الرضاعة بالمفهوم النفسي
كاتب المقال: الإدارة
تعد فترة الرضاعة مرحلة هامة في حياة الطفل خاصة وأن تأثيرها يظل ملازماً للطفل طوال مراحل عمره ، وقد تعددت الدراسات والأبحاث الطبية التي تناولت فوائد الرضاعة الطبيعية على الأم والطفل معاً ، ومن هذه الفوائد التي ذكرتها الدراسات أن الرضاعة الطبيعية تقوى المناعة لدى الطفل ، وتحمى صحته من العديد من الأمراض التي ربما يتعرض لها ، وغيرها من الجوانب التي تفاجئنا بها الأبحاث يوماً بعد يوم ، غير أن قليل من هذه الدراسات اتجهت للبحث في أهمية الرضاعة وأثرها على الجانب النفسي للأم والطفل ، وهو ما نعرض له في مقالنا التالي:
سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.
التاريخ: الاثنين, يونيو 1, 2015 - 09:28
تعد فترة الرضاعة مرحلة هامة في حياة الطفل خاصة وأن تأثيرها يظل ملازماً للطفل طوال مراحل عمره ، وقد تعددت الدراسات والأبحاث الطبية التي تناولت فوائد الرضاعة الطبيعية على الأم والطفل معاً ، ومن هذه الفوائد التي ذكرتها الدراسات أن الرضاعة الطبيعية تقوى المناعة لدى الطفل ، وتحمى صحته من العديد من الأمراض التي ربما يتعرض لها ، وغيرها من الجوانب التي تفاجئنا بها الأبحاث يوماً بعد يوم ، غير أن قليل من هذه الدراسات اتجهت للبحث في أهمية الرضاعة وأثرها على الجانب النفسي للأم والطفل ، وهو ما نعرض له في مقالنا التالي:
- تعتبر الرضاعة الطبيعية من الجانب النفسي هي أول عملية احتواء حقيقي للطفل بعد الميلاد ، حيث تقوم الأم بإحاطة الطفل بذراعيها وضمه لصدرها ومن ثم فهي تمنحه من خلال الرضاعة شعوراً بالحب والحنان والدفء والأمان ..
- وتعتبر الرضاعة عملية انتقالية تدريجية تؤهل الطفل للتعرف على العالم المحيط من خلال الأم والاندماج فيه ، مع الاحتفاظ ببعض الخصائص التي كان يتمتع بها في رحم أمه وهي الاحتواء والدفء وسماع نبضات قلب الأم..
- من خلال الرضاعة فإن الأم توصل عدة رسائل لهذا الكائن الوليد وهي أن ثمة من يهتم به ويحتويه ويتقبله وعلى استعداد للوفاء بطلباته..
- كما أن الرضاعة تقرن ما بين الشعور بالشبع والشعور بالأمان والراحة وهو ما يرضي الطفل ويشعره بالأمان والاطمئنان..
- كما أنها تساعد في عملية الارتباط بين الطفل وأمه حيث يقترب منها ويشم رائحتها ، ويسمع ضربات قلبها وهو ما كان قد اعتاد عليه وهو في أحشائها مما يجعله يستكين ويهدأ.
- وقد وجد أن الرضاعة تساعد الطفل على تقبل ذاته لأن الأم تشعره أنها تتقبله وتلبي نداءه وتشبع حاجته أثناء الرضاعة ، ونحن نتقبل أنفسنا من خلال رؤيتنا لتقبل الآخرين لنا..
- كذلك فإن الأم حين ترضع صغيرها فهي أيضاً تتلمسه وتضع يديها أو خدها على جسمه ، وهى بذلك تؤهله للاستثارة اللمسية التي تساعده على إدراك الأجسام الأخرى ؛ فيهدأ حينما يربت عليه الآخرون ، أو يضحك حينما يداعب أحد جسمه ، وبالتالي فالاستثارة اللمسية أمر هام لنموه .
- والرضاعة تشبع حاجة الطفل للمص ، وهي الحاجة التي تعادل حاجته لتناول الطعام ، حيث تكون انفعالات الطفل الصغير التي ترافق عملية المص بالغة الأهمية ، ليس فقط من أجل تغذيته السليمة وإنما تعتبر عاملًا هامًا في تطور العلاقات الحميمة مع الأم ومنبعًا أساسيًا للأحاسيس العاطفية الإيجابية.
- كما أن الدراسات العلمية أثبتت مؤخراً أن للرضاعة الطبيعية أثر إيجابى على سلوكيات الطفل في المستقبل حيث تقلل من احتمالات أن يقع الطفل في براثن المرض النفسي ، أو أن يصبح الطفل عدوانياً أو متوتراً وصعب الترويض ، خاصة لو كان الجو الأسر هادئ ومستقر.
الآثار النفسية للرضاعة على الأم:
على الرغم من أن الرضاعة هي عمل تقوم به الأم قد يضطرها لبذل الجهد والتفرغ للطفل ، إلا أن للرضاعة آثاراً نفسية إيجابية عديدة على الأم ومنها:
- أنها تساعد على إفراز هرمون الأمومة خاصة عندما تحمل الأم وليدها بعد ولادته مباشرة..
- يجعل الأم تشعر بالرضا لأنها تحافظ على صحة ونمو طفلها ، وتشعر أنها تقوم بدور لا يمكن لغيرها أن تقوم به..
- وقد وجد أن الرضاعة تساعد الأم على التغلب على الاكتئاب الذي غالباً ما يصيب المرأة بعد الوضع .
- كما أنها تساعدها على توطيد الوشائج العاطفية بين الأم وطفلها ، والتي تتأتى من الفترة الطويلة التي تقضيها برفقته ملتصقة به طوال فترة إرضاعه.
- كما أن الرضاعة تؤخر حدوث حمل جديد خاصة في الأشهر الستة الأولى بعد الولادة ، مما يخلصها من قلق حدوث حمل جديد ويجعلها متفرغة لطفلها.
من أجل رضاعة نفسية آمنة:
- إن نجاح الرضاعة الطبيعية يتوقف على اللجوء للرضاعة الطبيعية فقط ، والابتعاد عن الغذاء الصناعي خاصة في الأشهر الأولى ، حتى ولو كانت هناك بعض المصاعب التي تواجه الأم في البداية ، فإن الاستمرار في الرضاعة هو الذي يساعد على استقرار عملية الرضاعة في المستقبل والقضاء على مشكلاتها..
- تخلصي من الشعور من أن الرضاعة حمل وواجب مرهق تتحملينه ، ولكنه عملية تواصل واتصال بينك وبين طفلك فاحرصي عليها وتهيئي لها بنفسية هادئة..
- حاولي أن تصاحب عملية الرضاعة مداعبة بينك وبين طفلك حتى يتعرفك ويتلمسك ، ويشعر بالحنان بين يديك ، ولا تنشغلي عنه أثناء فترة الرضاعة لأنه يقرأ ملامحك ويدرك مدى اهتمامك به.
- احذري أن تنهي عملية الرضاعة بشكل مفاجئ ، واتركي طفلك كي ينال جرعته الكافية من الغذاء ، ثم يتركك وحده حتى يشعر بمزيد من الأمان.
- إذا كنت امرأة عاملة فقد يشكل عملك حاجزاً أمام الاستمرار في الرضاعة الطبيعية ، ولكن بالتخطيط السليم والتصميم سيكون من الممكن دائمًا استمرار الرضاعة الطبيعية.
- لابد من الاهتمام بغذائك وصحتك أثناء الرضاعة حتى تتمكنين من الاستمرار فيها دون إرهاق أو معاناة..
- حاولي الابتعاد عن المشاحنات أو الشد العصبي خاصة قبل الرضاعة مما قد ينقل المشاعر السلبية من الأم للطفل ، ولكن حافظي على هدوئك قدر المستطاع أثناء الرضاعة.