات على فئة معينة كان أحد وسائل الربح السريع بغض النظر عن ما يمكن أن يأخذه المتلقي في المقابل. وفي ما يلي إعلان يوضح ذلك:
ويلاحظ في الإعلانات الخلط بين التطوير الذاتي وفن العلاقات الإنسانية والأسرية والعلاج من المشاعر المؤلمة دون تحديد وزيادة الثقة بالنفس. كما يلاحظ أن المدرب يذيل عادة لاسمه بعبارة "ممارس في العلاج بخط الزمن والعلاج الإيحائي".
2. التسويق لهذه الدورات كان بحد ذاته فناً لا يمكن إنكاره. وقد كانت السياسة أن يتلقى المتدرب دورة لا تتجاوز الأيام القلائل يعطى بعدها دبلوماً في البرمجة اللغوية العصبية. وفي تسمية هذه الشهادة دبلوماً نوع من الإيحاء أو الإيهام للناس بالدبلومات المعترف بها نظاماً والتي لا تقل عن سنة كاملة. وما هذا الدبلوم إلا طعماً يجذب الدارس للتسجيل في الدورات اللاحقة (مساعد ممارس، ممارس، ممارس متقدم، مدرب) وكلها ألقاب لم يفت المسوقون لهذه الدورات التدقيق في اختيارها.
3. استغل البعض هذه الدورات لإيهام الناس بأنها تعالج أو تقي من الأمراض النفسية أو العضوية وتم الإعلان عنها بذلك في الصحف المحلية لجذب شريحة المرضى الذين يبحثون عن الحلول السريعة ويحلمون بالتخلص من معاناتهم دونما جهد يذكر من مراجعة طبيب أو استعمال دواء. ويتضح ذلك من إعلانات أجيزت من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني.
إنتهت هذه السلسلة وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد..
مقالات السلسلة :
أ.د . عبدالله السبيعي