نافذة جوهاري في العلاقات مع الآخرين
نافذة جوهاري هي نموذج اتصال ، يمكن استخدامها لتحسين التفاهم بين الأفراد داخل فريق أو مجموعة. و وضع هذا النظام (جوزيف لوفت) و(هاري) ، فكلمة "جوهاري" من (جوزيف لوفت) و(هاري) ، واليك شرح هذه النافذة:
1.المنطقة العمياء أوالذات العمياء:
نحن قد نتحدث بطريقة معينة , أو بلهجة معينة , وعلي وجوهنا تعبير ما , نحن لا نري ذلك التعبير ، ولكن الناس يرونه ويدركونه ، وفي واقع الأمر أن سلوكنا يؤثر في كيف يرانا الناس ، وبالتالي يؤثر في كيفية تعاملهم معنا .
يعني ذلك أني أثناء حديثي مع الناس قد أرسل لهم رسائل غير لفظية , مثل حركات اليد والجلسة وتعابير الوجه ، وهذه الرسائل ستجعلهم يرونني بمنظار ما ، ويقدرون أمراً ما بخصوصي . وقد يخفى الأمر علي (لأنني لا أري ما أفعل).
باختصار هذه المنطقة العمياء , لا يمكن تجاهلها أو التقليل من أثرها عند تعاملنا مع الناس في الحياة وفي المنزل وبين الأصدقاء وعند التفاوض مع الآخرين للوصول إلي ما نريد.
هذه السلوكيات العمياء – أي غير المعروفة لنا في الوعي – هي سلوكيات منقولة ومنسوخة من أناس ما في حياتك الماضية لما كنت صغيراً .
( لقد نسختها بدون وعي لذلك قد لا تدركها عندما تكبر حتى يلفت انتباهك إليها).
2. منطقة القناع أو الذات المخفية:
هي الأمور التي تدركها أنت عن نفسك ولكن لا يدركها أو يفطن إليها الآخرون , وهي داخل مجال رؤيتنا ونظرنا ولكننا نختار ألا نشارك الآخرين فيها .
وكرد فعل لبعض تجارب طفولتنا ، قد نكون تعلمنا أن نجمع مشاعرنا وأفكارنا وتخيلاتنا ، عندئذ فإن ذاتنا تلبس قناعاً ، أو أقنعة تضع واجهة , ولا يعرف الآخرون كيف تشعر .
إن خوفنا من الناس أو عدم معرفتنا بهم لقدر كافي يجعلنا نخاف أن نقول لهم رأينا فيهم أو في الحياة أو فيما يفعلون أو فيما يقولون .
وبالتأكيد هناك الكثير الذي نختار أن نحتفظ به لأنفسنا ، ولكن أحياناً المخاطرة والانفتاح وفتح الصدر والتعبير عن الذات هو أنفع وسيلة لكي نحل مشاكلنا مع الآخرين.
3. منطقة المجهول أوالذات الخفية:
هي الأمور التي لا يعرفها أحد حتى أنت , فالكثير من دوافع أفعالنا ومشاعرنا و سلوكياتنا عميقة مجهولة لا يعرف أحد ولا نحن ما يحدث , وأحيانا نشعر أو نعلم بها مخفية في أحلامنا ، أو مخاوفنا العميقة .
هي الأفعال والمخاوف والدوافع والمشاعر تبقي مجهولة وغير واضحة حتى نسمح لها بالطفو علي السطح .
التداخل مع الناس , دخول التجارب , تغير السكن العمل , السفر ... هذه أمور تظهر ما خفي لدينا من مواهب وطاقات .
وكذلك تحليل النفس ... وسؤالها : أنا لماذا كذا وكذا بالأمس ؟ سؤال النفس وتحليلها كل يوم قبل النوم ، هذه الأمور وغيرها تساعد علي معرفة دوافعنا الخفية.
4. المنطقة المفتوحة أوالذات المنفتحة ( منطقة النشاط الحر):
وهي التصرفات والمشاعر والدوافع التي تدركها وترغب أن تشارك الآخرين.
أحيانا ما نكون صرحاء ومنفتحين ومشاركين , ويكون جلياً لي ولك ماذا نفعل وماذا نريد من بعضنا البعض .
وما هي مشاعري وما هي مشاعرك ؟
وما هي الدوافع ؟ عندئذ نقول أن ذاتنا المنفتحة واعية وراغبة في المشاركة .
هذه المنطقة في سلوكياتنا وإدراكنا تزداد بازدياد الثقة بيننا وبين الطرف الآخر في العلاقة , وعندما يكون هناك تبادلاً مفتوحاً للمشاعر والمعلومات بيني وبين المجموعة والزملاء والأصدقاء والزوجة أو الزوج تزداد حينئذ منطقة النشاط الحر .
عموما كلما صغرت مساحة الذات المنفتحة , دلت علي ضعف وسوء اتصالنا بالآخرين ، وكلما كبرت منطقة النشاط الحر , أو منطقة النفس الحرة الطليقة المنفتحة استطعنا أن نعمل سوياً مع الآخرين بسهولة ويسر , وتنساب الأفكار والمشاعر , وتتوحد الجهود ، ويجد كل طرف أن من السهل عليه أن يشارك .
نافذة جوهاري طريقة حديثة للتعرف على الذات وأبعادها، أعدّها أو شرحها جوزيف لوفت Joseph Luft 1969K وأطلق عليها نافذة جوهاري (Johari Window)، وتضمنت هذه النافذة أربع نماذج خاصة للتعرف على النفس ، وهي /
1 ـ المنطقة الحرة (المفتوحة): تتضمن المنطقة الحرة Free Area كل شيء يعرفه الفرد عن نفسه وكذلك الآخرون، ومنها يعرفون سلوكه وإتجاهاته. وتتضمن قيم الفرد ، مميزاته ، شخصيته ، إدراكه .
2 ـ المنطقة العمياء:
تتضمن المنطقة العمياء Blind Area مواقف الفرد تجاه الآخرين في الوقت الذي يكون الفرد لا يعرف عنها شيئا. ومنها تفسيرات الآخرون لسلوكيات الأفراد ، أو صعوبة اتصالهم معهم بمسببات لايعرفها هو.
3 ـ المنطقة المخفية (القناع):
في المنطقة المخفية Hidden Area يعرف الفرد عن نفسه أشياءا لا يشرك الآخرين في معرفتها لأسباب عديدة منها الآداب الاجتماعية والأخلاقية.
4 ـ المنطقة غير المعروفة (المجهولة):
تتضمن المنطقة غير المعروفة Unknown Area الأشياء التي لايعرفها الفرد عن نفسه، ولا الآخرون يعرفون ذلك ، وهي ماتفسّر سلوك بعض الأفراد سلوكا لايعرفون مسبباته. هذه النافذة موجودة لدى جميع الأفراد ولكنها بدرجات متفاوتة.
هناك من يكون مفتوحا للآخرين ويشاطرهم مشاعرهم وتكون المنطقة الحرة لديهم واسعة، والمنطقة الثانية ضيقة ،والبعض الآخر تكون لديهم المنطقة الحرة ضيقة والمتحفظة واسعة عندها يخفون أشياء كثيرة عن أنفسهم ولا يظهرونها للآخرين.
كأول خطوة لي هنا، و استنادا على ماتمّ نشره في أول الموضوع عن نافذة جوهاري والتي تلخّص دواخلنا في 4 أجزاء أو مداخل لشخصية الفرد،
والتي حدّثتنا عن النقطة المجهولة، أو لنسميها النقطة السوداء ، أو كما يطيب لي تسميتها "مغناطيس العلاقات ـ الخفيّ".
شرح جوهاري النقطة المجهولة أو غير المعروفة بأنها الجزء المعتم من الذات الداخلية ، والذي ليس بمقدورنا معرفته، كما أنه ليس بإمكان الآخرين النظر إليه أو فهمه.
لنأتي على رؤيتي الشخصية، والتي لا أعلم هل سبقني أحد بها أم لا، لكن مايعنيني بالضرورة هو قناعتي التامّة بما سأدرجه حول هذا الموضوع.
يقول جوهاري:
أنها نقطة لا نعرفها ولايعرفها الآخرون عنّا.
وأقول: أنها مغناطيس العلاقات ، بمعنى أنها الجزء الغير مكتمل من شخصياتنا والذي لا نعلمه أو ندركه ، ونحتاج إلى أفراد يكملونه كلعبة المكعبات الصغيرة. هي ببساطة الأشياء التي نتمناها في أنفسنا وليس بمقدورنا إدراكها ، ويسعى عقلنا اللاوعي لاكتسابها أو لترميم الجزء الناقص بإيجاد العلاقات لتكتمل الذوات الداخلية.
لم يوجد تفسير منطقي عقلي للصداقة، ولا للحب ، ولاحتى للإنجذاب. قد نقول أن ماجذبني إلى فلان أو أحببت فلانا لهذا السبب ، استنادا على جاذبية النقطة المجهولة نستطيع أن نعدّ هذا السبب. أنه ليس السبب الحقيقي، وقد يكون، لكن الجزء المعتم عمل كالمغناطيس وجذب كل ماينقصنا على هيئة أصدقاء وأحبة تَكمل بهم حياتنا وقبل ذلك ذواتنا التي لم نعرفها.
المعروف أو لنقل المنطقي أن أرواحنا أو ذواتنا الداخلية شكلها أو هيئتها كالبناء ، وحتى نكون أكثر دقّة لنقل أنها كلعبة المكعبات الصغيرة والتي يلزم أن نضع كل جزء في مكانه الصحيح، وألا يأتي جزء مكان آخر ، أو يوضع في مكان لا يناسبه حتى لا يختل البناء أو يظهر بصورة بشعة ،
لهذا خبراتنا تضاف تلقائيا وبدون شعور منّا حتى تكمل بنيتنا الداخلية والتي قلت أنها تعمل كما المكعبات ، كل شيء حسب مكانه الصحيح والمناسب.
هذا إن كان الحديث عام عن الخبرات والنقطة العمياء أو النقطة المفتوحة ، أو حتى القناع. لكن في نظام العلاقات ، ولأن الإنسان جبل على نقص ، لم يستطع أن يكمل بنيته الداخلية في منطقته المجهولة لأنه لم يستطع تحديد الاحتياج ،فعملت تلك المنطقة كالمغناطيس ، وجذبت ما أمكنها اجتذابه من أصدقاء وأحبة ، بعيدا عمّن تربطنا بهم علاقتي الدم والمصاهرة. وذلك مايفسّر انجذابنا لبعض من تربطنا بهم هاتان العلاقتان ونستطيع تسمية الرابط التوافق أو الامتزاج أو حتى الانجذاب. بإمكاننا اعتبار كل علاقة في حياتنا "شرخ داخلي أريد به ترميم " ، وقد نقول جميع العلاقات بلا استثناء هي شروخنا الداخلية التي لم نتمكن من معرفتها ،أو صعُب علينا الوصول إلى ماهيتها ، وقد نكون علمناها لكن جُذبنا إلى آخرين بدون شعور منّا
نافذة جو هاري الشخصية:
سميت بهذا الإسم من دمج أسمي الشخصين الذان اخترعاها وهما جوزيف لوفت وهاري إنقهام. ويعتبر هذا النموذج واحدا من أهم النماذج التي تختص وتصف عمليات التفاعل الإنساني. وقد تم أخذ المسمى لإن شكل النموذج يشبه شكل النافذة ومكونة من أربع مربعات كما بالشكل الموضح أدناه. ويقسم جو وهاري الوعي الشخصي إلى أربعة أنواع مختلفة، ممثلة بالمربعات الأربعة التي تشكل النافذة.
1- الميدان العام Open Arena
2- النقطة العمياء Blind Spot
3- الأسرار Hidden Area
4- المنطقة المجهولة Unknown Area
وفي هذا النموذج، كل شخص منا تمثله نافذة خاصة به.
وسأشرح كل واحدة منها وكيفية الاستفادة من هذا النموذج لكي تساعد في زيادة الوعي الشخصي وعملية التفاعل مع الآخرين.
القسم الأول: الميدان العام
ويمثل هذا الجزء الأمور التي أعرفها عن نفسي وكذلك يعرفها الناس عني، ومثال ذلك، اسمي، هواياتي الخ... ويمكن أن يتضح من تفاعلي مع الآخرين أيضا أمور أخرى مثل الأمور التي أحب أو أكره وكلما تفاعلت مع الآخرين أخذوا يعرفون عني أمورا أنا أعرفها عن نفسي كعاداتي وأسلوبي الظاهر. وكلما زاد التفاعل مع الاخرين كلما زادت مساحة الميدان العام إما نزولا أو إلى اليمين مما يجعل الكثير من المعلومات تكون في الميدان العام.
القسم الثاني: النقطة العمياء
وهذا المربع يمثل الأمور التي يراها الآخرون في شخصيتي وسلوكي ولكن ليس لدي وعي بها. ومثال ذلك، لنفرض أنه لدي عادة عدم المحافظة على الاتصال بالعين أثناء الحديث مع الآخرين، وأن العديد من معارفي يعلمون هذا الأمر عني وأنا غير منتبه لهذه العادة. وربما يتجنب الكثير منهم إخباري بالأمر إما لشعورهم بالإحراج من ذلك أو خوفا من إحراجي فتكون هذه العادة مجهولة بالنسبة لي. وقيسوا على هذا المثال أي أمر موجود في الشخص كثير من الناس يعلمون فيك هذا الأمر ولكنك لاتعلم ذلك عن نفسك.
ولكي يكون الاتصال الإنساني في ذروة الفعالية يجب استخدام أسلوب التغذية الراجعة ونقصد بذلك أنك تساعد الشخص على اكتشاف نقاط الظعف لديه وبذلك ننقل المعلومات من هذه المنطقة إلى الميدان العام.
ويجب الانتباه الى استخدام التغذية الراجعة بطريقة فعالة وإلا سيعتبرها المتلقي على أنها انتقاد وفي هذه الحالة تتدهور العلاقة الانسانية وتتحول إلى دفاعية أو هجومية، بمعنى أن رد الشخص قد يكون شيئا مثل " لا لا لا هذا الأمر غير صحيح" وهذه هي الدفاعية
أما الهجومية وتكون مثلا" ومنهو أنت علشان تنتقدني، أصلا انت منت كفو"
القسم الثالث: منطقة الأسرار
وهذا المربع يتمثل في الأمور التي أحتفظ بها لنفسي ولايعرفها الآخرون عني.
ويمكن من خلال مايعرف بأسلوب كشف الذات وهي العملية التي تسمح من خلالها للشخص الآخر بالتعرف على الأمرين الوحيدين الذان لايمكنه أن يتعرف عليهما وهما " كيف أشعر وكيف أفكر" بموضوع معين.
بمختصر الحديث عملية كشف الذات هي العملية التي تشارك بها مشاعرك وأفكارك مع الشخص الآخر ويجب أن تكون عملية إفصاح بمعنى أنك أنت الذي تفصح عن أسرارك للشخص الآخر وليس أن يكتشفها هو عنك. وتهدف هذه العملية إلى كسب ثقة الطرف الآخر وأن يكشف هو أيضا عن ذاته لنقل المعلومات من هذه المنطقة وتصبح في الميدان العام.
طبعا تعتبر هذه العملية أي عملية كشف الذات عملية تنطوي عليها خطورة كبيرة حيث أن المعلومات التي افصحت عنها قد تستخدم ضدك لذلك يجب أن تكون حذرا في مشاركتها ويجب أن يكون المعيار هو الزمن وعامل الثقة قبل أن تغوص بعمق في سرد أسرارك وإلا كان الندم نصيبك.
القسم الرابع: المنطقة المجهولة
ويمثل هذا المربع الأمور التي لاأعلمها عن نفسي وحتى الآخرون لايعلمون بوجودها وهي المنطقة الخفية الموجودة في أي شخص كان. ومثال ذلك المواقف التي تظهر فيها قدرات وأساليب وسلوكيات لم يكن الشخص يظن أنها موجودة في شخصيته وحتى الآخرون لم يظنوا أنها موجوده فيه ، والأشخاص الذين يتمكنون من التعرف على هذه المنطقة المجهولة عن أنفسهم عادة يكونون هم الأشخاص الذين يتفاعلون مع الآخرين في المربعات الثلاثة آنفة الذكر .