الأثار البدنية للانفعال والغضب

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الاثنين, يونيو 1, 2015 - 18:04
الغضب وهو أحد أبرز الانفعالات التي يتعرض لها الإنسان وهو أحد الأحاسيس التي تنتابنا جميعا . وهو ينتج عادة عن إيذاء عاطفي ويمكن التعبير عنه بأنه شعور سيء نحس به حين نتعرض لمعاملة سيئة أو أمل أو معارضة لما نعتقد به ونؤمن به أو حين نتعرض للفشل أو في الحصول على ما نريد أو حين نرى ما يعوقنا للحصول على ما نخطط له .
يختلف الغضب لدى الناس اختلافا كبيرا في عدة جوانب منه : كم مرة نغضب وكم هو حاد الغضب حين يحدث وكم هي شديدة المعاناة مع الغضب وكم يستغرق من الوقت و ماهو الحد الذي يبدأ معه الشعور بالغضب و ما هي المشاعر المصاحبة للغضب حين يحدث ..
بعض الناس يغضبون بشكل سريع ومتكرر وبعضهم نادرا ما يغضب والبعض يدرك أنه مصاب بالغضب والبعض لا يدرك ذلك بسهولة.
بعض الخبراء يرى أن الإنسان العادي يتعرض لنوبة غضب بمعدل مرة كل يوم وبعضهم يقول أن الإنسان قد يتعرض لعدد 15 نوبة غضب على درجات مختلفة مما يواجهه في حياته .
وبغض النظر عن عدد المرات من الغضب فإنه شعور لابد من أن يتعرض له الكل ويحتاجون للتعرف على كيفية التعامل معه ومعالجته .
الانفعال بالغضب وغيره يمكن أن يكون بناء أو مدمرا . فحين يتم التحكم فيه فإنه لن يكون له أية تبعات نفسية أو جسدية على صاحبه . إن الغضب حقيقة هو جرس تنبيه بأن شيئا ما غير جيد أو غير صحيح يحدث أو في طور الحدوث، وبالتالي يجب أن يكون الغضب دافعا للتغيير بايجابية وليس لتدمير الذات ، وعليه فإن الاستجابة لتلك التنبيهات هو ما يحدد مدى معاناتك وطريقة وأثار الغضب عليك.
إن لعدم التحكم بالغضب والانفعال المتكرر تبعات نفسية واجتماعية وآثار سيئة وهي آثار جسدية على صحة الجسد وسلامته من حالات الوفاة . ومن جانب أخر فان الآثار النفسية والاجتماعية مثل العزلة وقلة الأصدقاء وصعوبة التكيف مع الأوضاع الاجتماعية تخلف آثار جسدية وأمراضا بدينة أيضا  .
 
فسيولوجية الغضب
الغضب كغيره من المشاعر له علامات وصور نفسية وجسدية وهي عملية معقدة إلى حد ما وتتداخل فيها عوامل كثيرة . في الدماغ جزء معني بالتعرف على المهددات التي يتعرض له الإنسان وهو مسئول عن إرسال إشارات تنبيه للتعامل مع التهديد والاستعداد له كي يبقى الشخص بأمان . هذا الجزء يسمى بالانجليزية ( اميجدالا ) . وهو يعطي إشارات بالتحرك وعمل أشياء معينة حتى قبل أن ندرك خطورتها أو صعوبتها ( تحرك لا واعي ) مثل الهارب من الحريق يطأ على الجمر . وحين نتكلم عن تفاعلات الغضب فان على الإنسان أن يتأني ويتعلم كيف يتحكم في مشاعره ويدرك أبعاد ما يفعله قبل أن يقع المحظور .
بمجرد الشعور بالغضب تصبح العضلات مشدودة - يبدأ إفراز هرمونات ( كاتيكول امينز )في الدماغ ويؤدي إفرازه إلى الشعور بالطاقة والتحفز بدرجة كبيرة وهذا هو ما يجعلنا نشعر بحاجتنا للعمل بشكل سريع حين نحس بالغضب . ويحدث مصاحب لذلك ارتفاع في النبض وسرعة التنفس وارتفاع في ضغط الدم واحمرار للوجنتين وازدياد ضخ الدم في الأطراف. ويصبح الانتباه ضعيفا فيما عدا دائرة التهديد التي يتعرض لها الغاضب أو ما يظن انه تهديد . ومع استمرار النوبة تفرز هرمونات أخرى مثل أدرينالين ونور أدرينالين والتي تجعل التحفز واليقظة والانتباه وتفاعلات الدورة الدموية أكثر . لكن يحصل تدخل من قشرة الدماغ في ناصية الإنسان وهي تعمل على ضبط المشاعر والانفعالات و تصويب الرأي والتعرف على ما ينبغي فعله وما يجدر تركه .
لكن المشكلة أن الهرمونات تبقى معدلاتها مرتفعة لوقت أطول حتى بعد انقضاء نوبة الغضب وهذا ما يجعلنا عرضة للتهيج والغضب مرة أخرى حتى عند التعرض لسبب بسيط لا يشعرنا بالغضب عادة .
وهذا ما يجعل الإنسان باستمرار سريع الانفعال وهي ما نعنيه بقولنا (تدني عتبة الغضب ) ، ولهذا فإن الغضب هو عملية بدنية ونفسية ولذا فهو يؤثر على صحة النفس والبدن .
من الآثار البدنية للانفعال والشعور المستمر بالغضب أو العدوانية :
• أمراض شرايين القلب : حيث ثبت أن الرجال الذين لا يسيطرون على انفعالاتهم يتعرضون لنوبات القلب قبل سن 55 أكثر من نظرائهم . وفي دراسة أخرى وجد أن عامل الانفعال والغضب يوازي بل ربما يفوق عوامل خطورة القلب الأخرى مثل ارتفاع الكولسترول والتدخين والسكري وغيرها.
• ارتفاع ضغط الدم : إذ أن فقد القدرة على الاسترخاء وبقاء الجسم متيقظا لفترة طويلة بسبب مشاعر الانفعال يؤدي مع الوقت إلى ارتفاع مستمر في ضغط الدم .
 
• وبشكل عام فإن عدم التحكم في الانفعالات والشعور السهل والمتكرر بالغضب يؤدي إلى أمراض القلب والشرايين 5 أضعاف ما يحصل عند الناس العاديين .
• ضعف المناعة وتدني قدرة الجسم على مقاومة الأمراض .
• تهيج الأمراض الجلدية مثل الحساسية والصدفية .
• الصداع المزمن .
• اضطراب النوم .
• قرحة المعدة والشعور المتكرر بالحموضة وعسر الهضم .
• أمراض القلق التوتر والكآبة .
• تهيج الربو . 
• الآلام المزمنة غير واضحة السبب .
• الشعور الدائم بالإجهاد والإعياء المزمن وضعف القدرة على التحمل . 
 
                                                                        د. محمد بن عبد الله العتيق .
                                                                           المصدر : موقع المستشار
 
سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.