قلبك بين المعالِج و المجتمع.
يُعرّف جرح القلب بأنه: ألم نفسي مزمن يجعلك تتجنب حتى التفكير به، فضلاً عن تقبُّلك أن يناقشك فيه أحدهم!. و السؤال الذي عليك أن تتساءل حوله:
هل يستطيع أي شخص في المجتمع أن يعمل عملية جراحية؟
حتماً ستجيب نفسك بالنفي.
منطقياً لا يعمل الإنسان عملاً إلا و له علم و خبرة فيه و إلا لفسدت الأرض!
و ليس سهلاً أن يكون الشخص مؤتمنٌ على الأرواح، فالأطباء على علوّ مؤهلاتهم و نَصَب عِلمهم ، لا يؤتمن منهم - بشكل مباشر- على الروح الا البعض
( أطباء الطوارئ و الجراحين و أطباء القلب و استشاريو الولادة)
كذلك القلب و جراحُه، من الظلم أن تُكلِّف نفسك مالا تطيق بكتمان الألم
فيستشري ضرره عليك ، حتى يعيق سير يومك..
و لا تسأل من حولك عن أمورٍ لو مرّت بهم لجهلوا التصرُّف الصحيح فيها
أنتَ الحكَمُ هنا ..
أي الإجابتان أكثر طمأنة لقلبك؟
إن اشتكى عضو من جسدك فسألت من يجاورك عنه و أعطاك احتمالاً له و شيءٌ من نصيحةٍ عُشبية مبتورة
أو استشرت طبيبك ففصّل لك في الألم و تعاملك معه.
كذلك ما تشتكيه نفسك من آلامٍ قد توقظك ليلاً
إن سألت عنها من حولك و يكونوا من عامة الناس و يفتقرون للعلم و الخبرة و الحكمة ، لن تستفيد كثيراً بل يُخشى عليك زيادة الضرر إن كانت النصيحة تحمل حلاً خاطئاً لما تعانيه.
النفس البشرية تركيبها معقد ، و سبحان خالقها الذي أقسم بها " و نفسٍ و ما سواها" و معلومٌ أن الله لا يقسم إلا بعظيم
و التعامل معها له علم مستقل
ليس بوسع الجميع أن يستنير به و ينيرك به بعد ذلك
و الأخصائي النفسي قضى ردحاً من عمره يطلب هذا العلم و يكتسب الخبرة في مشكلات الحياة
حتى اذا جئت تسترشده يرشدك بالشكل الصحيح
بدءاً من اليوم ضع صحتك النفسية في الأولويات:
- لا تكتم ألمك
- تخيّر من تستشير
- تذكر أن الوقاية خيرٌ من العلاج
و اعلم أن استشارة نفسية واحدة تفتح عينيك على أنوار وِجهتك، تختصر عليك ١٠٠٠ متراً من سيرك في الاتجاه الخاطئ.